الاثنين، 27 مارس 2023

اصحــــا ب الجــنـــــــة فـــــي القـــرآ ن الكريــــــــــــــــم ــــــ د . فالح الكيـــلاني


 ( اصحــــا ب الجــنـــــــة فـــــي القـــرآ ن الكريــــــــــــــــم )

. بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل -
بقلم : د . فالح الكيـــلاني
.
بســــــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم
.
اصحاب الجنة هم صفوة الخالق من خلقه هداهم لعبادته وانار لهم الطريق المستقيم بعد ان عرّفهم به فهم الذين يفوزون بجنته في الاخرة ويوم يقوم الحساب فيوفيهم الله تعالى اجورهم جزاء استقامتهم واطاعتهم لله تعالى فيظلهم بظله يوم لا ظل الا ظله فانهم على الهــدى والصلاح فلم يضل الله تعالى قلوبهم . وانفسهم بعيدة عن الضــلال وقد وصفهم القران الكريم في مواطن كثيرة واسهب في وصفهم في كثير من الايات المباركة الكريمة كما ستجدون ذلك مفصلا في شرح ايات اصحــاب الجنـة من هذا الكتاب لكي تعم الفائدة اذكر بعض صفات اصحاب الجنة التي وردت في القران الكريم بايجاز ولا اخرج عنها لغيرها . .
فاصحاب الجنة هم الذين يقولون الحمد لله رب العالمين ويثبتون على عبادته والاقرار بالعبودية والخضوع له سبحانه وتعالى لان كل ما على الارض وما في الكون من صنعه وعليم به وجبت عبوديته لانعامه عليهم في الخلق والحياة . ودعوتهم اليه لاجل هدايتهم ودفع الضر عنهم والاستعانة به في كل الامور..
اصحاب الجنة هم المتقون الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقهم الله تعالى ينفقون. والذين هم يؤمنون بما انزل الله تعالى على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في القران الكريم وما انزل الله تعالى على الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم ويؤمنون ايمانا تاما بالله تعالى وملائكته ورسله و باليوم الاخر وبالقضاء والقدر خيره وشره وبالبعث والنشو ر من بعد الموت والحساببما فيه من ثواب وعقاب وكل على قدر ما عمل من خير او من شر في الحياة الدنيا يوم القيامة وبالجنة والنار.
ووصفهم الله تعالى يانهم الصابرون في السراء والضراء والذين هم اذا اصابتهم مصيبة او خوف او فقر او عوز او فقد ولد او فقد عزيز عليهم قالوا:
( انا لله وانا اليه راجعون )
اي اوكلوا الامور كلها الى الله تعالى وانهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر ولا يفرقون بين احد من رسله ويطيعون الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ويبتهلون الى الله تعالى في كل امورهم يدعونه سبحانه:
( ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به وما لا تتحمله انفسنا ونسألك اللهم العفو والعافية وغفران زلاتنا وان تحمينا من الزلل برحمتك يا ارحم الراحمين فانت مولانا ونسألك ان تنصرنا على القوم الكافرين ) .
سورة البقرة : الاية الاخيرة
ومن صفاتهم انهم يسلمون وجوههم لله تعالى فهم محسنون ويتبعون الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فهم على ملة ابيهم ابرا هيم خليل الله عليه السلام فهم قوامون لله شهداء بالقسط يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون واذا سمعوا ما انزل الى الرسول تفيض اعينهم من الدمع مما عرفوا من الحق ولليونة قلوبهم وخشوعها ورقة نفوسهم وايمانها ويقولون:
( ربنا سمعنا واطعنا فاكتبنا مع الشاهدين).
فقد نزع الله تعالى من قلوبهم الغل والحقد والكراهية والانانية والحسد والبغض والغضب والمين والاخلاف فليس فيها غير حب الله تعالى و حب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنين فقلوبهم وجلة في ذكر الله تعالى واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون في امورهم واعمالهم وافعالهم وافكارهم .
ومن صفاتهم ان قلوبهم معلقة في المساجد يحضرون الصلاة ويعمرون المساجد لله تعالى شاهدين على انفسهم بالايمان وعمارة المسجد الحرام . والمساجد وهذه العمارة تكون بكثرة الحضور فيها او ببنائها او صيانتها او تاثيثها او انارتها او الدعوة اليها وفي كل ما يحي الايمان في القلوب والانفس.
ومن صفاتهم انهم يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويجاهدون في سبيل الله تعالى حق جهاده باموالهم وانفسهم والجهاد يكون في مجاهدة النفس عن الهوى بالعبادة والاخلاص او مجاهدة الكافرين والمشركين بالقتال ا والمشاركة فيه بالمال والنفس او بتهيئة الاجواء اليه وذلك لان المؤمنين الصادقين الايمان اشترى الله تعالى منهم انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة – وتلك والله الصفقة الرابحة - فهم لا يملكون شيئا لان اموالهم وانفسهم باعوها لله تعالى فهو يقاتلون باموالهم وانفسهم وكل ما يملكون فيقتلون الاعداء ويقتلون او يستشسهدون في سبيل الله تعالى محبة منهم لله ورسوله خالصة فهم يحبون الله ورسوله ويؤثرون محبة الرسول صلى الله عليه وسلم على انفسهم وابنائهم واموالهم ويفضلونه على انفسهم و ابائهم وابنائهم فآجرهم الله تعالى انهم لايصيهم ظمأ او عطش او نصب اوتعب او مخمصة اومجاعة في سبيل الله تعالى ولا يطؤون موطئا او يعملون من عمل اوفعل اولايقولون قولا يغيظ الكفار ولا ينفقون من نفقة صغيرة او كبيرة او يخطون خطوة واحدة في سبيل الله تعالى وحتى الشوكة التي تشك ارجلهم الا كتب الله تعالى لهم به عمل صالح . وحسنات مضاعفة جزاء على ذلك الفعل او العمل وهم يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه سبحانه وتعالى اما اذا سمعوا ذكرالله تعالى او تلى عليهم القران الكريم او بعض اياته فهم يخرون للاذقان سجدا لله تعالى يبكون فيزيدهم الله تعالى خشوعا وايمانا فهم في صلاتهم خاشعون وعن اللغو معرضون لايحبون الكلام في غير موضعه وللزكاة فاعلون ولفروجهم حافظون الا على ازواجهم اوماملكت ايمانهم فهم غير ملومين وهم على اماناتهم يحافظون ولعهدهم راعون وهم من خشية ربهم مشفقون وباياته يؤمنون وبالله تعالى لا يشركون . ويؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة خائفة لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وعن اقامة الصلاة وايتاء الزكاة واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه. تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا من عذابه و طمعا في ثوابه.
ومن صفاتهم انهم هم المسلمون والمؤمنون والقانتون والصادقون والصابرون والخاشعون والمتصدقون والتائبون و الحامدون والمنفقون والمستغفرون بالاسحار والصائمون والعابدون والسائحون والحافظون فروجهم والذاكرون الله كثيرا وكذلك هم الحامدون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله تعالى .
والمؤمنون وصفهم الله تعالى ايضا وجوهم نضرة فهي يعلوها نضرة النعيم نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم وفي وجوههم . فهي منورة بنور الايمان لايرهقها قتر ولا ذلة. وهم اولياء الله تعالى لاخوف عليهم ولا هم يحزنون فهم في سعادة دائمة وانهم اخبتوا لله تعالى فاصابهم الله تعالى برحمة منه وفضل لم يمسسهم سوء وهم يوفون بعهد الله تعالى ولا ينقضون الميثاق ويصلون ما امرالله تعالى به ان يوصل ويخشون الله تعالى ابتغاء وجهه . فاقاموا الصلاة وانفقوا سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما رزقهم الله تعالى ينفقون وتطمئن قلوبهم لذكرالله تعالى الا بذكر الله تطمئن القلوب ودعواهم سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين. بيض الله تعالى وجوههم فهم كالشجرة السامقة المتعالية الاطراف والاغصان اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي ا كلها كل حين باذن ربها دائمة الظل يانعةالثمر .
ومن صفاتهم انهم رحماء بينهم يبتغون فضلا من الله تعالى ونعمة ورضوانا , سيماهم في وجوههم من اثر السجود وكثرته وحبب الله تعالى اليهم الايمان وزينه في قلوبهم . نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم و وجوهم تعرف فيها نضرة النعيم ناضرة الى ربها ناظرة ناعمة مسفرة ضاحكة مستبشرة . ومن صفاتهم انهم تواصوا بالصبروتواصوا بالمرحمة وتواصوا بالحق . هذه هي صفات المؤمنين في الحياة الدنيا .
اما صفاتهم في الاخرة فهي ايضا كثيرة فقد وصفهم الله تعالى بكل صفة حسنة واغدق عليهم نعمه ظاهرة وباطنة فهم كلما رزقوا منها من ثمرة من ثمار الجنة قالوا هذا الذي رزقنا به من قبل اي في الحياة الدنيا واوتوا ؤ به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون . و لهم فيها عند ربهم دار السلام - وهي من اسماء الجنة - جزاء بما كانوا يعملون .
ومن صفاتهم في الجنة ان الله تعالى نزع مافي قلوبهم من غل وحقد وحسد تجري من تحتهم الانهار ويقولون الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله تعالى ولقد جاءت رسل ربنا بالحق وتحيتهم في الجنة سلام اي السلام عليكم وهو سلام الاسلام واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين وهم الذي احسنوا الحسنى وزيادة فلا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة . و قد حكم الله تعالى لهم بالجنة ولا تبديل لكلمات الله وذلك هوالفوز العظيم فهم الذين امنوا وعملوا الصالحات واخبتوا الى الله تعالى لذلك اصبحوا سعداء في الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والارض عطاءا من الله تعالى غير مجذوذ فهم اخوان على سرر متقابلين لا يمسهم نصب في الجنة ولا هم منها مخرجين تتلقاهم الملائكة طيبين يقولون لهم سلام عليكم ادخلوا الجنة بماكنتم تعملون الصالحات في الحياة الدنيا . وفيها يحلون من اساور من ذهب ولؤلؤا ويلبسون ملابس خضرا من سندس واستبرق متكئين فيها على الارائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا لا يسمعون فيها لغوا ولا تاثيما الا قيلا سلاما سلاما لهم رزقهم فيها بكرة واصيلا يحبهم الله تعالى ويجعل لهم ودا ومحبة بينهم .
ومن صفاتهم في الجنة انهم لا يجوعون ولا يعرون ولا يضمؤون ولا يضحون ولا يتغوطون لا يتبولون ولا يخرج من اجسادهم ما يكرهون و عند دخولهم الجنة تتالقاهم الملائكة الموكلة بها مسلمين عليهم قائلين لهم هذا يومكم الذي كنتم توعدون . أ ذهب الله تعالى عنهم الحزن واحلهم دار المقامة من فضله لايمسهم فيها نصب ولايمسهم فيها لغوب وجعلهم من المكرمين لأنهم عباده المخلصين فهم فيها لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون . هم وازواجهم في ظلال على الارائك متكؤون لهم فيها حسن مآب مفتحة لهم الابواب يدعون بكل فاكهة كثيرة وشراب وعندهم قاصرات الطرف اتراب لانهم امروا ليعبدوا الله تعالى فاطاعوه وعبدوه حق عبادته في الدنيا لقد صدّقوا بالصدق وهو القرآن الكريم اذ جاءهم . لذا لهم ما يشاؤون عند ربهم فرزقهم ربهم تعالى الجنة يدخلونها زمرا زمرا حتى اذا جاؤوها وفتحت ابوابها و رحب بهم خزنتها قائلين لهم سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين. فشكروا الله تعالى على هذه النعم العظيمة وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده واورثنا الجنة نتبوء منها مانشاء فهم ذو حظ عظيم .
ومن صفاتهم فيها ان لهم جنات وعيون فاكهين فيها متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان لانهم خافوا مقام ربهم فمنحهم الله تعالى الجنة او جعل لهم جنتين وهم في الجنان على درجات كل قدر عمله فمنهم السابقون السابقون الذين يدخلون الجنة بغير حساب واغلبهم من الاولين وقليل منهم من الاخرين ومنهم اصحاب اليمين وهم ثلة من الاولين وثلة من الاخرين وكل من هؤلاء وهؤلاء نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم فاتاهم الله تعالى كفلين من رحمته وجعل لهم نورا ساطعا في وجوههم وانفسهم واجسادهم في الجنة اتقوا ربهم في الدنيا فجعل لهم مخرجا من الدنيا ومسارا الى الجنة فهم فيها في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية لا يسمعون فيها لاغية . .
ومن صفاتهم في الجنة انهم هم الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا وسقاهم ربهم شرابا طهورا وكان سعيهم من الله مشكورا فهم في ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون وجوههم ناعمة لهم فيها سرر مرفوعة واكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزاربي مبثوثة تواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة تجري من تحتهم الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه وكانو افي حياتهم الدنيا يخشون ربهم فأثابهم الله تعالى الجنة بما فعلوا فثقلت حسناتهم في الميزان يوم الحساب فاكرمهم الله تعالى انه هو الكريم الوهاب .
لاحظ كتابي ( اصحاب الجنة في القران الكريم ) طبع دار دجلة . عمان الاردن
اميــر البيـــــــان العربي
د . فالح نصيــف الكيلاني
العراق – ديالى – بلـــد روز
*******************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق