اسرقيني يا فرحة العمر
✍ سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك
اسرقيني،
ولو لحظةً من غياب السنين،
فأنا صرتُ أكتب وجهي
على صفحة الريح،
كأنني غريب الحنين الكبير.
خذيني إلى حيث كانت خطانا،
حيث الطير يغنّي على الأغصان،
وحيث المواسم تأتي نديّة،
تغمرنا مثل عرسٍ صغير،
ولا يعرف الجرح كيف يدور،
ولا يعرف الحزن كيف يصير.
أنا الآن طفلٌ
يحمل صدرًا تكسّر فيه صدى الأمير،
فلا تاج حلمٍ يبقى على الرأس،
ولا ظلّ مجدٍ، ولا من يجير.
دعيني أفرّ من الليل وحدي،
وأعطيك قلبي الأسير،
فما عاد لي غير نبضي دليلًا،
ولا صوتي طيورًا تطير.
سأغنّي، سأغنّي،
لعلّي أنسى دموعي،
وأجمع من شمسك الفجر لأضيء.
فمن قال إن الحزين يموت؟
ومن قال إن الصدى لا يثور؟
إذا مرّ يوم عليّ بفرح،
عرفتُ بأني على خير خير،
فربي كريم يهبني ابتسامًا،
لعلّي أعود، ولعلّي أنير.
فيا فرحتي،
تسلّلي مثل همس الوسادة،
كأنك دقات أمي القديمة،
كأنك طيرٌ يعود إلى عشه…
ليوقظ في القلب فجر الأمير.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق