الاثنين، 8 يوليو 2024

في حضرة الجُلَّاسِ ـــــــــ الشَّاعر الحبيب المبروك الزيطاري


  في حضرة الجُلَّاسِ

يا جالسا في حضرة الجُلّاسِ
يا وردة عبقت بحقل الآسِ
بعيونك حسن و خدُّك ناعم
و الثغر خمر مُفرغ في الكاسِ
اسبلتِ جفنا ساحرا مُتناعسا
ليثير لحظي الرّاحلِ النَّوِّاسِ
يا ساكنا بالقلب قد أبهرتني
بمدى القوام و قدُّك الميِّاسِ
راقصتِ فكري و اختليتِ بخافقي
و أصبتِني بالوهم و الهِلواسِ
أشرقتِ كالأنوار داخل أضلعي
فأنرت ركن الحبّ و الإحساسِ
و أفقت في الآعماق حلما نائما
و أعدت نبض المرهفِ الحسّاسِ
و أقمتِ في صدر المتيَّم حفلة
انغامها معزوفةُ الأنفاسِ
و بنيتِ للقلب المهمَّش معبدا
فسمعت صوت القسّ و الاجراسِ
فرسمتُ حلما زاهيا لونتُه
و أحطتُهُ بالدُّرِّ و الألماسِ
و لقيتِني أحيا بقلب مُفعم
بالنٌّور و الأضواء كالنِّبراس
فكسرت قيدي و انتصرت لخافقي
متسلِّلا في غفوة الحرَّاسِ
و رميت عنّي ثوب غمِّي جانبا
و لبستُ ثوب العيد و الأعراسِ
و سلكتُ دربي و امتطيتُ محبَّتي
و هجرتُ قصر الشكِّ و الوِسواسِ
و دَّعت ضعفى و اشتريت كرامتي
و هجرتُ سوق الرِّقِّ و المَكَّاسِ
و تركتُ أمري للفؤادُ يقودُني
لحقولِ زهر الحبِّ و الإيناسِ
الشَّاعر التُّونسي
الحبيب المبروك الزيطاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق