الأحد، 23 نوفمبر 2025

تَكْبَرُ فِي المَعْنَى… وَتَسْأَلُنِي بِقَلَمٍ الكاتب سُلَيْمَان بْن تَمَلِّيْسْت

 تَكْبَرُ فِي المَعْنَى… وَتَسْأَلُنِي

*****

مَرْيَمُ…

فَاكِهَةُ الأَقْدَارِ،

أَوَّلُ بَعْثٍ لِلْمَعْنَى،

آخِرُ حُلْمٍ

يَسْكُنُ دَالِيَةَ الأَشْعَارِ.


تُسْكِنُنِي فِي مُقْلَتِهَا،

تَحْضُنُنِي فِي دُمْيَتِهَا،

وَتَمْنَحُنِي لَحْنَ الأَوْتَارِ.


مَرْيَمُ… تَكْبَرُ فِي المَعْنَى وَتَسْأَلُنِي:

يَا أَبَتِي، كَيْفَ نُرَمِّمُ هٰذَا البَيْتَ—

بَيْتَ العَرَبِ المُنْهَارِ؟


أَتَعَرَّى مِنْ فَرَحِي،

يَرْتَبِكُ القَلْبُ… وَيَحْتَارُ.

أُقَلِّبُ أَوْرَاقِي،

أُجَمِّعُ أَشْلَائِي،

وَأَجْتَرُّ حُزْنِي المُخْتَارَ.


أَبْحَثُ فِي الآتِي، وَفِي الحَاضِرِ،

وَفِي الزَّمَنِ الغَابِرِ

عَنْ شَيْءٍ مَا…

عَنْ حَبْلٍ فِي فَوْضَى الغَارِقِ،

عَنْ نَفَسٍ فِي جُرْحِ الشَّارِقِ،

عَنْ قَبَسٍ مِنْ جَمْرٍ حَارِقٍ…

أَتَلَوَّى فِي الزَّمَنِ المَارِقِ،

يُدْمِينِي الصَّمْتُ البَتَّارُ.


يَا مَرْيَمَ… يَا قِبْلَةَ رُوحِي،

يَكْفِينِي الحُزْنُ الأَبَدِيُّ،

نَايَاتُ الغُرْبَةِ تَكْفِينِي

فِي هٰذَا الزَّمَنِ العَبَثِيِّ.


فَلْيُفْتَحْ قَلْبُكِ لِلْوَرْدَةِ،

لِتُعَطِّرْ دُنْيَا الأَطْفَالِ؛

فَالعَرَبُ اليَوْمَ بِلَا مَرْكَبٍ،

فِي لُجِّ اليَمِّ بِلَا مِجْدَافٍ،

أَعْجَزُ مِنْ عُصْفُورٍ

كَبَّلَهُ المُنْدَافُ.


مَرْيَمُ—مِنْ حَيْرَتِي—تَحْتَارُ،

وَتُعِيدُ الكَرَّةَ… تَسْأَلُنِي:

يَا أَبَتِي، مَنْ هَدَمَ الدَّارَ؟

أَالصَّمْتُ الرَّابِضُ يَا أَبَتِي؟

أَمْ زَمَنُ الخَيْبَةِ وَالعَارِ؟

أَمْ نَزْوَةُ بَعْضِ الأَشْرَارِ؟


أَتَلَعْثَمُ…

وَأَنَا المَخْنُوقُ بِمَا أَعْلَمُ.

وَأَقُولُ لِمَرْيَمَ:

يَا مَرْيَمُ…


الكُلُّ تَوَاطَأَ فِي زَمَنِي،

وَالفُرْقَةُ—

قَلْبُ الإِعْصَارِ.

*****

بِقَلَمٍ  سُلَيْمَان بْن تَمَلِّيْسْت

جَرْبَة – الجُمْهُورِيَّة التُّونِسِيَّة

ملاحظة : مريم المذكورة في القصيد هي ابنتي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق