الاثنين، 24 نوفمبر 2025

كلمات من خلف الشغاف إلى الممثل الكوميدي الراحل نورالدين بن عياد بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

كلمات من خلف الشغاف إلى الممثل الكوميدي الراحل نورالدين بن عياد

انتهاء رحلة العطاء الفني لفنان كبير ..في زمن أخرس..ولئيم !


في الأوقات الصعبة التي يمر بها الإنسان،تبرز الكوميديا كوسيلة علاجية فاعلة لها عدة أدوار مهمة في قشع السحب الرمادية التي تضغط على النفس في لحظات الإحباط والحزن.و لطالما استخدم البشر الفكاهة عبر التاريخ كوسيلة للتعامل مع المآسي والصعوبات،مما يجعلها أداة إنسانية أصيلة للتكيف مع الواقع الأليم وتجاوزه ولو لحين.. 

في هذا السياق،غيب الموت الفنان الكوميدي التونسي نورالدين بن عياد الذي وافته المنية عن سن تناهز 73 عامًا إثر أزمة صحية مفاجئة،ليترك فراغًا في الوسط الفني وحزنًا عميقًا في قلوب محبيه الذين عاشوا مع ضحكاته ومواقفه الكوميدية التي أثرت المسرح والسينما التونسية لعقود.

*في سياق الأزمة..الكوميديا العربية تفقد بريقها

 يأتي رحيل نورالدين بن عياد في وقت تشهد فيه الكوميديا العربية أزمة حقيقية،حيث تفقد بريقها تدريجيًا وفقًا لتحليلات نقدية عديدة.ولطالما كانت الكوميديا فناً يحتاج إلى الكثير من الجهد والتعلم،لا يعتمد فيه الممثل فقط على موهبته الخاصة،بل يحتاج أيضًا إلى تنمية عقله وخياله، والقراءة ودراسة المقابلات،بالإضافة إلى تطوير مهاراته عبر العمل الجاد ومعرفة تاريخ وفلسفة الكوميديا بشكل وثيق.

*بصمة في الذاكرة

ورغم العديد من  التحديات،استطاع نورالدين بن عياد وغيره من النجوم الكوميدين أن يرسموا بسمة على وجوه جمهورهم،وأن يثبتوا أن الكوميديا فن جاد يستحق التوقف عنده،فقدموا أعمالاً أصبحت جزءًا من الذاكرة الجمعية للجمهور التونسي.

رحل نورالدين بن عياد جسديًا،لكن ضحكاته وأعماله ستظل خالدة في قلوب وعقول محبيه، شاهدة على عطاء فنان ظلمته الأنماط الجاهزة رغم موهبته المتعددة،وستظل ذكراه تثير الحسرة على زمن كوميدي جميل يتراجع بريقه يومًا بعد يوم.


متابعة محمد المحسن

*من أبرز أعمال الفنان نور الدين بن عياد: "جاري يا حمودة"، "العاصفة"، "غادة"، "أستاذ مالك".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق