الثلاثاء، 21 مارس 2023

تذكرة الموت بقلم الكاتبة زينب عياري

 

بمناسبة عيد الإستقلال أقول لتونس الخضراء
كل عام وانت وشعبك بألف سلام ...

تذكرة الموت

البحر والقهوة متشابهان
وبينهما خيط رفيع
وتذكرة الموت تلهو في السماء
كأوراق الخريف ترقب موعدها الأخير
ودمعة شاهدة في ساحة الطين
تنعت السؤال كنصب إغريقي
القهوة في الفنجان لا سكر ولا ألوان
خيّم عليها السّواد
على ضفافها بالونات حائرة
تلوذ بالفرار ... حزينة دكناء .....
كدماء الشهداء ........
ترسم وجوه الأحباب
البارحة كانوا هنا. ........
رحلوا مع آخر موجة
هاج البحر المذعور
يلطم وجه الأرض ...
يُسخط سلاحف مشوهة
مذ فقصوا على شواطئنا البيضاء
تطاير الزبد ..... يذِم صحفا مزيفة
يُحصي الذنوب من سرك بلادي
حام الحمام وغيم السحاب
أسراب .... أسراب ......
يُشيع من بعيد أولائك الأبطال ...
إلتفتُ ورائي أسال الغاب .. ..؟..
يا راعي الغنم : هل هناك صوب أسفل الجبل ...؟..
وأنين جسد مشحون بلا ملامح
يرجف للنيل من مسرح ولادتي ......!!..
يزحفُ نحو أرجل حارسة
وأعين تسكنها الشمس
تعشق التضحية ............
تضم البهاء تخط على التراب
أنا ووطني من بعدي ........!!...
هذه العيون الأكثر صفاء
جرس معلق على شفاههم
وأنفاس ناي ....
يروي الشِعر لوصف بلادي
جسد مشحون بالفحم والرماد
عيناه فارغتان يستعوذ من الحياة
يسخر من قبعة والدي
من شَعر أمي الطويل
وكيف تلد كل عام توأمين ...!!!...؟
من رحم الزرع الأخضر
تنضج مواسم الثمار
من كبد وطني أهزم الأعداء. ..
أدفن حزن أمي تحت ثوبي
أرش الجمر برذاذ قلمي ، أقاتل السراب ...
يا راعي الغنم أخبروني عن غزلان
في حديقة النعناع
دفعوا أرواحهم فدية البلاد
هل مروا من هنا .....؟...
هل سقطت التذكرة في عربة التاريخ
قال : رأيتهم فرسان
كانوا لتونس طوقا ومرسال
تحت أقدامهم نور من السماء
يشق الأرض يقول شهداء .....
حبيبي يا وطن ..... يا أبطال الوغى ..
إدهسوا راس التمساح
إقطعوا ذيل الفضيحة
من بحيرة قرطاج
هذه نصيحة " حنبعل "
لتونس الخضراء
لا الحبة ولا العمامة مسحا
دموع الأرامل واليتامى
أريد أرضي وجنتي المعلقة
وخمسون قرنا خلت بلا سنبلة
تحت سقف الشمس
في عمق الفضاء اللامتناهي
أضخ قصيدة وسؤال ...؟..
على صهوة الإرادة نمسخوا السماسرة
وتذكرة الموت لن ترحل سدى ............
بقلمي الشاعرة والكاتبة الفنانة زينب عياري
تونس 


🇹

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق