الأربعاء، 12 يناير 2022

وَطَني الجريح بقلم الأديب رضا البكري

 وَطَني الجريح :

يَا صَاحبي أَريجُ الشّوق قَدْ أَزفَ
غَدَاة َانْكسَار الوَجْد قَدْ رَدفَ
وَعَلْقمُ البَوْن منّي قَد أَلفَ
فَيَا وَجَعي اجْهَر بألَمٍ قد عَصَفَ
و يَا كَمَدي عَلى نَبْضٍ قد رَجَفَ
وعَلى دَمْعٍ سَرى بخَدٍّ قَدْ نَجفَ
وعَلى وَطنٍ غَدى مَرْتعًا لمَن شَغُفَ
فَيا وطَني الجَريحُ جُرْحك قد نَزفَ!
اعْصَوْصَبتْ فيك أحزَابٌ وتَلوّبَ من احْتَرفَ
سُوّاسُكَ يا وَطني سَاسُوكَ غَدْرا ولهَفَ
تَذيّبُوا! تكلّبُوا! تعَاوَوا لمن اغْتَرَفَ
يَطْوينا الغَسَقُ يا وَطني وَمَوْجُ بَحْركَ مَا عَطَفَ
وَلنْ يَغْتالَ الدُّجَى صَلَفًا مَنْ بآيات العشْق قَدْ هَتَفَ ...

رسالة إلى الصديق جمال الصليعي بقلم الأديب رضا البكري

 رسالة إلى صديقي جمال الصليعي : ِ

يَا صَاحِبي إبليسُ مَا غَادَرَ أَرْضَنَا
وَجَدَ السَّعَادة والطّرَبْ
لَهُ شَأن فِي بِلَادِنَا
احْتَضَنَتْهُ كُلُّ النُّخَبْ
لَمْ يَعُدْ يَحْتَاجُ تَدْرِيبَهَا
أَتقَنَتْ فُنُونَهُ بِحُبْ
لَمْ يَعُدْ يَشكُو نُفُورَهَا
أَحْزَابُه تَحْتَ الطّلَبْ
تُقَاسِمُهُ هُمُومَهَا
تُبَادِلهُ شُجُونَهَا
أَقْسَمَ لَهَا مَا هَرَبْ
مَا عَارَضَ يَومًا شَأْنَهَا
مَا كَشَفَ عَمْدًا سِرَّهَا
هُوَ شَعْبٌ يُسَاقُ تَحْتَ الطَّلَبْ
نُيَمَنُهُ تَارَةً
نُيَسّرُهُ أُخْرَى
نُوَسِّطُهُ
نُأَبْلِسُهُ إِنْ ذَاكَ وَجَبْ
وَهُوَ وَطَنٌ نَنتَزِعُ حُبّهُ
لَمْ يَعُدْ لِلأَوْطَانِ مِنَّا مُحِبْ
وَهِيَ دَوْلة نَهْدِمُ أَرْكَانَهَا
نَعْدِمُ وُجُودَهَا
فَالدُّولُ سُجُونٌ والسِّجنُ مَطَبْ
...ضَاعَ وَطَنٌ .... بَيْنَ التَّأبْلُسِ... والتَّحَزُّبِ...وَالعَطَبْ !!!
رضا البكري


من وحي الحدث نكبة المعلم بقلم الأديب رضا البكري

 من وحي الحدث :

قِفْ لِلْمُعَلِّمِ زِدْهُ تَنْكِيلَا :: عَاشَ المُعَلِّمُ دَهْرًا عَلِيلَا
لَا تُرَدِّدْ لِشَوْقِي مَدِيحَهُ :: لَمْ يَعُدْ لَنَا فِي المَدْحِ َسِبيلَا
عِشْقُ شَوْقِي كَان لِحَبِيبٍ :: لَهُ الحَقُّ أَنْ يَرَاهُ رَسُولَا
يَنْشُرُ عِلْمًا، يُضِيءُ نُورًا :: يَبُثُّ نُجُومًا لَا تَعْرِفُ أُفُولَا
بِهِ اضْمَحَلَّ كُلُّ جَهْلٍ :: وَازْدَادَتْ بِهِ العُقُولُ صُقُولَا
تُقبِّلُهُ الوُجُوهُ كُلَّ يَوْمٍ :: وَتَنْحَنِي لَهُ الرُّؤُوسُ تَبْجِيلَا
وَاليَوْمَ أَدْرِكْ رَسُولَكَ، شَوْقِي ! :: وَأَقِمْ عَلَيْهِ مَأْتَمًا وَعَوِيلَا
وَكَبِّرْ عَلَى كِتَابِهِ أَرْبَعٍ :: لَفَظَتْهُ أَنْفُسٌ وَلَمْ يَبْنِ عُقُولَا
تَبَدَّلَ الذِينَ رَأَوُهُ مَنَارَةً :: وَلَمْ يَعُدْ لِظُلْمَتِهِمْ قِنْدِيلَا
تَعَاوَتْ عَلَيْهِ مِنْ كُلِّ صَوْبٍ :: وَكُلُّهَا ضَغَاِئنٌ وَذُحُولَا
ذِئَابٌ وإِن اخْتَلَفَتْ صُوَرُهَا :: اسْتَبَاحَتِ العِلْمَ أَرْدَتْهُ قَتِيلَا
أَدْرِكْ رَسُولَكَ ، شَوْقِي ! :: وَجِدْ لِحِرْفَةِ الشُّؤْمِ بَدِيلَا
يَنْجُو مِنْ كُلِّ غُمَّةٍ وَكَآبَةٍ :: فَحَسْبُهُ اللهُ وَكَانَ وَكِيلَا...
رضا البكري . 10 نوفمبر2021



مِيـثَاقُ عِشْـقٍ بقلم الأديب رضا البكري

 مِيـثَاقُ عِشْـقٍ :

خَضْرَاءُ يَا بَلَدِي مَسْكَنُكِ فِي كَبِدِي
غِيضَ العِدَى قَهْرًا مِنْ عِشْقِكِ الأبَدِي
جَلُودٌ مُتَحَـمِّلَةٌ حَمُـــــولٌ كُلُّكِ جَلَدِ
صَبُورٌ مُرَابِطَةٌ طُولُ المَدَى والأبَـدِ
حَسْنَاءُ شَامِخَةٌ شُمُوخَ الفَهْدِ والأسَدِ
دِمَائِي لَكِ هِبَةٌ فَوْقَ الرُّوحِ وَالجَسَدِ
مَالِي أَرَاكِ شَاحِبَةً شُحُوبَ السُّقْمِ والسُّهْدِ ؟
فِي صَحْرَاءِ الجَدْبِ تَائِهَةً فَقَدْتِ الأَهْلَ والسَّنَدِ
نَهَارُكِ غَيْثٌ وَلَهْفَةٌ وَلَيْلُكِ سَوادُهُ مُتَرَبِّدِ
مَا عُدْتِ إِقْلِيدًا لِمُعْضِلَةٍ وَلاَ قِبْلَةً لِمُتَرَدِّدِ
مَاعُدْتِ مُخْضَرَّةً بَيْنَ أخْوَبٍ وَسَفّاحٍ ومُعْتَدِ
تَعَاوَوا وَأَنْتِ فَرِيسَة ٌبَيْنَ هَتْكٍ وَنَهْشٍ مُتَعَمّدِ
تَنَافَرَتْ بَعْدَ مَوَدَّةٍ أَنْفُسٌ تَاقَت لِنَعِيمِكِ السَّرْمَدِ
خَضْرَاءُ هَلْ لَكِ مِنْ صَحْوَةٍ تَرُدُّ البَصِيصَ لأرْمَدِ
يَحْبُو إِلَيْكِ مِنْ بَعْدِ غُرْبَةٍ شَوْقًا لأيَّامِكِ الخُلّدِ
تُشْرِقُ شَمْسٌ تُبَدِّدُ ظُلْمَةً مِنْ بَعْدِ لَيْلكِ الَأسْوَدِ
خَضْرَاءُ دُمْتِ مُخْضَرّةً وَدَامَ سَخَاِؤُكِ المُتَجَدِّدِ
رضا البكري جانفي 2022


سقوط الشمس /هناء مدكور/جريدة الوجدان الثقافية


 سقوط الشمس

،، تغير الهواء ،،
والاحباء بدلواجلودهم
والنهر لم يعد مخبأ للماء
من الذي ينتظر القصيدة
وما وجه إئتلاف حروفهم
من الذي لم تبدل المسافات قلبه
ومن الذي ما اضاع في الظلام عمره
هواء الغيم والنجمات قد تركوا دروبهم
علي اكمام ذلك الغافي بمدائن الرخام
والكلام لم يعد يهدي اقدام الحروف،،
وهو قد ظل قابعٱ كالسر ..تحت موجه
كأغنية حبلي بالفراغ بمواسم الصقيع
ولم تهبه الشمس بعض شعاعها. انفاا
ولم يعد يلصق الفراشات بالجدران ،،
هنا أراك حين يعود الصغار لصدرامهاتهم
حين يورق البحر عشبٱ كضاحيةالفناء
حين تغزو اصوات الكناري ثغر لليلتي
كأحداق الحلم شوقا يغرقها المساء..
هناء مدكور ،،، حرف ،،،

مرافئ الغربة/محمد موفق العبيدي/العراق/جريدة الوجدان الثقافية


مرافئ الغربة

الغربة هي شعور بعدم الانتماء لما حولك...

يجسده... الاحساس بالكأبة والوحدة...يشعل نارها الحنين لما كنت تنتمي اليه...

وهكذا وجدتني وحيداً... يحيط بي صقيع البلاد الغريبة...

اشاهد وجوه بلا ملامح وأجساد كأنها دمى تتحرك بخيوط وهمية متصلة باللاوجود...

اشاهد أبنية قد تكون رائعة المعمار ولكنها بالنسبة لي كأقفاص البلابل الجميلة التي تخفي تحت جمالها سجوناً لأجساد هذه الطيور..

التسكع في بلدان الغربة... هو نوع غريب من الحياة...

تضغط على أعصاب المغتربين... تشعرهم بالضياع الوجداني... والتبلد في أحاسيس التواصل الإنساني مع ما يحيطهم من بهجة يشعرون بحكم غربتهم

انهم لا ينتمون اليها ويشعرون برفضها لهم حتى تدفع بهم الى هاوية الضياع...

تجدنا نتجمع في غرفنا المنعزلة لنشعر بوحدتنا وكأبتنا بشكل جماعي... لأن الوحدة اذا انفردت بأحدنا افترسته... وتركت أشلائه علامات على طريق السفر الطويل..

نتداول مختلف الحكايات... ونطلق الكلمات العشوائية المعبرة عن الآم الروح...التي يجلدها مارد الغربة رغم كل صور الحياة المحيطة بنا...

كلما كانت الجلدة أقوى... تساقطت من الروح قطعاً ممزقة من المشاعر... التي تنبت أزاهير سود في حقول الغربة...مشاعرنا في الغربة... هي مشاعر لحظات احتضار الروح مع اختلاف في النهايات...

فاحتضار الروح في الغربة يطول ويطول... بقدر عمر المعاناة... التي تجعل الغربة تسحب الروح من الجسد ببطء يمزق اشتباكات الاحاسيس المتلهفة الى وطن الحنين والانتماء... 

امد يدي في جيبي...لا اجد الا مبلغ زهيد قد يمكنني من شراء لقيمات قليلة لا أستطيع أن أُكثر منها لقلة ما في اليد...

أصعب شيء أن تكون قيمتكَ بمقدار ما يحتويه جيبكَ... وحتى هذه اللقيمات تشعرك بمرارتها وكأنها طبخت في قدر الغربة المر.. ولا يزيل مرارتها كل أملاح وسكريات الأرض.

في كل مرة أعود فيها الى غرفتي...

بعد تسكع يوم كامل...

ابدأ بمسح كل محتويات غرفتي بأطراف أصابعي... قطعة... قطعة... 

كأنني اريد أن اتأكد من غربتي في هذه الاصقاع البعيدة عن الوطن الأم

كأنني احب أن اتواصل معها وكأنها الوحيدة التي تعرفني في هذا العالم...

كذلك افرغ كل حقائبي في كل عودة الى الغرفة... وكأنني وصلت للتو من سفري ولا اعرف لماذا...؟ 

خلالها اجد الدموع قد وجدت طريقها الى حدقات العيون...

لتُمطِرَ كل اشيائي وصوري ودفاتر ذكرياتي بدموع الفراق والوجد...

ليسيل حبر اوراقها على الوسائد البيضاء التي احتضنها عندما ادفن نفسي في فراشي...

ترى لماذا يستيقظ الطفل في داخلنا عندما تعصرنا  الغربة وتطحن مشاعرنا بمطحنة الافتقاد والحيرة..؟ 

نحلم ان نجد صدر امنا لنرضع منه كل حنان الأرض... ولنغفو لحظات تطمئن فيها نفوسنا...

ننسى ما حولنا من هموم.. ولكننا على العكس نصحوا فنجد انفسنا وقد شاخت منا الروح...

وبدأت عقارب الشعر الأبيض تغزوا مفارق الرأس...في غمرة كل هذا الألم التقيتكِ.. واشرقتْ في أرض غربتي شمس الأمل...

كأنني حين وجدتكِ... تصاعدت جذور اشجار الأمل من اعماق الأرض المتثلجة...

تعلن عن ولادة جديدة لسيرة عشق بعيدة عن بلادها...

ابطالها عاشقان الهبت سياط الغربة ظهورهما ....قررا أن يكون كل منهما وطناً للأخر....

ذاب كل منا في الاخر...مضت كثيراً من اللقاءات صامتة بدون كلمات...

كان الصمت هو الكلام...ترجمته العيون وارتعاشات الشفاه وتكاسل الاجفان وبرودة الكفوف وتعرّق الجباه... وعبيركِ الذي صار بصمة غربتي الطاغي الذي اتنفسه ليدخل اعماقي المتثلجة...

كنت استسلم عند قلاعكِ في كل لقاء يضمنا في غربتنا...

لا اكذب اذا قلت...نعم...لقد ولدتك امكِ ولكنك صيرت نفسكِ كما شئت أن تكوني...فاكتملت خصلات جمالكِ بما طابت نفسك به...ونصّبكِ الحب ملكة ابدية على عرشه واخذتِ تنثرين من شذاكِ على كل القلوب المتعبة والمثقلة بهموم الاغتراب...

اخيراً اقول...

منذ اللحظة... اصبحت لا اخشاكِ يا غربتي ولا اخشى وحدتي... فقد أرسل القدر الإنسانة التي أصبحت لي وطناً...

صورة عن وطني...صدراً اميناً... أغفو عليه ناسياً همومي...مرتحلاً مع حبها الى عجائب جزر العشق...اغفوا بين عينيها... وتصحو بين عيني...

محمد موفق العبيدي/العراق

حرب الغرام/عزاوي مصطفى/جريدة الوجدان الثقافية


 --- حرب الغرام---

وقلت لهم صائحة في تحد
أن الغرام حرب وخدعة
وأنك تنزلين إلى الميدان مدججة
تبارزين وتقذفين بسرعة
منذ متى كان الغرام حربا يا سيدتي
الغرام دواء قليله جرعة
وعواطف تعزف الآمال والأحلام
وفؤاد يجفف الدمعة
الحب لامنتصر ولامنهزم
كلانا نشرب من نفس الترعة
تحفنا فراشات الربيع ونوارس الشتاء
ونقضي الصيف على ضوء الشمعة
وإن خرف العمر مع الخريف
فتحنا كلانا أبواب القلعة
وأطللنا بقلوبنا على جيوش الذكريات تحاصرنا
أكل شيء بقاموس الحب لذيك هو حرب
لكي تنفذي لكياني
لكي تأسري أحلامي
أهو الهوس بالحب العنيد يحتويك سيدتي
أم هو حب التملك كان لذيك نزعة
عزاوي مصطفى

أحبها أعشقها/صلاح الدين الطياش/جريدة الوجدان الثقافية


 أحبها أعشقها

قلبي بهواها
قد أطلق
العنان
يخفق يرقص
فرحا
على إيقاع
نغمات
عازف فنان
هي أحلى
وردة عطرت
حياتي
نفحات عطرها
أشمه
في كل مكان
يا لجمالها
جمال على جمال
فرحة تسر بها
النظرة
مغرم بها
أنا العاشق
الولهان
أميرتي نجمة
معها أحس
بالأمان
كلها حنان
بقلم صلاح الدين الطياش

هَوَى الرّوحِ/قمر النميري/جريدة الوجدان الثقافية


 هَوَى الرّوحِ

***************

هَوَى الرُّوحُ مِنَ الْعِشْقِ حَائِرٌ ،

وَلَيْسَ الكِلُ بِالْعِشْقِ يُجَرِّدُ ،

هَذا مِنَ الأقْدَارِ دَائما يَتَطَوَّرُ ،

يَمُوتُ فِي الْمَاضِي أوْ يَتَمَدَّدُ ،

أحَيَانًا تَصِفُهُ بِلَوْنِ الْوُرُودِ ،وَالْوَرْدُ مَعَ الزَّمَانِ يَتَغَيَّرُ،

نَقُولُ هَذا ملاكٌ طَاهرٌ ،يَمْضِي وَجُرُوحُهُ تَتَجدَّدُ  ...

هَوَى الرُّوحُ في عِشْقِكم

والقلبُ من بُعدِكم فِي جَوفه نَارَا

فالحبّ ألهبَ مُهجتي  

قَد هَتَكَ أسوَارا ...

فَالْقَدَرُ يُخْفِي الْكَثِيرَ مِنْ الْأَلَمِ...

صَعْبٌ أَنْ تَبْتَسِمَ

وَدُمُوعُكَ عَلَى وَشْكِ الِانْهِيَارِ،

تَحْمِلُ عَلَى الضلُوعِ أَوْجَاعًا،

لَنْ يقدِرَ الزَّمَنُ تَحملُهَا...

أفْتَقدُ الِإحْسَاسَ بِالْأَمَانِ ،

 وَثِقَتِي بالنّاسِ والْأَزْمَانِ ،

 فلْقَدَ مَاتَ الْغَرَامُ فِي مُهْجَتِي

مَا عَادَ فِي الْأَزْمَانِ حَيًّا....

غُيُوْمٌ ...وَصَمْتٌ... وَلَيْلٌ كَئِيبٌ حَزِينٌ ،

آلمْتَنِي وأنهكت  مَرَاكِب ذِكْرَيَاتِي

وأنا أخبِئْ فِي الفُؤَادِ نَارِي ، 

وَ غَابَ  النَّبْضُ فِي الْقَلْبِ و الوجدَانِ،

جَعَلْتَ تَفْكِيرِي فِيكَ لَا يَنْتَهِي ،

صُورَةُ وَجْهِكَ لَا تَزُولُ، نَبْرَةُ صَوْتِكَ

فِي كُلِّ جَانِبٍ وَكُلُّ مَكَانٍ ، 

لَا تُفَارِقُنِي رَائِحَةٌ عِطْرِكَ،

مَعَ مَلَابِسِي قَدْ تَعَطَّرْتُ بِهَا مِنْ قَبْل

وَلَمْ أسْتَطَعْ مَحْوَ الذِّكْرَيَاتِ

مِنْ فِكْرِي وَقَلْبِي..!!

رَغْمَ كُلِّ الْمُحَاوَلَاتِ لِنِسْيَانِكَ

أَصْبَحَتْ رُوحُكَ

تَملأُ  المكانَ مِنْ حَوْلِي ؛ 

لِيُرَاقِبَنِي طَيْفُكَ فِي الظَّلَامِ ،

 ويَقُودُنِي إليك،

فَالْقَلْبُ يَشْكُو صَارِخًا

دَمَرْتَنِي...!!

أُكَفكِفُ أَدْمَعِي،

وَوَجَعُ الْفرَاقِ يَقتُلني ،

بالَأمسِ أشْوَاقِي تَفْضَحُ صمتي،

وَالْيَوْمَ قَلْبِي مِنْ فُرَاقِكَ قَدْ يَئِنُ ؛ 

خشية أنْ لَا تَعُودَ دُرُوبُنَا ،

وَالْيَوْمَ روحي مِنْ حَنِينِكَ قَدْ تزول...

قمر النميري

رسالة /وفاء غريب سيد أحمد /جريدة الوجدان الثقافية


 رسالة

تحمل عَبق الماضي
قرأتها بقلبٍ يرتجف
أسمع صوته في أنحاء السطور.
يحدثني والذكرى كالسلسبيل،
لا تروي الاشتياق في عرين الحنين.
عندما تعصفني رياح الشوق.
أرجع لزمن أعتزازي بنفسي.
أعلن بُهتاني للألم وأَسدِل أَشرعتيْ
وأبحر في الماضي البعيد
تأخذني هناك حيث النضارة والشباب.
أسمع صدى الضحكات في آفاقٍ،
لا تستوعب فرحة يعكسها بريق عينيه،
وهو ينظر إليِّ.
آآآه حبيبي.
أين أنا وأين أنت.
عندما أرتديت الأسود بأناقته،
عكس القمر ضوءه على خدي،
وتلألأت النجوم في عيني،
رأيتهم في بسمةٍ تسابق الليل على ثغرك.
اليوم تناثر الزمن على وجهي الجميل،
خط خطوته بالمر والألم.
الرسالة تصرخ بين يدي تبحث عنيّ حروفها،
تستهل نور الشمس الغافل عن شرفتي.
أقول لها الهواء يسرق أنفاسي،
الأمطار تنتظر السحاب،
الغيوم تخدش حياء الرياح،
في محراب وحدتي.
مرآتي ضَلت طريق براءتي،
عندما أعاقر الحزن في صمت ليلي الحالك.
عندما يتراءى طيفُك ليّ،
أعيش اليوم والغد غارقة في لامبالاتي،
أصطنع ضحكةٌ أخبئ تحتها عجزي والحقيقة المرة.
وفاء غريب سيد أحمد
13/12/2021

غناء الحروف/ جاسم محمد الدوري /جريدة الوجدان الثقافية


 غناء الحروف

جاسم محمد الدوري
وذات لهفة
حاورتني القصيدة
بكل مكرها
وراحت تغازل حروفي
وتقطف من حديقة عمري
قصائد العشق
وتروف الثقوب
في جيوبي الباليه
وتهرب في كلماتي
نحو بر الأمان
لكي تحررني
من بقايا الوجوه
التي تحاول قتلي
مثل الخريف الماكر
يحاول
ان يخلع ثوبه
ويلبس رداء الربيع
ليحيل حروف قصائدي رمادا
فحاول……. وحاول
ولكنه لم يفلح ابدا
فالشتاء فاجأه
بحرفته المعهوده
وألبس كلماتي ثوبها الفضي
قبل ان يحل الربيع
ويعيد لحروفي نظارتها
لتتبرعم وجدا
وتزهر وردا ابيض
يزين أوراقي الصماء
بجمال الوانه
وصدى ألحانه العذبة
ويراقص فراشات حديقتي
ليفوح عطره
من رفيف اجنحتها
قبل أن يحل المساء
وتنطفئ أنوار كلماتي
تلك التي أرهقها
صرير قلمي الحزين
وهو يطارد
ساعة ظمأ سرابه
فوق تضاريس وجنتيك
أيتها القصيدة المبتلة
بعرق اناملي المتعبة
وهي تصهل شوقا
وتسابق فرحا
همس القوافي
في ساعة احتضار
قبل ان تبتل
من رذاذ الأمطار
وتسافر بلا اجنحة
عبر محطات الوجع
المفعم بالوعود
ولوعة الأنتظار

لنَغتَنِمَ الحياة /طه دخل الله عبد الرحمن /جريدة الوجدان الثقافية


 لنَغتَنِمَ الحياة

كلنا نعلم أننا خلقنا ذكراً وأنثى وولدنا من أرحام أمهاتنا، وبدأ مشوار الحياة والقسمة والنصيب تجمع بينهما للعيش بعش الزوجية الهادئة الهانئة في مشوار حياة طويل يتقاسمان به حلوه ومره، سعادته وألمه، فرحه وحزنه، خيباته وحرمانه، وتستمر الحياة الى أن يأتي يوم الفراق الأزلي ويرحل أحدهما الى جوار ربه ولا أحد يدري اين نصيبه من الحياة الآخرة ونقول بشرى للذي يحمل كتابه بيمينه.
ويبقى الآخر مكملا مشوار حياته لوحده متأملا بدنياه متذكراً أيامه الخوالي مع من فارقه بحلوها ومرها وبكل ما مر به مع رفيقه المفارق، هنا تأتي لحظة التأمل بشريط الحياة وما مر به، تبدأ الآهة والحسرة على ما لم يُستَغلُ من الحياة للنعيم بها لتعصر الآهة الحنظل وتشرب كأس المعاناة من كل لحظة لم تُستَغَل للعيش برغد وصفاء والتمني بعودة الزمان لو قيد أُنملة للوراء ولكن هيهات ثم هيهات ذهبت اللحظات وذهب معها كل حلو وجميل ، فإيانا أن نبخل على أنفسنا بلحظة حلوة بهية واستغلالها لان الحسرة لا تفيد ولا ترجع الزمن للوراء .
أيها الذكر والأنثى، أيها الزوج والزوجة كونا يداً بيد في حياتكما استغلوا اللحظة تلو اللحظة فهي تنعش النفس والروح وتأتي بما هو أجمل وتبعد عنكما الآهة والحسرة بعد الفراق ولا تدعوا لحظة من السعادة والفرح إلا واغتنموها لتجددوا العزيمة وتقوا الالتحام فكونوا السند والعون لبعضكما شأنكم كشأن كل البشر كافحوا وذللوا الصعوبات للفرح والسعادة وابعاد الآهة والحسرة بعد الفراق. وكأن لسان الحال يقول إذا لم تجمعنا الأيام جمعتنا الذكريات، وإذا القلب لم يراك فالعين لن تنساك.
طه دخل الله عبد الرحمن
البعنه == الجليل == فلسطين
12/01/2022

لا تكسري/امال بنعثمان/جريدة الوجدان الثقافية


 لا تكسري

الخاطر
في عينيك
لا تقتلي
الحنين
لا تتركي فستان الفرح حزينا
لا تكسري
الخاطر في عينيك
لا تخفتي
صوت النور في شفتيك
لا تدعيه
شقيا سجينا
لا تسكتي
نبض الحياة في فؤادك
لا تجعليه
اسيرا كئيبا......
لا تبالي
وحدك تصنعين اجنحة
وحدك
تحلقين ....
امال بنعثمان

ما أهديك؟! فاطمة حشاد_تونس/جريدة الوجدان الثقافية


 ما أهديك؟!

أهديك ..
ما أهديك؟!
أهديك ابتسامة ترضيك
تبحث عن الطفل النائم فيك
تراقص طيف الذكرى
على طقطقة حذائك الأسود
تناغي أفلاطون الرضيع
تحيي عش الحنين
تحييك
تنسيك
بربك ما تنسيك؟!
أهجير العتاب ..
درب الغياب ..
أم ما وراء قصيد ..
ما تحت غبار الكتاب..؟!
أهديك ..
ما أهديك؟!
أهديك عوسجا من دحنون
يطفق على روحك العطشى
زبدا يرويك
يزرع بفؤادك شمسا
تُصبِّحُك .. تُمسِّيك
تضفر جدائلها
على خدود النسيم
أهديك..
بربك ما أهديك؟!
بقلمي فاطمة حشاد_تونس

باب السور /د. محفوظ فرج /جريدة الوجدان الثقافية


 باب السور

————
يا ما بَرَّحَني الشوقُ
إلى أسرابِ
عباءاتٍ
تحضنُ أجملَ ما خلقَ الله ُ
تَلتَفُّ على حسنٍ ليسَ تفارقُهُ العِفَّةُ
يمُرقُ من بين ثنايا الحارةِ
يضج الوردُ الجوريُّ بِعَبَقٍ
تَثْملُ منهُ المُنعَطفاتُ
تمازِحُ
إحداهنَّ الأخرى
وعلى وقعِ خطاهنَّ يُهَلّلُ وجهُ
رصيفِ الشواف
إلى أن يبلُغْنَ
رحابَ الاعدادية
وكثيراً ما أجهلُ أنّي
قربَ المَلويّة في مدرستي أمشي
وكأنّي ما زلتُ مكاني
يَسْبقُني الشِّعرُ لوصفِ
البسماتِ المعسولةِ
تصدرُ من حَوَرِ العينِ
ومن زَمِّ الشفتينِ
وتفاحِ الخدّينِ
وَيَلْحَظُ غَمّازاتِ التشخيصِ بهِ
كيفَ اخْتُطِفَتْ أفئِدةُ
العشاقِ وبعثرَها مُنحَدَرٌ حينَ مَرَرْنَ
ببابِ السورِ
آهٍ آهْ
يا بابَ السور
عبرتْ منكَ الحكمةُ والنبلُ
وطيبةُ أهلِ الحيِّ
أنتَ الثَّغرُ الجالبُ للعشاقِ
المَرهونينَ
نسيمَ السدَّةِ
أنتَ شفاءٌ لعليل
أنتَ الراوي لحكايا الأجدادِ
وحكايا الحَطّاباتِ
وأتعابَ المَلّاياتِ
تُسجِّلُ نجواهُنَّ
وألوانَ عذاباتٍ كُنَّ يعانينَ
وَلِمنْ مالتْ فيه الدنيا
كنتَ تقولُ له :
نَمْ في أحضانِ أواويني
عندي كانونٌ
يدْرَءُ عنكَ البردَ القارصَ
تحتَ ظِلالي سأقيكَ
بأنسامٍ من دجلةَ
حرَّ القَيْضْ
د. محفوظ فرج
١٢ / ١ / ٢٠٢٢ م
٩ / جمادي٢ / ١٤٤٣هـ