....أنا وقصيدتي...للربيع تجلت سبائكُ نظمها
كخيوط الشمس وأينعت غصونها
في روضتي الغناء....
فاجأها الصيف مبكرا..مهرولا للبحر في قارب السكون يحملها بعيدا
عن الضوضاء..وعن إيقاع المساء
ثمٌ عاد بها الخريف إلى حضني...
بعد غفوة
حين تناثر الدمع اشتياقا لسحرها
كما تناثر الدر على منابر الشعراء....
قلت حبيبتي ؛
كيف عدنا غريبين بعد السفر ؟
فهل يُهدى القصيد للغرباء ؟..
لن أكتب شيئا عن محبتنا
لا حبر يجلو سر عاطفتي
ولا ورق يمسح مرآة أفكاري
ولا حرف ينزف من هيدب الغيمات والأنواء...!
لم أزل واقفا على أعتاب زلة قلم حاف
منبوذا في العراء..
وسحرك يسري في المدائن كلها
ثم يمضي في خيلاء...
قالت: إني لأخشى من وعود
أملت بها حروفك للصدى
للحلم رعشة الطير في أصدائي...
قلتُ: سأهبُّ لأُسكت الريح في نبضي
وأحمله إليك
وألبسك معطفا من دفء المعاني
وأخط عليه مشاعري في جملة إنشائي...
قالت: إنّ جذوري عربية الأصلاب
حين تفرعت منها الغصون
عانقت السماء سمائي...
قلت: إني أرى عناقيد قطوفها ثمرة حب
هوتْ على قلبي
و هذا البيت مكتظ بالرموز
فدعيني أعمّد القصيد الذي سيحتويك
وأشبك قلبك في سطور بنائي...
قالت: بلى؛
دعوتكَ فاحكم لغتي
إن الأحبة ما فرطت بي يوما
وما خلا عهد من حروف ندائي ..
قلت: أجل..!
فأنت من لغة البيان التي تنزلت
من عليائها
ليبلغ الوحيُ فسحةَ الأقلام
في أرجائي ..!
.
ليلى_السليطي