** سَفَرُ الذِكرَيَاتْ **
مُغْمَضَ العَيْنَيْنِ ...
شَارِدً الذِهْنِ و لَا زِلْتُ ...
لَا زِلْتْ أَنْشُدُ أَفْكَارًا
تَاهَتْ مِنِّي يَوْمًا ...
تَاهَتْ ... كَعُصْفُورٍ بَعْدَ السِّجْنِ
رَفْرَفَ مِنْ جِدِيدٍ و ارْتَحَلَ ...
حَلَّقَ عَالِيًا نَحْوَ غَيْمَةٍ تَرْقُصُ
قَبْلَ السَّفَرْ ...
مُغْمَضَ العَيْنَيْنِ ...
أَسْكُبُ أَحْلَامًا فِي
كَأْسِ الشَّوْقِ أَتَذَوَّقُهَا ...
تَوَاتَرَتْ الصُّوَرُ و الذِّكْرَيَاتُ ...
أَتَجَرَّعُ بَعْضَهَا مُسْكِرَةً كَخَمْرَةٍ
مُرَّةٍ لَا تُطَاقْ
تَسَارَعَتِ الصُّوَرُ وَاحِدَةً وَاحِدَةْ
تًدَافَعَتْ ... تَطَايَرَتْ ... ارْتَحَلَتْ .
تَعَدَّدَتِ الأَلْوَانُ و الصَّفَحَاتُ .
أَصْفَرُ فَاقَعٌ كَصَحْرَاءَ
تُمُدُّ كُثْبَانَهَا فِي كُلِّ إِتِّجَاهٍ
فَأَخْضَرُ كًوَاحَةِ نًخِيلٍ
تَلُوحُ مَنْ بَعَيدٍ حُلْوَةً لِلنَّاظِرِينْ
و أًحْمَرُ قَانً كَشِفَاهَ فَتَيَاتٍ
لَمْ يَتَزَيَّنْ بَالمَسَاحِيقِ بَعْدُ
فَرَمَادِيٌ فِي عِنًاقِ الأًسْوًدِ و الأًبْيَضِ
كَهَبَاءٍ بَمَوقِدِ دِفْءِ مًعَ خَلِيلٍ مُنْتَظَرْ
أَوْ كَجَمْرٍ هًادِئٍ فِي قَلْبٍ عَلِيلٍ مُنْكَسِرْ .
جَالَ نًظًرَي فَي الأُفُقِ الرُُحْبَ
قًالَتْ العًيْنٌ أَرْجٌوكَ أًيُّهَا الشًّفًقُ
لَا تَرْحًلْ ...
لَا تَرْحَلْ و انْتَظِرْنَي اليًوْمَ
و لا تأْخُذنِي بِنَاصِيَتِي
فترحلَ بي قبل نِهايةِ المَواعيدِ.
و انتظِرْني
بَقِيَتْ لي صَفحةٌ بِدفْتَري
كَيْ أرسُمَ فيها وَردةً قبلَ السَّفرِ
و أخُطَّ بيتَ شِعرٍ أخيرٍ للِعِبرِ
أجمَعُ فيهِ أحلامِي الضائعةَ
و أوْجَاعَ جِراحٍ لم تَندَمِلْ
فانتَظِرني
لأُرسلَ مَكَاتيبِي المُتَخلفةَ
قبلَ السفَرِ
ومِن الجَميع أعْتَذرُ ...
( منجي الغربي )
... جربة ... 07 / 11 / 2025 ...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق