☆《و سألتَني: مَن أنتِ؟》☆
●☆●《 1》●☆●
《 مَنْ أنتِ؟》
●ولَمَحْتَ في عَیْنيَّ طیْفَ ضَبَابَة
والحُزْنُ یَسْکُبُ في الشِّفَاهِ عَذابَهْ
والدَّمعُ في بَحرِ المَواجِعِ و الجَوَی
يُلقِي علَى رَمْلِ السُّطورِ عُبَابَهْ
والجَزْرُ يَحمِلُني إلى جُزُرِ الأسَى
والمَدُّ يُهْدِي للمِدَادِ خِضَابَهْ
فَسَألْتَنِي:مَنْ أنتِ؟ قُلْتُ :قَصِيدةٌ
أشْجَانُ بَوْحٍ فِي رَنِیمِ رَبَابَة
مَثْلُومةٌ...مَكْلُومةٌ...وغَريبةٌ
والشِّعرُ مِحنَةُ غُرْبةٍ.. وَ کَاؔبَة
ولذَا تَرانِي فِي مُلاءَةِ غُرْبتِي
والحُزنُ یَزْرَعُ فِي الضُّلوعِ حِرابَهْ
ویُعفِّرُ الأحلَامَ فِي رَمْسِ الثَّرَی
ويَذُرُّ فِي أُفْقِ العُیُونِ تُرابَهْ
لَكِنّنِي بالحُزْنٍ أعتَصِرُ الهوَى
شِعرًا... أُعَتِّقُ خَمرَهُ.. وحَبابَهْ
فالشّعرُ لوْلا الحُزْنُ ما أهْدَى لنَا
بوْحًا شّفيفًا نَسْتَسيغُ شَرابَهْ
●☆●《2》●☆●
《 مِنْ أیْنَ أنْتِ؟》
●مِنْ أیْنَ أنْتِ؟سَألْتَنِي فِي دَهْشةٍ
فأجَبْتُ: أقطُنُ فِي سُطُورِ کِتَابَة
سُکنْايَ في سِفْرِ القَصائدِ والرُّؤَى
ونَشَأتُ أحبُو فِي رِحَابِ سَحَابَة
وکَبرْتُ فِي فَيْءِ الخَمَائِلِ وَالشَّذَا
وعَبَبْتُ مِنْ نهْرِ الجَمَالِ رُضَابَهْ
بَیْتِي المَجَازُ : بَدِیعُهُ.. وبَیَانُهُ
وَمَواسِمُ الإبْداعِ تَطرقُ بَابَهْ
والشِّعرُ عَرَّشَ فِي نَوافِذِ نُورِهِ
وغَزَا بأمْوَاهِ الهَوَی أعتَابَهْ
قَارُورَة مِنْ عِطْرِ أنْسَامِ النّدَی
فَوّاحةٌ أشْذاٶُها خَلّابَة
لَكِنْ سَبَاني الحُزْنُ مِنْ کَفِّ الأَذَی
وعَرفْتُ مِنْ ذئْبِ الجَوَى أنْيابَهْ
وجَفا الشَّبابُ جَدَاٸلِي وخَمَائلي
ورَأیْتُ فِي قَفْرِ الخِدَاعِ سَرَابَهْ
●☆●《3》●☆●
《مِنْ أيْنَ تَأتِيكِ القَوَافِي》
●و الشِّعرُ؟ کیْفَ نَسَجْتِ بُرْدةَ حُسْنِهِ؟
وطَرَزْتِ سَلَّةَ وَرِْدهِ وجِرابَهْ ؟
وبَذَرْتِ فِي شَالِ القَوَافِي طِيبَهُ
ونَثَرتِ بِالدُّرِّ النَّضِيدِ هِضَابَهْ؟
ومَشَطْتِ شَعرَ الشِّعرِ حَتَى رَفْرَفَتْ
خُصلَاتُهُ تَشْدُو المَدَی..وَرِحَابَهْ
مِنْ أيْنَ تَأتِيكِ القَوَافِي غَضَّةً
رَيَّانَةً...كَفَراشَةٍ فِي غَابَة ؟
هَل قَدْ رَشَفْتِ الشِّعرَ مِنْ ثَغْرِ الشَذَا؟
ورَضَعْتِ ثَدْيَ سَحَابَةٍ..ورَبَابَة ؟
مِنْ أيّ بَرٍّ قَدْ جَلَبْتِ جُمَانَهُ
وصَقَلْتِ دُرَّ عُقُودِهِ.. وَسِخَابَهْ؟
هَل مِنْ حَدَائِقِ بَابِلٍ عَلَّقْتِهِ
تَعوِيذَةً مِنْ سِحرِها جَذّابَة ؟
أَم مِن بِلادِ الهِنْدِ والسِّنْدِ الّتِي
حَضَنَتْ أسَاطِيرَ الهَوَى وعُجَابَهْ ؟
أمْ مِن صَدَى بَغدَادَ في عَصرِ الجَنَى
أيَّامَ كانَتْ للوَرَى عَرَّابَة ؟
وَقَرِيضُها يَهْفُو بأشْوَاقِ الهَوَى
يَشْدُو بِعِشْقِ بُثَيْنَةٍ ورَبَابَة
●☆●《4》●☆●
《من تُونِسَ الخَضْرَاء》
●فَأجَبْتُ : مِنْ شهْدِ المِدَادِ سُلَافُهُ
ومِنَ الدَّوَالِي باللَّمَى مُنْسَابَة
فِي تُونِسَ الخَضْرَاء مَهْدَ نَجَائِبٍ
ورُبُوعُها وَلَّادَةٌ...مِنْجَابَة
بِمَحَابِرِي عَتَّقْتُهُ..و سَکَبْتُ مِنْهُ
فِي قَوِارِیرِ القَرِیضِ صَبَابَة
وَبِإثْمِدِ الأَحلامِ کَحَّلْتُ البَيَانَ
وَخَضَّبَتْ شُهْبُ الرُّٶَی أَهْدَابَهْ
وَمِنَ السََنابِلِ قَدْ سَرقْتُ نُضَارَهُ
وَأخَذَتُ مِنْ سَجْعِ الحَمَامِ طِرابَهْ
وإذا مَدَدتُ يدي لأعصِرَ مُزْنةً
هَطلَ النَّدى يُهْدي إلَيَّ شَرابَهْ
عَشْتَارُ أهْدَتْنِي سُلَافَةَ قُبْلَةٍ
بَعَثَتْ حُرُوفي مِنْ رَمَادِ رَتابَة
وَأعَارَنِي النِّسْرُ المُحَلِّقُ رِيشَهُ
حَتَّی أُعَرِّشَ فِي جَنَاحِ سَحَابَة
وأعَارَنِي سِيزِيفُ صَخْرَةَ عَزمِهِ
حَتَّى أطُولَ عَلَى الذُّرَى أرْبَابَهْ
مِنْ جَمْرِ نَارِ العِشْقِ أسْرِقُ جَذْوَةً
مِنْهُمْ لأُرْجِعَ للقَريضِ شَبَابَهْ
☆●☆《5》☆ ●☆
《هل نالَ حَرفُك حَظّهُ و نِصَابَهْ》
●قُولي.. وبُوحي بالمَواجِعِ و الرُّؤَى
لأرُودَ نهْرَكِ أو أجُوسَ شِعابَهْ
هَلْ نِلْتِ مِنْ شَهْدِ القَريضِ زُلالَهُ
هلْ مِنْ رَغيفِ المَجْدِ نِلْتِ لُبَابَهْ؟
وبِمرْبَعِ الضّادِ المُعمّدِ بالجَنَى
هل نالَ حَرفُك حَظّهُ ونِصَابَهْ ؟
مَا تبْتَغينَ منَ القَريضِ وبَوْحِهِ ؟
ولِمَنْ نَقَشْتِ على النُّجُوم خِطابَهْ ؟
قُولِي لِمَنْ وَردُ البَيانِ وشَهْدُهُ؟
ولِمَنْ سَكبْتِ سُلافَهُ و رُضابَهْ ؟
● فأجَبْتُ و الإصْرارُ يَشْحَذُ جذْوَتي
يُلْقِي علَى جِيدِ الأسَى أنْيَابهْ :
" هذا زَمانٌ شَحَّ نَبْعُ ورِيدهِ
مَا نِلتُ مِنْهُ نُتْفةً وصُبَابَة
مِنْ جَمْرِ أشْواقي ولَهْبِ مَواجِعي
ما نِلْتُ إلّا لَفْحَهُ و هَبَابَهْ
أسْرَجْتُ فِي وصفِ الجَمالِ أنَامِلِي
شَمْعا تَوَقّدَ والغَرامُ أذابَهْ
وبِعشْق أوْطانِي مَلأتُ مَحابِرِي
عتّقتُها..فَوّاحَةً ...نهَّابَهْ
وإذا غَمَسْتُ بشَهْدِ حبْري رِيشَتي
يَخْضَلُّ بوْحِي مِثْل مَرْجِ سَحَابَة
و يَدُرُّ مُزْنُ الشّعْرِ يزْرَعُ بيْدَرَ
الضّادِ الجميلِ سَنابِلًا منْسابَة
فأعبُّ مِلْءَ مَواهبي مِنْ نبْعهِ
مَنْ ذا يَعِيبُ على الصَدِيِّ شَرابَهْ؟
ما هَمَّني في الشِّعرِ لوْمةُ عاذِلٍ
أوْ قَدْحُ مْن يُلْقي إلَيَّ سِبَابَهْ
أو مَدْحُ مَنْ مَيْنًا يُغازِلُ أحرُفي
يُهدِي إلَيّ مُدَاهِنًا إعْجَابَهْ
والمَجْدُ في زَمَنِ الغَثاثَةِ والوَنَى
ما رُمْتُ يومًا وَصلَهُ وطِلابَهْ
شَرْعُ القَوافِي صَبْوَةٌ.. ويَفَاعَةٌ
ويَناعَةٌ.. وبَراعَةٌ.. ونَجَابَة
والشِّعرُ عِنْدي بُهْرَةٌ قُدسٍيَّةٌ
إلْهَامُ رَبٍّ فاتِحٍ مِحرابَهْ
●☆●《6》●☆●
《أنا شَهرَزاد》
● وصَمَتًّ دَهْرًا مِنْ ذُهُولٍ شَارِدًا
والطَّرفُ سَاهٍ وشَّحَتْهُ كآبة
ثمّ انْبَريْتَ تقُولُ هَمْسًا كالصَّدَى
والعيْنُ شَوْقٌ و الشِّفاهُ صَبَابَة :
"لي فِيكِ أُحجِيَةٌ أرُومُ جَوابَها
صَرحٌ مِنَ الأسْرارِ يُوصِدُ بَابَهْ
"مَنْ أنْتِ قُولي.. كَيْ تَجُودَ جَداوِلي
وأُزيحَ عَنْ ماءِ القَريضِ سَرَابَهْ
"فيكِ الظَّلامُ وفِيكِ أنْوارُ الضُّحَى
فيكِ الصَّفاءُ وفيكِ عَتْمُ ضَبَابَة
"وخَريرُ ماءِ النَّهْرِ يَعزِفُ نَايَهُ
وهَديرُ مَوْجٍ يَسْتفِزُّ عُبَابَهْ
"ونُتُوءُ صَخْرٍ فِي مَجَاهِلِ ذروَةٍ
ورَقِيقُ رَمْلٍ قَدْ رَوتْهُ سَحَابَةْ
"وهَزيمُ رَعدٍ في زَئيرِ زَوابعٍ
ورَفيفُ عِطرٍ فِي خَمائلِ غابةْ
"لِمَ تمْنَعِينَ عَنِ الصَّدِيِّ سُلافةً
لِمَ توصِدِينَ عَلَى الهوَى أبْوابَهْ؟
"لِمَ تفْتَحينَ عليَّ بابَ حَرائقٍ
لم تُبْقِ فِي قلْبِ العَميدِ هَبابَة
"هيّا اكْشِفي مَنْ أنْتِ حَتّى أرتَوِي
صُبِّي رَحِيقا أسْتسِيغُ رُضَابَهْ
● هَذا طِلابٌ لَنْ تطيقَ جَوابَهُ
وغُمُوضُ كُنْهِي لنْ أزِيحَ حٍجَابَهْ
سَأزِيحُ عنْ حَرفي أَنَامِلَ رِعشَتِي
وعَن الهوَى مَا شابَهُ أو عَابَهْ
مَا شَلَّهُ.. وأعَلَّهُ.. وأذلٌَّهُ
وأذَابَهُ.. أوْ نابَهُ.. أوْ رَابَهْ
أنا شَهْرَزادٌ..إنْ كَشفْتُ مَجَاهِلي
أسْقطْتُ عَنْ صَرحِ الجَمالِ قِبابَهْ
شَرعُ الهوَى سِرٌّ.. وفِتْنةُ دَهْشةٍ
شَرعُ القَصائدِ غُربَةٌ.. وغَرَابة☆
《سعيدة باش طبجي☆تونس》
☆ جانفي 2021☆
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق