الأربعاء، 3 مايو 2023

قصة الغياب العنيد ــــــــــ د. عماد الكيلاني


 قصة الغياب العنيد

٤-٥-٢٠٢٣
كأنّما الجبالُ تضايقت
وتمايلت
واهتزت اركانها
ذُهلتْ كي لا تنحني
لقد مشى في وداعك الصخرُ والحجرُ
كأنما البيوتُ توشحتْ بسوادها
كأنما السماءُ قد اعلنت حِدادها
وتعثّرت نجومُ الليل في خطواتها
وبكتْ عيونٌ عمياءُ كانت
وتفتحتْ ابوابها وهي تبكي مِدادها
كأنما الليالي امتدّ قتامُها
قد غاب عن محيطها الفجرُ
كأنها الريحُ تراقصت في غفونا
والموجُ اثقلهُ وجعُ الغياب
فتعطلت
لغة الكلام وما عاد للحروف الوانها
وافتقرت ضواحي المدينة واشتكتْ
ضياع من كانوا بها وضيّعوا عنوانها
كأنما البحرُ قد جفّت مآقيهِ
وتكاثرت في احشائه مآسيهِ
علّة اصابت شواطئاً كانت
تدخر بالحياة فمن يداويهِ
وتلاطمتْ امواجهُ وتبعثرت
وتناثرت
في ازقة الوهمِ اشكالها !
ما اصعب الغياب
والغيابات تكررت اهوالها
والموتُ افقدنا الصوابْ
والموتُ قد اعلن الحِسابْ
وتطايرتْ عن الرفوف اوراقها
قصصٌ كانت تحتويها الذاكرة
احترقت دفّاتها
وتناثرت اكوامُ اوراقها
وتبعثرت كل المآسي في ازقتها
وانتشرت كبقايا رماد الليل
تشكو عثراتها !
انها قصة الغياب العنيد !
(د. عماد الكيلاني)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق