السبت، 18 مارس 2023

(فقيد الرحمة) الجزء الاول ــــــــــــ احمد عيسى


 (فقيد الرحمة)

الجزء الاول
نشأ الغلام علام فى أحضان الطبيعة الساحرة بزروعها الخضراء وحدائقها المترامية الأطراف وهوائها العبق الذكى حيث تقع قريته على أحد أوردة النهر العظيم الذى يمد مصر كلها بالخير والنماء.
ولد . تربى فى بيت متوسط الحال ووالده يشبعه هو وأخواته من كده وكفاحه فى حقله حيث يمتلك هو وزوجته الست (عيوشة)
بعضا من القراريط يعملون فيها يزرعون ويحصدون ليتسنى لهم تربية أولادهم.
غرس الشيخ (حمدان) فى ولده علام منذ الصغر حب الخير وحب الغير ورغم أن الشيخ حمدان لم يكن متعلما فهو يكاد أن يكتب إسمه عنوة إلا أنه يمتلك من خبرات الحياة الكثير والكثير فهو محب للخير فاعله محب للناس والجميع يوقرونه ويحترمونه.
ذاق الشيخ حمدان الأمرين لكى يرى ولدا من صلبه فخاض جميع تجارب الأولين من زيارة الأسياد والكى بالنار ودخول القبور وطرق باب العرافين ولم يحد عن هذا بل ولم يترك مسلكا إلا سلكه حتى رزقه الله بالبنين والبنات ولدين هما (طاهر)وعلام
وبنتين هما (لوزة)و(عايدة) وإنخرط الشيخ حمدان وزوجته في هموم الحياة وأعبائها طلبا لرزق يطعمان به أولادهما وغطاء يدفىء ليلهم.
والحق يقال إنه كان رجلاً صالحاً ما أغضب الله قط وزوجته الست عيوشة كانت فى صباها زينة بنات القرية وهى من عائلة ميسورة الحال ورثت عن أبيها أكثر مما ورث الشيخ حمدان ومع ذلك فهى مكدة فى حقلها وبيتها تستيقظ باكراً لتحلب بقرتيها ثم تشعل كانونها لتجهز إفطار الشيخ حمدان وأولاده وبعد الافطار يذهب الشيخ حمدان بأولاده إلى المدرسة الابتدائية بالقرية فجميعهم فى صفوفها المختلفة يتعلمون بها وهم محبون للعلم دائبون عليه خاصة ثالثهم علام حيث تصغره فقط عايدة.
تربى علام فى هذه البيئة واحب كتابه ودرسه ولا سيما اللغة العربية فكان يقرأ القصص فى مكتبه المدرسه ويحفظ كل النصوص الموجودة بكتابه المقررة وغير المقررة ثم انتقل علام إلى المدرسة الإعدادية وفيها ذادت حصيلته من اللغة العربية منتقلا إلى المدرسة الثانوية بالمركز
وبدء مرحلة الشباب واستمر علام على حبه لللغة خاصةً الشعر يقرأه ويحفظه ويكتبه خواطرا فيقرأه المقربون من الزملاء والاصدقاء فيثنون عليه.
هكذا تعلق قلب علام بالشعر والحب الجم لكل من حوله وانتقل إلى الجامعة وأتم دراسته الجامعية ثم التحق بالخدمة العسكرية فى أحد الأسلحة على الجبهة.
بقلمي احمد عيسى
يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق