رحلة العمر
ارتفعت جوا لامست السحاب ! أحسست برعشة ورهبة
إنه خوف صعود المرتفعات .
نور وإشعاع من رب العالمين ؛ اخترق روحي ..
فشردت وهمت في ملكوت الله أرعى
وبضياء الشهب وأنوار قوس قزح أندهش
منظر والله أكثر من رائع ؛ سلبني الإرادة فتحت فاه
توقفت أنفاسي .. وتخبطت كياني ..
أصبت بصعقة كهربائية :
ما بين هذا العالم الجديد اللا منتهي
Fantastique
وعالم أمنا الأرض Reale
فشتان بينهما !؟
في العالم الفوقي تكون الحياة جميلة وبسيطة
غير مركبة ولا معقدة
فكيف لا ونحن ندنو من الكمال ..
الكمال لله وحده دون سواه !!
وأثناء تبصري وتحرك بؤبؤتي مقلتي وسط هذا السحر اللامتناهي ..
أحسست بأنني أصبحت زهرة أو برعوما صغيرا أو فراشة
تتباهى بألوانها وجمال زخرفتها !!
بأنني أولد من جديد ..
وأن الزمان والمكان قد توقفوا لينشدوا معي حب البقاء والتعايش والايخاء ؛ والسلم والسلام والمحبة والطمأنينة
ثم سرعان ما بدأت ذاكرتي تجلب من حوزتها قصة حياتي المريرة من الألف إلى الياء : فلاشباك
كما لو كانت هذه الأخيرة « قصة حياتي »
تساندني وتدعمني لأنها مثلي ..
قد ضاقت من ويلات الفقر والجهل والمرض ..
لماذا طرقت باب روحي أيتها المشاكل اللعينة وحتى وأنا هاربة تطاردينني ولو في تنايا نجوم السماء !؟
عاتبت قدري قليلا وابتسمت ابتسامة النصر والأمل
والإيمان بأن غدا سيكون أحلى وأجمل بإذن الله تعالى
ولو بعد حين ..
فيا قدري في لحظة غبطتي قتلتني !
باستدراج مشاكلي كذيول أبت أن تهجر مرقدي ومضجعي
وفي برهة زمنية تغيرت نفسيتي إلى حال أفضل .
حال التبصر والحكمة و والبحث عن المتمنيات العظام .
شكرا وحمدا يا جليل
يا ذو العرش المكين
حطت بي الرحال طائرتي العجيبة في أرض مباركة
انشرح لها صدري وارتوت معها ينابيع ودرر روحي وشراييني
إنها يا حضرات أرض النبي الكريم العدنان الأمين
صلاة الله عليه وسلم تسليما .
ابتسمت وأنا أرى عجائب ومكان قدسية المذهب النبوي الشريف ؛ وأتلو على موضعي كلمة الله أكبر
الله أكبر كبيرا .. الله أكبر كبيرا ..
أذرفت سيلا من الدموع
إنها يا غاليين دروة الإيمان وجلاء لحظة الحسم ووقت اليقين واطلالة الروح الإنسانية في أبهى صورها وتجلياتها !!
سبحت ومجدت وسجدت وصليت حبا وكرامة
وأنا كلي شوق وحنين لأعيد كرة هذه التجربة المذهلة الربانية
في يوم آخر أو عام آخر
إذا بقي في العمر بقية وفي النبض نفس !!
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
الأديبة والشاعرة : سلوى بنموسى / المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق