الأربعاء، 24 ديسمبر 2025

إشراقات الأدب المقاوم..في زمن الخيبات والهزائم..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 إشراقات الأدب المقاوم..في زمن الخيبات والهزائم..!

الإهداء: إلى الشهداء أكرم ما في الدنيا وأنبل بني البشر،وإلى الشرفاء الأحرار وزينة الحياة،وبناة المستقبل،وإلى حملة الأقلام الذين ارتقوا في الكتابة الحرة المقاومة


«إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية،فالأجدر بنا أن نغير المدافعين..لا أن نغير القضية». (غسان كنفاني)


-فلسطينية العينين والإسم/فلسطينية الأحلام والهم/فلسطينية الميلاد والموت (محمود درويش)


-الأدب روح تمرد،وامتداد مقاومة من ضفة الثورة على الجمود والتخلف والظلم والقهر إلى ضفة الاستشهاد تمرداً ومقاومة واستشهاداً من أجل العقيدة والهوية والانتماء والحرية والكرامة والعيش في ظل أمن من جوع وخوف..(الكاتب)


-الأدب روح تمرد،وامتداد مقاومة من ضفة الثورة على الجمود والتخلف والظلم والقهر إلى ضفة الاستشهاد تمرداً ومقاومة واستشهاداً من أجل العقيدة والهوية والانتماء والحرية والكرامة والعيش في ظل أمن من جوع وخوف..(الكاتب)


من منّا لايعرف عبر التاريخ أهمية الأدب المقاوم في مواجهة الاحتلال،وأهمية الشعراء الذين صدح صوتهم فاختلطت المعاناة بمشاعر التمرد،لمواجهة الاحتلال والظلم والاستبداد والتسمك بالهوية والأرض

وكما هو معروف بأن الأدب المقاوم مصطلح وضعه الأديب الفلسطيني غسّان كنفاني،ليصف الأدب الذي بدأ يُكتب في فلسطين المحتلّة عام 1948،بعد حرب النكبة حيث نادى بالوصول للحرية والاستقلال

نعم،المقاومة بهذا الفعل واجب وضرورة لأنه مفروض على كل إنسان إعلاء القيمة الحقيقية بالمقاومة والتعبير عن الوفاء للوطن

الحياة مقاومة للموت ولكل ما يشكل موتاً في الحياة من فساد وانحلال وضمور قيم وضمائر ومسؤوليات وملكات

الحياة مقاومة مستمرة،والفكر والأدب،في بعض الأوقات والحالات،نسغ تلك المقاومة الذي يسري في شعاب القلب والروح ليبعث الحيوية ويجدد الحياة ويحرّض على فعل المقاومة

وحين يتعرى القلب،وتتشقق جذوع الروح،وتقف هيكلاً عظمياً باهتاً مرمدّاً يقاوم الهلاك والتهالك والتهافت والسقوط،يسري سحر كلمة صادقة منقذة ليبدع الحياة ويبعثها إرادة حرة متوثبة،ولينعش هيكل الروح فيخضرّ ويخضَلّ ويزدهر ويقبِل على ما في الكأس من بقية،حتى وهو يغالب ترسبات الحنظل فيها.

والأدب روح تمرد،وامتداد مقاومة من ضفة الثورة على الجمود والتخلف والظلم والقهر إلى ضفة الاستشهاد تمرداً ومقاومة واستشهاداً من أجل العقيدة والهوية والانتماء والحرية والكرامة والعيش في ظل أمن من جوع وخوف.

ولو تلمّسنا في الأدب الرفيع والإبداع الذي يستحق اسمه،معالم الأهداف والمعاني والدلالات، لما وجدنا إلا مواقع القيم ومقوماتها مما يسترعي الاهتمام ويشكل خريطة الإبداع الحق

ومنظومات القيم في الأدب تكاد تشكل أهم مقوماته،من قيم الخير والحق والعدل والحرية إلى قيم الجمال والبديع والبيان الساحر والمنطق المسكوب حكمة وتعقلاً،وما تمثله المتعة العالية من حضور في قلب وعقل وروح تشكل السعادة لها هاجساً وتطلعاً وأملاً

ما أريد أن أقول ؟

أردت القول أن المقاومة ليست ورقة تذروها الرياح،بقدر ما هي شجرةٌ تضرب جذورها في الأرض عميقًا،ومهما اختلفت أشكال المقاومة إلا أنها بالنهاية تقود إلى هدف واحد،ولذا كان الشكل الثقافي في المقاومة بمثل أهمية المقاومة المسلحة،وهما عاملان مُترافقان يكمل أحدهما الآخر،وشكَّل أدب المقاومة على وجه الخصوص حلقة جديدة في سلسلة التاريخ بتطوُّره السريع الذي واكب متطلبات الوضع،ولكن الذي ميَّز الأدب المقاوم هو ظروفه القاسية بالغة الشراسة التي واجهها وتحداها

إن تناثر الكلمات الفلسطينية في الكتب عبر أرفف مكتبات العالم هي ليست حالة شتات الشعب الفلسطيني ذاتها لما بعد النكبة،وفي الواقع تعمل الحالة الأولى للكلمات كأنها قوى مضادة للحالة اللاحقة للشتات من خلال التأكيد على قوة تحمل الفلسطينيين والتعبير عنها

لقد تواتر الحديث عن الهوية الفلسطينية وضرورة الحفاظ عليها في ظل الاحتلال الإسرائيلي مع تزايد وتيرة أدب المقاومة والتوكيد عليه،علمًا أنه تشكَّل في الفترة ما بين نزوح الفلسطينيين عام 1948 وحرب الأيام الستة عام 1967،ما ميَّز الهوية الفلسطينية بطابع فريد منذ ذاك الحين،واستمر حتى الوقت الحالي.والرائع في أدب المقاومة هو التعبير بحرية دون خوف عن الأهوال والجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني من قبل المحتل الصه..يوني.وكان الكاتب الفلسطيني غسان كنفان-كما أشرنا-هو من قام بسبك مصطلح أدب المقاومة »وعرّفه بأنه الأدب الذي يقاوم القمع والاحتلال الإسرائيلي وينادي بالحرية والاستقلال،على الرغم من وقوع البلاد تحت طائلة المحتل.وفي كتابه «أدب المقاومة في فلسطين المحتلة»يؤكد غسان كنفاني أن أدب المقاومة في فلسطين يمكن اعتباره إلى حد ما ضربا من ضروب المقاومة المسلحة،وهو بمثابة حلقة في سلسلة تاريخ متواصل،لم يستطع أحدهم قطعه طوال نصف قرن من حياة الفلسطينيين،إلا أن نصف القرن هذا في عصر غسان كنفاني قارب في الوقت الحالي القرن من الزمان

وإذن؟

 يرتقي الأدب المقاوم إذا،في معراج القيم إلى كل ما هو صاف ونبيل وسام لتحقيق كرامة الإنسان وحريته وطمأنيته،وفي ضوء ذلك فإن الناس قديماً وحديثاً شغفوا بأدب المقاومة وظهرت تجلياته بأنماط شتى ومضامين عدة،وما زالت عبقرية المبدعين تبتكر أنواعاً ومضامين جديدة تساير ارتقاء الحياة والحضارة،فهم يتوقون إلى هذا النمط الذي يؤكد التزامهم الثابت بقضايا مجتمعاتهم وهمومها وطنياً وقومياً وإنسانياً،وبهذا فإن الأدب المقاوم على الرغم انه ركَّز على المقاومة الفلسطينية المعاصرة يحمل في ذاته ملامح العام والخاص فضلاً عن أن طبيعته تتألق بروح الجذب والإثارة،ويتصف مضمونه بروح الجوهر المشرق والمثير للدهشة والمتعة، ويتصف بالثورة والتمرد على كل أشكال التقهر والظلم والاستبداد والاحتلال

لقد قال الشاعر الراحل محمود درويش: ما أعظم الفكرة وما أصغر الدولة .والاديب هو حامل الفكرة والمدافع عنها ومبدؤها الاول.وقد اتسعت رؤيا الأدباء الفلسطينيين بفعل انتمائهم،وبلغة الإبداع،لتحمل فيض التعبير عن الوفاء للأرض،وشكلت عباراتها وتعابيرها الخاصة الوجود الحتمي والفني،كما نرى في إبداعات الرعيل الاول،إبراهيم طوقان،عبد الرحيم محمود،حنا ابو حنا،هارون هاشم رشيد،يوسف الخطيب وغيرهم.وتجلت صوفية العلاقة التوحدية في معالم الوجود الفلسطيني،حتى غدت إشارتها الترميزية آفاقاً لحق التعبير عن الارض

والإنسان،بإبداعات معاني الحالات في رحلة روحية تتلخص فيها تجربة الحلول

واذا كانت الثورة في جوهرها ايمان بامكانية تحقيق العدل في هذا العالم كما يقول رجاء النقاش،فإن الثورة الفلسطينية عمقت تجربة الابداع بشمولية الفعل التراجيدي،ووحدته،مرتكزة حول الانا في مبدأ الوحدة،ليصبح حضور الكاتب الملتزم معادلا لموقف فني

على سبيل الخاتمة:

الأدب شعراً ونثراً ابن الذات المبدعة شعوراً ورؤية وخيالاً،فهو إلماعة ذهنيـة مـضمخة بالانفعـال الـذي يـرف علـى الـشجن الـدافئ..ويتربـع الأدب المقاوم على عرش هذا الأدب في كل زمان ومكان،لِما يتصف به من الانـدماج في كينونـة الجماعـة والأرض،ولاسـيما عنـدما تطـوف اللحظـة الزمانيـة في تمجيــد القــيم الأصــيلة الـتي يتواضــع عليهــا المجتمــع أو

تتعهدها الرسالات السماوية بالحفاوة توقيفاً وتوفيقاً كما هو حال المفهوم الإسلامي للشهادة أو النصر بوصفهما إحدى الحسنيين

فـإذا كـان الأدب عامـة فنـاً جمـيلا،فـإن الأدب المقـاوم يـصطبغ بهـذا الجمال في الوقت الذي يحمل رسالته ووظيفته في طبيعته الفنية

لهذا فإن إشراقات الأدب المقاوم ترتقي معراج القيم إلى مصافي التعبير عن كل ما هو نبيل وسامٍ لتحقيق كرامة الإنسان وحريته وطمأنينته،ما يعني أنها استكناه لأسرار الحياة الخيّرة وخلودها كل زمان ومكان لأنها تنبثق من مفهوم العزة والحرية والاستقلال والسيادة

وبهـذا فـإن الأدب المقـاوم-علـى الـرغم مـن أنـه ركـز علـى المقاومـة الفلسطينية المعاصرة-يحمل ذاته ملامح العـام والخـاص،فـضلا عـن أن طبيعته تتألق بروح الجذب والإثـارة، ويتـصف مـضمونه بـروح الجـوهر المشرق والمثير للدهشة والمتعة،لأنه يتصف بالثورة والتمرد على كل أشكال القهر والظلم والاستبداد والاحتلال و

وأخيراً أقول: حسبي أنني حاولت الاستجابة لصوت الواجب النضالي إذ ناداني إلى ساحة الأدب المقاوم رغبة تقرير مواقف الكرامة والبطولة خدمة للأجيال وللوطن والأمة،وحباً بهذا النمط من الأدب الصادق والرفيع..

والله من وراء القصد.


محمد المحسن



قراءة وجودية في تجربة إخلاص فرنسيس بين الكتابة والهوية بقلم د.آمال بوحرب باحثة وناقدة تونس

 قراءة وجودية في تجربة إخلاص فرنسيس بين الكتابة والهوية

د.آمال بوحرب

باحثة وناقدة

تونس

 

في عصر يتسم بالهجرة الواسعة والتحولات الثقافية السريعة تبرز أصوات أدبية قادرة على تحويل الاغتراب إلى طاقة إبداعية خصبة تجمع بين الذاكرة الجماعية والتجربة الفردية. إخلاص فرنسيس الأديبة والشاعرة اللبنانية المقيمة في سان دييغو بكاليفورنيا تمثل واحدة من هذه الأصوات البارزة في الأدب العربي المعاصر. نشأت في قرية جنوبية لبنانية حيث تشربت رائحة الأرض والنعناع والحنين المبكر ثم حملتها الهجرة إلى فضاء أمريكي واسع يمزج بين صخب المدينة الحديثة وهدوء الغابات والمحيطات. لم تكن الهجرة بالنسبة إليها مجرد انتقال جغرافي بل تحول وجودي عميق دفعها لاستكشاف أعماق الذات الإنسانية الهشة مفككة الثنائيات التقليدية بين الوطن والمنفى الرغبة والفقدان الجسد والروح.

يأتي مشروع إخلاص فرنسيس الأدبي والثقافي في قلب تحولات عميقة يعيشها العالم العربي والشتات معًا حيث تتحول الهجرة من حدث اجتماعي إلى سؤال وجودي يمس الهوية والذاكرة والجسد تمثل الكاتبة اللبنانية المنحدرة من جنوب لبنان والمقيمة في سان دييغو نموذجًا لذات مهاجرة تحوّل جرح الاغتراب إلى طاقة معرفية وجمالية وتحوّل المنفى من فقدان إلى فضاء لإعادة كتابة الذات والعالم عبر الكتابة والحوار من خلال  هذه القراءة  اردت الكشف عن البنية العميقة لتجربتها من خلال ثلاث ركائز الاغتراب كأفق وجودي الجسد الأنثوي والرغبة ثم المشروع الثقافي غرفة 19 بوصفه فعلًا جماعيًا للمقاومة والمعنى

 

أولًا الاغتراب كأفق وجودي في الكتابة

تتجذر تجربة إخلاص فرنسيس في انتقالها من قرية جنوبية ذات ملامح ريفية وذاكرة حسية كثيفة إلى فضاء أمريكي واسع شديد الاختلاف ثقافيًا وحضاريًا حيث يتحول الانتقال الجغرافي إلى تحول في نمط الوجود ذاته تلتقط الكاتبة هذا التحول من خلال ثنائية الوطن المنفى وتعيد صياغتها كحركة توتر دائم تفتح النص على سؤال كيف يمكن للإنسان أن يسكن عالمًا يشعر فيه بالانتماء على نحو متدرج هنا تقترب تجربتها من الهاجس الوجودي الذي يرى في الاغتراب لحظة وعي فتغدو الكتابة محاولة لإعادة ترميم السكن في العالم عبر اللغة والصورة والذاكرة

في مجموعتها القصصية ظل النعناع تتجسد هذه الرؤية بوضوح إذ تتحول رائحة النعناع القادمة من المطبخ الجنوبي إلى ظل يرافق الذات في المنافي البعيدة فيتحول الحسي إلى حامل أنطولوجي للانتماء هذا الاستثمار للتفاصيل الصغيرة يمنح النص بعدًا فلسفيًا فالذاكرة تمارس إعادة تشكيل من داخل الحاضر المنفي ما يجعل النص فضاء تعبر فيه الذات بين زمنين وهويتين بذلك يصبح الفن عند فرنسيس وسيلة لمصالحة الذات مع جذورها وجسرًا تستعيد به حقها في الحنين وحقها في الحرية معًا

 

ثانيًا البنية الجمالية من الحسي إلى الوجودي

تعتمد إخلاص فرنسيس أسلوبًا يقوم على مزج الحسي بالوجودي والنفسي بالفلسفي بحيث يتحول المشهد اليومي البسيط إلى مرآة لأسئلة عميقة حول الفقد والوحدة والهوية في نصوص مثل عشق ضائع وعلى أهبة الغروب تظهر لغة مشحونة بالعاطفة والحرارة وتعمل على نحت صور تفتح أفق التأويل الفلسفي التركيب اللغوي هنا يعمل في مستويين سطح حسي يلتقط الحركة والرائحة وتفاصيل الجسد وعمق دلالي يلامس قلق الكينونة في مواجهة العدم والوقت والانفصال

تتفكك في هذا الأسلوب الثنائيات التقليدية التي رسخها الأدب العربي طويلًا الخير الشر العقل الجنون الامتلاء الانكسار وتُقدَّم كحالات متجاورة داخل الذات نفسها هذا التفكيك يمنح النص بعدًا إنسانيًا لأنه يعبّر عن هشاشة الكائن الذي يتجاذبه التناقض ويحوّل الأدب إلى مساحة اعتراف بالقلق بدل التمثّل بصورة مثالية إن الرهان الجمالي يكمن في جعل الهشاشة موضوعًا للكتابة وفي جعل القارئ يشعر أن قلقه جزء من جرح مشترك يفتح أفق الشفاء

 

ثالثًا الذات الأنثوية والرغبة بوصفهما فعل مقاومة

تقدّم إخلاص فرنسيس الذات الأنثوية في نصوصها من موقع الفعل ومن موقع الاختيار المرأة في قصصها وشذراتها ذات تمتلك جسدها وتعيد تعريف رغبتها ومصيرها عبر الكتابة والوعي هذا الحضور يضع تجربتها ضمن تيار الكتابة النسوية العربية المعاصرة الساعية إلى كسر أنماط التشييء والتبرير التي جعلت المرأة رمزًا للامتثال أو التضحية

تظهر الرغبة الأنثوية في أعمالها كحاجة وجودية إلى الاعتراف والكرامة قبل كونها ميلًا جسديًا فالرغبة هنا تقف في مواجهة الاغتراب وتتحول إلى وسيلة لاستعادة الذات من هوامش التهميش الاجتماعي والثقافي في هذا السياق تكتب فرنسيس الجسد بوصفه لغة مقاومة وتكشف تناقضاته بين الجموح والانكسار وبين الاشتعال والهدوء لتفكك الصور النمطية التي تلحق الأنوثة بالضعف أو الخضوع هذه الرؤية تتجلى أيضًا في قراءاتها النقدية كما في تفاعلها مع رواية الجميلات النائمات حيث تعيد تأويل الجسد كموقع كامِن لرفض صامت وإمكانية تحرر مؤجلة

 

رابعًا غرفة 19 والمشروع الثقافي في المنفى

يشكل مشروع غرفة 19 ركنًا أساسيًا في فهم تجربة إخلاص فرنسيس فهو امتداد عضوي لاختياراتها الوجودية والجمالية ومحاولة لتجاوز عزلة الكاتب في المنفى عبر تأسيس فضاء حواري مفتوح تأسست المنصة بين عامي 2019 و2020 في سان دييغو بمنظور يربط المثقفين العرب في المهجر بنظرائهم في الداخل وتحولت مع الوقت إلى منصة رقمية ذات طابع مؤسسي وتعقد ملتقيات وندوات دورية عابرة للحدو

يتجاوز دور غرفة 19 النشر التقليدي إلى جعل النقاش النقدي والحوارات الأدبية والملتقيات الدولية مختبرًا حيًا لصناعة الوعي ومساءلة القيم السائدة في زمن تهيمن عليه السرعة والاستهلاك الثقافي عبر هذه الفعاليات تستعيد إخلاص فرنسيس دور المثقف بوصفه منشئًا للجسور بين الشتات والأصل ومقاومًا للانغلاق والعزلة الثقافية من خلال تفعيل طاقة الحوار والتفكير الجماعي المنصة بهذا المعنى تعيد الاعتبار للفعل الثقافي كمساحة مشتركة بين الفلسفة والأدب والممارسة الاجتماعية وتكشف أن المنفى يمكن أن يكون مركزإشعاع

 

سادسًا المنفى طاقة  إبداعية وإعادة صياغة الهوية

يمنح موقع إخلاص فرنسيس الهجين بين لبنان وأمريكا تجربتها وعيًا مزدوجًا يتيح النظر إلى الذات العربية من خارجها وإلى الثقافة الغربية من موقع الاختلاف هذا الوعي ينتج نصوصًا تتقاطع فيها رائحة النعناع الجنوبي مع غابات كاليفورنيا والمحيط الهادئ فتتشكل مخيلة هجينة تفتح الأدب العربي على فضاءات جديدة دون قطع مع الجذور

المنفى في كتابتها شرط لإعادة التفكير في الهوية بوصفها عملية مستمرة فالهويّة تُستعاد عبر مساءلتها وتُرمَّم عبر المرور بتجربة التمزق والتعدد بذلك يتحول الاغتراب إلى محرّك للتأمل والكتابة إلى وسيلة لإعادة ترتيب العلاقة بين الفرد والجماعة وبين الماضي والمستقبل

الغروب سؤال الوجود في أفق القراءة الفلسفية

"لنص على أهبة  الغروب "

تتجلى خصوصية إخلاص فرنسيس الشعرية في نص "على أهبة الغروب "الذي يفتح إمكان قراءة فلسفية ترى في الغروب لحظة انكشاف للكينونة عند حدودها القصوى فيتحول الزمن من معطى حسي إلى تجربة وجودية متأملة حين تقول يحملق الوقت يتجسد الزمن ككيان حي يحدق في الإنسان ذاته وهي صورة تنسجم مع تصور مارتن هايدغر للكينونة والزمان حيث يعيش الإنسان الزمن كأفق وجودي داخلي

أما صهيل الشرق في شرياني فيمثل نداء الكينونة الأولى حيث يغدو الشرق رمزا للانبلاج والخلق البدئي بينما تتجسد الحربة المغروزة في صلصال الحرية كاستعارة وجودية تلتقي مع تصور جان بول سارتر للحرية بوصفها مادة الوجود الإنساني ووعيه بذاته فالإنسان يتشكل عبر اختياراته ومسؤوليته

وفي قولها أعلق على أغصان الزيتون أحلامي تتبدى علاقة الذات بالعالم وفق منظور موريس ميرلوبونتي حيث يتحقق إدراك المعنى عبر الجسد المتجذر في العالم الزيتون رمز للسلام الداخلي والهوية الأرضية والحلم طاقة تسكن الواقع وتطلب توازنا وانسجاما

مصدر مرجعي تبلغ التجربة ذروتها حين تقول وعلى شفتي تتبدد الرغبات ويهدأ صراخ الريح فتظهر لحظة سكينة الوعي بعد العاصفة وهي حالة تصالح بين الذات والعالم تذكر بما يسميه هيغل سكينة الروح حيث يتحقق الوعي بذاته في أفق كلي ربما لتؤكد هذه توحد الشعري والفلسفي في تجربة إخلاص فرنسيس حيث يتحول الشعر إلى فعل كشف وتجل للذات والعالم وتتحول الحرية إلى ممارسة معرفية ملتحمة بالجمال

خاتمة

قد تكشف القراءة النقدية لتجربة إخلاص فرنسيس عن مشروع متكامل تتضافر فيه الكتابة الإبداعية والوعي الأنثوي والفعل الثقافي الجماعي في المنفى لتشكيل رؤية فلسفية وإنسانية للاغتراب والهوية

والأكيد أنها تنجح في تحويل المنفى إلى أفق للتجدد وفي جعل الجسد الأنثوي والرغبة مساحتين للمعرفة والتحرر و أفقًا للتفكير  ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق  هو الى أي حد تنجح الكتابة على مداواة الجرح الجماعي أو  النفس الكاتبة والمفكرة المغتربة ؟



الاثنين، 22 ديسمبر 2025

**(( مراسلة )).. أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.

 **(( مراسلة ))..

أحاسيس: مصطفى الحاج حسين. 


مُسيَّجةٌ بأسوارِ الغياب 

قلبي يتشمَّمُ أفقَ النّدى  

يتحسَّسُ صمتَ المدى  

يُقبِّلُ تلعثُمَ الضّوء

لا يُصدِّقُ حِلفانَ الشّمس 

والقمرُ بارعٌ في الكذب.  


الدّروبُ تُخفي عني الجهات  

والسّماءُ قاسيةُ الوجدان  

البحرُ خنزيرٌ لا يدلُّني عليكِ

والشاطئُ ابنُ حرامٍ

مُقطَّر 

الكونُ يدّعي أنكِ لستِ فيه  

والزّمنُ أنكرَ عليَّ اسمَكِ.  


أينَ أنتِ، يا لئيمةَ التخفّي؟!  

لا أُريدُ منكِ سوى سُطوعِكِ

لا أطمعُ بغيرِ الابتسامة.  


أُعطيكِ دمي مقابل

تحيّة 

لكِ كلُّ ما أملكُ من

نبض  

لكِ كاملُ روحي 

وجميعُ قصائدي.  


سأُقدم ما عندي من حنين  

أُهديكِ عنفواني 

وقبري

وباقي أنفاسي 

وخلجاتِ دمعي...  


لو أنّكِ تبعثين لي رسولَكِ.*


  مصطفى الحاج حسين.           

        إسطنبول



أُمّي بقلم الشاعر حسين جبارة

 أُمّي

 

                 صُبّي المشاعرَ في كؤوسٍ مِن حروفْ 

                 لا تحبسي ما فاقَ حدًّا للسُّيوفْ            

                 أَذكي المشاعلَ في الدُّروبِ منارةً             

                 وَدَعي الشَّذا في الجوِّ فوَّاحًا يطوفْ

                 دفءُ المشاعرِ والمشاعلِ طاقةٌ 

                 تَهِبُ الحرارةَ للأيادي والكُفوفْ  

                 هذي الحرارةُ رافقتكِ إلى العُلا 

                 في عُهْدةِ الأغراسِ في جَنْيِ القطوفْ   

                 برعايةِ الأطفالِ في حَلَكِ الدّجى   

                 الحُبُّ يُعلي نبضةَ الحسِّ الرَّؤوفْ  

                 ما الدِّفْءُ إلَّا أمَّهاتُ مَحبَّةٍ      

                 مجدًا بنينَ بلا أساسٍ أو سُقوفْ       

                 الحبُّ أُمّي، أنتِ نبعُ مسرَّةٍ   

                 أنتِ الشِّفا مِن كلِّ ويلات الصُّروفْ

                 عاهدْتِني طفلًا بحضنكِ راكنًا    

                 راعيتِني في يقظةِ القلبِ العطوفْ  

                 لِينٌ ذراعُكِ يحتوي أَلَمًا بدا   

                 عهدٌ فعالكِ في جُلوسٍ أو وُقوفْ 

                 جمَّعْتِ ما بينَ القلوبِ بِأُلْفَةٍ  

                 وتماسُكًا شَيَّدَتِ في رصِّ الصُّفوفْ

                 خُضتِ السِّنينَ وداعةً وتواضُعًا  

                 طابَ الغذاءُ مُخَزَّنًا فوقَ الرُّفوفْ 

                 الصَّدرُ رَحبٌ بالتَّراحمِ والوفا 

                 والبيتُ أهلٌ في تحيَّاتِ الضُّيوفْ 

                 الأرضُ حَبٌّ تنكشينَ بِمِعولٍ   

                 بالعهدِ يكفي حاجةً تبغي الألوفْ

                 أنتِ العطاءُ بِحُبِّ طفلكِ والثَّرى

                 أنتِ المليكةُ في الصُّروحِ وفي الكُهوفْ 

                 حسين جبارة                    نيسان 2014

                                     


محطَّات الغياب بقلم الكاتب علي المحمداوي

 محطَّات الغياب 

أسفي على من ضيَّعني وخان ثقتي 

وأنا من كنتُ في كلِّ ثانيةٍ أشتهيهِ 

أسفي على من أذللتُ روحي كي أشتريه

بكل معاني الحبِّ أحببته 

وقلبي إلى الآن يحتويه

بحثتُ عنهُ بينَ النجومِ

وحولَ الكواكبِ والغيومِ

وفي جهاتِ الأرضِ وأعماقَ البحار

فما اهتديتُ لظلٍ إليهِ ولا غبار

أنا روحٌ معلقةٌ في محطَّاتِ الغياب

أنا ليلٌ وفي ليلي كمٍّ من العذاب

أينَ أنتَ ؟!!!!! 

يا حياتي وعمري

في غيابكَ شاخَ عمري تاهَ فكري

حتى ما عدتُ أعرف كيفَ أميِّزُ

بينَ الماءِ والسرابِ

وبينَ الحضورِ والغياب

أوَّاهُ يا قلبي من الأشواق

ومن حبيبٍ أورثني 

الحزن والدمع والفراق

وهجرٌ قاتلٌ فيه ما رثاني

لا ولا جفنهُ الناعس بكاني

وحين أدركتُ بأنَّهُ لا يستحقُّ حتى عتابي

تركتُ لهُ قلبي الكدوم 

كفحمةِ الليلِ الفحوم

فإن أحبَّ ينقذهُ فمشكورُ

وإن تركهُ بمحطَّاتِ الغياب فمغفورُ


بقلمي علي المحمداوي



..هون عليك.. بقلم عامري جمال الجزائري.

 ..هون عليك..


      هون عليك هون وطب نفسا 


                       وانئ عن هموم الدنيا وانسى.


     والجأ إن خانك الزمان يوما


                         إلى الله يؤويك ويغنيك أنسا.


     مادام حال وكل الدنيا فناء 


                           فلا تحمل هما ولا أنت تأسا.


     واطلق عنان التفاؤل في السما


                 وليس همك الجلل سوى رب الناسا.


      أتثنيك الهموم وربك الواحد 


                       هو عليها أشد قوة وأشد بأسا.


     فكن له في خلواتك مخلصا


                  وادعوه في صلواتك وناجه همسا.


     ترى الهم يخضع ويدبر مستسلما


                       وتغدو متحررا لا غم ولابخسا.


             بقلم عامري جمال الجزائري.


          المسمى فرحي بوعلام نورالدين.


    الجزائر ولاية سعيدة يوم 21-12-2025.



" بدون فائدة تذكر " بقلم الشاعر محمد ختان

 " بدون فائدة تذكر "

اِستفاق بالصباح على مهل

أنزع الغطاء من فوقه

اِستدار جالسا على حافة السرير

أخد برهة ليزيح أثار النوم

اِستقام واقفا يريد الحمام

أغسل يديه و وجهه بالماء

اِسترسل عائدا للغرفة بهدوء

اِستبدل بيجامته بملابس أنيقة

اِستعرض شياكته أمام المراَة

أدنى إلى الباب و قصد وسط الدار

أخد مقعد و جلس بطاولة الفطور

اِلتحام العائلة اليومي المعتاد

أحاديث و حوارات و مواعظ

اِستكمل الوجبة و اِستعد للخروج

اِستوقف للحظة لرسم قبلة حب

اِستعقب خارجا كعادته اليومية

اِعتاد السير للقاء أصدقاء

اِستمر يلتفت حول المنزل مرارا

أخيرا صعد إلى سطح المنزل

أدار مفتاح غرفة خاصة له

أعقب إلى الداخل بسرعة

أغلق عليه الباب من الداخل

أسرع بفتح نافذة تطل للخارج

اِستدار ناحية المكتب الصغير

أوراق منشورة فارغة

أقلام موضوعة في حالة تأهب

أشغل موسيقى من الزمن الجميل

أخفض الصوت على قد السمع

أطل من الشباك يستطلع للأفق

إستعاد وعيه من شرود

اِسترجل عائدا للمكتب المفضل

اِستباح بأن يخدش ورقة بالمداد

اِستجمع شحنة أفكار رائجة

أمسك قلم بين أنامل

اِتكأ منحنيا الرأس للأسفل

استسلم لنوم عميق جدا

إنتهى يومه بدون فائدة تذكر

تمت بقلم محمد ختان المملكة المفربية 12/12/2025



موت وحياه بقلم الشاعر أحمد سعيد

 موت وحياه

ياقلبى  أبحرت فى بحر الهوى 

ومالك من عشقها نجاه 

وموجة عيناها رمتنى وكسرت شراعى فى محربها والقلب والعقل فى عشقها تاه

يقولون بحر الهوى حنين 

فأقول أين يكون مرساه

قالو شهد العشق دوا المشتاق

قلت من من العشاق أسماه 

قالو غزال وجمالها كالبحر يغرق 

من يهواه 

قلت أتركونى أغرق فى بحر عيناه 

فالقلب لا يقدر يعيش بلاه

قالو عيش وداوى بنعمة النسيان

قلت أنسى من أناومن أكون ولا أنساه 

قالو أتريد الموت من أجل أمرآه 

قلت الموت فى حبها ومن أجلها حياه

بقلم الشاعر أحمد سعيد



جلاءُ السُّحُب بقلم الكاتبة جميلة مزرعاني

 جلاءُ السُّحُب

كان البدرُ يشقُّ طريقه 

في غمراتِ اللّيل 

يَكْنِسُ زُرافات السُّحب

يُشْعلُ قناديلنا المُطفأة 

بنفخة ريحٍ صرصر 

وأسرابُ أحلام 

تتفلَّتُ من سجن الخاطرة 

تُمَنِّي النّفسَ 

تبني أعشاشها على جبينِ القمر 

ذاك الكوكبُ الرّابضُ 

على جَفْن العتمة 

منية العاشقين 

في ليالي السّمر 

سائِحًا يبدّدُ شرايين السّواد 

يعيدُ ترتيبَ أوراقِ المغامرة 

ينقلنا إلى مَنْزِلةِ الحبِّ القدسيّ 

نراوِدُه كطائرين 

على أهِبَّة الإنطلاق

تتعلّقُ  أبصارنا 

بوهجِ شعاع 

ينسكبُ كنغمة مطر

يعبرُ بنا 

على متن آمال قاصرة

يُرينا العشقَ 

كألوان قوس قزح

أو كليلٍ دامسٍ 

اعتمرَ الظّلام وانكفأ 

يبقى المسيرُ 

معلَّقا برقابِ القدر 

كلّ المُنى لو يُفْرِجَ الإشراق

 عن وجه فَرْقَدٍ مُحْتَجِب 


جميلة مزرعاني 

لبنان الجنوب 

ريحانة العرب



الطيب و الحياة الجزء الثاني و الاربعون بقلم د. رمضان عبد الباري عبد الكريم

 الطيب و الحياة 

    الجزء الثاني و الاربعون 

 ***********************

    

      ينام زكي في غرفته بالفندق ،  جرس الهاتف يرن يقوم يغمض عين ويفتح الأخري بصعوبه و يتثاءب ، و يمسك سماعة الهاتف .......زكي : الو .

إستقبال الفندق: الو السيد زكي . 

زكي : انا زكي من المتصل. 

إستقبال الفندق: نحن إستقبال الفندق ، أخبر حضرتك  أن مندوب الشركة في انتظارك في الصالة .

زكي : حاضر  سوف أنزل بعد خمس دقائق .  قام زكي بصعوبة و دخل الى الحمام وأخذ حمام وارتدى ملابسه، ثم نزل إلي أسفل الفندق ، وجد مندوب الشركة في انتظاره ، ألقي عليه التحية  و اصطحبه مندوب الشركة إلي مقر الشركة و كانت قريبة من الفندق الذي يقيم به زكي ،و في مقر الشركة استقبله مدير الشركة بترحيب شديد ، و عقد اجتماعا مع زكي بينه وبين المدير التنفيذي للشركة و مدير المبيعات ، ووقع الاتفاقية بتوريد ألف و خمسون طن من القمح ووقع زكي علي الإتفاقية ، و باقي الأسبوع كان يوجد برنامج قد وضع لزكي من أجل يزور المعالم السياحية بالولايات الأخرى في أمريكا ، و مر الأسبوع واستقل زكي الطائرة مرة أخرى عائدا إلى القاهرة .


   حسان و ليلي يمشيان معا علي الكورنيش بعد إنتهاء عملها بالمجمع يد حسان تمسك يد ليلي .......

ليلي : ياه يا حسان أنا كنت في كابوس كبير قوي و الحمدلله اني تخلصت منه .

حسان : الحمدلله يا ليلي إنك خرجت من هذه التجربة بخير .

ليلي : ولكن يا حسان لقد تركتني في هذه التجربة وحيده .

حسان :  لا  ليلي لم اتركك ، لقد كنت أتألم معك لحظه  بلحظه.

ليلي : حقيقي , أنا كنت بشعر بنفس الإحساس أني لم أشعر  أنني وحيده ، كنت أشعر بروحك معي. 

حسان : أنا كنت أصلي كل ليلة من أجلك واطلب من  الله الشفاء التام والعاجل لكي .

ليلي : انت عارف ساعات كنت بشوفك في أحلامي في عز الأزمة النفسية التي كنت أمر بها. 

حسان : يبتسم و يقول لقد كان نفس ما كنت أمر به أيضا،ثم يجلسان علي أريكة من الخشب أمام نهر النيل وما  أجمله في المساء و حولهم الشباب أمثالهم كل واحد مع محبوبته يتسامرون.

ليلي : حسان أنا أحبك  وأدعو الله أن أقضي عمري كله معك .

حسان : ماذا قلتي من فضلك أعيدي علي مسامعي مرة أخري.

ليلي : حسان انا احبك وادعوا الله أن أقضي عمري كله معك .

حسان : حقا ما تقولينه يا ليلي .

ليلي : نعم يا حسان أنا أحبك .

حسان : يقف ويرفع يديه إلى السماء ، و يقول اشهدي أيتها السماء و أصغي إلينا ايتها النجوم و غني أيها القمر ، و ارقصى ايتها الكواكب ، و تزلزلي أيتها الأرض ،

 واكتب وسجل علي ضفافك أيها النيل العظيم أجمل قصة حب في العصر الحديث ، قصة حب ليلى و  حسان ، و ما كان علي حسان إلا أنه أمسك ليلي من وسطها ورفعها بكل قوته وتعلقت في رقبته وجعل حسان يدور بها و يدور إلي أنهم سمعوا تصفيق حار كل من الحاضرين الذين  كانوا حولهم  وهنا أدرك الاثنان بأنهم قد قاموا بأفعال مجنونة ، ولكنها أفعال العشاق عندما يندمجون ينسون من حولهم.


    ظلت ماجي تصرخ بأعلى صوتها بعد ما قرات رسالة ابراهيم المفك ، نازلي ... نازلي.... نازلي .

نازلي : نعم مدام ماجى .

ماجي : منذ متى وهذه الرسالة  هنا؟

نازلي : من يومين مدام ماجى .

ماجي : يومان و لماذا لم تقومي باعطائها  لي عندما تركها إبراهيم المفك .

 نازلي : لقد وضعت الرسالة على مكتب حضرتك في ملف البوستة الخاصة بك.  كما نفعل في عملنا المعتاد .

ماجي : أريد أن تحضري إبراهيم المفك لي الآن .

نازلي : أنا آسفه مدام ماجي لأن ابراهيم المفك و صمتت نازلي .

ماجي : لماذا صمتي يا نازلي أكملي. 

نازلي : لأن إبراهيم المفك الآن في السجن .

ماجي : في السجن و كيف حدث هذا  نازلي ولما تخبريني .

نازلي : حضرتك ، تم ضبطه و معه مسروقات قدرت بحوالي خمسون ألف جنيه .

ماجي : خمسون ألف جنيه، كيف حدث هذا ؟ من أمسك به ؟

نازلي : لقد أمسك به حسان عندما حاول إبراهيم المفك  الخروج بالمسروقات من مدخل النافورة .

ماجي : ماذا قلتي نازلي , خسان هو الذي امسك با إبراهيم المفك نازلي : نعم مدام ماجي .

ماجي : تصرخ بأعلى صوتها ,  خسان خسان خسان عليك اللعنة يا خسان ، سوف أقتلك بيدي يا خسان أنت وزكي .

نازلي : نظرت ثم اندهشت عندما سمعت إسم زكي في تهديد ماجي .

 نازلي : أروح أعمل لحضرتك كوب من الليمون من أجل اعصابك .

ماجي : تنظر الي نازلي و تقول لها افعلي ما تشائين 


   انصرفت نازلي من أجل إحضار الليمون لماجي ، و فتحت 

ماجي اللاب توب الخاص بها ، وجدت إميل من ريتشارد ، قامت ماجي بالدخول علي الدردشه بالفيديو وفتحت الكاميرا ..

ريتشارد : مرحبا ماجي.

ماجي : مرحبا ريتشارد .


القاهرة 

22/12/2025

د. رمضان عبد الباري عبد الكريم



عودةُ الروح بقلم الشاعر محمد علي الفرجاوي

 عودةُ الروح

عادتْ إليَّ الروحُ

حين نادتِ الأرضُ باسمِها،

وحين نهضَ الفجرُ

عمن خاصرةِ الليلِ الطويل.

تونسُ…

يا وعدًا كُتبَ على جبهةِ التاريخ،

ويا نبضًا إذا أعيانا

أعادَ إلى القلوبِ مسارَها.

كُنّا نُثقِلُ الخطوَ

بحمولةِ الانتظار،

ونحسبُ الصبرَ

 صمتًا،

فإذا به حكمةُ العابرين.

لمّا استعادَ الحلمُ صوته،

وسالتِ المعاني

 من عروقِ الجهات،

عرفنا أنّ الوطنَ

لا يشيخُ

إذا تنفّسَ أبناؤه.

ها هي الروحُ

 تعود،

لا ضيفًا عابرًا،

بل مقامًا راسخًا،

تُرمّمُ ما تهدّم

وتفتحُ للأملِ

 نوافذه.

تونسُ…

يا اسمًا إذا قيلَ

استقامتِ المعاني،

وإذا كُتبَ

نهضَتِ الحروف.

سنمضي بكِ

لا انكسارَ في العزم،

ولا تردّدَ في الطريق،

فالروحُ إذا عادت

صار الوطنُ ممكنًا.

إمضاء:

الشاعر محمد علي الفرجاوي


☆مَنْ دَرْسٍ جَدِيدٍ مِنْ دُرُوسِ [عِلْمِ البَدَيعِ] لِعَبْدِ العَزِيزِ بِنْ عَتِيقٍ؛ بِعُنْوَانِ:

 ☆مَنْ دَرْسٍ جَدِيدٍ مِنْ دُرُوسِ [عِلْمِ البَدَيعِ] لِعَبْدِ العَزِيزِ بِنْ عَتِيقٍ؛ بِعُنْوَانِ:

[المُطَابَقَةُ]

~وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا: (التَّطْبِيقُ، وَالطِّبَاقُ، وَالتَّضَادُ).

-وَالمُطَابَقَةُ فِي أَصْلِ الوَضْعِ اللُّغَوِيِّ: "أَنْ يَضَعَ البَعِيرُ رِجْلَهُ مَوْضِعَ يَدِهِ، فَإذَا فَعَلَ ذَلِكَ، قِيلَ: طَابَقَ البَعِيرُ"، وَشَهِدَ الأَصْمَعِيُّ لِهَذَا المَعْنَى.

^وَقَالَ الخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: "طَابَقْتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، إِذَا جَمَعْتُ بَيْنَهُمَا عَلَى حَدٍّ وَاحِدٍ". 

=وَلَا مُنَاسَبَةَ بِيْنَ التَّعْرِيفَ اللُّغَوِيُّ وَالاصْطِلَاحِيُّ؛ لِأَنَّ المُطَابَقَةَ اصْطِلَاحًا هِيَ: (الجَمْعُ بِيْنَ الضِّدْيْن، أَوْ بَيْنَ الشَّيْءِ وَضِدِّهِ فِي كَلَامٍ أَوْ بَيْتِ شِعْرٍ.

>وَمِنَ أَمْثِلَةِ المُطَابَقَةِ:

-كَالجَمْعِ بَيْنَ اسْمِيْنِ مُتَضَادَيْنِ، مِثْلِ: (النَّهَارِ وَاللَّيْلِ).

-وَكَالجَمْعِ بَيْنَ فِعْلَيْنِ مُتَضَادَيْنِ، مِثْلِ: (يُظْهِرُ وَيُبْطِنُ).

-وَكَالجَمْعِ بَيْنَ حَرْفَيْنِ مُتَضَادَيْنِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: "لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ"، فَالجَمْعُ بَيْنَ حَرْفِيِ الجَرِّ «اللَّامِ وَعَلَى» مُطَابَقَةٌ؛ لِأَنَّ فِي «اللَّامِ» مَعْنَى: المَنْفَعَةِ، وَفِي «عَلَى» مَعْنَى: المَضَرَّةِ.

<وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: 

[عَلَى أَنَّنِي رَاضٍ بِأَنْ أَحْمِلَ الهَوَى /وَأَخْلُصَ مِنْهُ لَا عَلَيَّ وَلَا لِيَا]

....

_وَقَدْ تَكُونُ المُطَابَقَةُ بِالجَمْعِ بَيْنَ نَوْعِيْنِ مُخْتَِلفِيْنِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ) فَإِنَّ أَحَدُ المُتَضَادَيْنِ اسْمٌ وَهُوَ «مَيْتًا» وَالآخَرُ فِعْلٌ وَهُوَ «فَأَحْيَيْنَاهُ».

☆مَعَ تَمَنِّيَاتِي لِلْجَمِيعِ بِالإِفَادَةِ والنَّفعِ.

أُ. حَازِمٌ


شمعة .. بقلم الكاتبة.. أوهام جياد الخزرجي

 شمعة

.... أوهام جياد الخزرجي


أيُّ قميصٍ أبيضَ يلمُّني ,

البردُ لوَّنَ الأشجارَ,

تلبسُ ينابيعَ الزهرِ.. 

بيضاءٌ شمعتي ,

وردتي قلادةٌ للعطرِ  ,

تحملُها قلوبُ الدرر..

23/12/2018



كانتْ الينابيعُ. بقلم الكاتب*عدنان يحيى الحلقي

 كانتْ الينابيعُ.

حينَ كانتِ الصخورُ أشدَّ قساوَة.

عودي..

حتّى لا تتحوَّلَ الأنوثةُ إلى رخام.

لعلّكَ شحنْتَ رؤاكَ. 

قبلَ أَنْ تتسلَّقَ حبالَكَ الصوتيَّة. 

لِتَبْتَسِمَ الكلماتُ الفضائيّة. 

كلَّما شعرَتْ بالضّجَر. 

في رحلتِكَ المكّوكية. 

بينَ كوكَبَيْن متنابذَيْن. 

لا مصلَحَةَ بينَهما في راحتِك. 

******

*عدنان يحيى الحلقي



بلاغ بحمّى الكلام بقلم الشاعر حامد الشاعر

 بلاغ

بحمّى الكلام 

أمثلي  يعاني  بدار  السلامْ ــــــــ من  الهذيان   وحمّى  الكلامْ

لمثلي  عماد   المعالي  يقام ــــــــ أمثلي   يهان  أمثلي   يضامْ

وما   جئت دنياي  إلا كريما ــــــــ أمثلي   يذل  بدنيا      اللئامْ

ونفسي نعيت  بنفس  البلاد ــــــــ فكيف  أمر     مرور   الكرامْ

أجوع وأعرى وألقى  الهوان ــــــــ وفي دربها    أبتلى  بالسقامْ

يؤول  بكل  الدنى   للضرام ـــــــ فمن يرتضي صارما والصرامْ

******

فما بيننا في الليالي الطوال ــــــومن دون داع يطول الخصامْ

وأعلنت حبي وأعلنت حربي ـــــــوفي  أمرها  ما ملكت الزمامْ 

ومن يبتلى  بالكلام لفوضى ــــــــ يميل  وفي  ضربه    للنظامْ

دمي شَربَته    فتلك التي قد ـــــــ حباها  الإله    بحسن القوامْ

بأحزانها قد صدمت وحزني ــــــــ فلم تختبر غيره في الصدامْ وفيه فلا خير حشو الكلام ـــــــ وما صيغ بالحشو تحت القتامْ

*******

عجبت  ومن   جنة تحتويها ـــــــ  تشب  ومن  حولها بالضرامْ

وفيها يرى كل شيء  عجيبا ـــــــ فعن  وجهها من يميط اللثامْ 

وللحلم حين  تبيع    تجيء ـــــ بشمس الضحى أو ببدر التمامْ 

حظيت وفي عيدها  بالفتات ـــــ وفي  عرسها  لا  تفت الطعامْ 

وخيراتها للخواص  فكيف ــــــــ  على الصبر فيها أحث العوامْ

إلى مجدها من  يرد بلادي ــــــــ إلى  عهدها    من  يرد  الشآمْ

*******

وحاسبت نفسي مرارا لغيري ــــــ تركت  حسابا  بيوم   الزحامْ 

ولا أهتدي في هواها وضالا ـــــــ  فلست  أطيق شروط الغرامْ 

وفيها اعتراني الجوى والجنون ـــ بفرط الهوى وانفراط الهيامْ 

وشابا فلست أطيق انفصاما ــــــ وعانيت  طفلا بوقت الفصامْ 

وحطمت ذاتي فحين تركت ــــــ من  الآه فيها   ورائي الحطامْ 

وفي دربها من جديد فكيف ــــــ أسير  وفيَّ     بقايا     الركامْ 

*******

ومن  جوها  يسترد الهوا و ــــــــ يرد      صريع  الهوى  للزكامْ

لحريتي قدرها في السجون ـــــــ أشد  من  الأسر كسر العظامْ 

فماذا دهاني ضربت وضرب ــــــ الدهاة من البدء تحت الحزامْ 

أمام الردى  لا  أخر   تراني ــــــــ  أنادى  ومن  غيرها   بالإمامْ

ولست  إلها      ولست  نبيا ـــــــ فكيف  أقوم    بشتى  المهامْ 

تراني مغيثا وبالحب غيري ـــــــ وفيها  فما زلت  أرعى الذمامْ

******* 

تراني وفوق الحجيم أسير ــــــــ فترفض   أن  أستقل   الغمامْ

وترفض مني وحتى الكلام ــــــــ وتمنع عني   هديل    الحمامْ 

هناك هواها  يقيم   حياة ــــــ هنا الموت في الحب موت زؤامْ

وبالموت يبلى ويلقى ابتلاءً ـــ فمن  يبتغي  في الحياة الدوامْ 

ولي خيمة كيف أبني وفيها ــــــ على  الرمل  لا  تستقر الخيامْ 

ومنها    يصير   الفرار  لزاما ـــــــ ويعني   الملازم شرط اللزامْ

*******

تدلت     عناقيدها    للعوام ــــــــ وحبلى     ينابيعها    بالهوامْ

عجبت لحكم الحراميّ فيها ـــــــ فكيف   احتراما يُحلّ الحرامْ 

لنفسي  أرى صاحيا ما يحز ـــــــ على حالهم قد حسدت النيامْ 

أعدّ السكارى وأين الغيارى ــــــــ أقول  فلي  كأسها    والمدامْ 

حمامي يجيد العدى صيده لا ــــ أحط  وفوق     الأكفّ اليمامْ

وتحسب غيري ملاكا وتحس ـــــ بني   وهلاكا    مليكا    همامْ

*******

فلست على ما يرام ومثلي  ـــــــ أراها  فليست  على  ما يرامْ

وشرا تقاسي  فلست  بخير ــــــــ منعت   فمن  قومها  والقيامْ 

أتاني سياط العذابات منها ـــــــ وفي وجهها ما رفعت الحسامْ 

وسما    تحط علي    ونارا ـــــــ وأقواسها    في يدي  والسهامْ

ومنها  أمثلي  يجافيه نور ــــــــ   أمثلي    يحط   بقاع الظلامْ

ورغما عن القلب يكسوه وجهي ــ ومن   همه مستفيضا الرغامْ

*******

منعت  ومن كل حق فكيف ـــــــ أأدي      وبعد  القيام الصيامْ 

وما في الأمانيّ خطت يداها ـــــ رأيت  لها  صورة  في الرخامْ 

فما عدت أحمل قلبا  سليما ــــــوفي النفس حرب فأين السلامْ أقول من  الآه  والحسرات ـــــــ أمثلي   يعاب      أمثلي  يلامْ

أخط بلاغي  بحمّى  الكلام ـــــ وأبكي من  الشكو  مثل الغلامْ

يظل  عقولا  وقبل الجنون ــــــــ يصاب  الذي  عابه    بالجذامْ 

*******

وبالشعر ألقى الأعادي  أرد ــــــــ على  قولهم   بالفعال الجسامْ 

أشير وحتى بحمّى الكلام ــــــــ إلى  المسك لي بدؤه والختامْ 

ورغم الذي   شاقه  فعليها ــــــــ يُفيض  فمن  حبه    المستهامْ

أروم  بها  غادة     وبلادي ــــــــ أرى  ظلها   في الربى والإكامْ

وعنها فلا   أمنع  الحب إلا ــــــــ لماما  وإن  شاقني  في اللمامْ

محبة     قلبي  لها بالحبال ــــــــ فلا  يربط  القلب    إلا الوئامْ

*******

وللحب   لا أدّعي  ما  أراه ــــــــ يجيء  ومن  خلفها   والأمامْ

لها كم    أحب  وللحب سر ــــــــ يذاع     وبين   الورى والأنامْ

وحاشاه من رامها أن يضام ـــــــ وفيها  كفى  غيره    ما يسامْ

إلهي اجتباني أديبا  فكيف  ــــــــ أُرد   ذليلا     بهذا      المقامْ 

أطيق الذي  يعتريني فحين ــــــــ أحب  يشير    الهوى للنسامْ

وللشعر    حين أصوغ  أقول ــــــــ أأنت  الذي ينتشي بالخزامْ

*******


العرائش في 22ديسمبر 2025

قصيدة عمودية موزونة على البحر المتقارب 

بقلم الشاعر حامد الشاعر



نافذة الأغبياء. بقلم الكاتب ادريس الجميلي

 نافذة الأغبياء.


الغباء لا ينفذ من أناس أغبياء لان الحياة علمتهم

 اللعب رغم المراحل العمرية التي مرت .هناك من اصبح يتوهم الصدق و هو يدرك انه كاذب بل تراكمت في ذاكرته كل المتضادات مثل النفاق و ضده او العدل و اللا عدل الحب و الكره و هكذا يستحضر الشخص المريض مفاهيم العلاج الخاطئة ليزيد من ألمه .هنا لا تنفع أساليب الوقاية مهما تنوعت لان اكتساب الاخلاق بشرها و خيرها يجعل الانسان ينساب وراء اصحاب السوء او اصحاب القلوب الخيرة .  قد تتراكم سلوكات الشر لتفتح كل لحظة ابواب النفاق فيرتمي هذا الشخص في احضان  النفوس المنافقة رغم وجود العقول الواعية.


 ادريس الجميلي



...يضيع القلب..... بقلم الشاعر محروس فرحات

 ...يضيع القلب.....

يضيع القلب إن ولى 

فهل  حب      لنا دل؟


وبعد رحيله نبقى 

بويل  فينا  يتجلى


فلا الدنيا لنا تصفو

وإن جاءت لنا كلا


فبعد فراقه نبقى

بلا حب ولا وصلا


ونار البعد تكوينا

فكم بحرورها نصلى


فلا ظل بنا يحنو

وكم زاد بنا هولا


سألت عنه من قرب

وكان جوابهم نصلا


ومن بعد فما قال

سوى قول غدى وحلا


فمن يا قلب مناه  

وهل عاد فما ضل؟


أرى عينيه تأتلق  

دلال فيها  قد حل


رقيق طبعه الود  

ودود عنا   ما جل


يمد يديه إن قرب 

أرى الإعطار ما مل 


وفي كفيه لي ظل 

علينا مد  كم ظل


وباقي النظرة منه 

غدت لعيوننا كحلا


وكل طريقي إن مرت 

يصير عسيره سهلا


تحياتي وإن غاب 

فبعض صيائه هلا


له نمشي بلا تعب 

فكم كان لنا شغلا


نحب هواه لا ننكر 

وقلب القلب ما كلا


وكيف كلالة تأتي 

فمن روحي هو سلا 


وفيض هواه يغمرني

وصار نسيمي معتلا


ستبقى ما سرى عمري

ويبقى قلبي محتلا


وتنبت منك أغصاني

وتعلو زهورها الفل


وتنشر منها أطيبا 

يعبق عطرها الكل


وتبقى بين أضلاعي

بأزهار  غدت أحلى


محروس فرحات


المنبر الثقافي ( الوجدان الثقافية): واحة الإبداع.. وجسر التواصل بين المبدعين والجمهور بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 المنبر الثقافي ( الوجدان الثقافية): واحة الإبداع.. وجسر التواصل بين المبدعين والجمهور

في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة وتطغى فيه الضوضاء،يبرز المنبر الثقافي الأدبي ( الوجدان الثقافية) كواحة ضرورية للروح والعقل.إنه ليس مجرد-فضاء-لإحتضان حملة الأقلام والمبدعين،بل هو كائن حي ينبض بالحوار،وينضح بالإبداع، ويسعى لصناعة ذاكرة ثقافية جماعية.ويمثل هذا المنبر حاجة ملحة لمواجهة حالة التشظي والتراجع التي قد تعتري المشهد الثقافي،كما تُشير بعض التحليلات النقدية.فهو الفضاء الذي يحتضن-كما أشرت-الكتاب والأدباء والنقاد ليس فقط للاحتفاء بما أنجزوا،بل لبناء مستقبل أدبي يرتقي بالذائقة العامة وينشر الجماليات.

وهنا أشير إلى أن المنبر الثقافي الناجح لا يُقاس بعدد كتابه ومبدعيه،بل بعمق رسالته واتساع تجاربه.إنه نسيج متكامل من المبادئ والممارسات التي تجعله محطة إشعاع حقيقية.

وقد لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا قلت أن "الوجدان الثقافية" صرح ثقافي يهدف إلى خلق تقارب حقيقي بين مختلف مكونات المشهد الثقافي.وهو يعمل كحاضنة لاكتشاف المواهب الجديدة وصقلها،حيث يلتقي المبتدئون بالقدامى في حوار متكافئ.كما يسعى إلى نشر الإبداع وتعريف الجمهور بالمبدعين،ليس محلياً فحسب، بل عبر بناء جسور مع  الإبداعات الثقافية العربية والعالمية.

من هنا،يقف هذا الصرح الواعد والطموح على أساس التعددية ورفض الإقصاء،سعياً ليكون بيتاً لكل المبدعين بغض النظر عن انتماءاتهم.إذ نراه يرفع شعار النقد البناء الذي لا يهادن ولا يحطم،بل يهدف إلى الإصلاح والارتقاء.كما يتبنى قيمة العطاء ونقل الخبرة،حيث يرى "المبدع القائد" أن من سمو أخلاقه نشر خلاصة تجربته وفتح آفاق الإبداع أمام القادمين الجدد.

في هذا السياق أؤكد أن من أخطر الآفات التي قد تصيب البيئة الثقافية هي النرجسية التي تتحول إلى سلوك مرضي،حيث يتحول بعض الأدباء أو النقاد إلى مرجعيات مغلقة ترفض النقد وتتجاهل الآخر،وتسعى للاستعلاء بدلاً من الحوار.هذا يتفاقم مع الخلافات الأيديولوجية والصراعات الوهمية على " النجومية الزائفة" داخل المنابر الثقافية،مما يؤدي إلى التشرذم وابتعاد الكتّاب الحقيقيين عن -الساحة-يضاف إلى هذا تمترس-كتاب الطابور الخامس-خلف الأراجيف ونشر الأكاذيب،لتشويه الأقلام الشامخة،حاجزين لأنفسهم عبر السقوط الأخلاقي موقعا في عمق الهوة،حيث لا شيء غير الندم وصرير الأسنان..!وهذا موضوع آخر يستدعي الحبر الغزير سنتناوله لاحقا عبر مقاربات مستفيضة..

وخلاصة القول،يحتاج هذا  المنبر الرائد تونسيا وعربيا ( الوجدان الثقافية) إلى تأسيس مدونة أخلاقية واضحة تعلي من شأن التواضع الفكري والحوار الندي.كما أن دعم ظهور نماذج "نقدية إنسانية" تبني ولا تهدم،وتتبنى الأصوات الجديدة،هو أمر حيوي لمواجهة النزعة النرجسية..!

على سبيل الخاتمة :

إن تحدي ضعف التكوين واستسهال الإبداع

في عصر وسائل التواصل الاجتماعي،أصبحت الكتابة متاحة للجميع،مما قد يؤدي إلى اختلاط الجيد بالرديء وانحصار مساحات الاحتفاء بالإبداع الحقيقي.وفي المقابل،تفتقر المؤسسات التعليمية أحياناً إلى الاهتمام الجدي بتدريس مهارات الكتابة الإبداعية كجزء من المناهج،مما يفاقم من أزمة قلة الكتاب المبدعين المحترفين.

الخلاصة: -صياغة-رؤية مستقبلية للمنبر الثقافي

الأدبي الفاعل،هو مشروع حضاري يتجاوز كونه موقع إلكتروني حاضن للإبداع ومشجع على الخلق والإبتكار.إنه استثمار في الإنسان والذائقة والهوية.ومستقبل هذه المنابر مرهون بقدرتها على أن تكون فضاء ديمقراطيا للحوار الحر والخلاّق،حاضنة أمينة للموهبة،من مرحلة الاكتشاف الأولى حتى النضج،جسرا تواصليا بين الأصالة والمعاصرة،وبين المحلي والعالمي،منتجا لجماليات جديدة تثري الحياة وتقدم المعرفة بطريقة فنية.

وعندما ينجح منبر ثقافي في تجسيد هذه الرؤية، فإنه لا يخدم المبدعين فحسب،بل يصبح رافداً أساسياً للتنمية المجتمعية،ومرآة تعكس أسمى ما في الإنسان من طموح إلى الجمال والحقيقة والمعنى.عندها فقط يكون قد أدى رسالته كاملة، كمنبر يحتضن،وينشر،ويخلد..

وهذه هي رسالة " الوجدان الثقافية" دون مجاملة..ولا محاباة..

وأرجو أن تستساغ رسالتي جيدا..وأن لا يقع إخراجها عن سياقها الموضوعي..! 


محمد المحسن



هي ذي تونس..يا" فيصل*"..مجلّلة بالوجع ومخفورة بالبهاء..وتتهودج شامخة على درب الحرية.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 هي ذي تونس..يا" فيصل*"..مجلّلة بالوجع ومخفورة بالبهاء..وتتهودج شامخة على درب الحرية..

"يا تونس الخضراء جئتك عاشقا *** وعلى جبيني وردة وكتاب..” (الشاعر الراحل تزار قباني)
-ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان،بل بذاكرته المنقوشة في المكان..(الكاتب)
-بيننا وبينكم الأيام والليالي..والميدان ( الشهيد حسن نصرالله)
نخجل من الكتابة عن الثورة التونسية المجيدة في زحمة الكلام. نخجل، لأنّ الكلمات،ما زالت تحوم في الفلك المحيط بجوهر الثورة، ولأنها تصبح فعلاً مجسّداً خارجاً من شرايين جسدها الغاضب وأوردتها.وستكون الكتابة عن هذه الثورة المدهشة فعلاً مفعماً بالصدق،إذ تصبح عملا معادلاً لعظمة اليأس الذي تجلى فيها من دون مساومة.
وهكذا تحوّل الانتظار الذي طال إلى ثورة ترسم المستقبل، تلك الثورة الشعبية العارمة التي انطلقت شرارتها الأولى،ذات شتاء عاصف من شهر ديسمبر/كانون الأول 2010،هي ليست رداً على الاستبداد وحسب،بل ثورة على الماضي بكل تراكماته المخزية وتداعياته المؤلمة.
هل نخجل من الكتابة،لأننا بانتظار “هومير” عربي،لكي يسجّل ملحمة التحرّر العربي الحديثة، وهي تتخبّط في بحر التآمر الإقليمي والدولي،أو لأنّ الملحمة التونسية التي ستكتب بالكلمات ستكون المعادل الحقيقي لعظمة هذه الثورة؟
المقهورون وحدهم يمهّدون الأرض أمام من سيكتب تلك الملحمة،لتدخلَ في سجل التاريخ، عملاً عظيماً يوازي الملاحم الكبرى في حياة الإنسانية.
الغاضبون هم الذين يصنعون أسس عمارة الملحمة التي ستنتصب في مسيرة التاريخ شاهداً على أنّ الكتابة فعل يوازي عظمة الغضب.
لذا،نخجل من الكتابة عن الثورة التونسية المجيدة التي ما زالت إنشاء لغوياً،يبرّر هزيمة قدراتنا على الدوران خارج النبل التاريخي المتمثّل في غضب الثورة.
لهذا تطلّعنا جميعا إلى ملحمة البطولة التي تمثّلت على الأرض بالرفض والمقاومة، وتجلّت في تصحيح التاريخ العربي بأمثولة تكتب لكل الشعوب العربية،ملحمة خالدة تقاوم القهر والاستبداد،وتكشف زيف قوّة الديكتاتورية العمياء والظلم الحافي،لتمجّد ألقَ الروح الشعبية التي تكتب الشعر بإيقاع الانفتاح على الخلود.
لا أقول إنّ الرأسَ تطأطأ أمام الاستشهاد من أجل تونس،بل إنّ الرأسَ تظل مرفوعة،فخراً بشعب أعزل،آمن بأنّ الشجرة إذا ما اقتلعت تفجّرت جذورها حياة جديدة، وتلك هي ملحمة الانبعاث من رماد القهر،بانتظار من يدخلها ذاكرة التاريخ عملاً عظيماً،يشعّ منارة في المسيرة الظالمة التي تنشر ظلمتها قوى الشر في العالم.
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان،بل بذاكرته المنقوشة في المكان..أزمنة متراصة مكثّفة.
هي ذي تونس إذن.زمان تكثّف حتى غدا مكانا وحكايات..أقاصيص وملاحم..سماء تنفتح في وجه الأرض..أرض تتسامى وتتخفّف من ماديتها حتى تصبح كالأثير.ثم يلتقيان.
الأرض والسماء يغدوان واحدا.
هي ذي تونس اليوم مجلّلة بالوجع ومخفورة بالبهاء : أمل يرفرف كلما هبّت نسمة من هواء..نسمة من بيروت..وأخرى من غزة..
ثمّة فسحة من أمل..خطوة بإتجاه الطريق المؤدية،خطوة..خطوتان ومن حقّنا أن نواصل الحلم.
سلام هي تونس..
فلا بهجة لأبنائها خارج فضائها..وهي مقامنا أنّى حللنا..وهي السفر.
محمد المحسن
*المقصود مذيع قناة الجزيرة وصاحب برنامج " الإتجاه المعاكس" الذي يتساءل في برنامجه الذي سيبث غدا مساء : تونس..إلى أين..؟
**تنويه: الرجاء من كل الذين بيوتهم من زجاج..أن لا يرموا الآخرين بالحجارة..وملاحظتي لا تستدعي تأويلات أو استخارة..فهي واضحة كحد السيف..


الدَّمْـعُ يَـشْـفِــي بَـعْـضَ آلَامٍ بِـنَـا بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

 الدَّمْـعُ يَـشْـفِــي بَـعْـضَ

 آلَامٍ بِـنَـا

ويَــصِـحُّ قَـوْلِــي: إِنَّــهُ لَا يَـنْــفَـعُ

والحُزْنُ دُونَ المَوْتِ يَشْفَعُ قَوْلَهُمْ

ذَهَبَ العَزِيزُ، فَمَا لَهُ لَا يَذْهَبُ؟


مَدَّ الـمَـنُـونُ بَرَاثِـنًا وَسَطَ الدُّجَى

لَيْلَ الطَّوَافِ، فَسُلَّ صَبْرِي أَجْمَعُ

وذَوَى سِـرَاجٌ كَـانَ أَهْـلُـهُ حَوْلَـهُ

يَـتَرَقَّـبُـونَ شُـعَاعَـهُ، فَـتَجَمَّـعُـوا

أَمِلُوهُ ضَوْءًا، فِي دُجَاهُمْ، سَاطِعًا

بِسَنَـائِـهِ، فَـرَأَوْا ضُـحًى يَـتَـهَـزَّعُ

ورَأَوْهُ، بَيْـنَ يَدَيْ خَـلِيلَـةِ مَهْدِهِ

يَـدَعُ الـحَـيَـاةَ، بِنَظْـرَةٍ، ويُوَدِّعُ

يَـتَـضَـاءَلُ الأَمَـلُ الـمُـشِعُّ بِعَيْـنِهِ

فَيَصِيرُ يَأْسًا، فِي الـحَشَا يَتَوَزَّعُ

نَجْمٌ هَوَى مِنْ بَيْنِ أَطْوَاقِ السَّمَا

فَـهَـوَى لَـهُ عَـرْشٌ وآخَـرُ يُـزْمِـعُ

وغَـمَامَةٌ بَـرَقَتْ ودَمْـدَمَ رَعْـدُهَا

فَـتَـحَلَّبَتْ، فَرَحًا لِصَـوْتِهِ، أَدْمُعُ

لَكِنْ تَصَـدَّتْ دُونَ مَقْدَمِـهَـا يَـدُ

القَدَرِ العَظِيمِ، ومَا المُقَدَّرُ يُدْفَعُ

حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

خواطر : ديوان الجدّ والهزل.



••خمائل الذكرى• بقلم الكاتب• رؤوف بن سالمة/الحمامات/نابل/تونس

 ••خمائل الذكرى••

رؤوف بن سالمة/الحمامات/نابل/تونس


ْأمدّ يدي راجيا الحرف 

ْأحاول ملامسته بحذر

وقد طال رجاء المنتظر 

ليتدفّق الشّوق فيضا 

ويغدق سيلا من معاني وصور

ومراسي أعانق فيها الماضي

ويلفّني فيها هذا الحنين

وتسري السّعادة وجدا وحرّ

بلقاء زمان القلائد وبهي الدّرر

ألا يا أجنحة الحروف

خذيني هناك  لمراتع الجمال

وخمائل الذكرى وطيب الزّهر

وتنتشي في حشايا منّي اللّواعج 

ومهجتي الظمآى لإشراق الفِكر

أيا سرب الحروف المنتشر 

فوق غيم عمري الذّي عبَر

غني معي وٱفرح وهزّ الوتر

لصبا بفيح ذكراه ألف خبر

وعبق أيّامه ٱزدان بنور القمر

أيا حرف ، وشّتك ورود كلّ ربيع

ما طلعت شمس وحلّ السّحر


رؤوف بن سالمة/الحمامات/نابل/تونس•



لغة الضاد بقلم الكاتب يوسف بلعابي تونس

 لغة الضاد

لغة الضاد لغتي 

بها أعتز وأفتخر

لغة الضاد نورا

أنارت بصائر البشر

لغة الضاد 

لغة قرآن كريم 

وعلم البيان 

قرآن عربي

أنزله رب عليم

 على رسول كريم

ليضيء به عتمة الظلام

ليمحو الجهل والأمية على الأنام

ويعلمهم بأن دين الله الاسلام


بقلمي يوسف بلعابي تونس



حروف لا تحملها سطور بقلم الكاتبة* أوهام جياد الخزرجي *

 حروف لا تحملها سطور

* أوهام جياد الخزرجي *


أيقنتُ مدّاكَ ،

حلمٌ آخرٌ يجمعُني ،

تتوهَّجُ في اللاشيء،

تتوجَّسُ الظلمةَ ،

حينَ يبكيكَ صَدايَ ،

وتلفُّكَ أشرعتي ،

تهيمُ البحورُ جميعاً،

أمسيةٌ هي أقمارُكَ ،

تتواردُ أفكارُكَ تباعاً ،

تتوهَّمُ بعنوانٍ ،

إنتظارُكَ مغَلَقُ ألأبوابِ ،

تلكَ هي محطَّات ،

لا تتوهَّمْ مجدداً ،

ثمّةَ مدنٌ وأدَتْ فيها النزاعات ،

مرآتُكَ تسألُكَ ،

أتغادرُ مجدداً ؟

هتافٌ يولدُ  بروحكَ ،

وتعبرُ المسافات ،

يكونُ حلمُكَ وهْماً ،

جاحدةٌ هي اللحظات،

فتـاتُ الخبزِ عندَ جسورِكَ 

حمائمُ الدارِ تروي الحكايات، 

يا ربيعاً يخلِّدُني ، غفوةَ الصمتِ،

يتغشَّاها الصباحُ ،

فجْرُكَ لا تشبههُ صباحات، 

أترتدي أوراقي ،؟

كفنًٌ يلفُّ السماوات ،

أستيقظتُ فيكَ روحاً ،

تنهضُ مِنْ جديدٍ ،

يمكثُ الدمعُ بمقلتيَّ ،

وهواكَّ الصَبُّ تاهتْ فيه العبرات ،

مختنقةً !

لا تحمل الحياةُ لذَّتََها ، 

لا حياةَ يتوسَّدُ فيها الممات ،

رهانُ القلبِ إنتظارٌ،

روحانِ كانتا طيفاً ،

تصعدُ بعلياءٍ فوقَ النخيل، 

صرختي فيكَ ولادّةٌ ،

قَبَسٌ زمرديٌّ يطوِّقُني ،

روحانا رعشةُ عصفورٍ ،

أمكنةٌ ناعسةٌ ،

تغفو فيها المساءات..

22/12/2018