الأحد، 1 أكتوبر 2023

التفريغ النفسي باختيار الألوان ومشتقاتها بقلم د. إدريس جرادات

 التفريغ النفسي باختيار الألوان ومشتقاتها

د. إدريس جرادات
خلق الله الإنسان في أحسن تقويم ، ومنحه واحد صحيح ولكن موزع حسب منحنى التوزيع الطبيعي –منحى جاوس-على مجالات متنوعة بعضها مرتفع والبعض الآخر اقل من أجل عمار الكون والإنسان هو خليفة الله في الأرض.
تتكون الشخصية من مكونات داخلية جسمية فسيولوجية هرمونية عصبية ومكونات خارجية نفسية واجتماعية ومزاجية وأكاديمية ويتغلب جانب على بقية الجوانب.
تتعرض الشخصية للكبت والقهر والإحباط والتوتر والقلق والعدوان –كثر الضغط يولد الانفجار-ولكن إرادة الله أعطت الشخص وسائل دفاعية وميكانيزمات ووسائل وطرق وأساليب للحد والتخفيف من الكبت ومنها التفريغ النفسي عن طريق اختيار الألوان.
عَرّف علماء النفس اللون بأنه:" كل شيء نراه عندما تقوم الملونات بتعديل الضوء فيزيائيا وتراه العين وتتم الاستجابة ويترجم في الدماغ وهذه تسمى عملية الإحساس البصري المترتب على اختلاف أطوال الموجات الضوئية في الأشعة المنظورة التي تحس بها العين- د.مروان مصالحة: أهمية الألوان في معالجة السلوك-
ارتبطت الألوان بالمشاعر والسلوك الإنساني عند الفرد ورمزيته اللونية تشير إلى استخدام الألوان بوصفها رمزا في جميع الحضارات خلال تأثير طاقة الألوان على النفس بتفعيل اهتزازات تحرك الأحاسيس مما يؤدي إلى شعور الشخص بمشاعر ايجابية التي تبعث على التفاؤل والنشاط مثل الراحة والطمأنينة والهدوء أو مشاعر سلبية كالتعب والإرهاق والتوتر والاكتئاب.
كما اقترنت المشاعر باختيار الألوان ومنها الدافئة –الساخنة- لطبيعتها الميل إلى الحارة ، فالضوء مصدر الدفء والحرارة ، أما الألوان المحايدة تحتوي على نسب متساوية من جميع الألوان الأساسية –الأبيض والأسود والرمادي- وألوان الطيف التي يمكن رؤيتها من خلال المنشور الزجاجي أو ألوان قوس قزح.
إجراءات التفريغ النفسي باختيار قطعة ذات سيادة من الألوان
لكل لون سُمي بطول موجه ودرجة ذبذبته وشدته وبعضها ناتج عن مزج لونين أو أكثر معا ، وللتفريغ النفسي عن طريق اختيار الألوان ومشتقاتها بعد الوضوء أو الحمام والاغتسال يستطيع الشخص اختيار لون الملابس وتنسيقها من خلال النظر إلى الطبيعة ومكوماتها من أشجار وورود وزهور وثمار ، وهنا يأتي الاختيار تبعا للحالة المزاجية للشخص أو تعديلها أو تأثيرها النفسي والفسيولوجي والسلوكي وتنشيط عمل الغدد وإفرازات الجسم حسب شخصيته واختياره للون حيث لكل لون دلالته الرمزية مثلا *اللون الأصفر باختلاف درجاته يرمز إلى البهجة والسرور والسعادة والحكمة والخيال والحركة والنشاط ولكن بالمقابل يدل على الغيرة والغدر والخيانة والذبول والقلق والحسد وهو لون الصحراء القاحلة وفصل الخريف. وهو فصل الموت ، وعليه مراعاة ما يلي:
*أثناء الذهاب في رحلة أو نزهة إلى مكان فيه ماء كالبحر أو النهر أو عين ماء عليك اختيار ملابس ذات اللون الأزرق أو مشتقاته باختلاف درجاته وهو لون الحكمة والتفكير والوقار والهدوء والسكينة والتفكير ودقق النظر والتأمل في موجات البحر لتفريغ الطاقات السلبية واكتساب منها الطاقة الايجابية، ولكن يتجنب البعض اختيار هذا اللون عند الذهاب إلى المُغر والكهوف والأماكن الوعرة حيث ارتبطت بالذهنية الشعبية بالجان والخرافات والأساطير والقوى السلبية. وهو لون الغرف الصفية وغرف النوم وأماكن العبادة.
* في فصل الربيع اختر اللون الأخضر أو مشتقاته باختلاف درجاته للتمتع بالطبيعة والزهور والأشجار ويدل على النمو والتطور في الحياة والجمال والتفاؤل .
*عند لقاء رومانسي كمقابلة الخطيبة أو الزوجة العائدة من السفر أو أحد الأقارب عليك اختيار اللون البرتقالي –خليط من الأحمر والأصفر- باختلاف درجاته فيبعث على الأمل في النفس ويرمز إلى الانجذاب والذوق والشوق ويفتح الشهية للطعام وهذا لون المقاهي والمطاعم-الماء والخضراء والوجه الحسن.
*أثناء الذهاب لعقد صفقات تجارية اختر اللون البنفسجي باختلاف درجاته فهو لون المثالية والملكية والقوة ويدل على الثروة والحكمة والمعرفة والروحانية والعذوبة ورباطة الجأش والهدوء.
*يفضل لرجال الأعمال اللون الرمادي –الرصاصي- باختلاف درجاته كلباس رسمي فله دلالة على الثراء دون إسراف والوقار والهدوء.


*التقليل من استخدام اللون الأحمر لارتباطه بالسلوك العدواني-إن كان حبيبك ثور لا تلبس له أحمر-مثل شعبي-والإغراء والإثارة – "نورد الرايات بيضا ونصدرهن حمرا قد روينا".
*في المآتم وأيام العزاء وفقدان أحد الأقارب ارتداء اللون الأسود لارتباطه بالحزن والكآبة والعزلة والتركيز على الذات وتوجيه المشاعر إلى الداخل والسيطرة والتحكم والخوف والغموض ولكن لا يزيد عن ثلاثة أيام أو مدة الحداد للزوجة على زوجها، وهو لبس الحفلات الرسمية.
*ارتداء اللون الأبيض لون الصفاء والنقاء وهو اللبس الرسمي للطبيب والممرض والإحرام في العمرة والحج.
*في ورشة عمل أو نشاط فردي أو جماعي استخدام خلط الألوان معا أو تشكيل من الملتينة الملونة لكسر حاجز الخوف والرعب خاصة في ظل الأزمات والحروب والكوارث والفوضى والصدمات.
*في صناعة الحلوى أو إعداد أكلة مفضلة لدى الشخص أن يرتبط لونها بالمناسبة التي يمر بها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق