الجمعة، 1 مارس 2024

... . القنبلة رواية / رضا الحسيني ( 33 )

 ...         .  القنبلة رواية  /  رضا الحسيني    (  33 )

_ خير يافندم حصل إيه ؟

_ سيارة شاهي هانم عملت حادث ، ومش عارف مصيرهم إيه وكل الأفكار بتدق في راسي وفي كل جسمي

_ بإذن الله يكون الأمر بسيط يافندم

وفي هذه الأثناء دخل علينا ضابط رُتبته أعلى من رُتبة عماد ولكنه صديق له ، فعندما دخل احتضنه بقوة وطمْأنه بعبارات حميمية دلت على وجود علاقات قوية بينهما

_ اطمن ياعماد ، هتروح هناك هتلاقي كل حاجة تمام ، سيادة القائد أمر بتسهيل كل الأمور

واندهشت مماقاله ، كيف عرفوا بالحادثة بهذه السرعة وهو لم يُخبر أحدا ، ولم يعلموا بما عاشه هنا خلال تواجد شاهي وصاصا وجَدَّها                                                         ..  وهنا أدركت كيف تُدار الأمور داخل نطاق الشرطة بكل دقة وتواصل وتفاهم ومحبة ، وأن كل مايحدث في كل نقطة تعلم به القيادة وتتابعه بكل هدوء وتوازن

وعند مغادرته المكان عاد والتفت نحوي قائلا

_ ومعتز ؟ هتحتاج منه أي شيء ؟

_ بستأذنك بس يترك لي بطاقته قبل أن يذهب مع سعادتك

كانت العبارة كالصاعقة على رأسي وكياني ، فذهابي مع الضابط عماد مرهون بتركي لبطاقتي هنا مع الضابط البديل هذا ، ولكن عماد سارع بالرد عليه

_ اعتبر بطاقته معنا ، فهو من البداية أخبرنا بفقدانه لبطاقته وهو يتحرك بسرعة ليبلغنا عن هذه الجريمة ليلة أمس ولم يتمكن من ضيق الوقت من عمل بدل فاقد بالطبع

واقترب الضابط البديل من عماد وسمعته بالكاد يهمس له

_ بداخلي هاجس مش بيخليني أطمن له خالص

التفت لي عماد وهو يجيبه ولكن بصوت أعلى :

_ لالا اطمن ، هو حد مسالم جدا

_ عموما إحنا تقريبا اقتربنا من القبض على الكاتب ولن نجعله يتمكن من تفجير قنبلته هذه

أشار لي عماد بالنهوض والسير معه ، وبلا تردد وجدتني أنهض وأسير خلفه بسرعة وكأن هذا كان أملي ، فالحادث كما يقلقه ويهمه يقلقني ويهمني ، فشاهي هانم وابنتها الجميلة صاصا جعلاني أعيش أجمل اللحظات وشعرت وأنا معهم بالمستشفى كأنني واحد من الأسرة ، وتذكرتُ الكثير مماقالته لي شاهي هناك ونحن نقف معا ننتظر أخبار صاصا خارج غرفتها :

_ صاصا من وقت ولادتها وهي بنت مش محظوظة خالص ، اتحرمت بسرعة من والدها ، ولم يكن بالعيلة أطفال من عمرها ، ولم أمتلك الجرأة لأن أن أجعلها تندمج مع أطفال ليسوا من مستواها حتى لايُسمعها أحدهم كلمة تجرحها أو تشعرها بأنها أقل منهم لعدم وجود أب

.. وأردفتْ شاهي قائلة :

_ وقضيت السنوات اللي فاتت فقط من أجلها ، لم أفكر للحظة أن أمنح أي اهتمام لأحد غيرها ، وكان والدي يحاول أن يخرجني من هذا الجو لأتقلم وأعيش حياتي بشكل طبيعي كأي امرأة فأتزوج وأنجب لها أخ أو أخت ، ولكن لم ينجح أبدا

_ ممكن أسأل حضرتك ؟

_طبعا اتفضل يامعتز ، انت بقيت حد غالي عندنا

_ أول مرة صاصا ترتاح لحد كده زي ماحصل النهارده ؟

_ اللي حصل النهارده كله زي مايكون يوم من خارج الوجود ، كل حاجة فيه بتحصل بشكل غريب ومتتالي وسريع ، زي مايكون النهارده ده إنسان و بينتظرنا

وأكملت كلامها وهي تتابع باب غرفة صاصا لعل أحدا يخرج منها :

_ النهارده أول مرة صاصا تستجيب لخروج بدون أي مجهود ، وكأنها قامت من النوم وهي مستعدة للخروج

ولم يكتمل حديثها لأن الأمور جرت بشكل كنا ننتظره بسلامة صاصا

_ انت ساكت ليه يامعتز ؟

وغدا نلتقي مع 34


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق