الأربعاء، 1 فبراير 2023

أكف الطرقات...! ناهد الغزالي/تونس/مؤسسة الوجدان الثقافية


 أكف الطرقات...!

أُشفق على الطريق الذي
يشهد على غيوم شعرك وهي تهطل
بين أنامل الريح!
يودّ لو يلتقط لك صورة
و أنت تزرعين النرجس في ثغرك!
لكنك تائهة بين
جوع و نرجس!
يجهش غروبا طيلة
الآه المنسدلة من قلبك!
حتى الطريق
تؤلمه صليل عجلات عربة قديمة
تجر سيدة تزرع أطفالها هنا وهناك
ليجتثوا الدنانير من كفّ الحياة!
يود لو يحكم أصفاد النار
على معصم ذلك الذي أسميتِه
ذات زيف "حبيبي"
يشدني الطريق بعينيه الدامعتين،
و أنتَ تلوح لحبيبتك
بقلبٍ مكسور!
"لا ترهبي مخالب المسافة
علقي قلبي بدل المنبه
وسأظل دوما أنبض بك"
فتطير هي بأجنحة القصيد
تنفلت من قبضة القبيلة
وتهطل حباّ!
يود الطريق لو يحضنكما
ويمطر فرحا!
أما طريقنا النابض بكَ
و الهاذي بي
لا يزال يستنشق عطر أشواقنا
التي لا تنضب!
يلوح لي بزياتينه
بصباره
بمعتوهه الذي يبتسم لي كلما مرّ!
بضحكنا كأطفال
منحوا البائع بضع مليمات
وأهداهم مُدن الحلوى!
ناهد الغزالي/تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق