الاثنين، 17 نوفمبر 2025

دراسة نقدية بقلم ناجي عبد العاطي لنص الشاعر قاسم الدوسري :

 دراسة نقدية بقلم ناجي عبد العاطي لنص الشاعر قاسم الدوسري :

التأمل في الحياة والموت من أغراض الشعر القوية المعبرة عن العظة والاعتبار 

الشاعر قاسم عبد العزيز الدوسري عن الأموات الذين سكنوا القبور وانتشرت رائحتهم فهو يرى أن هذه الرائحة رائحة الذنوب والخطايا وليست رائحة الأجساد في صورة تشبيهية رائعة رسمها من نسج خياله في صورة التشبيه التمثيلي البلاغي 

 ويستمر الشاعر مع امتداد الصورة موضحا ان هذه الرائحة مميزة ومعروفة للناس  تعطرهم عند دخول المقابر متخللة الصخور والمباني الخرسانية -وفجأة تتغير رائحة المقبرة بالبخور وماء الورد لاستقبال ضيف جديد جاء ومعه الزائرون  تفيض عيونهم بالدموع في شوق الى معرفة نهاية الانسان عند لقاء القبور - ثم ينادي الشاعر على هذا الراقد داخل المقبرة ويدعوه ان ينهض ليرى ماآل إليه حال الناس في هذه الايام ويرى بيوتهم وقد تحولت الى مقابر تسكنها أجساد بلا أرواح بسبب الانترنت ونسوا ان الكل ينتهي الى زوال -

تعليق : ابدع الشاعر في اختيار الالفاظ المعبرة عن الموت :المدافن والخطايا والذنوب والسجن والرائحة والراقد والبخور  كلها معبرة عن عاطفة الحزن والاسى وتوحي بالعظة والاعتبار -كمااستخدم الشاعر الكثير من الصور الخيالية :التشبيه الرائع رائحة المدافن كرائحة الذنوب - متحررة من السجن تصوير رائع تصوير المقبرة بالسجن -تعطر اجسادهم استعارة جميلة تصور الرائحة بالعطر -تفيض بالدموع استعارة تصور العيون بالانهار والدموع بالفيضان -البيوت كالمقابر تشبيه مفصل واضح المعنى .

كماتنوعت الاساليب الانشائية:أين انت ايها الراقد والخبرية التي تفيد الوصف والتقرير

تعقيب :اتقدم بالشكر والتقدير لشاعرنا المتميز واتمنى له دوام التألق والابداع .


رائحة المدافن

نفسها رائحة الأجساد

المحمّلة بالخطايا والذنوب

تبعثُ من جوف الأرض 

متحررة من السجن الصخري 

المغلّف بلسيراميك 

ومادة الأسمنت....

تعطر أجساد الداخلين الى المقبرة

وحدهم يعرفون 

كم هي مميزة....

فجأة تتغير رائحة المدافن

البخور ورائحة ماء الورد

تتتشر هناك.... 

مكتضة بالزائرين تلك المقبرة

يقتلهم الشوق والحنين

تفيض عيونهم بالدموع

إنها لحظة اللقاء بالقبور

أين أنت أيها اراقد من سنين

ليتك تخرج الآن...

فترى ماذا حلَّ بنا من بعدك؟

أصبحت البيوتات كالمقابر

ليس فيها روح الحياة

فالكل في عالم الانترنت مشغول

والكل في يومٍ من الأيام يزول


قاسم عبد العزيز الدوسري





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق