الأحد، 7 ديسمبر 2025

هكذا شعري بقلم الكاتب عبد الكريم يوسفي

 [ هكذا شعري ما من بيت إلا هو زهرة من قصص السيرة ، أو مسحة من عطر آية ، أو أثر من حديث ، أو سارية مسجد أو هندسة من محاريبها ، أو نسمة من نسائم المدن التي فتحها الغزاة ، صرخة ثائر في ضمير أمة فقدت قائد رشد ليعيد مجدها .

هكذا شعري عصي الفهم إلا على من انحنى ظهره على كتاب ، وأبعد النظر ] 

ـٕـــــٕ

محاصر داخل مدينة 

تحصنت من الدجل 

اكتفيت عن كل السبل والأسفار 

أرخيت أنساغ الترحال 

واستروحت لظل متعب 

من خطاي 

تحت زخات كلمة هي إرثي الوحيد 

من صيحات الأنبياء 

يحاصرني السدى الذي يمشي رافعا رايات مشتتة على غير هدى 

غزاة كثر يحيطون بأسوارها ليس فيهم أحد غريب ..

تحاصرني الأنفاس و العيون و الأسماع التي سقطت عليها كلماتي كأنها صخرة صماء 

تعلو أسوارك كل يوم و توضع الأقفال 

على كل باب من أبوابك معلقة جبة نبي 

وملك لا يزال رافعا حربته لا يمل

ممتلئ بالفراق بالرحيل 

ممتلئ بآواخر السـُوَرْ بنهايات البيان و التأويل بزخرف القصور 

لا استرواح إلا تحت ظل شجرة 

أو داخل جذع 

أو حفرة حفرتها الملائكة لطموح انتهى طموحه عند رمية حجر من بيت المقدس 

أو حِجْرٍ طاهر 

أو ربضة في طريق الصالحين 

أو أمنية نبي في الرفيق الأعلى 

أو صيحة علي في باقر كباقر الناقة 

 متعب سوى من شوق اللحاق بالمتعبين 

هكذا تبتدأ قصيدتي من غير إذن 

وتنتهي على غير موعد ليهلك من هلك عن بينة و يحيي من حيي عن بينة .

عبد الكريم يوسفي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق