الأربعاء، 25 أغسطس 2021

كبرتَ يا ولدي بقلم شادية دحبور/ الزعانين

 كبرتَ يا ولدي

ياولدي كبرتَ
بعدما كنتَ تتعثر
تسقط أرضا
وتقوم كالأرجوحة تتبختر
كبرتَ
كحلمك في قطعة حلوى
من سكر
فتبكي وتبكي
دونما أي سببٍ يُذكر
كبرتَ
وكنتَ على أنغامي تنام
وكم جلبتُ لكَ
في أغنيتي حمام
لأراكَ كبدي على مايرام
تغدو في عالم أحلامٍ
مع أن الحلم لدينا
بات حرام
كبرتَ
ولم أُنهِ لك حكاياتِ الزمن
عن الغولِ والعنقاء
والشاطرِ حسنِ
وعن فرسه الأبيض
ذي الرسن
يطير على الأرض
يتحدى أياً من محنِ
كبرتَ
ولم تُكمل تتساءلُ
عن ذاك الوطنِ
عن أرضنا أمِّ الشجنِ
عن حقنا هذا المسلوب
وماذا ندفع له من ثمنِ
كبرتَ
وكبرتْ معكَ كلُّ القِيَم
أمنياتُك كانت للحرمِ
لتسجدَ بمسجد نبي الكرمِ
كبرتَ
وكبر سؤالك عما هو بحرام
وعمن سرقوا بيتَنا من لئام
سمعتَ بأقصانا منذ الصغر
وقد عرفتَ بأن طريقه
صعبٌ وعِر
وأن خلاصه حتما يكون
على أيدي بطلٍ كصلاح أغرِّ
كبرتَ
وزادت علومُك عن الطامعين
فرنجة وغيرِ من المستعمرين
وزادت أمنياتُك في ظلِّ السنين
فكان أملك دحر الغاصبين
كبرتَ
وحفظتَ ألوانَ العلم
وقمتَ برفعه فوق القمم
و يدكَ رفعتَ تحييه
لتعلوَ فيك الهمم
كبرتَ
رأيتَ ألوان دماء
تيقنتَ من شرع وفاء
وادركت أن البشرَ ليسوا
سواء
وأن القويَّ لا يُساوى
بالضعفاء
كبرتَ
وفي يدك ينمو حجر
فيصبح سكينا معها
خناجر تزيل العثَر
وصارت بارودا معه رعود
قنابل تنزلُ مطراً بقلب
الحدود
كبرتَ
وكبرتْ فيك آمالُ الجدود
فأصبحتَ بركانا يفي بالعهود
وتنثرُ صواريخا بغير حدود
كبرتَ
يا ولدي وعن وطني
ها انت تقاوم
تقف كالسيفِ في
وجهِ كلِّ مساوِم
ترفضُ تطبيعا
ولو فيه مغانم
فالحُرُّ مثلك يأبى العبودية
والمظالم
كبرتَ بُنيَّ وبك أفتخر
فمثلك بركانٌ يوما ما ينفجر
يزلزلُ محترفي ظُلمٍ مستعر
وحتما بعون الله هو المنتصر .
شادية دحبور/ الزعانين
فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق