الأحد، 1 يناير 2023

الحاجز/عبدالله محمد حسن/مؤسسة الوجدان الثقافية


 الحاجز

شئ ما ..شاركت أفكارنا التي ألبسناها ملبس القوة في عنفوانه وصعوبة تحطيمه..توليه إرادتنا الظهر..مجرد التفكير في الاقتراب منه وسوسة من وساوس العقل الخاوي وعلامة علي سوء المسلك وجهالة المقصد..تواطدت ذاكرة العقل الجمعي علي مدحه والإطراء علي المدافعين عنه..هذا الحاجز هو السبب في تكرار جرائم القتل ..ظهور مقيت لنفس تصارع بداخلها الخضوع والإحتمال والتسلط والخروج من وخز ه ..عصابة سميكة علي عيني العقل كي لايري الناس شيئا ٱخر سوي دوام التعهد له برعاية الجهل والتملق ..
شئ ما يجعلنا نظهر بمظهر الشاحب الرافض وتكثر تحليلات واراء علماء الاجتماع والنفس والفلسفة والأدب وغيرهم..في مظلة دينية يتحركون يغوصون في أعماق متخيلة يفرضون الفروض يختلفون في كثير ويتفقون في قليل..لتظل القضايا قائمة ..ضحية أقوال تضعف أحيانا ويسطع بريقها أحيانا لدرجة أنهاتسكر الفكر فيظل دائرا في دوائر مختلفة لاتمت إلي الفعل بادني صلة..نتائج الحوارات معلقة في سماءها مع إختلاف تلك السماء ..أستودياهات ونوادي ومحافل تبتسم فيها الشفاه أوتصرخ الحلوق ثم يغيب كل شي بمجرد الخروج من حالة الحوار إلي حالة تعمد النسيان..
شئ ما يحول نصوص الأخلاق الحميدة ترددها ٱيات القران المجيد إلي عبارات تمر بٱذاننا بعدما إنشغل عنها القلب بدنياه المختلفة أعدتها له وقدمتها وسائل شيطانية لاتتورع عن قلب الحقائق..وبث الوعي الزائف في صدور البلهاء المبهورين بها...
شئ ما يغفل الجوهر ويذكي المظاهر ..لتعود من جديد أو قل إن شئت لتتجدد صورة الفقراء المبهورين بقارون في أوج زينته ..ولكل قارونه الذي يغويه وبنسبه إنسانيته لتمضي في بحار المجهول تحارب طواحين الهواء صنيعة الوهم وحب الظهور
شئ ما جعل الإضطرار حالة الجميع ومن خلال الاضطرار توجد الأحكام التي تخرج عن مضمون رسالتنا الأخلاقية والتربوية لتظل القدرة علي التملك هي السبيل الأوحد للوجود فنقنع أنفسنا بتطفل الفقراء واستحقاق المغلوبين علي أمرهم بماالت إليه مصائرهم ..يرفعون الأيدي بالدعاء فلا يحرك فينا سوي القناعة بأننا عاجزون مع شئ من الإمتعاض المغلف بمواصلة التبلد النفسي والسكوت التام
شئ ما يتعمد إهتزاز الصورة ..وإذكاء التطرف حتي لاتري العيون سوي الدماء المسفوكة وحالة الفوضي وغياب العقل هو مايصدر للعالم فتغيب الحقيقة ويبرر القتل فينا واستمرارية إحتلالنا تحت مسمي التحضر وإحقاق الحقوق
شئ ما يسرف في إقناعنا بالدونية وضٱلة الفكر البناء وغياب وسائل التقدم وفقد الحرية والقدرة علي مواصلة التعلم والقراءة لنكسر ذلك البحر المتجمد بداخلنا علي حد تعبير كافكا..
شئ ما يبعدنا عن الطريق من خلال تحويل مسارنا إلي فروع ومسالك أكثر صعوبة وأقل نفعا
شئ ما لوث عقول أبناءنا فراحوا يتصرفون وكأنهم مبرمجون علي فعل ما يريد أعداءنا يقتلون باسم الحب وماهو بحب وإنما هي مشاعر زائفة تحولت إلي حقيقة في عقول مخدرةبنشوة الانتقام في ظل غياب المربي والمعلم
النار تحت الرماد لاتخبو تنتظر ريح عاصف تخرجها من مخبأها وتلبسها ثوب العزيمة الغضة ليزول الحاجز وتصحو من غيبوبة السكون نفس عرفت طريقها فسارت فيه بعون من الله ومعية من توفيقه.
مقالة
عبدالله محمد حسن
مصر/الشرقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق