السبت، 18 سبتمبر 2021

(( تعبتُ )) شعر ورسم/ غزوان علي

 (( تعبتُ ))

تعبت من عُمــــــرٍ قد شــابَهُ الأرقُ
جزتُ الثّلاثينَ والأنفــــــــاسُ تختنقُ
محطّمٌ أنا والسّاعـــــاتُ معولـــــــــةٌ
تعبتُ من زمـــنٍ سلطانُهُ القلــــــــقُ
تعبتُ من ليلةٍ قفـــــراءَ موحشــــــةٍ
كلُّ النّجومِ على صلبانِهـــــــا شنقوا
تعبتُ من حسرتي أجترُّهــــــــا لهباً
تكادُ منهـــــــا عرى الأضلاعِ تنفلقُ
تعبتُ منّي يدُ الأقـــــــــدارِ ترصفُني
كأنّني قصّةٌ قد خــانَهـــــــــا الـورقُ
وذقـــتُ موتي ملاييناً مكــــــــــرّرةً
ما بينَ موتٍ ومـــوتٍ صرتُ انبثقُ
ما عــــدتُ احفــلُ بالأيّامِ تصرعُني
ولا بأيِّ زفـــــــيرٍ ســــوفَ اختنقُ
الحـــزنُ صارَ رفيقي ليسَ يتركنُي
صنوانِ نحيا وما في البالِ نفــترقُ
سئمتُ من رحلةٍ تمضي بلا جهـــةٍ
مجنونةَ الخطوِ لا شكلٌ ولا نســـقُ
تعبتُ من سفـــري لا كفّ يجمعُني
يغتالُني الحــــزنُ كلّي الآنَ مخترقُ
امضي وحيداً جهاتُ الأرضِ تعرفُني
أنا الممزّقُ قد تاهــــــتْ بي الطرقُ
مبعثرٌ ودروبُ العمــــــرِ شاحـــــبةٌ
أنا الضياعُ بهــــــــذا التّيهِ انسحقُ
هذا حطامي واشـــــــلائي واغنيتي
تكالبتْ فوقَهــــــا غربانُ من نعِقوا
وعـــــــدتُ أصرخُ مجنوناً بلا رئةِ
حجمُ الخساراتِ جرحٌ حينَ يصطفقُ
تعبتُ من صحبةِ الكاســــاتِ مختنقاً
حتّى سئمتُ وما يجدي بهــا الغرقُ
سئمتُ من خمرتي إذ لا شفاءَ بهـــا
فأيّ كـــــــاسٍ تراني اليومَ استرقُ
تعبتُ من جرحيَ المزروعِ في كبدي
أميلُ فوقَ ركـــــامي ثمَّ انزلـــــقُ
تعــــبتُ منّي ونفسي ليسَ تفهمُني
إلفانِ نحـــــنُ ولكـــــنْ ليسَ نتّفقُ
لم يبقَ في شجرِ الأفراحِ من ثمــرٍ
طعمُ الحياةِ غـــــدا مرًّا ولا ألــــقُ
جنيتُ من حزنيَ الآهاتُ ثاكلـــــــةً
كأنَّ عمري مع الأحـــــزانِ يتّسقُ
اعاتبُ الحزنَ إذ يأبى مفارقتي
يقولُ لي كنْ بهيّاً ايّهــــــــا العِبقُ
أعاتبُ القـــــــــدرَ الجبّارِ منتفضاً
هلْ كانَ يرضيكَ عندَ الحـزنِ احترقُ
حطمتُ كأسيَ حينَ الكاسُ خانَ يدي
وقلتُ هيهاتَ أنْ يوماً بهـــــا أثقُ
قد كانَ لي أملٌ بالأمسِ انشــــــدهُ
واليومَ اشقى فلا نورٌ ولا غســـقُ
متى سيرتاحُ هذا العمــرُ من تعبٍ
والوقتُ يمضي كحبلى شاقَها الطَلَقُ
.....................
شعر ورسم/ غزوان علي
16/ 9/ 2021
Peut être une représentation artistique de plein air et arbre

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق