**رجاء لا تبتسم**
حين يبتسم لك نادل المقهى
تردّ التحيّة بأحسن منها
وتنسى أن تخبره بأن مذاق القهوة ساء
وفقدت أنوثتها المتبرّجة
ولم تعد تلك المشتهاة حين صفاء الذّهن .. ورونق المساء
تشربها على مضض وتمضي
وتقطع شرايين النشوة فيك
وتقلع عن حمّى الرغبات
وما تفعله فيك الشهوات
فالقهوة شهوة
والحبّ ابتلاء
والشعور بالنشوة امتلاء
وأنت تمرّ ببصرك على صفحات الوجوه
تلك التي طمست ملامحها
صارت كإسفلت الطريق
مسودّة ..
مغبرّة ..
تجتهد لتبقى ..
عناوين مرور
ومحطات يتيمة للعبور
وجه حبيبتك ما يزال يحتفظ ببعض النّضارة
وابتسامة جريئة أحيانا كطعم الصنّارة
وآثار تجميل سطحيّ
فارغ كفراغ العبارة
ولكنّك تقابل الضدّ بالضدّ
وتقلب المشهد من المرح إلى الجدّ
فتنسلّ في صمت من نفسك
وتجاري برودة الموقف
ولكنّك لن تكون أبدا حبيبها
الطقس شتويّ بارد
يحثّ مجامر الاشتياق
والنفوس مكلومة بسيوف النّفاق
كلّ الصور مشوّهة في المرايا
كسراب الصحارى
والفارس الأبيض حلم الصّبايا
ودهاء شهرزاد الحكايا
أيها النادل
كفاك ابتذالا
وأعد لي مذاق القهوة التي ألفتها
وأحسست بوجودي حين عرفتها
فعوّضتني زيف العالم
بحلم أبدي لا ينتهي.
بقلم: الأستذ عبد الستار الخديمي-تونس

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق