الجمعة، 26 أغسطس 2022

 في حلب التقينا بقلم د. محفوظ فرج

 في حلب التقينا

——————-


لم يكنْ بيننا زمنٌ 

أو مكانْ 

كانَ أنْ غادرتْنا المسافاتُ 

لذنا بعيدَ اللقاءِ بظلِّ شجيرةِ 

سدرٍ  

كياناً تفانى 

وأن قلتِ كيفَ اتَّحدْنا

أقولُ على الفورِ : في حلبٍ

التقينا بسوقٍ قديمٍ على بابِ 

مكتبةٍ 

قد تَبَسَّمتِ لي 

وتعانقَ نبضُ المحبّةِ 

في نظرتَيْنا 

أما تذكرين 

وأنفاسُنا بالعبيرِ تَضمَّخُ

في ذكرِ الله أكبر  

عند الأذانِ بجامعِ آمنةٍ 

قلتِ : وجهتيَ الشامُ 


قلتُ : أنّى تحطُّ رحالي 

فأنتَ معي 

أتَذَكَّرُ أني في ( حميمةٍ) جئتِني

قبلَ عشرين عاما 

وكنّا قُبَيْلَ دخولِ الشتاء 

نَذُرُّ الحبوبَ حَرَثْنا

هنالكَ أرضاً لدَيْمٍ 

تَعَثَّرَ كَفُّكِ في عقدِ صدرِكِ

فانفرطَ الخَرَزُ الصَدَفِيُّ

في الحَرْثِ حتى توارى به 

قلتُ : لا تُتْعِبي الحالَ في البحثِ

عنه 

أنا سوفَ أبتاعُ أحسنَ منهُ 

لصدرِك

قلتِ : افديكَ طوقُ المحبةِ ما بيننا

هو أفضلُ من عقدِ نحري 

قلتُ : عهد المحبةِ مابيننا 

قد تدَرَّجَ مثلَ مراتبِ حبِّ (ابن حزم )

بطوق الحمامة 

 تَكَبَّلْتُ في العشقِ 

حتى تمكَّنَ مني 

ألمْ نكُ طفلينِ في الحيِّ كانتْ تغصِّ 

محلتُنا بالصغار 

فلم نعِ شيئا يقالُ 

سوى أننا نشتري بعضَ حلوى 

من البائعين نقضّي سويعاتنا

 فمنذُ التقينا بقارعةِ الحيِّ

اقترَبْتُ إليكِ 

وقد هالني كيفَ قداحُ نارنجنا 

تَتَفَتَّحُ أكمامُهُ

وكيفَ الفضاءُ على بابِ عنقِ الهوى

قد تناهي

وكيفَ العصافيرُ ظَلَّتْ تراقصُ

أغصانَ أشجارنا وتغني

المدارسُ تغلقُ أبوابُها

في شهورِ المَصِيفِ 

والحروفُ تلاشتْ على وجهِ لوحاتها

ولكنّني حينَ أبصرتُ وجهك

عادت جميع الصفوف بأقسامِها

رغمَ آلامِها  

ثم عادتْ حروفُ المحبة

باسمكَ ربّي على اللوحة 


د. محفوظ فرج



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق