الاثنين، 6 مارس 2023

المدينة السجينة ـــــــــــ سعاد محمودي


 ،،،،،،،،،،المدينة السجينة...

في مدينتي ...الكل مسجون...
الثري حبيس الثروة وعبد اغلال الذهب...يقضي المساء يناجي ملفات وصفقات وربما يفتعل المشكلات...
أما الفقير ...فالدنيا بما رحبت هي كسنم الخياط...رهين هواجس الجوع ...يحس انه في معتقل اسواره الغلاء وحراسه قوانين وابتلاء...
حتى المنتعش في مدينتي... سجين...نعم تكبله اغلال الشهوة فيعاقر خمرة لتنسيه كل شيء إلا همّ يومه فينتصب فوق شيطان الغواية...يدخلان متخاصمان ويخرجان في الهم يتطوحان..
ونسوة بلدتي ... جميلاااات هن ...ولكن هن الاخريات محبوساااات...منهن سحينة عمل يؤرقها نهارا ويستبدّ بها ليلا..ومنهن رهينة الانتظار المرير...واخريات عبدات لشهواتهن..
أما السواد الاعظم من الرجال فهم يحشرون حشرا الى معتقلات المقاهي و يتلذذون حبسهم الممزوج بعبق القهوة وروائح السيجارة والمعسل..وفي المنزل يختزلون الحياة العائلية " أحد سحونهم المؤقتة" في تصفح النات ومشاهدة التلفاز..
حتى مدينتي السجن...هي الاخرى سجينة.: بين الجبال رهينة ...كحمم تتلظى..دخانها سحابات البخارة واتربة المينا والالغام التي تقض مضحعها وتؤرق نوم سجنائها..
و...أنا ...كغيري...اسيرة حرفي...هواية لم تبرح شبابي واتت على مشيبي ...وانني سعيدة بسجني..و بين اقلامي ودفاتري ...وكلماتي امضيت عمرا...وهاو معهم يمضي.
.
سعاد محمودي..
06/03/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق