الجمعة، 1 مارس 2024

(عندما يموت الشاعر عشقا) مقال بقلم/احمد عبد الرازق الزعويلي

 (عندما يموت الشاعر عشقا)


كامل الشناوي الشاعر الذي قتله الحب

مقال بقلم/احمد عبد الرازق الزعويلي

كاتب وشاعر مصري

كان الشاعر كامل الشناوي يمتلك قلبا اغلي من الذهب والماس ولو وزعت عاطفته ونبضات قلبه علي العالم بأسره لوسعها حبا وعشقا وعاطفة

كان كامل الشناوي ضخم الجثة غليظ قسمات الوجه لكنه يملك قلب ملاك وتصرفات بريئة براءة الأطفال كان يكتب أشعاره عن وجدان وعاطفة حقيقية وليس صنايعي يملك أدوات الشعر كلغة ووزن عروضي احب المطربة نجاة الصغيرة لكنها استغلت حبه أسوأ استغلال ولم تقدر عاطفته إرادته بجوارها يختار لها من جواهر الشعر لتغنيها ويعلمها مخارج الألفاظ ويقرا لها القصائد لتشدوا بها بلسان قويم سليم كما فعل احمد رامي مع ام كلثوم

دعته لعيد ميلادها والحت عليه في الحضور فكاد قلبه الحنون البرئ كالاطفال أن يطير فرحا وظن أنه سيكون الضيف الأوحد من الرجال ولما وصل البيت وجده يعج برجال ونساء ووجد نجاة الصغيرة متوترة  تنظر للباب باستمرار كأنها كانت تنتظر شخصا ما وعندما تلقت تليفونا بالقادم الذي كانت تنتظره لم تطق الانتظار وخرجت تستقبله  أمام الباب علي السلم وتبادلا الاحضان والقبلات ونسيت ان هناك قلبا يراقبها وعينا لم تنظر لأحد في الحفل سواها وخرج خلفها ليشاهد الاحضان والقبلات بين حسن يوسف ونجاة فخرج مسرعا وغادر المكان ليبدع قصيدته( لا تكذبي) التي تصدرت ديوانه بنفس الاسم وقرا عبد الحليم حافظ القصيدة واشتراها ليغنيها ودفع المقابل وتم كتابة العقد وفور تلحين القصيدة وغناء عبد الحليم أولي بروفاتها ذاع صيتها و(كسرت الدنيا) لتذهب نجاة لبيت كامل الشناوي لتقول له انها حبيبته وأنه كتب القصيدة لها فلابد أن تغنيها بصوتها وهي الأولي أن تغني كلمات كتبت لها وطالبته أن يفسخ عقده مع حليم وكان الوسط الفني كله يعلم حب وعشق كامل الشناوي لنجاة فلما ذهب لعبد الحليم في حضور فنانين وموسيقيين وصحفيين رق قلب حليم لكامل الشناوي فسلمه القصيدة والعقد وقال كلمة واحدة معلقا علي تصرف (كامل الشناوي  ) علق عبد الحليم قائلا(عاشق)

وعندما تناقش يوسف ادريس مع الشناوي في جريدة الأهرام وتنازعا في حب نجاة كتب الشناوي

حبيبها لست وحدك حبيبها انا قبلك

وربما جئت بعدك وربما كنت مثلك

فلم أزل ألقاها وتستبيح خداعي

بلهفة في اللقاء برجفة في الوداع

واعطاها لحليم ليغنيها وليصالحه علي فسخ عقده معه لقصيدة(لا تكذبي)

فلما تبين له انها تتلاعب بقلبه وعاطفته وتستغل حبه أسوأ استغلال

كتب قصيدة(لا وعينيكي)

لا وعينيكي يا حبيبة روحي لم اعد فيك هائما فاستريحي

سكنت ثورتي فصار سواء عندي

إن تليني أو تجنحي للجموح

وخيالي الذي سما بك يوما

يا له من خيال كسيح

وفؤادي الذي سكنت منه الحنايا

اودعته مهب الريح

وسمعها فريد الاطرش فوقع عقدها ولحنها وغناها

عاش كامل الشناوي بقلبه لا بعقله وهذا دأب معظم الشعراء وعندما تأخذه العاطفة يصاب بالاكتئاب ويقبل علي التدخين بشراهة ويابي الخروج من البيت لأيام فيزداد وزنه أكثر واكثر وكل من عرفه يعلم أن لم يأبه لمال ولاجاه ولا نفوذ حتي أنهم سألوا مامون الشناوي شاعر العامية كيف تكتب العامية وكامل الشناوي شقيقك من اساطير شعراء الفصحي فرد قائلا(الشعراء صنفان كلاهما ميت شاعر الفصحي يموت من الجوع وشاعر العامية يموت من التخمة فأردت أن أموت من التخمة بدلا من اموت من الجوع)

عاش كامل الشناوي بقلب لم تقدره امرأة ولم تعرف سراديبه انثي لانه كان قلبا من ذهب عاش عاشقا محبا ومات كمدا فهو الشاعر الذي مات عشقا وقتلته عاطفته رحم الله كامل الشناوي


احمد عبد الرازق الزعويلي

كاتب وشاعر مصري


هناك تعليق واحد:

  1. تحياتي للأديب طاهر مشي وكادر جريدة ومنتدي الوجدان الثقافية

    ردحذف