ضوء يشبهك
جاء القمر يذكّرني بكْ
فتشكّل في الضّوء وجهكْ
ووقفت أستقبل صمت الجهات
علّي ألتقط نبضكْ
ففهمت أنّ اللّيل
يشعل في القلب رسمكْ
وأنّ السّماء
أهدتني من الحلم ظلّكْ.
سرت إلى الضّوء أسعى إليكْ
أجمع من فوق صدري نجوما
لأصوغ بها صورتك
صورة تمدّ يديها إليّ
وتأخذ من روحي ودّكْ.
ينبعث من الرّيح صوت الهواجس
كلّما همست أحنّ إليكْ
وأستحضر خيالكْ
فهذا القلب تعلّم أن ينبض
بالطّريقة الّتي يشتهيها هواكْ
وهذا الشّوق
يكبر في داخلي
كلّما مرّ طيفكْ.
كلّما اكتمل القمر
أكتمل قربك
وإذا لاح طيفك
أصبح هذا الكون
أوسع من أن يحتمل حبّكْ.
أهي اللّمعة تعكس سحركْ؟
أم هو الغياب
يصوغ ضوءه وضوءك
على هيئة صوتكْ؟
أعرف أنّ المسافات تطول
ولكنّي أتقن صبر فؤاد
يعرف رجاء اللّهو بظلّكْ
وأتقن كيف أعيد المساء
إلى نقطة يمرّ بها وعدكْ
وكيف أُخفي اضطراب الحنين
كي لا يراك اللّيل
فيكشف سرّكْ.
وأعرف أنّك تأتين
حين تميل نجوم السّماء
لتكتب في العتمة اسمكْ
وحين يتخفّف اللّيل من ظلّه
ليفتح بابا نحو قلبكْ.
أرفع قلبي إليكْ
أضع فيه حلما
يتنفّس من وقع نبضكْ
وأحفظ آثار مرورك
في صدري
كما تحفظ الورقة حرارة يدكْ.
فإن جئت…
أهديتك ليلا
لا يشيخ على باب حبّكْ
وقلت للسّماء:
ها قد ردّ إليّ
ما كان يأخذ منّي غيابكْ.
وإن لم تجيئي…
سأبقى كلّما لاح ضوء القمر
أراكْ
وأعلم أنّ الّذي أخذته منك
لم يكن حضوركْ
بل ذاك الضّوء
الّذي ما زال يشهق في صدري
من يوم لقيتكْ.
رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق