الخميس، 23 فبراير 2023

ملامح التجديد بقلم امير البيـــــــــان العربي د . فالح نصيف الكيــــلاني العراق- ديالى - بلــــد روز

 ملامح التجديد

هي رؤى التجديد في الشعر او نظرية التغيير في أصول الشعر مع المحافظة على المنهجية الشعرية باضافة تطوراتٍ تجديدية او مستحدثة في بنيته او شكليته او صوره الشعرية اواسلوبه او معانيه او أي امور غير مستخدمة فيه من قبل ,أي انه التغيير الكلي في البنى المعروفةفي القصيدة الشعرية،اوالتحولات الحادثة او الهادفة الى تغيير المسارات المعتادة في صياغة القصيدة الشعرية عما كانت عليه من خلال ايجاد سبل وطرائق جديدة من حيث الصياغة والتفكيراوالخيالية اوالتصورية اوالتغيير في شكلية الكتابة على ان تبقى هذه الامور في ظل سياق القواعد العامة للغة العربية وديمومتها .
امير البيــــــان العربي
د. فالح نصيف الكيـــــــــــلا ني
العراق- ديــالى - بلــــد روز
وحيث تكامل الشعر واصبح شعرا ناضجا ومن أشهر الشعر الجاهلي المعلّقات وهي القصائد السبع التي علقت في حوف الكعبة المشرفة في مكة وجمع العلماء والرواة مادّة الشعر الجاهلي، التي توزّعت في مصادر متعدّدة ومنها التي تبدأ بالمعلقات وهي سبع قصائد معتبرة لشعراء اشتهروا بقول الشعر في العصر الجاهلي وهم :
أمرئ القيس، وزهير بن ابي سلمى ، ولبيد، وطرفة وعمرو بن كلثوم، والحارث بن حلزة، وعنترة العبسي .
ويضاف لها ثلاث قصائد اخرى لنكون القصائد العشر للشعراء الاعشى والنابغة الذبياني وعروة بن الورد شيخ الشعراء الصعاليك.
وقد جمعت هذه القصائد في كتب عديدة في اواخر العصر الاموي كالمفضليات نسبة إلى جامعها المفضل الضبّي، والأصمعيات وتُنسب إلى العالم الفقيه والشاعر الأصمعي الكبير : وتبلغ اثنتين وتسعين قصيدة ومقطوعة شعرية .
والمصدر الثاني : دوواين الشعر الجاهلي، وهي نوعان :
1- الدواوين الشعرية المفردة ومن هذه الدواوين المفردة ديوان زهير بن ابي سلمى وديوان طرفة بن العبد وعلقمة الفحل غيرهم ايضا .
2- القبائل التي جمع منها الشيباني نيفاً وثمانين، ولم يبق منها إلا قطع من ديوان هُذيل نشرت في خمس مجموعات.
.
وهكذا وجد الشعر الجاهلي وتناقلت قصائده وابياتها وكانت محل علم وثقافة وادب وكثيرا ما ذكرت بها ايام العرب وملاحمهم ومناطق سكناهم وطبيعة معيشتهم وعلاقاتهم فيما بينهم .
فهذا عنترة العبسي يقول:–
هل غادر الشراء من مترد م
ام هل عرفت الدار بعد توهم
وامرؤ القيس يقول:–
عوجا على الطلل المحيل لعلنا
نبكي الديار كما بكى ابن حزام
وزهير بن ابي سلمى يقول: –
ما ارانا نقول الا معارا
او معادا من قولنا مكرورا
مما يدلل ان الشعر قيل قبل مدة طويلة وان الشعراء ذكروا بعض اسماء شعراء جاهليين اندثر شعرهم ولم يصل الينا او ان بعضهم قال ان لكثرة الشعراء فانه ربما يقولون معادا اومكرورا .
راجع كتابي ( الموجز في الشعرالعربي ) المجلد الاول – الجزء الاول
وفي الشعرالجاهلي في اواخر العصر الجا هلي نجد انه اكتمل بكل الوجوه من حيث الخصائص الادبية والثقافية والمعنوية واللفظية وفنون الاغراض الشعرية الختلفة التي قيل هذا الشعر فيها مما تمس الحاجة اليه وما يقوله الشاعر وما يجيش في صدره من معان او امور توجب التحدث بها فينشدها شعرا .
وكذلك نلاحظ ان الشعرالجاهلي الذي بين ايدينا انه كامل الصياغة ، فالتراكيب تامة متكاملة ، ولها من المدلولات ما يعبر عنه الشاعر ، وهي في الأغلب مدلولات حسية ، والعبارة تامة مستوفاة فلا قصور فيها ولا عجز او اعوجاج . وتكاد تكون الخصائص اللفظية للشعر الجاهلي في حد ذاتها الاتجاه إلى التعبير القريب وتجزئة الأوزان واستخدام الجزالة الكلاميةالمصوغة في الشعر واستخدام المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية لكنها قد تاتي بقلة وعفوية واستخدام التشبيه بشكل ملحوظ ومباشر .
ولعل أول ما نلاحظ على الشاعر الجاهلي معانيه في قصيدته فنلاحظ فيها معان واضحة بسيطة ليس فيها تكلف ولا إغراق في الخيال ولا بعد عن الواقع المعاش سواء في أحاسيسه أو حين ما يصور ما حوله في من محدثات الطبيعة ، فلم يكن الشاعر الجاهلي يعرف الغلو ولا المغالاة ، ولا المبالغة التي قد تخرج به عن الحدود المعتدلة الا نادرا ، ونلاحظ ايضا ان الشاعرالجاهلي يستقي أخيلته مما حوله من المعلوم الحسي المترامي . ربما يحكي الشاعر مغامرات أو يصف ما يقوم به او يراه من معارك او غارات او ملاحم ، فيحاول سردها سردا تتماشى فيه روح الحكاية في القصة وفي الأغلب الشعراء الصعاليك ممن يتحسسون هذه القصص او الحكايات ويكونون ابطالها .
ومن المهم ان نثبت انه ليس بين أيدينا شيء من وزن أو غير وزن يدل على طفولة الشعر الجاهلي في حقبه الأولى حتى انتهى إلى هذه الصورة الرائعة من النغمية التي عرفناها في الشعرالجاهلي واستسغناها وبنينا عليها قصائدنا منذ أوائل العصر الجاهلي حتى يومنا هذا وهذا لا يعني ان الشعرالعربي في العصرالجاهلي جاء مباشرة بهذه القوة والمتانة ولا يعقل ذلك . ولا اتي هكذا مباشرة انما حتما هناك فترات طويلة مر بها الشعرالجاهلي حتى استقام بهذه الصيغة العالية التي وصل فيها او عليها .كما نجد الشعراء موزعين على هذه الانغام او الموازين وكل يقول فيها بما يستهويه النغم الذي يريد دون الاكتراث بنسب الى قبيلة معينة او مكان معروف فمنهم من نسب إلى القبائل القحطانية مثل امرئ القيس الكندي ، وعدى الغساني ، والحارث القضاعي ، ومالك بن حريم الهمداني ، وعبد يغوث الحارثي والشنفري الأزدي ، وعمرو بن معد يكرب المذحجي،وغيرهم ممن انتسب الى القبائل القحطانية او الجنوبية اليمانية .
أما من انتسب الى القبائل العدنانية او مضر وربيعة فكثير جدا وكثير على شاكلتهم ممن انتسبوا الى قبائل الأوس و الخزرج القحطانيتين في مدينة( يثرب ) و شاركتهم النساء الشاعرات في الجاهلية ايضا مثل عفيرة بنت عثمان والخرنق البكرية وجليلة الشيبانية و جنوب بنت عجلان النهدي وهند بنت النعمان بن المنذر و الخنساء ( تماضر بنت عمرو بن الشريد) .
راجع كتابي ( المراة العربية في الشعرالجاهلي ) طبع عمان – الاردن
وكانت كل قبيلة تعتزُّ بشاعرها أو شعرائها، فهي تحرص على أن يكون شعر قبيلتهم له راوٍ أو رواة يَحفظونه ويُؤدُّونه أداءً حسنًا يُحبِّب للناس الاستماع إليه وحفظه، وكأنهم في ذلك يستعينون على ذلك الكلام الذي مِن شأنه حين يفقد القدرة أن يطير مع الهواء - يستعينون عليه بوسائل التثبيت من موسيقى اللغة وموسيقى الأداء الشعري ونغميته حتى يستقرَّ في النفوس والعقول والأفهام، فيتحقَّق جزءٌ مِن معنى رسالة الفن في السعي نحو الدوام والخُلود.
وربما يخيل لاي احد أن الشعر لم يكن يستعصي لمن يريد ان يقوله لكثرة الشعراء وحاجة المجتمع اليهم الا انه عصي على من لم تكن له موهبة شعرية او خبرة وربما احدهم يقول البيت والبيتين او القصيدة ويقول اخرى يكتسبها في التعلم والدراسة ولكن الشعر في حقيقة الامر ما هو الا الهام تخبره المدارسة والتعلم وتشد من عضد الشاعر اليه .
لاحظ كتابي ( ملامح التجديد في الشعرالعربي ) الجزء الاول
امير البيـــــــــان العربي
د . فالح نصيف الكيــــلاني
العراق- ديالى - بلــــد روز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق