الخميس، 17 يونيو 2021

كن اعصارا/ سعاد شهيد/جريدة الوجدان الثقافية


 نص بعنوان / كن اعصارا

لماذا
لماذا أنت بساط هادئ في مكان
لماذا الاستكانة و موت الأحلام
انهض، ثر ، حرك الهيجان
كن اعصار أمواج
كن غضب بركان
كن زمهرير طوفان
اجعل المد و الجزر في خصام
لا سلم بينهم و لا سلام
من قال لك أني أحب الضعف و الاستسلام
من قال لك أني أحب الهدوء و سماع صمت الأركان
نعم في بعض الأحيان
لكن عشقك علمني أن أكسر عقارب الساعات
أجعلها تتوه عن الدوران
علمني حبك سيدي
أن أثور على المساطر و تقاليد الأنام
قم أيها البحر
ارني الهيجان
ارم عباءة الذل كسر الخلجان
اجعل البحارة و الربان
يخافون من المجهول يهربون للشطآن
يطلبون اللطيف من الرحمن
اجعل أمواجك تعانق رمال الشط كحمم بركان
تنحت الصخر تذكره لمن الصولجان
ارم زبد الهيجان
كصهيل يزأر في المكان
برق و رعد و عواصف تكسر الحجر و الشجر تتساءل النوارس من غير جدول الأيام
تغرق سفينة سكون عمر أزمان
من قال لك أيها الفارس الهمام
أنني اعشق الاستسلام
حب هادئ يختبئ عن الأعيان
اعشقك بحرا هائجا يزلزل البنض و الخفقان
يجعل دمائي تتوه عن الشريان
يجعلني أعيش كل الفصول في ثوان
كن ثائرا أيها الشاعر الصائم عن الكلام
زلزل نبضي بقصائد لا تشبه ما قيل عن الحسان
ارتدادات تبطل ما كان
تمسح آثار أقدام
قراصنة سرقوا منا الابتسام
مسحوا من الأجفان
ذاك اللمعان
اروي أيها الهمام
قصتنا لعالم ماتت فيه قصص الغرام
كسر روتين أقلامي
اجمع فتات أحلامي
ارسم من غيمات سمائي
من الوان فراشات تزور منامي
قصرا لجنون عشق جارف و فيضان
فخربشاتي تخجل عن مجاراة قصائدك
فلا قبلك و لا بعدك سيكون للحب عنوان
وطني أنت و إن أغرقتني في الأحزان
و إن سجنتني في فقص الاتهام
و إن شربت في عشقك ماء أجاجا متت ظمآنة للحنان
و إن بح صوتي و أنا أعزف لك تراتيل الغرام
و إن أصبحت ركام عظام في مكان
فأعلم أني عشقتك فوق العشق أزمان
فاصدح في كل مكان
و اكتبني بكل لغات الأكوان
اعترف بي اخرجني من دائرة النكران
اعترف بي قبل فوات الأوان
قبل أن أصبح اسما على لافتة في مقبرة النسيان
كن اعصارا كن طوفانا كن هيجانا
ففي العشق لا أحب الاستكان
بقلمي / سعاد شهيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق