الأحد، 5 مارس 2023

بقايا إنسان في المحك /قصة /د.سلوى بنموسى


 بقايا إنسان في المحك /قصة

د.سلوى بنموسى
المغرب
أجسام منهكة تتبعها تنهدات قاتلة ؛ تتصاعد الزفرات
وتنخفض في جب مظلم
أرتال بالية ؛ ووجوه صفراء ؛ وأمعاء تتضور جوعا وأعين دامعة وأرواح عطشى لربها طمعى في تحقيق نوع من الارتياح
والبحث عن القليل من فثات الأرض فهل تراها تطلب الكثير ؟
إنها مفتاح صديقنا أحمد المسكين وحاله يحكي الكثير ..
يتعب بحثا عن عمل ليحضى بلقمة العيش في شمش محرقة لهيبها وبين ضجيج المارين والسائقين ؛ الهدوء منعدم في السوق يتعالى الضجيج وينفث السموم بالغبار والدخان الكثيف
ينظر للجميع ..يطلب خدماته ..
لا أحد يكترث لوضعيته
هناك فتاة في الجهة المقابلة تطلب العون يهرع إليها ..
ويضع القفة مملوءة عن آخرها بما تشتهيه الأنفس من مأكل وشراب ..
تسأله : مهنتك حمال أليس كذلك ؟ ينحبس الكلام في حلقه ويوميء لها بالإجابة برأسه الثقيل بهموم الحياة ولذغات القدر وغذر الأصدقاء
تقول له بلهجة الأمر : اطلع معي للسيارة
يتعجب : لماذا سيدتي والله أنا لست بسارق
تنفجر ضحكا وتأمره بإشارة من يدها.
يلبي طلبها وعدة أسئلة في خلده تنقش ولم يجد لها أجوبة
تسأله: هل تريد أن تعمل عندي كبستاني
يجيب بدون تردد : نعم سيدتي نعم .. أشكرك.. أشكرك..
تقول له : إذا سي أحمد مرحبا بكم في الوظيفة الجديدة
يتعجب ؛ أتعرف اسمي ؟!
تجيبه : نعم أنا جارتكم وفاء أتذكرني كنا أطفالا نلعب معا ..
يجيب أجل : الدنيا قرية صغيرة
والحمد لله رب العالمين على كل حال
فهل سيقبل الزواج أحمد من الأرملة سعاد ؟
ليعيد التوازن لحياته ويعيش عيشة تلاءم أحلامه
وتزكي صبره وتريحه من العمل الشاق ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق