علينا أن نعترف أولا أن آفتنا ليست فقط النسيان كما قال المفكر نجيب محفوظ، وصحيح قوله
، فنحن العرب قوم سريعو النسيان قصيرو النفس وأعداؤنا يعرفون هذا ويراهنون عليه .
ولكن الوضع اختلف اليوم عن اكتشاف " نجيب محفوظ" العبقري فآفتنا العظمى هي الجهل، ولا أنكر أن آفة النسيان صفة عميقة في جينات العربي حتى انني اعتقد احيانا أننا نعيش بلا ذاكرة!،
لكن آفتنا ومصيبتنا الحقيقية التي تأكل عقولنا الآن هي الجهل.. نعم الجهل! واقول هذا لانه
في ظل توفر الكتاب مجانا ،وسهولة الوصول لامتلاك وسائل المعرفة ، يمكن ان يصح القول " ان الجهل بات إختيارا وليس قدراً .
وكما يبدو ..
فإن كلّ أمة ، تحملُ في دواخلها ، عوامل فنائها .وفنائها سيكون لاننا نعاني من الجهل للاسف نحن "امة إقرأ التي لا تقرأ"!
فالجهل اعمى اعيننا واورثنا العبودية :متى ندرك ان سرُّ الحرية يكمن في توعية و تثقيف الناس ، في حين أن سر الاستبداد يكمن في إبقائهم جاهلين قدر المستطاع"
ما أصعب أن ترى شعوبنا تعاني من هذا الوباء الخبيث، حيث يُغمى على أفرادها البصر عن الحقائق ويُغشي عقولهم عن المعرفة، فالجهل يُعد عدواً لا يرحم، يمتص أفكار الناس ويمحو آثار التفكير النقدي، مما يؤدي إلى تلاشي الثقافة وانحدار المجتمع.
ومع ذلك، فإنني مؤمن بأن العلاج لهذه الآفة المدمرة يكمن في قوة العلم والتعليم. إن تمكين الناس من المعرفة والتثقيف سيكون سلاحنا الرئيسي في مواجهة الجهل. علينا أن نستثمر في نظام تعليمي يُعلم الناس كيفية التفكير بشكل منطقي ونقدي، ويوفر لهم الفرصة لاكتشاف طاقاتهم الكامنة وتطويرها.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نتخذ إجراءات لمكافحة الجهل من جذوره
،نحتاج إلى حرب جديدة أسلحتها الكتب وقادتها أهل الفكر وضحاياها الجهل والتخلف .
يجب أن نعمل على تعزيز الوعي والثقافة العامة، ونشر المعرفة والمعلومات الصحيحة، ومكافحة الشائعات والأخبار المضللة والافكار السطحية الساذجة، يجب أن نعمل جميعًا بروح التعاون للقضاء على الجهل وتحقيق تقدم حقيقي في المجتمع،
فلنتحد في محاربة آفة الجهل، ولنجعل من العلم والتعليم أدواتنا الفعالة. إنها معركة صعبة، لكنها ليست مستحيلة. إذا تمكنا من القضاء على الجهل، فسنبني مستقبلاً أفضل وأكثر تقدمًا لأجيالنا القادمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق