قصة قصيرة :
( لكمة في الصدر ٠٠!! )
بقلم / السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠
كان يعيش في الريف و ذهب إلى المدينة في جولات نزهة و تسويق ، و ذات مرة و قف أمام معرض فشاهد الحسناوات فائقات الجمال الغاديات في البهو و يقفن أمام المرايا - يعدلن من أنفسهن - التي تزين الحوائط يمنة و يسرة ، فجأة نظرة إليهن خِلسة لا يستطيع أن يقاوم هذا الجمال ، فما كان منه إلا ردد في الحال : سبحان الله !٠
حيث كانت معه زوجته التي تتمتع بالغيرة المفرطة و العصبية الشديدة ٠٠
فتعجبت من أمره فضحك أنني أذكر الله على النعم و الجمال لغة الكون ٠
ثم مرًّ صوب الحديقة و كان يوم عطلة فرأى مناظر متواصلة أجمل و أجمل فردد مرة أُخرى يا إلهي ٠٠
فنظرت إليه في عصبية أدهشت الكل و لاحظ رد فعلها و ربما حدث حرج له من هول الموقف الطريف و المارة يبادلوه الشفقة يقرأ الصورة بصدى صوت هامس ٠٠
فصاحت زوجته :
هذه نساء يستخدمن الميكب الصارخ و الأصباغ الملتصقة و أحمر شفاه رائحته مقززة و تركيب رموش مثل الخيل و عدسات للعين ملونة كعيون القطة ، و أظافر متوحشة كالصقور ذات ألوان فجة منفرة غير مريحة بالمرة و لا سيما إذا تم غمسها في بعض الأطعمة ٠٠
ووشم و حلقان و برفان نافذ فوّاح و شعر عجيب موصول بروكا ، و ملابس غير متناسقة مثل عروسة المولد البلاستيكية ٠٠ الخ
ثم قالت له : كله يا عيني صناعي مغشوش و شفط و حقن ، بل مثل المنيكال يتحرك بريموت كنترول كالربوت ٠٠ !٠
يتصنعن في الكلام الملحون و يتقصعن في المشي ٠
و أنت معك كل الجمال الطبيعي فقلب يديه في استحياء ٠٠
و بعد هذا الدش و نوبة التوبيخ صارا نحو السينما مع الليل ، فشاهد تدفق من النساء يتسابقن على شباك التذاكر فأرد أن يذهب كي يقص تذكرتين في وسط الزحام ٠٠
منعته زوجته أن ينغمس بينهن ، و اخفت الغيرة متحججة بوجود كاميرات من أجل التحرش و أخشى أن يصيبك الدور ، و ذهبت تحجز هي بنفسها ، لكن الطابور كان طويلا و التجمع كان صعب الوصول حيث عيد رأس السنة ، فرجعت زوجته و هَمَّ بالولوج بين الصفوف على أساس إنه فرد أمن يعمل هنا و تسلل بجرأة و تمكن من الحجز و الدفع ، و أثناء عودته وقفت له بضع بنات بالمرصاد في الطريق كسابق معرفة ، و ترجونه كي يحجز لهن فاستجاب بعد صمت وخوف ، و في المقابل نظرات شاردة صوب زوجته و كأنها تتوعده بالمعاقبة ٠٠
و عندما عاد إليها لكمته لكمة في صدره فوق قلبه كانت تُؤدي بحياته مثل موت الفجاءة ، و بمثابة ضربة قاضية و انصرفت ٠٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق