الطيب و الحياة
الفصل السادس و العشرون
**********************
بعد أن أنتهت ليلي ووالدتها من الحديث دون أن يصلوا إلى حل ، خرجت أم ليلي وجلست فى الصاله و ابنتها وابنها يستذكرون دروسهم ، ثم خرجت ليلى وجلست بجوارها ، وإذ بالام تتوجه نحو ليلي بالحديث .
الأم : وبعدين يا بنتى هتعملى إيه فى هذه المشكله .
ليلي : والله يا ماما ما عرفه أعمل إيه ، الإختبارات صعبه ، ماما بقولك إيه إحنا نقوم ناكل الأول وبعض كده نفكر على مهلنا، وحقيقة انا معرفش أفكر وبطنى خاويه من الأكل .
الأم : نظرت إليها ثم ضحكت وقالت انتى تفضلي طول عمرك تمزحين , طب قومى جهزى الأكل علشان ناكل كلنا .
وبالفعل قامت ليلى تجهز العشاء وكان عبارة عن ملوخيه
بالارانب ومعاها ارز ، وانتهت ليلى من تجهيز السفرة وجلست الام ومعها ليلي و أخواتها ، و بدأوا الأكل فجأه جرس الباب ضرب وهنا نظر الكل إلى بعضهم لأنهم ليسوا معتادين أن يزورهم أحد فى هذا التوقيت ، وقامت ليلي تفتح الباب ، وعندما فتحت الباب أخذتها الدهشة .
الأم : مين يا ليلي اللى على الباب ؟
ليلي: تتهته ده ده يا ماما .
الأم : مين يا بنتى على الباب ؟
ليلي: ده الأستاذ وليد يا ماما .
الأم : الأستاذ وليد مين يا بنتى ؟
ليلى : الأستاذ وليد يا ماما.
الأم : تذكرت الموضوع آه الأستاذ وليد إتفضل يا ابنى.
دخل وليد وليلي إلى الداخل و سلم على الجميع .
وليد : أنا آسف يا ماما أنى جيت من غير معياد سابق .
الأم : ابدا يا ابنى إتفضل دا البيت بيتك تيجى فى أى وقت .
وليد : متشكر جدا يا ماما .
الأم : اتفغضل معانا يا ابنى بسم الله ، إحنا كنا لسه هنتعشي .
وليد : متشكر جدا يا ماما ولكن رائحة الملوخيه مع الأرانب تجنن يا ماما .
الأم : إتفضل يا ابنى بالهنا والشفا .
ليلى : جلست وهى مذهوله من المفاجآة .
انتهى الجميع من تناول العشاء ، وجلسوا فى الصالة ، وقام وليد بتقديم الهدايا التى أتى بها إليهم
وليد : اتفضلي يا ماما .
الأم : ما هذا يا ابنى مكلف نفسك ليه .
وليد : لا تكلفة ولا حاجه يا ماما , حاجات بسيطة لكم وإخوتي الصغيرين .
ليلي: قامت جمعت الهدايا مره أخرى و أعطتهم إلى وليد وقالت
متشكرين أستاذ وليد .
وليد : ليه كده يا ليلي ، أنا عملت شيء غلط ، ما تكلمى يا ماما.
الأم : لا يصح يا ليلي اللى بتعمليه ده .
ليلي : تقدر تقولى أستاذ وليد كيف عرفت العنوان ؟
وليد : أبدا يا ليلي بعد ما وصلتك مشيت وراءك لحد ما وصلتي البيت .
ليلي : انا قولت لك أعطني يومين أفكر وأرد عليك ، ولا جاى من أجل أن تضعنى أمام الأمر الواقع .
وليد : أبدا يا ليلى الموضوع وما فيه قلت أني أتعرف على أسرتك
الأم : يا ليلى لا تصعبي الأمور كده يا ابنتى ، وليد جاء من أجل يتعرف علينا.
وليد : هو كده بالضبط يا ماما ، وهنا عرف وليد كيف يستميل قلب الأم فى صفه ، وقام بإعطاء الهدايا إلى الأم مرة أخرى ، ثم نادى على أخوات ليلى الصغيرين و أعطاهم هدايتهم، ثم توجه نحو ليلي وأعطاها هديتها و كانت عبارة عن سلسله ذهب عيار 24 فى علبه شمواه حمراء ، أما هدية الغام كانت عبارة عن معطف شتوى ثقيل غالى الثمن ، ولكن ترددت ليلي فى أخذ الهدية ورأت صورة حسان أمامها ، ولكن مع إلحاح الام أخذت الهديه .
وليد : يا رب يا ماما تكون الهدايا عجبتكم .
الأم : متشكرين أوى يا ابنى ربنا يخليك ويسعدك .
وليد : متشكر جدا يا ماما ، ولكن أنا كنت كلمت ليلي وطلبت يدها الزواج و حضرتك البركة يا ماما.
الأم : والله يا ابنى كل شيء قسمه ونصيب وربنا يقدم إللي فيه الخير
وليد : متشكر جدا يا ماما ، بعد إذنك انا امشي و منتظر الرد .
الأم : مع ألف سلامه يا ابنى .
ليلي : قامت توصل وليد للباب
وليد : إيه يا ليلي مش شايفك مبسوطه .
ليلي : وليد أنا مبحبش طريقة فرض الأمر الواقع .
وليد : ما شي يا ليلي أنا آسف سامحيني، لن تتكرر مرة أخري .
ليلي :تمام يا وليد مع ألف سلامه .
وليد : مد يده من أجل السلام على ليلي ، مما اضطررت ليلى أن تمد يدها للسلام عليه ، وعندها ضغط وليد ضغطا خفيفا بحكم خبرته مع النساء ، وهنا شعرت ليلي بدفء يد وليد ، ولكن ازعجتها ضغط يده على يدها .
وأغلقت ليلي خلف وليد الباب ، ورجعت الى امها .
الأم : وليد مشي يا ليلي .
ليلي : اه يا ماما مشي ولكن عجبك اللى عملوا وليد ده .
الأم : والله يا بنتى مش عارفه أقولك إيه ، وليد ابن حلال ، و غنى و لكن الأمر يرجع اليك ، أنتى إللي هتجوزيه و تعيشى معاه.
ليلى : ماما أن دماغى فيها صداع ، هاخد اسبرينه و أدخل أنام ، تصبحى على خير.
الأم : وانتى من أهله يا ابنتى , ربنا بهديكى يا ليلى ، و يجعله من نصيبك يا قادر يا كريم يارب .
ليلى : اخدت الأسبرين و وضعت رأسها على الوساده و أجبرت نفسها على النوم ولكن صورة حسان لم تفارق عينها .
ركب زكى السيارة بجوار ماجى ، ولاحظت ماجى أن زكي يبلع ريقه بصعوبه بالغة ، هنا أدركت ماجى أن زكى استوى على الآخر و مستعد لأى شيء تقول له عليه .
ماجى : أنا غاضبة منك يا زكى يا ختخوت اللى فى الخديد يفوت .
زكى : لماذا أنتي غاضبة يا مدام ماجى .
ماجى : أول خاجة بلاش مدام ديه أنا ماجى وبس يا بيبي .
زكى : ماشي يا ماجى ، و إيه هى الحاجة التانيه ؟
ماجى : الخاجة التانية يا بيبي ، عدم الإتصال بي عندما تركت العمل بالمجمع ، كنت إتصلت بي مباشرة أو تأتى إلي النادى الصخى .
زكى : هذا الذي حدث يا ماجى.
ماجي : أنا لا أريد منك أن تحمل أى هم ، إنت مع ماجى خبيبتك فقط لا غير .
زكى : تمام ، الي أين نذهب الآن ؟
ماجى : اريد منك أن تترك لى نفسك نهائي.
زكى : الأمر إليك افعلي ما تريدين.
ماجى : ايوه كده يا بيبي .
ثم ذهبت ماجى هى وزكى إلى أرقى محلات الملابس الجاهزة واختارت لزكى كل ملابسه الداخليه و الخارجيه ، و أفخم أنواع الساعات السويسرية ، ثم ذهبوا إلى مطعم فخم جدا لا يدخله إلا الطبقة الاستقراطيه من المجتمع المصرى ، وجلسوا على المائدة وطلبت عشاءا فاخرا .
وتم إحضار العشاء وعند تناول زكى العشاء شعر بالحرج
لأنه لا يعرف الأكل بالشوكة والسكينه ، وما كان علي ماجى إلا أنها شعرت أن زكى لا يعرف أن يأكل بالشوكة والسكينه .
ماجى : مالك يا بيبي مش عارف تاكل بالشوكة والسكينه ولا يهمك يا بيبي وما كان عليها إلا أنها وضع الشوكة و السكين جانبا , ثم شمرت عن يدها وقال زكي خليك ابن بلد وكل بيدك .
زكى :رأى ذلك وقال الله عليكى يا ماجى بصراحة إنتي ليس لكى حل و شمر أيضا عن يده واقبل يأكل بنهم شديد لأنه لم يأكل طعام مثل ذلك أبدا .
ماجى : الله عليك يا بيبي كل أنا أريد منك أن تخلص علي الأكل كله ، وأكل زكى و شبع .
ماجى : بيبي انا عندى لك مفاجأة و لكن لا تعرفها إلا بكره الصبح.
زكى : مفاجأة و هعرفها بكره الصبح ، مش بقول إنتي ماجي لا يوجد لكي حل .
وبعد أن انتهوا من عشاءهم أخدت ماجى زكى وذهبوا إلى شقتها بالمهندسين ، وقضوا ليلتهم في سعاده لم يشعر بها زكى من قبل .
والى اللقاء في الجزء التالي باذن الله
القاهرة
30/11/2025
رمضان عبد الباري عبد الكريم
شاعر وكاتب روائي