على حافة الضياع
في داخلي مساحة صامتة
تعجّ بالضياع
العالم من حولي
يحمل الصدق
على أجنحة من الوهم،
لا يلمس عمق الروح
والقلب هنا لا يذبل…
بل يتراجع بهدوء
يتعلم الصبر
يحفظ دفئه
رغم الغياب المزدوج بالحضور
كمن يزرع ضوءه
في صمتٍ لا يراه أحد
لكنه يبقى
حيًا، صامدًا، صامتًا.
غريبة هي الحياة…
تسلبنا ما ظنناه أمانًا
وتتركنا أمام صمتٍ يختبر صلابتنا
فمن كان بالأمس امتدادًا لروحنا
قد يصبح اليوم غريبًا…
غريبًا حتى أن حضوره لا يصل إلينا
وأقرب ما يكون مسافة شاسعة لا نعرف كيف نعبرها.
تتساءل الروح:
كيف يتحول القرب إلى غربة؟
كيف يصبح من كان جزءًا من نبضنا
حاضرًا بلا دفء، بلا معنى،
مجرّد هيئة لا تحمل أثرًا في الداخل؟
ليس بالأخطاء الكبيرة دائمًا،
بل بالفتات الصامت الذي يترسخ مع الأيام
بالكلمات التي لم تُسكب
بالحب الذي صار شكلًا بلا مضمون
ومع كل هذا الصمت والألم…
تظل النفس أكثر حذرًا
والقلب يتسلح بالعناد
لا يتوقف عن النبض
الحياة ليست دائمًا كما نتوقع
و السعادة أحيانًا تلتزم الصمت
صغيرة، مختبئة في زاوية لم ننتبه لها
داخل هذا الصمت
في جوف هذا الانكسار
تتعلم الروح ألا تذعن للأوهام
ولا تلاحق من حضوره
أصبح غائبًا بالمعنى الحقيقي
بل تحفظ استقلالها عن كل ما يفتقر للصدق
وتحافظ على دفء الداخل
مهما بدا العالم قاسيًا وجافًا
القلوب الصادقة…
لا تنهزم، حتى لو أصابها خذلانٌ مرّ
تظل مباركة، صامدة
قد لا تكون مسامحة
لكنها مسالمة
تحمل نورها في داخلها
تسير بثقة رغم الظلال
وتعرف أن الصمود الحقيقي
لا يعتمد على الآخرين
بل على الصدق مع النفس
وعلى القدرة على الاستمرار
حتى لو ظل الحاضر غائبًا
يبقى القلب ثابتًا
يبقى القلب
حاضرًا في عمق الصمت
حاضرًا في عمق الذات،
حيث لا يراه أحد،
حيث يظل صادقًا، حيًا
رغم الضياع.
هالة بن عامر تونس 🇹🇳

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق