● لَمَّا كُلُّ الدُّنْيَا تَعْشَقْ ! .. ●
                                بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة 
                                                    ( تونس )
  في مدَاكِ 
  كان للرّوح انتشاء ،
  فصل خِصْبٍ وبشائر ،
  سرحات من خيالْ ،
  وتَنَاجٍ في مدى الأُفْق الرَّحيبْ ،
  سفرٌ كان لقلبٍ
  من هواهُ غَنّى وَجْدًا ،
  أشرقت من دفئه دنيا المحبّة .
  راقِصٌ هذا الوجود من مواويل هواك ،
  مُنْتَشٍ من عطركِ المبثُوثِ في كلّ اتّجاه ،
  طافحٌ بالشّوق تَوْقًا لمناجاةٍ وحِضْن ،
  عَهْدُ وِدٍّ
  والمدى كان رحيبًا ،
  حُلْمُهُ كان جميلا ،
  والرّبيع ينتشي من فرحة الزهر النَّدِي ،
  آهِ ما أروعَ زهرًا
  لمّا كلّ الدّنيا منه تنتشي
  ويُغنّي كلّ طير في المدى ! ..
  فصلُ خِصْبٍ
  وليالٍ رقصَ فيها القمر ،
  والنّدى قبّل زهرًا
  فتثنّى الزّهرُ عِشْقا 
  آهِ ما آرْوَعَ عِشْقًا
  لمّا كلّ الدّنيا تعْشقْ !
  آهِ ما أروعَ زهْرًا
  لمّا كلّ الزّهر يعبُقْ !
  فيضوع الحبُّ في كلّ الدّروب
  يحمل االرّوحَ إلى حضن الحبيب
  وَدُنًى من صَفْوِ شَوْقٍ
  وتباريح حنينْ .
  لكِ هذا الأُفْقُ دربٌ 
  فَاسْلُكِيهِ ! ..
  والمدى رحْبٌ يُنادي
  فاعْرُجِيهِ ! ..
  وخُذِي الرُّوحَ أَنِيسًا
  وَانْتَشِي ! ..
  كان عهدٌ ،
  وانقضى العهد وولَّى ،
  كان شَدْوٌ ومواويلُ وعِشْقُ ،
  كان حُلْمٌ وأهازيج ودفءُ ..
  وبَنَيْنَا ..  من جميل الحلم دنيا ،
  وانتشينا بِوِصَالٍ .. وَمَشَيْنَا ،
  وكتبْنا قِصَّةً للحبِّ تبقى
  بِمِدَادٍ من هوى قَلْبَيْنِ كَان ..
  كلّ ما في الدّنيا زَاهٍ
  لمّا كان الأُفْقُ يشدو بمواويل هواك ،
  كلّ ما في الدّنيا كان 
  يتغنّى بصداك ،
  وأرِيجٌ منك كان
  تنتشي منه الدّروب
  وقلوب العاشقين
  تحتسي خمرَ شذاك ..
  موسم للرّوح كان 
  فيه حُلْمٌ ورحيل ،
  موسمُ الخِصْبِ وأحلام الحقول
  وشذًى منك يفوح
  منه للفلبين بَوْحٌ 
  ومناجاةٌ وَعِشْقٌ
  وانتصارات هوى ..
                         بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة 
                                              ( تونس )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق