**لا تضغط على وتيني**
أضجر
ويشتدّ حنيني
وتقف حروفي موجعة كالسياط
تعاتب جيلا تهرّم من شعراء البلاط
كلّما احتضنت طيفا
ارتجف رهبة منّي
وتوارى بين يديّ
معلنا الرّحيل
أو باحثا عن حضن بديل
فحضني ضاق بي حتى الاختناق
فهو دافئ حدّ الاحتراق
ويداي تلامسان أغوار الاشتياق
ونشيدي معطّر بعبق الصّهيل
وعشقي وارف كظلّ ظليل
الأطياف دؤوبة كالفَراش
لا يغريها لون النبات
ولا تستهويها أطر الثّبات
ولا تكترث لمن عاش أو مات
صرير تربّع في رأسي
كقاطرة تئنّ بثقل أوزارها
كأنين بقايا حرب
في جسد ممزّق
كأشرعة الأساطيل المنهزمة
تجرّ أذيال الخيبة
الصّخب عالٍ
والنّوايا السّيئة
تتسيّد الخطابات الرّنّانة
مقرف أنت يا زمن
مات ضميرك
وانتحر على ضفافك حنيني
وتزايد مع الأشلاء المتناثرة أنيني
رجاء
لا تضغط بكلتا يديك على وتيني
فآخر نفس قد يقتلني أو يحييني
بقلم:الأستاذ عبد الستار الخديمي -تونس

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق