الخميس، 6 نوفمبر 2025

* قِطافُ الياسَمين * بقلم الكاتبة ياسمين عبد السلام هرموش

 * قِطافُ الياسَمين *

بقلمي ياسمين عبد السلام هرموش 


إنّها ابنةُ الطِّينِ والعَرَق،

صَباحةُ الوجهِ

نَضِيرةُ الخَدِّ،

وعَينُها كَحلاءُ

 في سَناها بَريقُ اللَّيلِ إذا انْبلَج،

وخُصلُ شَعرِها 

كالسَّرابِ يَلوحُ على مَتْنِ الرِّيح.

في خُطاها تَهتزُّ الأرضُ هيبةً

ويَخْشَعُ المدى لجَمالِها

ولها من المهابة 

ما تَخْضَعُ لهُ الملوك،

ومن الدَّهاءِ ما يَجعلُ الحَبَّ

 في الحقلِ يَسجُدُ طَوْعًا لِسِحرِها.

هيَ الحُسْنُ إن تَبَسَّمَ

والعزمُ إن جَدَّ،

في نَبرِها وَقارُ الحِكمة

وفي نَظْرِها صَرامةُ القَدَر،

يَميلُ خَصرُها كغُصنِ بانٍ 

وساعِدُها أصلبُ 

من صَخرٍ عافَهُ الزَّمان،

تَلتَفُّ الأثوابُ على جَسدِها 

كما يَلتَفُّ الضَّياءُ على السَّيف.

"فَرِفقًا بالقواريرِ"،

فَهُنَّ رَقيقاتٌ في اللَّمس

 قَويّاتٌ في المِحَن،

إذا انكَسَرَ الزَّمانُ أَصلَحنَهُ،

وإذا ذَبُلَتِ الأرضُ أزهَرْنَها بالحبِّ

هُنَّ وُجوهُ الأرضِ إذا اغتَسَلَت،

وسُرُجُ القُرى إذا جَنَّ اللَّيل،

قَوامُهُنَّ سِحرُ الفَصاحةِ 

في جَسدٍ من صَبر،

ورُوحُهُنَّ تفيضُ قَداستًا لا تُدَنَّس.

فَهُنَّ خِلافةُ الخَصب،

وحُرّاسُ العِطر،

ونِساءُ القَدَرِ اللواتي 

لا يَغفُو الياسمينُ

إلّا في حِضنِهِنّ.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق