الأربعاء، 15 يناير 2025

افتكرى الماضى‏ بقلم محمد البلاط

 -                   افتكرى الماضى‏

افتكرى الماضى وساعديني    ارجع للماضى بحنينى

انا شايفه بقلبي وبعيني          وبلاش تتناسى وتنسينى

افتكرى نظرة كانت منك        وحكتلى على كل ما فيكى

ومين يده كانت بتشدك           من نار وتحاول تحميكى

فى القلب مين كان شايلك        من البرد حنانه يدفيكى

افتكرى الهمس اللى مبينا        افتكرى امالنا واحلامنا

افتكرى كفوفنا بعرقها             من شوقها كانت تتحنى

افتكرى البسمة اللى وراها       و الضحكه اللي كت جراها

وبحبل العشق اللى ربطنا        ولا بتتناسى ونسياها

افتكرى الفرحة اللى خدتنا        وفى حضن واحد ضمتنا

ضمت اجسادنا وعصرتنا         وعقولنا مكتش فهماها

وفى لحظه عن بعض بعدنا        واحبال الحب بتربطنا

والخوف من الناس اللي تلومنا    على عشق ساكن جوانا

وكانت ارواحنا اللى بتعشق       وعقولنا كانت سرحانة

افتكرى الماضى وسعديني        ارجع للماضى بحنينى

ولا بتتناسى وتنسيني               وقلوبنا للماضي ولهانة

-               افتكرى الماضى اللي مبينا

-                   بقلم محمد البلاط



**الحلم الضائع** بقلم الشاعرة عائشة ساكري_من تونس

 **الحلم الضائع** 


كنّا كخطين متوازيين منذ أن نشأنا

وما كان للفراق بيننا درب أو سبيل.

نمشي الهوينا في ممرات الحياة

لا فرق بين شتاء وربيع.

ثلج الشتاء دفؤنا،

ورحيق زهور الربيع غذاؤنا.

كنا توأم الروح في رحم الأرض.


لكن ضبابًا ثقيلًا

كان يرافقنا من خلف السراب.

شيئًا فشيئًا، غدا يحجب الرؤية،

ويطفئ فينا نار الجوى.

فتُهنا وافترقنا،

وكلما حاولنا الإقتراب 

كان القدر أشدّ عصفًا من أشرعتنا.

وهكذا أبحرت سفن فراقنا

نحو شط بحر النسيان، دون وداع،

وكلنا أمل أن تعيد الأقدار لقاءنا.


الشاعرة عائشة ساكري_من تونس 

30 ديسمبر  2024



نملة تأملات د / صُبْحِي حَشِيش

 نملة


نملةً خَلَّدَها رَبِّي فِي قُرْآنِهِ بِفِعَالِهَا


إِنَّ الفِعَالَ أَقْلَامُ البَاقِيَاتِ وَمِدَادُهَا


إِذَا لَامَسَتْ صَفَحَاتِ رِضَا الإِلَهِ أَسنانها


نَادَتْ، فَأَمَرَتْ، فَنَهَتْ، ثُمَّ أَعْذَرَتْ، لِلَّهِ دَرُّهَا


وَمَا ضَحِكَ سُلَيْمَانُ سَاخِرًا مِنْ فعلها


لَكِنْ شَكَرَ نِعْمَةً، وَفِعْلَ خَيْرٍ مِنْ أَمْرِهَا


فَاقْرَأْ: "حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ" وأنصت لها


وَتَبَسَّمْ عِنْدَ قَوْلِهِ: "فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا"


تأملات / صُبْحِي حَشِيش

عدت نجيا.. بقلم د. آمال بو حرب

 عدت نجيا..

د. آمال بو حرب 


نجيا عدت آمراً في السّفنِ

 وعاد سيل الحرف

 يجر القلم..  

كنتُ في بحرِ الغرامِ تائهة

وما اهتديت

 الاّ بعودك الحسن.. 

لقد كان نبضي كالموجِ

مرتفعا..

كم ناديت الشوقَ

 وأنتَ في غيبةٍ

كم دعوتُ الله أن يأتيكَ

 بالحسن..

بعودك اليوم كالحقلِ

عدت شاسعة

أرتوي منك كالازهارِ ترويها المزن..  

أنت الحبيب ما عشتُ أنا أبدا 

وإن غبتُ اليوم

 فلا فرق عندي

إن كنت كالطفولةِ زاهية

أو لفني اليوم مأزرُ الكفن..



عين على نص قصيدة "قبلة على برواز خمس لوحات " للأديب و الشاعر الدكتور حمد حاجي / تونس بقلم الأستاذة سعيدة بركاتي /تونس

 عين على نص قصيدة "قبلة على برواز خمس لوحات " للأديب و الشاعر الدكتور حمد حاجي / تونس 

بقلم الأستاذة سعيدة بركاتي /تونس


جاءت مع قدوم العام الجديد و كم من أمنيات نحملها لكل عام جديد ... 


#القــــراءة : 


_تقول أحلام مستغانمي عن استقبال السنة الجديدة : احتفلوا به كما لو كان عشيقا .

_رسالة رشيقة كانت من نزار قباني إلى حبيبته بمناسبة رأس السنة يقول فيها : شكرا لأنك أدخلتني المدرسة ،وشكرا لأنك علمتني أبجدية العشق  و شكرا لأنك قبلتِ أن تكوني حبيبتي . 

_تقول سعاد الصباح : الحب أكبر من جميع الأزمنة و الحب أرحب من جميع الأمكنة و لذا نفضل أن نقول لبعضنا : حب سعيد في " العام الجديد" . 


الدكتور حمد افتتح عامه الجديد بقصيدة أرفقها بخمس لوحات تشكيلية لفنانين عالميين عنونها بــ:" قبلة على برواز خمس لوحات" أهداها إلى صديقته سعيدة البركاتي التي تعشق الفن التشكيلي حد النخاع . " قبلة على برواز" ، كأنها في سجن البرواز ، أولا لأنها موضوع النص و ثانيا هي نفس القبلة تقريبا في كل اللوحات و لكن كل فنان و كيف رسمها من خلال المدرسة التي ينتمي إليها و الإحساس الذي انتابه حين فكر في رسمها و ربما المناسبة .

الوقفة الأولى تكون مع النص ثم نتدرج في قراءة اللوحات و علاقتها بنص القصيدة . 


شبه الشاعر حبيبته عند مجيئها بمصباح عام جديد فهي النور حين جاءت وبعينيها تذابيل و هذا أول لقاء كان للحواس "النظر" و بداية التواصل بينهما بكل حياء : دفء و صمت و إطراقة المغرم .

عادة يكون أول يوم بالسنة الجديدة باردا و أحيانا تُثلج ،كان مجيئها الدفء المادي و المعنوي للشاعر، كله حنان ،

تذابيل العين تتفق و مشيتها حين قدِمت متبخترة تتمايل ، لما لمحها قبل أن يسبقه الباب و يقبلها حين "نقرت نقرتين بدفة الباب " ،و النقر هو القرع على الباب و هو مصطلح مرتبط بالولوج إلى الشبكة العنكبوتية للتصفح و انتقاء المعلومة في عالم عجيب و غريب ،"فمرحبا بها في عالمه الشاسع ، صدره ، ذاعيه ، بيته ... "  فالشاعر كان بابه مغلقا و النقرتين تبعها تأوه للشاعر "آه...آه" تهليلا و فرحا و تجاوبا و نقرها عزف على أوتار قلبه : التقدم في الاحساس من النظر إلى الوجدان ، ثم يؤكد أن الشاعر لم ير حبيبته منذ مدة طويلة .

حين نقرأ النص كتلة واحدة نستشعر أن الغياب فعلا مدته طويلة : حرارة الانتظار و تأوه الشاعر و غيرته من دفة الباب ثم قدومها على حياء وعينها ذابلة فيه من الرجاء و قبول اللقاء و ماجادت به يدها ...لعل الآه تُستبدل بِ ايه .

يقول الشاعر نور الوائلي : 

فقربك قد أذاق النفس حسا /له الروح دفء و احتماء 

يردف ايليا أبو ماضي في  بيت شعر عن اللقاء بعد الهجر :

إن النساء إن أمرضن نفس فتى/ فليس غير تدانهن يشفيها 

و يقول الدكتور حمد في براويز قبلة : 

و تأتي كرشة عطر ، كما نسمة : خفة الروح بين العطر و النسمة ، كمجدلية على أطراف أصابعها تمشي ، كأنها الملاك رقصت لها الزهور و الورود  و النسيم فاح عطرا من حولهما ، في هدوء كان الشاعر يراقب مجيئها و يكاد صدره ينتفض من تسارع نبضه ، كان كنور الشمس قدومها ، حرير الشمس وما ترتديه من حرير زادها جمالا و فتنة وهي تحمل بيدها صينية بإبريق القهوة ، و القهوة لا تحلو إلا وجليس : تهرق قهوتها : جمال الصورة الشعرية فهي لم تسكبها أو تصبها بالفناجين ، كانت طقوس قرع كما قرع الباب ، ربما ستقرع على نخب هذا اللقاء .

نوع القهوة غير مهم ، سادة ، مع حليب بسكر أو دونه ،كذلك لا عبرة لنوع الوعاء فنجانا كان أو كأسا : عادة الكؤوس للشاي و الفناجين للقهوة ، المهم عند الشاعر هذه الصورة التي جاءت بها الحبيبة ، و هزت مشاعره حد الفيضان .

يقول الشاعر صلاح ورتاني عن اهراق القهوة في قصيدته "قهوتي و حبيبتي" 

قعدت بعد أن أهرقت قهوتي 

تكسر الفنجان بعد الظنون

حملقت فحولقت 

سبحان اللهم ربي 

و لكي شعلة عشق 

وجنون 

أخذ الشاعر حمد حاجي من العصافير مشهدا حين تفتح فمها للإطعام ، فهو يشكو جوعا معنويا ، للحب ،للحنان للإحتواء و الاهتمام من حبيبته "كطفل يترقب الرجوع الى حضن أمه لإطعامه "، ثم تسكن نفسه لدفئها . او فتح الفم للدهشة عند قدومها .. او اشتياقا لقبلة من شفتيها .

لكن !!!

في حياء و توقيرا لحضور الوالدة قبلها الشاعر قبلتين على جبينها ، قبلتان غطى بها الشاعر كل شوقه للقاء ،  قبلة لضمها و اخرى للترحيب بها " على حسب عدد قرع الباب  و تأوهه و العدد 2 يرمز إلى التوازن و اللباقة و الازدواجية و الثنائية و الشراكة . 

بحركة ذكية و بارعة من قلم الدكتور حمد انعطف بنا مائة و ثمانون درجة بين عنوان القصيدة و قفلتها و ما صاحبها من لوحات فنية تشكيلية لأشهر الرسامين العالميين و أشهر القُبل إلى قُبلة على الجبين 

مما يجعلنا ننعرج معه و نبحث في أنواع القُبل و معانيها .

قبلة اليد : للاحترام و التقدير و رمزيتها السحر و الشجاعة هذا إذا كانت على ظهر اليد أما إذا كانت على باطنها فهي بحث صامت عن الممر السري للقلب و هي قبلة الحب الأزلي 

قبلة العين : قبلة الود و الرفق 

قبلة الوجنتين: الحنان و الحب 

قبلة القدم: الخنوع و التذلل

و بعض القبل تقربا للروح و الوجدان ...

يقول ابراهيم ناجي :

يبث فمي سرَّ الهوى لمقبَّل/ أجود له بالروح غيرَ ضنين

إذا كنتِ في شَكٍّ سَلِي القبلة التي / أذاعت من الأسرار كل دفين 


أما قبلة قفلة النص و التي كانت على الجبين : فهي عنوان للسمو ، أكثرها عاطفة وصدقا بما تحمله من احترام و تقدير ، ترمز للحماية ، نراها بكثرة في احتفالات الزفاف ... و حتى على جبين الميت ، و للقارئ حرية البحث و التقصي في عالم القُبل  .

يأتي الانعراج إلى قراءة اللوحات المصاحبة للنص : 

انطلاقا من العنوان عتبة النص : "قبلة على برواز خمس لوحات" و البرواز هو الإطار ، و الصورة إن وُضعت في إطار فقد حصرنا الموضوع الذي تتحدث عنه و  يضيف إليها جمالا  وهو أداة لتوجيه الانتباه للحصول على منظور أجمل للصورة  أو اللوحة .

خمس لوحات : و القبلة واحدة   "قبلة على الشفاه"

#قراءة في اللوحات : 

تشترك الخمس لوحات في الموضوع "قبلة الشفاه " 

+ لوحة الرسام النرويجي ادوارد مونك "1897" "القبلة" : بين العتمة و النور و هذه خلفية اللوحة يلتقيان جسدان في حالة انصهار كلي حد طمس ملامح الوجهين إلى أن أصبحا جسدا واحدا مع فرق بسيط في الفصل بينهما بالألوان و تدرجها ،لوحة من المدرسة التعبيرية .

+ لوحة الرسام الاسباني بابلو رويز بيكاسو  "1969" قبلة بيكاسو"  لوحة بخلفية اللون الأزرق الذي لا يغيب أبدا عن لوحات بيكاسو ، مبالغ في اللون الأسود رغم ما تخلله من اللون القريب من لون الطين للبشرة لا توجد حميمية باللوحة إلا قليلها من طرف المرأة فعيني "الرجل" متجهة إلى مكان آخر بهما استغراب و بعض الريبة ، لوحة تعددت فيها الزوايا الحادة و هذا منهج الفن التكعيبي الذي أسسه بيكاسو .

+ لوحة الرسام الروسي مارك شجال "1915" قبلة عيد الميلاد " بألوان طبيعية غلب على أرضيتها اللون الأحمر حتى أصبح موضوع اللوحة بارزا، ينتبه المشاهد إلى طريقة القبلة و كيف كانت مع باقة الورد بيد المرأة ، كان فيها الرجل على عكس وقفة المراة ارتفعت ساقاه من على الأرض تكاد تلحق به المرأة و باقة الزهور ، و يحلقان في فضاء الغرفة ،  لوحة تنوعت مدارسها بين  التكعيبية و الرمزية .

+ لوحة الرسام النمساوي جوستاف كليمت "1908" "القبلة" ،أول ملاحظة هي ستقع العين على هذا الجسم الضخم للرجل ثم القبلة و هي مرسومة على الخد كانت فيها المرأة جاثية على ركبتيها ،قُبلة احتضنتها الطبيعة بسجادة العشب تحتهما ، تحيلنا هذه اللوحة الأيقونة إلى عنوان القصيدة و الذي ورد فيه مفردة برواز : فالرجل كأنه البرواز الذي أطر اللوحة بحمايته للمرأة و احتوائها تحت ظله .

+ لوحة الرسام البلجيكي رنيه مارجريت "1928" "الأحبة" المكان غرفة فالخلفية تدل على ذلك لكنها عتمة أراد الرسام ابراز الموضوع "القُبلة " و هذا أسلوب شد الانتباه كما ذكرنا أعلاه ، قبلة من وراء أقمشة بيضاء و كأنها أكفان ، أسلوب السرياليين تغطية الوجوه و ترك بقية الجسد يتحاور مع المشاهد " ثنائية الوصل و الحجب " قبلة دون لمس و طمس معالم الوجه و كليمت ينتمي الى عدة مدارس أكادمية ، قبلة فيها من التفرقة أكثر مما تجمع . 


فيتضح جليا مما تقدم أن مواضيع اللوحات " القُبلة" تنوعت و  اختلفت بين الحميمية و الحنان و الوقار و الاحتواء و التفرقة ،تنوعت مدارسها ، فالقبل مفاتيح كهوف القلوب ، و الأعمال الفنية دلت بدلوها و تضمنت في مخزونها من اللوحات ما يعبق القلب بعبير جمالها .نتساءل من اخترع القبلة ، و هل للقبلة تاريخا ؟

سجل التاريخ أن أقدم قبلة وجدت على ألواح ببلاد الرافدين مسجلة إلى نحو 1000 عام و أقدمها منذ 1500 سنة قبل الميلاد في أقدم نص للهندوس عن شخص ما وقع فمه على فمها .

و نعرج قليلا في هذه القراءة إلى "القُبلة" في الأدب العالمي : 

الأولى :دافنش و كلوي للاغريقي لونقس

"و بثمالة أتساءل صهل كلوي قبلتني حقا وكيف حدث أنها نفسها لم تمت من تلك القبلة ؟ "

الثانية :من مسرح روميو و جوليات لوليام شكسبير "اذا لا تتحركي .. حتى انال ثوابي و تزيل قبلة ثغرك البسام آثار الخطيئة من فمي " 

الثالثة :هايدي و جوان من الملحمة الشعرية لـــ  دون جوان لـــ لورد بايرون

" و لأن قبلة واحدة منك يمكن ان تساوي يوم كامل من الصيف ... لتقترب وجوه شفاههم أكثر  ...و تتشبث بقبلة"   

   الرابعة :فارمير و ايوان في عودة الملك لـــ جون تولكين من سلسلة ملك الخواتم  

"و لأن بعض الأحيان كل ما تحتاجه هو قبلة على الجبين لتدع شعرك يتحدث بدلا عنك" 

و القائمة طويلة ...

انطلاقا مما تقدم و من خلال هذه الأعمال الفنية نرى أن للقبلة تاريخا قديما،  ولا يخلو عالمنا من هذه الحركة التعبيرية بأنواعها و تماهيها مع الحياة ، الدكتور حمد جمع كل معاني القبلة في قبلة واحدة و كانت مرسومة على جبين حبيبته ، كما ورد أعلاه في أنواع القبل أن رمزية هذه القبلة تدل على : الصداقة ، الطمأنينة ، المودة ، الاعتذار ، التسامح ... و النص أهداه إلى صديقته " سعيدة بركاتي" ، فهذه القبلة  أكثر قبولا و رقة و أسهل تعبيرا علني عن المشاعر ، ترسم على جبين الصغير و الكبير و على جبين الذكر و الانثى ، و حتى لحظة وداع المتوفي ...

كان النص غنيا بالدلالات الرمزية و اللغوية نجح فيه الشاعر و هذا ليس بالغريب عن الدكتور حمد في إثارة قريحة القارئ للبحث و التقصي في موضوع أشهر القبل لأشهر الفنانين التشكليين . 

""القبلة طقس له آداب و شروط في الممارسة باعتباره عتبة مقدسة لا بد من احسان عبورها إلى فردوس الجسد""".

يقول المتنبي : 

أريقك أم ماء الغمامة أم خمر / بفي برود و هو في كبدي جمر 

أذا الغصن أم ذا العض أم أنت فتنة / و ذيا الذي قبلته البرق أم الثغر 

#السطر_الأخير:

قال أنسي الحاج عن قبلة بلوحة تجريدية "قبلة برانكوزي "  

لن تصبح واحدا مهما أوغل بينكما العناق ، فشل الاتحاد مؤكد .

بقلمي سعيدة بركاتي تونس 

المراجع : 


https://kenanaonline.com/

http://mawdoo.com/

https://www.almodon.com/specialpages/contact-us

https://saqya.com/

https://almotnbi.com/p/118

https://ar.m.wikipedia.org/wiki/

https://arabic.euronews.com/culture/2024/05/31/art-romance-paintings-the-kiss-gustav-klimt

https://www.aljazeera.net/?

https://m.youm7.com/story/ 


#النص 


ا.................... قبلةٌ  على برواز خمس لوحات.................. 


ا===== إهداء إلى أختي وصديقتي عاشقة الرسم

ا==== الرائعة سعيدة بركاتي Saida Baraketi ===

٫ 


تجيءُ كمصباح عام جديد ويوم سعيد 

تَذَابيلَ بالعينِ،

والدفءَ، والصمتَ، وإطراقةَ المُغْرَمِ٠٠ 


وتأتي كَرَشَّةِ عطرٍ كَمَا نَسمةٍ، 

نَقَرَتْ نقرتيْن بِدَفَّةِ بَيتي .. فآهٍ وآهٍ..

ويسبقني القُفْلُ٠٠ يا ويح قلبي يُقبّلُها البابُ من مِعْصَمِ٠٠ 


أرَاقِبُها في هُدُوءٍ..

وتَدْخُلُ كالشّمسِ، تُلْقِي بأنوارِها.. 

صَمْتُهَا لم يَدَعْ كبدي يشتكي ألَمِي٠٠ 


وتحملُ صِينيّةً بيدِ....  

وبأخرى تُمَطِّطُ تَنُّورَةََ رَفَلَتْ في الحرير٠٠

وتَأبَى النّزُولُ إلى الكعب والقدمِ... 


ومالت لإبريقِ قَهوَتِها تُهْرِقُهَا 

لكَأَنَّ الكُؤوسَ رقابُ عَصافيرَ تَصْعَدُ من وَكرِها 

فتُزَقِّقُها في فمِ٠٠ 


وَقُدّامَ أُمِّي، 

كَلاَ شَيْءَ٠٠ من فَرْحَتِي  قُمْتُ......... 

قَبَّلَــهَا قُبْلَتَيْنِ على جبهةِِ، مِبْسَمِي..! 


ا=== أ. حمد حاجي



القمر بقلم الشاعر سمير الزيات

 القمر

ـــــــ

يا  حبيبي !   ،  إلى     لقاءْ 

                غابَ    عَنْ    حُبِّنَا     القَمَرْ

سَوفَ   تَمْضِي  بِلا   ضِيَاءْ 

                 تَحْتَ    سَيْلٍ   مِنَ   المَطَرْ

فَامْضِ وَارْحَلْ ، كَمَا  تَشَاءْ 

                إِنَّنِي      أَعْـرِفُ       السَّـفَرْ

           أَعْرِفُ    التِّيـهَ      وَالمَسَاءْ

           مِثْلَمَا     أَعْـرِفُ      الشِّتَاءْ

                        ***

قَمَرٌ      غَـابَ     وَاحْتَجَبْ 

                 فِي  فَضَاءٍ   مِنَ  الشُّجُونْ

وَظَـلامٍ      مِنَ    السُّحُبْ  

                وَغَمَـامٍ      مِنَ      الظُنُونْ

فَغَرِقْنَـا    – وَلاَ عَجَبْ –  

                فِي   بِحَارٍ    مِنَ   الْجُنُونْ

         وَانْتَهَيْنَا      إِلَى     الشَّقَاءْ

         فِي   طَرِيقٍ     بِلاَ   رَجَاءْ

                        ***

يا حبيبي !  ،  وَمَا غَدي ؟  

                 إِنْ   يَكُنْ    غَيْرَهُ     غدُكْ

فَإِذَا      ضَلَّ      مَقْصِدِي   

                 فَإِلَى    أَيْنَ     مَقْصِدُكْ ؟

فَادْنُ   مِنِّي   فَذِي   يَدِي   

                فِي   الهَوَى   مِثْلُهَا   يَدُكْ

         نَحْنُ   فِي   أَمْرِنَا   سَوَاءْ

         فِي    شِتَاءٍ     بِلاَ   وِقَاءٍ

                       ***

فَشِتَاءُ    الْهَـوَى     مَرِيرْ    

                وَسَبِيلُ     النّـَوَى      أَمَرّْ

لاَ تَقُلْ    صَعْبُهُ     يَسِيرْ   

               إِنَّـهُ       شَائِكٌ        وَعِرْ

فَاحْتَمِلْ   جَوَّهُ    الْمَطِير    

                 بَعْدَ     حِينٍ     سَيَسْتَقِرّْ

       ثُمَّ   تَصْفُو    لَنَا   السَّمَاءْ

       بَعْدَهَا     نَنْشُدُ    الضِّيَاءْ

                     ***

لاَ تَقُلْ     ذَابَ       نَجْمُنَا  

               ضَاعَ   فِي  ثَوْرَةِ  الْهُمُومْ

إنَّهَـا      مِحْنَةُ       الْمُنَى    

                سَوْفَ تَمْضِي وَلَنْ تَدُومْ

ثُـمَّ        نَعْلُـو       وَحُبُّنَا   

               فَوْقَـهَا    نَنْثُرُ     النُّجُومْ

     وَنُغَنِّي      كَمَا         نَشَاءْ

     فِي    جَمَالٍ       وَكِبْرِيَاءْ

                    ***

الشاعر سمير الزيات



ما اسمك ؟ بقلم الشاعر سليمـــــان كاااااامل

 ما اسمك ؟

بقلم 

سليمـــــان كاااااامل 

************************

ما اسمك ؟

قال... إسمي وطن 


تائه مشرد 

بين العرب 


هذا يدعي انتسابا لي 

وهذا من حدودي هرب


هذا لا يقر عروبتي 

وهذا عربي وفي داخلي مغترب


ما انتماؤك ياوطن؟

وكل الدنيا تجد خلفك طلب


قال الوطن 

مقسم بين السكان أنا

هذا يسكن الأعالي ويدعى النخب


وهذا في القاع مشوش

يجتاحه الفقر ويغطيه الجرب


لمن تنتمي لم تجبني ؟

قال معتوه الفهم أنت 

أم عقل عطب


أنا وطن مقسم مغلوب 

في جوفي الشر غلب


أنا وطن موبوء الهواء

من علتي فقدت النسب


أنا وطن بلا هوية 

وديني موزع بين الصبر ذلاً

والصمت المكبل عند الغضب


أنا وطن بلا مواطن 

على رأسي مئذنة

وتحت قدمي شرف محتجب

************************

سليمان كاااامل......... الثلاثااااء

2025/1/14



وآه م الهوي لما جرحني خواطر (أشرف الدغيدي)

 ( وآه م الهوي لما جرحني )


وأعمل إيه ياحبيبتي دوبوني عينيكي

وملكتي  قلبي لمَّا إيدي لمست إيديكي 

وصبحت دقات قلبي كلها ليكي بتناديكي

حبيبتي وِدآني مابقتش تسمع إلا صوتك

وعينيا ما بقتش تشوف  الا صورتك

ومشاعري واحاسيسي رايحين ليكي

واعمل إيه في حبك غيَّر حياتي لما ملكني 

وهواكي لما زارني علمني اخاف وحيرني

بقيت أخاف م الهوي وجرحه لما تغيبي عني 

وخايف اغرق في بحر عينيكي وانتي قريبه مني

قسمه ونصيب أحبك وحبك مكتوب علي الجبين

وإزاي نهرب من المكتوب ولو هربنا نروح لمين

عاشق يا أهل الهوى ومين يرحمني م اللي انا فيه

ومين من جرح الهوي غير الحبيب يقدر يداويه

آه م الهوي لما جرحني قُلت عنه لازم اتوب

واول ماعيني شافت عينيكي ودابت ف الهوي القلوب

لقيت نفسي غصب عني رجعت تاني للمكتوب


خواطر (أشرف الدغيدي)

حقوق النشر محفوظه



الرحيل الأبدي *** بقلم الشاعر علي مباركي

 الرحيل الأبدي *** بقلم علي مباركي 


إلى ما وراء الحياة أشد

                  الرحال بقلب سليم منيب 

جوازي كتاب يشع بياضا 

               ودربي يفوح بمسك وطيب

أغادر رهطا غواهم غرور

                  بنفس علاها سرور مهيب

سأمشي وركبي جنود السماء

                      تهلل بشرا بجود الرقيب

اروح وشمع الوجود مضيئا.   

                  على عتبات الرحيل نقيب 

يطير بروحي وفوق الوجود 

                يحط رحالي بقرب الحبيب 

حبيبي بإسم الحليم الودود 

                 وحولي جنان بطلع عجيب 

وحور حنانا  علي  تجود 

                وماء معين ورطب خصيب 

جزاءا  لمن كان قبلا معيبا

         سأمضي لأنسى النصيب الغريب

واترك صرحا بلاه مشيبي 

                بعذر الورى عنه لا تستجيب

وداعا لمن كبلتني سنين 

             العذاب وضاقت بنبل النصيب

وداعا لدنيا الهموم ونبض 

              النواح ونبع الجحود الرهيب 

علي مباركي 

15 جانفي 2025

العَدلُ في التَّعَدُّد بقلم الشاعر محمد جعيجع

 العَدلُ في التَّعَدُّد :

ــــــــــــــــــــــــــــــ

خمم

حَسِبتُ غَداةَ تَزويجي بِأَربَعْ ... كَمِثلِ التِّيسِ بَينَ العَنزِ يُمتَعْ

وَخِلتُ النَّفسَ مِثلَ الجَديِ يُتمًا ... يَنالُ رِضی عُنَیزاتٍ لِیَرضَعْ 

 فَلا هَذا وَلا ذاكَ الذي في ... مُخَيِّلَتي وَفي الحُسبانِ يَقبَعْ

وَما إِن دارَتِ الأَيّامُ قَدرًا ... تَبَيَّنَ لي بِأَنَّ النَّفسَ تَخدَعْ 

 وَجَدتُ العَدلَ رَغمَ الحِرصِ نَزرًا ... أُطَبِّقُهُ ، وَجَدتُ الظُّلمَ أَوسَعْ

فَمَن خافَ المَظالِمَ في زَواجٍ ... بِأَربَعَةٍ بِواحِدَةٍ سَيَقنَعْ 

 وَمَن بِزَواجِهِ مِن أَربَعٍ لَم ... يَخَف ظُلمًا وَلِلَّذَّاتِ يَتبَعْ

وَمَن بِالعَدلِ لَم يَأبَه بِبُعدٍ ... عَنِ التَّقوى إِلى اللهِ لِيَرجِعْ 

 ــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد جعيجع من الجزائر- 06 جانفي 2025م




شَهْدُ السِنِين بقلم الشاعر الهاشمي البلعزي

 شَهْدُ السِنِين


عَلَى أَوْتَارِ الصُبْحِ نَمْشِي

وَ النَدَى يَقْفُوا خُطَانَا

مِنْ رَحِيقِ العَيْنِ يَجْرِي

صَوْتُنَا فِيهِ رُؤَانَا

حَدِّثِينِي عَنْ هَوَانَا

عَنْ سَمَاءٍ لَيْسَ فِيهَا

غَيْرَ هَمْسٍ مِنْ لِقَانَا

عَنْ حَنِينٍ كَانَ يَغْفُو بَيْنَنَا

اِنْشَغَلْنَا فَجَفَانَا

رُدَّ  قَلْبِي كَيْ أَرَانَا

بَعْضُنَا يَغْتَالُ بَعْضٍ

نَحْنُ نَمْشِي ...نَحْنُ نَمْشِي

يَا خُيُوطَ الفَجْرِ شُدِّي

طَيْفَهَا نَحْوِي وَ رُدِّي

أَبْسُطُ لِلْوَرْدِ خَدِّي

وَ يَبِيتُ الحُبُّ عِنْدِي

كُلَّمَا نَادَيْتُ مُدِّي

خَطْوَكِ نَحْوِي نُعَدِّي

جَاءَتِ الأَيَّامُ ضِدِّي

هَاكِ زِنْدِي

عَالِجِي مَنْ صَدَّ وِدِّي

سَنُعَدِي

بَسْمَةٌ أَنْتِ عَلَى شَفَةِ الصَبَاح

عِشْقَةٌ أُخْرَى مِنَ الحُبِّ المُبَاح

فَتَعَالِي نُمْسِكُ أَطْرَافَ الرِيَاح

وَ نَعُودُ لِلْصَبَاح

نَشْحَنُ مِنْهُ هَبَّةً أُخْرَى لِلْكِفَاح

كَيْ نُعَدِي

وَ نُعَدِي

لَا تُبَرِّر مَا مَضَى

اِسْتَقِمْ وَ بَادِر بِلَضْمِ الأُمْنِيَات

عَطِّرْ الأَيَّامَ طِيبًا

وَ دَعْهَا لِلْقَضَاء

لَسْتَ وَحْدَك

إِنَّمَا الأيَّامُ نَوءٌ وَ صَفَاء

وَهيَ قَبْضٌ وَ عَطَاء

فابْسُطِ الكَفَّ وَ كُنْ أَنْتَ الشِفَاء

أَوْقِفِ الصُورَةَ أَرَاكَ فِي هَنَاء

دَعِ الأَقْلَامَ تَسْتَرِيحُ

بَاغِتْهُم بِالضِيَاء

خُذْ سَاعَةً مِنْ بُؤْبُؤِ المَسَاء

تَنَفَسْ بِعُمْقٍ

زِدْ جُرْعَةً لِأَجْلِهَا

خَلِّلْ الصَبَاحَ بِالأَمَل

تَفَقَدْ دَفَاتِرَهَا

إِيَّاكَ أَنْ تَمَل

تَلَذَذْ جُرْعَةَ العَسَل

بِالحُبِّ وَ العَمَل

تَطْرُدُ الفَشَل

وَ نُعَدِي

كَيْفَمَا كُنَّا نُغَنِّي

نَحْنُ صَوْتُ الحَالِمِين

نَحْنُ حُبٌّ وَ حَيَاةٌ

نَحْنُ نَهْجُ الصَابِرِين

نَحْنُ بِالنُورِ غَزَلْنَا

سُبُلٌا لِلْعَابِرِين

وَ رَسَمْنَا بِالقَصِيدِ

وَرْدَةً لِلْسَائِلِين

كُلَّمَا أَرْسَلْتُ صَوْتًا

جَاءَنِي الرَدُّ  يَقِين

أَنْتِ حُبِّي وَ حَيَاتِي

أَنْتِ لِي شَهْدُ السِنِين


الهاشمي البلعزي

14/01/2025

قالت بقلم الشاعر السيد الشهاوى

 قالت 

الشاعر السيد الشهاوى 

قالت لا تعد 

فمن كان قبلك 

خان عهدي وابتعد 

كان ذئبا يرتدي 

 فروه اسد 

اغلقت قلبي بعدها 

لم اعد اثق باحد 

قلت ما ذنبي أنآ 

فانا لا اخون العهد 

هل تناسبتي إن ما 

بيننا قسم و وعد

فدوتك روحي حبيبتي

سابقي علي العهد لن ابتعد



أو ليس بعد؟......ليس بعد بقلم الأديبة. لطيفة بنت البشير الزوالي

 أو ليس بعد؟......ليس بعد


كان عليّ أن أقاتل عقارب الزمن

فأغويه فأخضعه فأستبقه

حتى لا يقولون إنّي غافلة


كان عليّ أن أسامر القدور ليلا

فأعد الولائم للأفواه الجائعة

حتى لا يقولون إنّي طالحة


كان عليّ أن أكتفي بقبلات محمومة

والبقيّة تنتظرني في أوقات الحرّ القائظة

حتى لا يقولون إنّي باردة


كان عليّ أن أذهب إلى العمل

صباحا مساء كالأغنام الطائعة

 وأنتظر غباء زعيم يحسبني وصيّته

حتى لا يقولون إني نائمة


كان عليّ أن أتمشى في ردهات المحاكم

وأقرع الأجراس في القاعات الهادئة

وأقرأ الأخبار في الجرائد الزائفة

حتى لا يقولون إنّي فاسدة


كان عليّ أن أزور المرضى

وأقبل أوجاعهم وآلامهم

والمستشفيات تفتح أفواهها الناتئة

حتى لا يقولون إني قاسية


كأني في معراجي إلى النور

أو ليس بعد؟....أو ليس بعد؟


أخاف من سؤال عزرائيل لي

أين كتبي وأوراقي و قلمي

وأنا لم أنه نهايات صحيفتي


أخاف من الموتى وهم كثيرون

سيسألونني عن أنباء أنبائي

وأنا لا أتقن أنباء غيري


 ماذا لو هبطت من رحم أمي

وفي يدي قلمي و دواتي

كنت قرأت ألف كتاب و كتاب

و دونت ألف كتاب و كتاب

وحرقت كل الكلمات التي أحرقت قلبي

وحملت كل العلوم إلى موتاي

 لأروي ظمأهم وأشفي غليلهم


 والآن أشق عليّ أن ألقاهم

وجرابي خاوية من كتبي

سأغافل عزرائيل وأبعده عني

 ولن أنزل في محطة الموتى

النازلون كثيرون و سيتلهى عني 

محطات كثيرة تنتظر عبوري 

سأعبر ولن تشهد استسلامي

بين الفينة والفينة يترصدني

بين اللحظة واللحظة يفاجئني

بين العتمة والعتمة سيرى خيالي

بين الحيلة والحيلة سأخبئ حقيقتي 


كأني في معراجي إلى النور

أو ليس بعد؟.....أو ليس بعد؟


لن أرتاح حتى أكمل عهدتي

لن أتنفس حتى أكمل مشقتي

لن أذهب حتى أكمل عدتي


سأقعد في مكاني أشرب حبر دواتي

سأعقد القلم في لساني وأكتب أخباري

سأشرب ماء البحر وأسقي به علومي


لن ألقى موتاي وأوجاعي معي

سيحملونها عني ومن جديد ينشؤنني

لن أرحل قبل أسترد حقوقي

سأوزعها على موتاي لعلهم يستبشرون


كأني في معراجي إلى النور

ليس بعد......ليس بعد


بقلم لطيفة بنت البشير الزوالي

03جانفي 2025



الأمل بقلم الكاتب رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس

 الأمل

دخل المدرسة في السّنّ  الذي حدّدته قوانين بلده.. درس مجانا.. كلّ ما كان يدفعه أبوه هو ثمن أدواته المدرسيّة.. تعلّم.. نجح في امتحاناته.. نال شهادته الجامعيّة باستحقاق..  وتوفّر له بعد ذلك أن يشتغل ويعيل والديه الّذين تعبأ من أجله.. قرّر الزّواج.. اقترض من البنك وبات جيبه أسيرا ينتظر بداية كلّ شهر ليسحب  بعض الوريقات النّقدية.. رزق ولدين وفرح بهما.. استلف لكي  يعتني بهما ولاحقا ليغطّي مصاريفهما في المدرسة.. تعلّما ونجحا ثمّ تخرّجا.. تقاعد الأب واستمرّ يعيل ولديه .. وافته المنيّة قبل أن يحظى باحتضان أحفاده ..

رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس


ذاكرة العبور ... بقلم الدكتور عبدالرزاق بالوصيف من تونس

 ذاكرة العبور ...

بين البارحة واليوم ...ثمرتين ناضجتين 

حان قطافها من شجرة كنت زرعتها 

في أرض الجدود ..وما تيسر من الحنين 

زمن الكتابة وعزق الأرض الطيبة ...بمعول 

عاشق معبقا برحيق عرق الأولين..

وزخات مطر ترويها بتلاوة الصابرين وفرسان 

الحروف ...لما كنت ارسم أنغام عاشقي الأرض 

على شفاه أوراق التوت والأشجار....مرددا 

دوما ...عمل ....عمل ...أرض..أرض....امل 

حياة ...واخر الكلمات ....قصائد ونصوص 

تحت أنظار الجدود ...والاباء ...حتى انهم 

صفقوا طويلا ...لما تلوتها ......حتى أن 

أتى البيان ...لما واصلت الطريق ....منذ 

اول قصيد كتبته بقليم مكتنز بأول همسة 

هزت وجداني ...على جذاذة أوراق العنب...

ما جادت به قريحتي ....رميته ذات شتاء 

قارس ...قبل الغروب ...في أعماق بحرنا ...

عسى وعل تحتضني من جديد كلما امر 

من هناك حاملا شذرات اقصوصة اليوم 

وبعض قصائد...لما بحثت عن ذاتي ...كلما 

يراقصني ضياء قمر يحرسني كلما رن 

جرس سقوط دمعتي السخية ....لما 

يشتد الشوق إلى عزف القوافي....


هكذا تتالت الدواوين بين الثلاث ..


قلم ابا عثمان ...جاحظ جحوظ ...

يرسل حروفه على جناح الحمام الزاجل 

لتبهر السامعين العاشقين المتيمين بانشودة 

الضاد ...حتى أن بعضهم من ال القول والزجل 

رقصوا رقصة السجود المعبق برحيق الذات 

والأصول...بمعنى " نكون اولا نكون" ....


قلم بودلار ...وهيقو ...لأ راقص

الترجمان كلما ولد السؤال واستعصى 

الفهم على الصابرين وفرسان البيت السعيد..


قلم سكسبير ...صاحب "اكون او لا أكون" 

حتى أن آخر خيط فجر ضحوك....انشدته

سلين ديون ...بصوت حنون .." لأنك تحبني " 

بمعني الرومنتيقية شادية " because you love me ...

هذا رنين البارحة ....


اما ذاكرة اليوم ...هزني السؤال إلى همسة الجلاء 

لما رن جرس ترجمان الاشواق لصاحب الانغام 

العاشق خميس ترنان ....الذي تنهد لينشد 

بأنه مريضا فان ...اليوم كتبت على جدران بيته 

لولا ك ...لما غمرنا النسيان ....ومن هناك حملت 

ازهاري الأولى...رسمتها على جناح حمام زاجل 

ليحط بي في بيتنا الجميل ....أين مكثت

بفنائه لأرسم على غرفه وجدرانه ....

ذاكرة أيامي وترجمان الاشواق...لما 

راقصت دروب دموعي العاشقة.... 

التي انهمرت مدرارا زمن الوداع والرحيل ...

 ..

رن جرس العودة  إلى دياري ....بعد 

سجود القوافي في أحضان المساء ....

ترجلت الطريق رفقة بدر منير ...تارة يبتسم 

وتورا يشع حروف وكلمات قصيد القادم ...

هكذا تمادى السهر...حتى ارتخفت جفوني ...

لتحتضنني احلام لذيذة ...هي خواتيم الحصاد 

وبدايات دواوين جديدة ...حتما تحمل نسائم 

الحسن وبذائخ الأفكار النيرة 

رنين آهات الاطلال والوجدان 

الدكتور عبدالرزاق بالوصيف من تونس



"ثامر الناصري : جائزة أوروك انطلاقة لعراق متفوق علمياً،، ثقافياً ،، ريادياً،، ونطمح أن تصبح جائزة دولة" حوار الكاتبة : دنيا صاحب - العراق

 "ثامر الناصري : جائزة أوروك انطلاقة لعراق متفوق علمياً،، ثقافياً ،، ريادياً،، ونطمح أن تصبح جائزة دولة"

حوار : دنيا صاحب - العراق 


وسط عالم يتناغم فيه الإبداع مع الفن ، يبرز النحات العراقي ثامر الناصري كرمز ثقافي يسعى لإحياء التراث الرافديني وتقديمه في قوالب معاصرة تُجسد القيم الإنسانية. الناصري، الذي انتقل إلى العاصمة الأردنية عمّان في عام 2003 م ، كرس حياته لإبداع منحوتات تحمل أبعاداً رمزية تعكس روح الإنسان والمجتمع. عبر أعماله الفنية. يقدم الناصري رؤية فلسفية تعكس الصراع بين النور والظلام، المادة والروح، بين التحديات المصيرية والإصرار على البقاء. أحد أبرز أعماله الفنية هو نصب "سمفونية الألق"، الذي يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار، والمصنوع من مادة الفايبركلاس المسلح ، تم نصبه في قرية دجلة في بغداد، هذا العمل النحتي لا يقتصر على كونه قطعة فنية فحسب، بل يمثل تجسيداً حياً لفكرة الإستشهاد في الدفاع عن القيم الإنسانية النبيلة ضد الإرهاب. في هذا النصب تتداخل الأجنحة السومرية مع الرمزية الإنسانية لتصور مشهداً يعبر عن شموخ الإنسان العراقي، الذي ينهض في كل مرة متحدياً الألم والخراب. ولديه اعمال كثيرة في عدد من بلدان العالم، في مدينة اوديني في فينيسيا من مادة الرخام ، في مدينة بايا ماري الرومانية من مادة الخشب ، في مدينة دالاس الأمريكية من مادة البرونز ، وفي الأردن قطعتين من مادة الرخام بقياس ٢ متر للقطعة.  منحوتات الناصري ليست مجرد أعمال جمالية؛ إنها دعوات للتأمل في القيم الإنسانية و المجتمعية، ورسائل فلسفية عن صمود الإنسان في وجه الأزمات الصعبة. بمهارته الفريدة يدمج الناصري بين التراث السومري والحداثة، مستخدماً مادة الفايبركلاس المسلح ليعبر عن التوازن بين الهشاشة والقوة، وليبرز صلابة القيم الأخلاقية التي تمثل أساس الهوية العراقية. إلى جانب إبداعه الفني، أطلق الناصري مشروعاً وطنياً آخر يتمثل في جائزة "أوروك الدولية"، التي تهدف إلى تكريم المبدعين في جميع أنحاء العالم، سواء كانوا من العراقيين أو العرب أو الأجانب." في مختلف المجالات.

 يرى الناصري في هذه الجائزة هي  فرصة لإعادة تقديم العراق كـ بلد متفوق علمياً وثقافياً ومعرفياً، ويطمح أن تتحول إلى (( جائزة دولة ))  معترف بها دولياً. ومن خلال هذا الحوار، نستكشف رحلة الناصري الفنية الإبداعية، و ترجمة رؤيته الفكرية في أعماله النحتية تكمن في تجسيد أفكاره بأشكال فنية تتسم بالحرفية العالية والجودة، مع استخدام التقنيات الحديثة التي تمنح أعماله طابعاً مميزاً يجمع بين الأصالة التاريخية والروح الحضارية. بالإضافة إلى طموحاته لجعل جائزة "أوروك الدولية" منصة لتكريم الإبداع العراقي والدولي عالمياً. و من هذا المنطلق الريادي، وجهنا إلى الفنان د. ثامر الناصري مجموعة من الأسئلة حول مسيرته الفنية الحافلة التي تمزج بين الأصالة والحداثة، وما يقدمه حالياً وما يخطط له في المستقبل، في محاولة لفهم رؤيته الفنية والإبداعية المتجدده التي يترقبها محبوه وعشاق فنه. 

• بدايات الفن: كيف بدأت رحلتك مع النحت، وما الذي ألهمك لإختيار هذا المجال؟

• هناك أرض خصبة , وهنا روح خلّاقة، وهنا أيضاً قلب ينبض بالحب لهذه الأرض وهناك دجلة والفرات وما بينهما فهو  ( لي) وصنعت ما صنعت، وكانت لي أول قدم تخطو بثقة. هكذا كنت أرى، بدايات الحب والجمال (النحت) وكأن هذا الدرب هو القدر الذي يسير به ذو القلوب المتعبة، وبإنتظار ما هو يريح قلبي الذي يحمل العراق بكل جماله وبكل تاريخه وحاضره ومستقبله في وسط هذا القلب.

 • كيف أثرت البيئة والثقافة العراقية على أعمالك الفنية؟

• الموروث والتراث هما كالخيال بشخصية الفرد العراقي إن كان فنان أو شاعر أو أديب أو كاتب فالبيئة العراقية تحمل في طياتها ثقافات عديدة فأينما تسيرين تجدين فكرة، وإينما تتجهين تجدين رونق رفيع من الثقافات العراقية لذلك كانت (المرأة) هوية مهمة في أعمالي النحتية والتي هي أعظم كائن خلقه الله تعالى على هذه الأرض، وأخذ الحصان جزء كبير من أعمالي النحتية وحينما تتغازل أناملي بين المرأة وجمالها والخيل ومفاتنه، أجد اني أتجه إلى المرأة والحصان بأعمال نحتية تليق بجمالهما وأناقتهما. حيث وظفتهما بطريقة تعبيرية وواقعية بما يليق بفخامتهم ووجودهم.

• كيف أثرت تجربتك في العيش خارج العراق على إبداعك الفني؟

• الغربة لها ايجابيات كثيرة وطريقة العيش تختلف إختلاف جذري عن طريقة التفكير في الفن وخصوصاً النحت فالعيش هو من أجل إستمرار وجودك في الحياة، ولكنه في فن النحت يعطيك قوة وجمالاً وابداعاً في الحب للتكوين الذي تود إقامته، فإن الرسالة الجمالية والإبداعية تأتي من خلال الصبر في مساحة تستطيع أن تتشبع عين الفنان بالجمال وتتثقف في محيط الطبيعة التي تتجول فيها وحولها. لذلك فإن الإغتراب له فضل كبير على أي فنان، تقوده  قدمه خارج بيئته المغلقة. وهنا يأتي الذكاء للإنتقال من فنان مفكر إلى مبدع ملهم يمزج بين ذائقته البصرية وموروثه الثقافي وتراث بلده الثقافي الحضاري ويخرج بمخرجات نستطيع أن نقول عنها ابداعية نموذجية.


• مشروع "سمفونية الألق": حدثنا عن فكرة وتفاصيل هذا النصب، وما الرسالة التي ترغب في إيصالها من خلاله؟

• (سيمفونية الألق) مدرسة خصصت للمتذوقين، هذا التمثال يحمل دلالات حسية، جمالية، إبداعية،  فكرية .. لما فيه من إنسيابية رفيعة راقية متفردة حيث يمتاز هذا العمل باللون الأبيض بدلالة نقاء الروح التي ينتجها ثامر الناصري بأسلوب تشكيلي نحتي  وأيضاً لتكون رؤى حسية إبداعية تتميز عن بقية الأعمال الأخرى في مجال النحت. من الجميل اقامة مثل هذه النصب بهذه الجمالية التي تلفت إنتباه المتلقين بشكل عام بما فيهم الكبار سناً والأطفال بأعمار صغيرة.  فلابد للفن وللجمال وللإبداع أن ينتشر في كل مكان هذه الثقافةالمجتمعية التي أطمح أن تنتشر في مجتمعنا الحاضر. 

يؤسس هذا العمل النحتي خطاباً رفيعاً سامياً وجمالاً بصرياً، لأجل الإنسانية، والتفرد الإبداعي والثقافي والعلمي والفني، لتحقيق ثقافة مجتمعية رفيعة المستوى، حيث نلاحظ بشكل خاص حالة إنسانية متفردة، وهي حالة الشهادة والتي هي أعلى قيم التضحية والسمو، ونجد شموخ الشخصية الإنسانية المتمثلة بالعمل النحتي. حيث الرأس مرفوع إلى السماء متوسماً الشهادة بشموخ عالي، وهي دلالة على تضحيات شعبنا بكل أطيافه وبكل أجناسه، والأيادي تمثلت بالإجنحة السومرية الرافدينية وهي دلالة الملائكية المرتفعة للسماء، وهنا أخترق العلم بكل طياته من الأسفل إلى الأعلى ليتمثل مرة بإنسيابية دخوله داخل روح الإنسان الشهيد، ومرة أخرى هو الإيقاع الحركي الجمالي للإنسان، وكأن العلم أصبح الجزء المكمل لجسد الإنسان الشهيد، بتناغم جميل ورفيع ويلوح بإرتفاع الروح إلى السماء بايقاع سمفوني رفيع وكأنه يعزف كلمات موطني موطني.

 • ما الذي دفعك لدمج الحرف العربي في أعمالك النحتية، وكيف ترى تأثير ذلك على المتلقي؟

• الحرف العربي له دلالاته الفلسفية والجمالية ويتميز بإيقاع متفرد عن أي حرف في أي لغة أخرى، لذلك كان للحرف العربي محطة أخرى، لم تدوم طويلاً في انتظارها، كانت محطة سريعة حين شاهدت أن الحرف العربي ممكن توظيفه تشكيلياً في اسلوبي التجريدي والتعبيري وكان له عبق اتنفسه في مرحلة من مراحل إبداعي التشكيلي في (النحت) فاننا نجده جسد متناغم بعدة حروف، أدى إلى إيجاد إيقاع يعزف سيمفونية أخرى غير(سيمفونية الألق) فكانت سيمفونية تليق أن نسميها سيمفونية الروح.

• ما الدافع وراء تأسيس جائزة أوروك، وما الأهداف التي تسعى لتحقيقها من خلالها؟

• جائزة أوروك الدولية،  هي منارة لعراق جديد متحضر  سامي رفيع المستوى، عراق له ألق يرتقي السماء ولن يكون أقل من ذلك. فالتحديات كبيرة لها أصول وحرفة،  فطالما أن من يقود هذا الألق الحقيقي للعراق أمثال سعادة سفير الفن والسلام في اليونسكو (الدكتور نصير شمة) وعدد كبير من علماء العراق المتواجدين في كل  أنحاء العالم، وبرفقتي معهم كرئيس المؤسسة وأمين عام للجائزة،  هؤلاء لهم بصمتهم في العلم وفي النتاج الفكري والمعرفي والثقافي والخاص جداً بقيمة الأبداع وقيمة الحب للعراق. وأكيد بعد أن تأسست  مؤسسة ثقافية هدفها أن يكون العراق متفرداً بين كل بلدان العالم، فهي ستكون أعلى شأناً من كل الجوائز المتواجدة في العالم، إنها تحمل اسم العراق بكل فخر في المرحلة السومرية (URUK) وهذا وحده يكفي بأن ندافع عن هذا الإرث الكبير وأدعو من خلال هذا اللقاء كل المستثمرين ورجال الأعمال أن يكونوا سباقين بحمل المسؤولية معنا لرفع اسم  (( جائزة أوروك الدولية )) عالياً. وأن تكون في المرحلة القريبة القادمة(جائزة دولة) حيث إنها تتمتع بكافة المعاير التي ممكن أن تكون جائزة دولية عالمية احترافية بكافة التخصصات التي نمارسها في الحياة وفي الطبيعة، إننا اليوم أمام مسؤولية كبيرة أن نرتقي جميعاً، ابتداءً من سيد القوم  فخامة دولة الرئيس وصولاً إلى أصغر فرد في مجتمعنا الذهبي، حيث إننا أهل بلاد وادي الرافدين ولا يوجد في العالم أكفأ من أبنائنا ولا أكثر فكراً من علمائنا ولا أغلى من مبدعينا. جائزة أوروك الدولية جائزة لعراق جديد، أحد أهم مبدعيه أيقونة العراق الإبداعية والإنسانية المتفردة ( نصير شمة). 

• ما أبرز التحديات التي تواجه النحاتين اليوم، وكيف يمكن تجاوزها؟

• للحديث عن التحديات يحتاج ذلك إلى مساحة لأكثر من أشهر للإجابة عليه ولكن نقول أن الفنانين النحاتين الموجودين في العراق مظلومين، ولن تقوم لهم قيامة، طالما هناك شخصيات مسؤولة عن هذا التخصص ولكنها غير متخصصة فيه، وطالما هناك مسؤولين غير أكفاء، و أن العراق كبير حقاً،  فلا نقول إلا كان الله في عوننا والإ ما رحم ربي حيث في الأونة الأخيرة عملوا حسنة واحدة تحسب للثقافة بأختيار فنان كبير مثل قاسم محسن مديرا لدائرة الفنون،، ولا شيء غير ذلك حيث أنه مكبل بالتعليمات والرجل وحده لا يمكن أن يعمل وحده ويحقق شيء في زمن صعب المراس جداً. 

 • كيف ترى تفاعل الجمهور مع أعمالك، سواء داخل العراق أو خارجه؟

• بفضل من الله وبكرمه لدي الكثير من الجمهور الذين يتفاعلون مع أعمالي النحتية سواءً كانوا داخل العراق أو  خارجه.  وذلك ما يجعلني أن أكون حذراً بتقديم الأعمال ويمكن أن أعترف اني خلال ثمانية عشر عاماً الماضية لم أقيم معرض شخصي، لأن الفن بحالة تجدد وفكر متقدم واسع جداً وهذه مسؤولية كبيرة لذلك أحاول أن أجمع كل ما لدي من امكانيات لكي أقيم معرض يكون جمهوره كل العراقيين وليس فقط النخبيون.

 • ما هي المواد التي تفضل استخدامها في أعمالك، ولماذا؟

• المواد المستخدمة في أعمالي أغلبها من البرونز والفايبر كلاس وذلك لسهولة النقل ولإحجامها الكبيرة ولكن الأفضل أن تكون من مادة البرونز، أما الأعمال الصغيرة فاغلبها من مادة الرخام.

 • من هم الفنانون أو المدارس الفنية التي تأثرت بها في مسيرتك؟

• محمد غني حكمت، اسماعيل فتاح الترك، خالد الرحال، جواد سليم، ميران السعدي. هؤلاء الفنانين الرواد من أغنى الفنانين اعمالاً وابداعاً، وكل واحد منهم مدرسة بحد ذاتها. لذلك كنت أتجول بأعمالي النحتية في مدارسهم وأخوض مضمار الجمال بمساحات كبيرة لكل فنان من الذين ذكرتهم. فكل فنان منهم ( هو حياة ) وأنا حاولت أن أستلهم الجمال من مدارسهم لأتمتع به في أعمالي المتجددة فأني تأثرت بكثير من أعمالهم، لا سيما إن أذكر في مجال الخزف. وأيضاً تأثرت بالفنان الرائد سعد شاكر في مجال الخزف والفنان الكبير المتجدد الخزاف قاسم نايف.

علماً إن المدارس التي تأثرت بها هي المدرسة التعبيرية، والتجريدية وفي بعض الأعمال الواقعية.

• هل هناك مشاريع فنية تعمل عليها حالياً أو تخطط لها في المستقبل القريب؟

• نعم هناك أعمال قيد الإنجاز ومشاريع كبير في مجال النحت وسيتم الأعلان عنها قريباً خلال العام 2025.

• كيف ترى دور الفنان نصير شمة في المشهد الثقافي العراقي وعلاقته بجائزة أوروك الدولية؟

• الفنان نصير شمة هو حقاً أيقونة العراق الإبداعية والإنسانية المتفردة، ولا يمكننا أن نغفل عن تأثيره الكبير في مجال الفن والموسيقى، حيث يُعد من الشخصيات التي تمثل العراق بأبهى صورة. وجوده كمشرف على جائزة أوروك الدولية هو فخر كبير للعراق، فهو ليس فقط رمزاً للإبداع، بل يمثل جسراً يربط بين الثقافة العراقية والعالمية. جائزة أوروك ستكون بمثابة انطلاقة جديدة لعراق متفوق علمياً، ثقافياً، ومعرفياً، نطمح أن تصبح هذه الجائزة في المستقبل جائزة دولة، مما سيسهم في دعم المبدعين وتعزيز مكانة العراق الثقافية في العالم.


• ماذا عن وضع فن النحت في العراق؟ وهل ترى أن هناك اهتماماً كافياً بهذا الفن؟

• فن النحت في العراق مغبون إلى حد كبير، رغم تاريخه العريق وأثره الكبير في الحضارة، هناك الكثير من المبدعين في هذا المجال الذين يستحقون الدعم والتقدير، وأتوسم من دولة الرئيس السوداني أن يولي هذه المرحلة اهتماماً خاصاً، وأن يساهم في إنصاف الفنانين المبدعين في هذا المجال، بما يعزز مكانة النحت في العراق ويعطيه حقه من الإهتمام والدعم.

• ما النصيحة التي تقدمها للفنانين الشباب الذين يرغبون في دخول مجال النحت؟

• نصيحتي للشباب أن يثقفوا بصرهم بكثير من الأعمال في أمريكا الشمالية والجنوبية والمكسيك من خلال سوشيال مديا حيث فيها تطور وتقدم بصري، وفيها احترافية عالية وقد أجد انهم تفوقوا في العقدين الأخيرين. حتى على أغلب فنانين أوربا. وأن يكونوا صبورين، و يتعاملون مع المادة بشكل احترافي وأن لا يكونوا مغرورين بتفوقهم بل أنصحهم التعلم والبحث والتقصي عن الكثير من المواد التي دخلت حديثاً في عالم النحت، وليس عيباً ان يتعلموا ما لا يعرفوه من الأخرين مهما كان عمره أو جنسه فهذه ثقافة الأبداع والإنطلاقة الحقيقية لإثبات وجوده.

• ما هي الكلمة الأخيرة التي ترغب في توجيهها لجمهورك وللأجيال القادمة من الفنانين؟

 • الكلمة الأخيرة ليس لجمهوري بل للأجيال القادمة نعم، اتمنى أن يبدؤا مشوارهم مع المحترفين بفن النحت. وأن يتدربوا على الأسس الصحيحة وان لا يتفاخروا كثيراً بل ينجزوا كثيراً ويحققوا ابداعاً كثيراً ويرتقوا بالخلق ويتفانوا بالعمل والإبتكار كثيراً. ففن النحت هو من أرقى الفنون التشكيلية وأكثرها ديمومة في كل العالم، أمنيتي أن يكون العراق واحة خضراء فيها فن وحب وجمال وانسانية وثقافة مجتمعية تنشر في كل أرجاء الحياة في هذا البلد العظيم.















الثلاثاء، 14 يناير 2025

"من نسأل؟" بقلم الكاتبة/ مجيدة محمدي

 "من نسأل؟"/ مجيدة محمدي 


في هذا التيه الممتدِّ ...

حيثُ الأزمنةُ تنهارُ كجدارٍ في عاصفة،

وحيثُ المسافةُ بين الحلم واليقين

تصيرُ خيطَ دخانٍ في راحةِ يدٍ مرتعشة،

نقفُ أمامَ المرآةِ الهاربةِ من صورتها

نسألُ: من نسأل؟


هل نسألُ الغيمَ

وقد أرهقهُ سفرُ الضوءِ

وباتَ يسقي الأرضَ بدموعه؟

أم نسألُ الريحَ

التي تلوكُ الصمتَ في أفواهِ الجبال ،

وترحلُ دونَ أثر؟


نسألُ الليلَ؟

لكنَّ الليلَ يزحفُ على أرصفةِ المدنِ المطفأة

يجمعُ أنينَ الأرواحِ المرهقةِ في جيوبه،

ويكتفي بالسكونِ جوابًا.


نسألُ الشجرَ؟

لكنَّ الشجرَ يتهجَّى أسماءَ الراحلين

بأوراقٍ ترتجفُ من ثقلِ الحكايات،

يمدُّ جذورهُ عميقًا

بحثًا عن أسرارٍ لا يبوحُ بها أحد.


هل نسألُ البحرَ؟

ذاك الذي عانقَ كلَّ الغرقى

البحرُ صامتٌ كعادته،

يمحو الإجاباتِ من رمالِ السواحل

كلَّما حاولنا الكتابة.


ربما نسألُ السماءَ،

لكنها تكتنزُ أسرارَ الغياب

تضيءُ بنجومٍ كأنها ثقوبٌ في ستائرِ الخلق،

لا تجيبُ سوى بوميضٍ يخبو قبلَ أن نفهمَ السؤال.


نسألُ الظلال؟

لكنَّ الظلالَ لا تعرفُ سوى أن تحاكي أشباحَنا،

تبتلعُ أشكالَنا دونَ أن تبوحَ بما رأت.


فإلى من نلتفتُ إذن؟

إلى من نرمي بخوفنا

ونغتسلُ من أوجاعِ السؤال؟


ربما إلى الصمتِ،

ذاك الذي يملأ الفراغاتِ بينَ الكلماتِ،

يتسلَّلُ إلى زوايا الذاكرة

ويمدُّ يدًا خفيَّة

تربتُ على كتفِ الحيرة.


أو إلى الفراغ،

ذاك الذي لا يعاتبنا

ولا يطالبنا بإجاباتٍ صلبة.

فنعودُ إلى السؤال:

من نسأل؟



'سأكتب... وداعا أبدا' بقلم الأديب المختار المختاري

 'سأكتب... وداعا أبدا'

باللّيل يعانق الأحياء قلب الربّ

ويدخلون عالم الحياة

الّتي لا تنتهي

ينامون واثقين 

أنّ الحبّ يقين

باللّيل يصطفي الخالق من عباده

كلّ بريء هزّه الشّوق لأغنية

من وتر صامد

يسعده لحن الحنين

باللّيل مطر

باللّيل حبر

باللّيل بحر

باللّيل سفر 

وتذكّر للّذي مضى منّا

في زمان مخرّب حزين...

بالّليل 

يكون للّيل حكايات

ومواويل

وكأس مشتاقة لدفء مسرّب 

من بين جدران بيت 

فاقد لحلم السّنين...

والوحدة رائعة حين يكون للحلم فيها نافذة

أو حتّى نبيذ يلقّن الأحرف

الحبّ...

إلى حين...

هذا أنا 

وهذا الّليل يغامر بفتح باب القلب

فيراني

وأراه

وأرمي وجهي على الذكريات

أبصر ما بين... بين

وأكتم صوتيا

حتّى لا يعترف الصّدى لي بقبحه

ونذالته

وخسته

وما غرس في الظّهر من سكّين

وهذا أنا

والّليل يلمّني من شتاتي

ويطوّح بي بين مرافئ بعيدة

عساه يفيض كما نهر يسيح على الارض قاطبة

ممّا سال فيه من دمع العين

على تراب دنّسه طينه

والبسه كفن الزّمان 

ولم يكمل بعد انبات الزهر والياسمين

وقالوا عنّا كلّ الّذي فيهم

ونسوا أنّ الأرض تدور حول نفسها

وأنّ الحبّ يدور حول نفسه

وأنّ القلب يدور حول أرض 

تدور به حول شمس الغابرين

منهم ترث العلى

ومنهم ترث حزنها

وبيانها المبين...

وكلّ ليل بالّليل تغنّي 

وتحضن حبيبتها

وحبيبها

وكلّ الفتية العاشقين...

14/01/2025

المختار المختاري



مرثية أخرى في ذكرى رحيلها الأولى بقلم الشاعر: جلال باباي

 ⚫ مرثية  أخرى في ذكرى رحيلها الأولى :


       بقلم : جلال باباي


 توأم امي ..شقيقة الروح  "ناجية"

تقيمين بياضا خالدا عند الفردوس الأعلى .


👤 الى  اكرم النساء..ناجية تليجة..اقرب إلى القلب من شقيقة امي رحمها الله 


كنت اقظم ماتبقٌى من انامل حريرها

 رغيفا بطعم التفاح وعطر الجلنار

قريبا من فراشها الوثير 

كنت انصت الى صوتها الناعم

 مثل أهازيج الخطاف 

تنبعث ضياء الى وسادتي 

خلف غيمة الخريف

و امعن في السماع 

إلى وشوشة الفراشات

 في سقيفة الدار

يشهد كرسيها القابع عند زوايا البيت

 على يُتم النهار

تأخٌرت هذا اليوم قهوتها اليافعة

 بشذى الشمس الخجولة

وانكسر نوار  اللوز

ذبلت زقزقة الطيور فوق الاشجار 

...مازلت ارتقب حلولها

 عند تلال غربتي

حتى ينقشع الليل و تتلألأ اقمار 

اناجيك ..اخيٌتي ، شقيقة امي 

قد اغتالني في غيابك الدمار

ها توأم ربٌة البيت "ناجية"

مازلت انتظرك

 عند دفة الموجة الاولى

أرجوحة طفولتي وبهجة الصغار

لم اكترث بعلٌتي وجراحات كهولتي

بيد ان نجواك

 قد  ازاح شجن النهار

ثم بشٌرتني القصيدة

 باقتراب عودتك 

تسٌامق أبهى من نجمة الوقار

اناديك لتذيبي صمتي المفرط

تجاهرين بالتقوى 

برغم سطوة هذا الغبار 

تدعوك الوردة لمادبة المساء

خليلة عزلتي ويُتمي المفرط 

وأشتاقك لؤلؤة الفجر

لترتق جسدي من الإنكسار

ثمٌ ترسلني يا صفو معشرها

 نقيٌا ، 

 تخلٌصني من قلقي القديم

وجزع الشتاء القصير

ها ... توأم الرٌوح " ناجية "

اقرب من شقيقة الأمٌ

ومفصلا من صدري المنهك

أناديك من شباك غفوتك 

بلسما لضراوة هذا الدمار

أصطفيك بياضا في الزحام

و مقعدا عليٌا في السماء 

مع الصالحات والأخيار..

                                   

                       13-14 جانفي.   ( 2024-2025 )



تلومني الدّنيا بقلم الشاعرة العربية نجوى النوي

 $  تلومني الدّنيا  $


تلومني الدنيا على الماضي

الذي قضّيته

أركض  وراء مشاعري لأصل له 

وكم من الاهات التي تكبّدتها

 لو لاذ في الأجواء ...عطره 

وان النبض تتزايد ضرباته 

ان لاح في الأرجاء طيفه 

تلومني الدنيا على عشق 

ذقت العذاب لأجله

لأجل عينيه امل اللّقاء

ما فارقته

ولا حنيت رأسي لليأس

ولا صادقته

تلومني الدنيا على حبّي له

لا يعلمون كم في العشق

كم أحببته

وكم في الشوق ما احتملته

 تلومني الدّنيا وانّي لا أعي لومها 

غير أني أموت حنينا لأجتمع به

تلومني الدنيا وزاد لومها

هل ينتهي الشوق الذي يغتالني 

هل أمسح نفحات الحزن التي تنتابني

هل يمّحي لهف اللًقاء به

تلومني الدنيا وزاد لومها 

وتحفر قلبي بالوساوس تجاهه

فيقتلني شكّ الغياب يا أنا 

وكم تسبح في الالام

غيرتي دونه

وكم تجتاحني الرّجفات

 حين تلاقيني الصدفة به

تلومني الدّنيا

ولا تعلم أني أهوي من كبريائي

حينما تلتقي نظراتنا

فأسقط في بحر هواه وعشقه

دنيايا هذه لا تعلم

كم من الالام لأجله أتكبّد

تلومني الدّنيا  ان أنا عانقته

وأفسحت له هوّة بقلبي 

وأجلسته 

وحين تربّع عرش الشرايين

احتويته

وحين مضى على درب المكوث هنيهة

اشتعلت لها النبضات 

طوّقته

 كي لا يتوه همسا في زخم المنى

وكي لا يغيب البوح ان تركته 

تلومني الدّنيا

على ما قلته

 يا أجمل اللّحظات

التي أدركت روحي

لمّا احتضته 


الشاعرة العربية 

 نجوى النوي

 تونس



إشراقة شمس = 9 = بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة - حلب. سوريا.

 إشراقة شمس 


= 9 =


بعد أربعة أشهر من اعتقال إخوتي/بدر و رضوان/ في فرع أمن الدولة على خلفية اشتراكهم في مظاهرة جامع الروضة، تم الإفراج عنهم و ذلك على سبيل التودد للشيخ طاهر إمام الجامع و كمحاولة يائسة من الفرع لتطييب خاطر الشيخ و استمالته إلى جانبهم في أمر الأحداث الجارية - لكن الشيخ طاهر رحمه الله كان رجلا صلبا ثابتا على الحق، لا يداهن ولا يراهن في مسائل إحقاق الحق ]


لم تستمر فرحة أهلي بالإفراج عن إخوتي طويلا، ف أخي/بدر/ تم تزويده بكتاب من قبل فرع الأمن يقضي بضرورة التحاقه مباشرة بوحدته العسكرية كي لا تعمم بحقه بطاقة بحث، و هذا ما جعله يلتحق بوحدته بعد يوم واحد من الإفراج عنه


و أما أخي رضوان، فبعد أقل من شهر من تاريخ الإفراج عنه، وضع أمه أمام خيارين أحلاهما مر !! و ذلك حين أخبرها بأن صديقه تم اعتقاله و أن من المحتمل جدا أن يتم اعتقاله هو أيضا، لذا يتحتم عليه من قبيل الحذر عدم المبيت في البيت [ رضوان لم يخبر أمه عن ألوان العذاب التي ذاقها خلال فترة اعتقاله غير أنه أسر لي بذلك] 


و بالفعل غادر أخي رضوان منزل الأهل و وعدهم أن يتردد عليهم بين الحين و الحين

فيما كنت أنا لا أزال اخدم في الجيش كما هو حال أخي بدر أي أننا كنا بطبيعة الحال بعيدين عن منزل الأهل


و ذات يوم نزلت إلى حلب إجازة، و تفاجأت عند وصولي بأن حال أمي لا يسر على الإطلاق من بين هم و غم و حزن بسبب انقطاع أخبار أخي رضوان و أن مدة غيابه عن الأهل طالت كثيرا و أنه لم يعد يتردد عليهم منذ فترة طويلة


شعرت على إثر ذلك بضيق شديد و خوف و قد داهمتني هواجس كثيرة مرعبة


و في اليوم الثاني من إجازتي تلك قررت أصلي الظهر في الجامع عساي ألتقي أحدا من الشباب أسأله عن أخبار أخي، و حين دخلت المسجد على توجس مني و حذر، كم راعني أن أجد المسجد خاويا على عروشه، إذ لم تعد كوكبة الشباب تتردد عليه فمن معتقل، إلى خائف، إلى مطلوب لدى أجهزة الأمن، إلى هارب خارج القطر، إلى ممنوع من قبل الأهل أن يذهب إلى الصلاة، يا إلهي أنا لا أحتمل أن أرى المسجد كئيبا هكذا 


أتممت صلاتي و غادرت المسجد و أنا في أسوأ حالاتي النفسية، و غاية ما هنالك أنني قبل مغادرة المسجد التقت عيني بعين الشيخ أحمد خادم الجامع و لم نشأ نسلم على بعض و ذلك من قبيل الحذر


و ما إن وصلت البيت حتى قرع الجرس من خلفي مباشرة فتحت الباب فإذا طفل في العاشرة من عمره تقريبا ألقى علي السلام وقال لي يقول لك الشيخ أحمد خادم الجامع أن لك باقة من ورد يمكنك أن تأخذها عند الباب الخلفي للجامع 


شكرت الطفل على رسالته و قلت له يسلم على الشيخ أحمد و يقول له سآتي حالا 


و بالفعل وصلت إلى المكان و ياااااااا روعة المفاجئة إنه أخي رضوان أقسم بالله إنه رضوان نعم نعم إنه رضوان 


لا مجال للعناق ولا للسلام ولا للمكوث لحظة واحدة في المكان، ف طائرة الهليكوبتر تحوم غير بعيدة عنا و علينا الرحيل من هاهنا بأقصى سرعة، خاصة و أن رضوان يخبئ تحت سترته بندقية


و للحديث تتمة بعون الله تعالى .. دمتم بخير 

- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب. سوريا


همسة في أذن الفنان القدير رؤوف ماهر : الفن رسالة نبيلة. تسمو عن الإسفاف والرداءة.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 همسة في أذن الفنان القدير رؤوف ماهر : الفن رسالة نبيلة. تسمو عن الإسفاف والرداءة..


قد لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا قلت أن تأثير الفن بكل اصنافه يحدث متعة وسحرا لدى المتلقي،لكن الحديث عنه أصبح-اليوم في تقديري- مؤلما ومحزنا في الوقت الراهن ان لم نقل عقيما.

ومن هنا،فالفن بدون رسالة وبدون أخلاقيات وبدون قيم إنسانية نبيلة هو عمل هابط ولا معنى له وبالتالي فهو يؤثر سلبا على المتلقي..

على هذا الأساس أرى أن الفن نشاط ابداعي ينتجه الانسان مخالفا للمألوف اذ يخاطب الوجدان بسحره قبل أن يخاطب البصيرة،وهو أيضا  اثارة لكينونة الذات،وإعادة ربط الاتصال باللاوعي للتخفيف من معاناة خلفتها آثار سلبية على النفس فيزيحها الفن ويحولها الى طاقات إيجابية،بمعنى أن الفن علاج نفسي يريح الروح ويعيد إليها سكينتها .

والفنان لايرقى بفنه إلا إذا كانت ابداعاته تحمل بين طياتها اخلاقيات الصنعة،فهو يولد  من رحم المعاناة حيث ينقلنا الى عالم يسوده الخير والحب والسلام ويقطع بالتالي مع الإسفاف والرداءة..فالفنان الحقيقي يجب أن يتحلى بالأخلاق الرفيعة،فهي أساس التعامل الإنساني،وحجر الزاوية في بناء شخصية مؤثرة تتناغم مع رغبات الجمهور المتلقي،وبدون أخلاق يفقد الفن قيمته الحقيقية ويصبح بالتالي مجرد أداء مفرغ من المعنى..

قلت هذا،بعد أن تابعت الحوار المثير  بين الفنان رؤوف ماهر و"الكرونكير" مقداد السهيلي،خلال برنامج "الوحش بروماكس" الذي بثته قناة الحوار التونسي مؤخرا..هذا الحوار لم يرق إلى مستوى إنتظارات المشاهدين بعد أن  طغت عليه حالة من التشنجات إن لم أقل " الشعبوية"،إذ بدأ الفنان رؤوف ماهر ولكأنه يدافع بإستماتة عن " عرشه الفني المحافظ" في وجه مقداد السهيلي الذي يحاول اختراقه عبر توجيه جملة من " الإنتقادات الناعمة "..ولعل مازاد الطين بلة-كما يقال-هبوط الحوار إلى مستوى الشعبيوية إذ لم يعد بين فنان "محافظ" وكرونكير " استفزازي" بل أصبح بين-مدين ودائن..إذ يقول رؤوف ماهر بأنه جمعته مع مقداد السهيلي أغنية ودفع لهذا الأخير مستحقاته ( النقود) الأمر الذي أثار حفيظة "مقداد" ونفى بشدة هذا الإدعاء-حسب تعبيره،مؤكدا أنه لا يأخذ مالا على غير وجه حق،وإن حصل خلاف في الإطار الفني ( سوء تفاهم  حول أغنية-مثلا-) يرد المال لصاحبه..

قلت هذا،وأنا أتحسر على ما تشهده ساحتنا الفنية بين الحين والآخر من اتهامات متبادلة بين بعض الفنانين،لا طائل من ورائها سواء تغليب الفتق على الرتق،والنقل على العقل..

أقول هذا-أيضا-حرصا مني على نقاوة مشهدنا الفني من كل الشوائب وسعيا حثيثا للارتقاء بمستوى وعينا الإبداعي بمختلف تجلياته الخلاقة  لأعرض شريحة من الجمهور المتلقي،الأمر الذي يحتم علينا جميعا إيلاء هذا المشهد ( الساحة الفنية) ما يستحق من ابداع فني واعد من شأنه ترك بصمات واضحة على حركتنا الفنية برمتها،بمنأى عن التراشق بالاتهامات الزائفة.

وأرجو..أن يستسيغ الفنان- المحافظ جدا-رؤوف ماهر رسالتي جيدا،وأن لا يخرجها أيضا المبدع مقداد السهيلي عن سياقها الموضوعي..


محمد المحسن


*الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لمؤسسة الوجدان الثقافية.



تَبكيكَ أوزانُ الخليل - - ( في رثاء الشاعر الكبير المرحوم الأستاذ " جورج نجيب خليل " ) - في الذكرى السنوية على وفاته - ( شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل )

 تَبكيكَ أوزانُ الخليل -      -

( في رثاء الشاعر الكبير المرحوم الأستاذ " جورج نجيب خليل " )

 - في الذكرى السنوية على وفاته -

( شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل )

📷📷📷

نبيَّ  الشِّعرِ   والنَّظمِ    الأصيلِ  = عذارَى  الشِّعرِ  بعدَكَ  في  عَوِيلِ

ورنات    المثالث     والمثاني = بكتكَ   شجًى   وأوزانُ  الخليلِ

وتبكيكَ البلادُ   وكلُّ    روضٍ = وزيتوني   وأحجارُ   الجليلِ

هيَ  الدنيا  ومن    يبقى   عليها  = وقبلكَ   كم  تلاشَى من   رعيلِ

وكم    فذ ٍّ  وَعملاقٍ     عظيمٍ  = تُوَدِّعُهُ   وَيُوغلُ   في الرَّحيلِ

لفقدِكَ  أضحَتِ   الأجواءُ    قفرًا   = وَعَرشُ الشِّعرِ  بعدَكَ  في ذهولِ  

 لِمَجدِ  الشِّعر   قد  علَّيت   صَرحًا   = مَلأتَ الرَّوضَ مِنْ أحلى  خَميلِ

 جنانُ   الفنِّ   تسمُو   فيكَ   دَوْمًا  =  وَتُشفى  مُهجَةُ    الصَّبِّ  العَليلِ

سيبقى"جورجُ" صيتُكَ مِلْءَ  شعبٍ  = مدَى  الأزمانِ  مِن  جيلٍ  لجيلِ

 فكم   آزرتَ مِن  شُعَراءِ   شعبي =  وَكَم   شَجَّعْتَ  مِن   شابٍّ   نبيلِ

 وَفنُّكَ   ساحرٌ  أبدًا    شَبابٌ  =  مَدَى الأزمانِ  في   كلِّ  الفصُول

 وَشِعرُكَ   دائمًا    أبدًا   مَنارٌ  =  لِشَعبٍ    صانع ِ  المَجدِ   الأثيلِ

 ولم   تحفل    لطارقةِ  الليالي  =   ولا   تصبُو   لِمَزعُومٍ    كليلِ

 وأذكيتَ   اليراعَ   وجئتَ   طودًا  =  عليهِ    تكسَّرت   ريحُ    الدَّخيلِ

 وكانَ  الشِّعرُ   يرزحُ   في   قيودٍ =  وكانَ   الشُّعرُ    قبلكَ   للطُّلُولِ

 سبقتَ  العَصرَ  يومَ   أتيْتَ   تشدُو = كتابُكَ  قد  مَحَا  طيفَ  الخُمُولِ

 وَ"وَرْدٌ  أو  "قتادٌ 1"   فَهْوَ    نورٌ  =  لِجيلٍ   ذاقَ  مِنْ   ظُلمٍ   طويلِ

 وَللتَّجديدِ     صَرْحُكَ    مُشمَخِرٌّ = وللإبداع   في   الشِّعرِ  الأصيلِ

 وَشِعرُك  في  الطَّبيعةِ  أيُّ  سِحر ٍ=  فترسُمُ   لوحة َ  العُمرِ   الجميلِ

 جنانُ   الخُلدِ    مَنزلُكَ    المُفدَّى  =  لتهنأ    بالوُرودِ    وبالنَّخيلِ

( شعر : حاتم جوعيه - المغار - الجليل ) 

 ............................................................................................... 

 1-إشارة إلى ديوانه ( ورد وقتاد) صدر عام 1952 ، وهو أول ديوان شعري يصدر

لشاعر فلسطيني في الداخل بعد عام 1948 .



قدري وأيام الردى بقلم د نبيل الهادي ... اليمن

 وضمن سلسلة روائع المجد العربي الشعرية .... رائعة ( قدري وأيام الردى ) حروف وأبيات أمير الحرف فارس القلم. د نبيل الهادي ... اليمن


منك الجروح كما ترى....    كجحيم شمسٍ في الفلاء


ماذا دهاك وما جرى ؟.....     ماذا أتى  مني. أنا ؟


أكذب عليك حاقدٌ ؟ .....       عني فصدقت الوشى


ويحك فهذا فاسقٌ. ....     اوقعك في قلب الخطأ


جأك فشنفت الاذآن. ....    فغرقت في عمق البلاء


دلس عليك خادعاً. ......   فوصل لحلمه والمنى


شيطن فعالي والكلام. ....    وكل طيبي والوفاء


فكيف تسمع ذى جنون. ؟......    بل كيف تنسى من أنا ؟


ألست اقرب من نزل. .....   في القلب واكثر من دنى ؟


كلي إليك ظاهرٌ. ....     مابان أو حتى خفى


ياقارىً لدفاتري. ......    لا شيىء أُخفيه ولا


عشت الحياة مناضلاً. ....   لاراك تسبح في الهناء


همي رضاك وغايتي. ...   اكفيك همك والعناء


وحملت همك والدموع .....    وكلتها خدي أنا


وكنت في كل الظروف. .....    من إحتواك كما الضناء


أبٌ وأخٌ ورفيق. ....    وذي الحكاية يا أنا


ضحيتُ فعلاً بالكثير .......   لاجلك هان الغلاء


كم من مهم تركته. .....    أنت الاهم ومالنا


فكيف انكرت السنين. .....    وأنت تعلم حالنا


عقلي وقلبي في ذهول .....      من سوء ظنك والعمى


أنا اشتريتك بالكثير. .....    فكيف بعت من اشترى ؟


كم من وشات أتو إلي. .....    فندم إليَ من أتى 


فما تركتُ لهم مجال. .....    لاي قولٍ أو نبأ


أهٍ عليك يا أسف. .....    صدقت فشفيت العِداء


كنت الطبيب والسلاح .....    صوتي يأنُ مع الصداء


كلي إليك راحلٌ. ......    كلي إليك لك الفداء


ثقتي بك فوق الحدود. ....     ياحلم خاب به الرجاء


ماذا أقل حسبي عليك. ........     قدري وأيام الردى.

إِلَى "الأُونَاس"(الدّيوان القومي للتّطهير :المجاري) بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 إِلَى "الأُونَاس"(الدّيوان القومي للتّطهير :المجاري)

إِنِّـي شَكَـوْتُ لِمُـعْـظَمِ الـجُـلَّاسِ

مِن شَرِّ مَا أَلْـقَى مِن "الأُونَـاسِ"

بَــالُـوعَـتَـانِ أَمَـامَ بَــيْـتِي، كُـلَّــمَـا

قَـدِمَ الشِّتَاءُ أُصِيـبَتَا فِي الـرَّاسِ

فَـتَـرَاهُـمَا قَـيْـئًا تَــجُــودَانِ بِـمَـا

مُـتَخَلِّـصٌ مِنْـهُ جَـمِيـعُ النَّـــاسِ.

فَـإِذَا أَرْدْنَـــا لِـلْـخُـرُوجِ مَـرَامَـةً

فَاليَأْسَ نَـلْقَـاهُ، عَظِـيـمَ اليَـاسِ

أَمَّا الرَّوَائِـحُ، لَا تَسَلْنِي، إنَّنِي

مِنْ عُنْفِـهَا فُقِدَتْ جَمِيعُ حَـوَاسِّي

جَـلَبَتْ إِلَيْـنَـا كُلَّ مَـا يَـحْـلُـو لَـهُ

أَنْ يَنْـشُـرَ الأَمْـرَاضَ بِالأَكْدَاسِ

فَـتَــرَى الذُّبَـابَ غَـمَامَةً مَنْثُـورَةً

فِي كُـلِّ رُكْـنٍ يَـنْـتَـشِي لِنُـعَـــاسِي

أَمَّا البَعُـوضُ، فَفَـرَّخَتْ أَفْوَاجُهُ

وَتَـجَـمَّعتْ لَـيْلًا عَلَى النِّـبْـرَاسِ

بَـاتَـتْ تَـطِـنُّ كَـغَـارَةٍ لَـيْـلِـيَّــةٍ

وتَجُودُ بِاللَّسْعِ الشَّدِيدِ القَـاسِي

فَتَرَى صِغَارِي فِي الصَّبَاحِ بِجِسْمِهِمْ

بُـقَـعًا كَـلَوْ نَامُوا عَلَى"الدِّرْيَـاسِ".

أَوَزَارَةَ الإشْـرَافِ، إنِّــي آمِـــلٌ

بِـتَـدَخُّلٍ، أَمْ هَلْ أَظَـلُّ أُقَــاسِي؟

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل



أتتَبَّعُ الخطْوَ بقلم الأديبة سنيا مدوري

 أتتَبَّعُ الخطْوَ


اتتّبَّعُ الخطوَ النديَّ لعلّها

قدمي تفتِّحُ من هسيس ترابها


وتحيطُ بالخصر الوحيد ذراعُه

فتميس روحي غبطةً بإيابها


أتطلّع الآن اتجاهك لا أرى

غير المدائن اكتوي بسرابها


ما أوجع الفقد المكابر ليتني

أستنسخُ الأشجار من حطّابها


وأعودُ صفرَ الرّوح بعد لقائِنا

كمدينةٍ طاف التّتارُ ببابِها


أجترُّ ما في النّبض من هَمَساتِنا 

فتُريقُ خمرُ اللّيلِ فيضَ قرابِها


وأدلّلُ الذّكرى بحلوى قُبلةٍ

عَصرتْ شفاهُ الكأسِ تمرَ رُضابِها


حتّامَ تفطِمُ رغبتي هذي الدُّنى

والقلبُ طفلٌ عالقٌ بثيابِها


عجّلْ بماءٍ خالق، خُذْ دهشتي

وازرعْ بذور العشق في أعتابِها


فلعلّ في كُتُبِ الحياةِ قصيدَة 

قُرئت حروفُ العشق في محرابِها


قلبي وقلبُكَ مركبانِ ورحلَةٌ

كمْ أخفَتِ الأمواجُ سرَّ عُبابِها


سنيا مدوري



(( لن أجامل )) بقلم الشاعر/شاكر الياس

 (( لن أجامل ))


بقلم/شاكر الياس 

شاكر محمود الياس 


العراق/بغداد 


١٤/١/٢٠٢٥


عذرآ  لن أجامل بعد  وأتصنع   كلاما 

منمق  بلون  زائف  سأمت  التراضي 


أنا  المخدوع   لي صحوة  ما أجملها 

سقط  القناع  بان حاضرك  والماضي 


أي  عذرآ  تقول  قصة بانت ملامحها 

كنت  المقرب  لقلبي تنام  في ناظري 


ما علمت   يومآ   أن   المشاعر   جلها 

رخيصة  لديك  والغرام  كان حديثي 


سأقطب  جراح  الأمس  لست   نادما 

صدمة تلقها الفؤاد وابصرتها  عيوني 


خذلت مندهشا من شخصك  المهندما 

كيف ضاع حبك واهم ظننته سرمدي 


عذرآ ذهب الأحساس الجميل  مغادرا 

ذاك  الأفق  ومساحات الطيف الوردي 


هيهات يجمعنا لقاء وسقف أراه يظلنا 

عبثت كثيرآ أسف خدعت يا  نرجسي 


قصة حبك وهم وكلماتك بان خداعها 

درس  تعلمته   ولم  يكن  قط  مجاني


(( لن أجامل ))


بقلم/شاكر الياس 

شاكر محمود الياس 


العراق/بغداد 


١٤/١/٢٠٢٥