الجمعة، 7 نوفمبر 2025

نهار العيون الأول بقلم الكاتب عامر حامد المطيري

 نهار العيون الأول

في البدءِ —

كانتِ العيونُ نجومًا لم تُطفأ،

تُديرُ مجرّاتِ المعنى،

وتعلِّمُ الضوءَ كيفَ يولدُ من الصمت.


كلُّ عينٍ تهمسُ بما لا يُقال،

كأنها تُترجمُ لغاتِ الغياب،

وتكتبُ للهواءِ وصيّته الأخيرة.


وحين تلتقي العيونُ —

تسقطُ المسافاتُ،

وتتبادلُ الأرواحُ أماكنَها،

ويعرفُ الجسدُ أنه ضيفٌ عابرٌ في الولَه.


عيناكِ —

سفرٌ من ندى،

يبدأُ من طرفِ اللمسة،

ولا ينتهي إلاّ في رعشةِ الاسم.


فيهما —

تتدلّى الذاكرةُ كنجمةٍ تتذكّرُ نورها،

ويتعطّلُ الزمنُ عن العمل،

كأنّ النظرَ إليكِ

يوقظُ نهارًا كان نائمًا في الحلم.


حين تنظرين،

تنبضُ الجبالُ في صدري،

ويمشي الضوءُ على مهلٍ في وريدي،

كما تمشي الأغاني في غيمةٍ تنتظرُ المطر.


يا امرأةً

بوحُ عينيها بابٌ إلى الغيب،

وصمتُها — طريقٌ إلى يقينٍ لا يُقال.


كم مرّةً

خلقَ الحبُّ في عينيكِ نهارَه الأوّل،

وكم مرّةً

أعادَ اللهيبُ ترتيبَ رمادِه —

حين رمشتِ فقط.


عامر حامد المطيري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق