مقبرة الأنين....
-------------
في كلّ فجّرٍ
سأستيقظ لأطمئن على
محادثتنا الاخيرة
أتنفسها بعمق
ثم اتلو عليها تراتيل
الحنين لتبقى دافئة
في جوف الغياب القارس
ثم أتلو صباحي لهفةً
تجعل السطور تفيض
شوقاً لعينيك
فالمؤلم حقّاً
أن اعيش حزني في منفاي
وحيدة
فلا آه تُزفَر
ولا شوق يجتاز الضلوع اليك
وحين تعييني الحلول
اعود لأضع رأسي على وسادة كالحجارة
تكتظّ افكاراً وأمنيات
تصفع عجزي لوماً
فاهرع من رقدتي وكما عادتي دوماً
الى آخر ظهور لك
أتساءل
هل مرَّ مروراً عابراً
أم أنّه أحسَّ عواصف الحنين
التي أرسلها قلبي رغماً عني
وبعد أن اجفف سيل الحمم المتدفقة
من المقل
يبدأ فصل السخط
لِمَ لَمْ يحمل ذكرياته وملامحه الى غيابه
أكان منصفاً حين أستوطن كلًي حتى
لم يُبقِ لي شيئاً مني
فهذا التعلق هلاك محتوم
يجهض روحي شوقاً بعد شوق
ثم استكين قليلاً
فلابدّ أنّه خارجاً لقضاء امّرٍ ما
فأسرع لأنجاز مالدي قبل ان يعود
وحين أستشعر وجوده يغمر قلبي
أتزيّن بالقليل مما يُحب على ملامحي
واتعطر لهفة لـِ لقياه
أعلم أنها دقائق معدودة
كانت تمضي كما الريح المسرعة
لكنّها اليوم مثقلة بالوجع
تجثو على ايامي جبالاً راسية
ثم ان الغروب اقبل
ومقبرة الأنين باتت تطلق سهام الوحشة
وأنا بلا درع احتضن الجراح
كأنّهُنَّ غنائمي
أيّها البعيد في اقصى اللامبالاة
أعد اليَّ القليل منك
لأبطل عنك لومي والعتاب
فأنا اعلم يقيناً
أن لا ذريعة تقي من أمِنَ الفقد والغياب ...
صادق الدفتري..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق