الأربعاء، 15 مارس 2023

على هامش الإحتفاء باليوم العالمي للشعر *: بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش الإحتفاء باليوم العالمي للشعر *:

نحن نريد سلاما.كَي نتشبّع به روحيا ..ووجدانيا ..فكونوا-يا شعراء العالم-رسائلَ حب..وسلام..
" الشعر تعبير عن صوت الحب الذي تريد الأصوات الأخرى..أصوات البنادق والبارود والمشارط أن تخنقه وتكتمه داخلنا..فنغدوا سباتا عميقا.."
”الإبداع الشعري هو العلاقة الإنسانية الأكثر حسما،إلى درجة أننا لا نستطيع التصرف بإرادتنا معها”**
"أكتبوا شعرا-يا شعراء العالم-..كَي يفيضَ القلب..حبا وسلاما.." (م.المحسن)
مع الاحتفال في قادم الأيام القلائل :21 مارس 2023،باليوم العالمي للشعر،يكون هذا الإحتفال قد أكمل عقده الثاني،وترسّخ في الذاكرة القصيرة للسياسيين وصانعي القرار العالمي في منظمة الأمم المتحدة للثقافة التي أقرته سنة 1999.
إن هذا الاحتفال تأكيد على الحاجة إلى الشعر..
ومن هنا،دعوني أؤكّد،أنّ هذا الاحتفال،إنما هو تأكيد على الحاجة إلى الشعر،بل تأكيد على أن هذه الحاجة تتعاظم لما يشهده العالم في كل حين،وفي غفلة منا،من كوارث وحروب ونفثِ نارِ الحقد والكراهية والتعصّب هنا وهناك في جهات عديدة من هذا الكون الفسيح.
هي لحظات غفلة-سقطت سهوا عني..سهوا عنكم جميعا..
وقد يسهو فيها الإنسان عن صوت داخلَهُ..
والإحتفال بالشعر هو إنصات للصوت القادم من بعيد كي يستفز ذاكرةَ الإنسان..
كَي يمرَحَ في رحاب الذاكرة المثقَلَة بأوزار الحياة..وهموم الأزمنة المفروشة بالخيبات..
وهو-أيضا-الصوت الذي كلما علا وصدح إلا وصـــدحت معه مشاعر المحبة والسلام،فهو الصوت الداعي باستمرار إلى إنسانية الإنسان.وإلى تسامح البشرية على هذا الكوكب-اللعين-
الاحتفال هو تذكير بحاجةٍ ماسةٍ للشعر الآن،لما نشهده من دعوات للتفريق بين الإنسان وأخيه الإنسان،عبر وضع المتاريس وصنع حدود العار الواقعية والافتراضية في هذه الجهة..أو أمام هذا الوطن الممتد من أقاصي الشمال..إلى تخوم الجنوب..ومن البحر إلى البحر..
واليوم..؟
نحن-اليوم-في حاجة للشعر كي نمسحَ من على أكتافنا أدرانَ الدنيا..
كي نطهّر أنفسنا من دنس الركض خلف النفايات..
وإذن؟
كل فعل مبدع إذا،كل قصيدة،كل لحظة تكون فيها كلمة شعرية ما شعرا حقاً،تكشف وتفتتح شيئاً للذي يكتبها وشيئا للجميع شيء،وتكشف،في المقام الأول،أن المعرفة،والفهم،وحتى "الاشتغال،ليست العلاقة المباشرة التي يمكن تأسيسها مع وجودنا أو عدمنا.."***
كما لو كان الخلق،جعل الأشياء شعرية،سَوف يُعلِّمُ أيضًا ذلك: أن الإبداع أكثر أصالة من المعرفة،أعمقُ هوَّةً من الفهم،وأكثر قطعيةً من الفعل.
أكتبوا شعرا-يا شعراء العالم-..كَي يفيض القلب حبا..وسلاما..
محمد المحسن
*يحتفل باليوم العالمي للشعر في 21 آذار (مارس) من كل عام. وقد أعلنته منظمة اليونسكو عام 1999. والهدف من هذا اليوم هو تعزيز القراءة والكتابة ونشر وتدريس الشعر في جميع أنحاء العالم. في دورة اليونسكو التي أعلن فيها عن هذا اليوم، صُرّح بأن الهدف هو «تجديد الاعتراف وإعطاء زخم للحركات الشعرية الوطنية والإقليمية والدولية».
**المترجم المغربي خالد الريسوني.
***هوغو موخيكا: شاعر وباحث ومترجم أرجنتيني،ولد في أفيانيدا سنة 1942،وفرّ إلى الولايات المتحدة الأميركية في بداية الستينات من القرن الماضي،هاربا من الخدمة العسكرية الإجبارية التي كان يجب عليه أداؤها في وطنه الأرجنتين.
وفي نيويورك ارتبط بعدد من الفنانين التشكيليين الأميركيين الشباب،وهو ما قاده إلى التخصص في الفنون البصرية في جامعة نيويورك الحرة.
وما جاء في كلمته بمناسبة اليوم العالمي للشعر هو ما نجده مبثوثا في أعماله الشعرية الأخيرة، وخاصة في ديوان “ليلة مفتوحة” و”ظمأ في الداخل”، وديوان “في صمتٍ تقريبا”، و”الريح دائما”،وصولا إلى ديوانه الأخير “طينٌ عارٍ”
Peut être une image de 1 personne


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق