الأحد، 2 يناير 2022

قصاصاتٌ شعرية ١٠٦ /محمد علي الشعار /جريدة الوجدان الثقافية

 


قصاصاتٌ شعرية ١٠٦

فتحنا عيونَ الدهشةِ اليومَ فجأةً
على صرخةِ الأسعارِ وهْيُ تُكسَّرُ
وسادتِ بأرجاءِ البلادِ مباهجٌ
ومن لمْ يُطبِّلْ كانُ فيها *يُزمِّرُ
--
قاسني الخياطُ في الحقِّ على
دِقَّةٍ مُستوفياً رُؤيا سليمةْ
بينما الناسُ ترى أنْ أتنا
سبَ طرداً وِفْقَ رُؤياها القديمةْ
--
يُفاجئُني نمرٌ يِريدُ صداقتي
وعن كَثَبٍ يبغي يراني ضُحى الغدِ
سأُرسِلُ مِرآتي بديلاً مُشخّصاً
لينقضَ مقتولاً بدونِ تَردُّدِ
--
أليسَ مُعيباً أنْ يسيرَ مُقدَّما
صغيرٌ على خطْوِ الكبيرِ تَبختُرا ؟!
أخذنا بآدابِ المُربي فضيلةً
ولكنّما الجرّارُ شذَّ كما ترى
--
أشعلَ الصبرُ ٱنتظاري في الهوى
وأنا والموجُ دوماً في صراعْ
ليسَ في المقدورِ خلعُ
الريحِ لكن...
بمقدورِكَ تعديلُ الشراعْ
--
لقد ضاقت سمائي فوق رأسي
وتقصرُ عن جناحِ الحلْمِ جُنحا
سأهجرُها وأبحثُ عن بلادٍ
تكونُ لجيشيَ المهزومِ فتحا
--
للبردِ أولادٌ وأحفادُ
بالثلجِ والأمطارِ تزدادُ
اللحُفُ من أبنائِه أيضاً
والجمرُ حينَ الليلُ برّادُ
الغيثُ يهمي من مآقينا
والبرقُ فوقَ الغيمِ جلاّدُ
--
البردُ سيفٌ قاتلٌ يَفري
والأرضُ والآفاقُ أشهادُ
ما كانَ يصقلُه فتىً يوماً
للحربِ أو سَوّاهُ حَدّادُ
--
لا توقفِ العجلاتِ في سِككِ النوى
من أجلِ راكبِ رحلةٍ مُتردِّدِ
سِرْ طاوياً أرضاً على أرضٍ وشُقَّ ...
إلى الأمامِ دروبَها تَرِبَ اليدِ
--
محمد علي الشعار
٢٦-١٢-٢٠٢١

السبت، 1 يناير 2022

كونى لى /أحمد المتولى مصر /جريدة الوجدان الثقافية


 كونى لى.

....
كونى كما أنت
... لكن لا تكونى إلا لى.
كنت أنت قمرا
... أم كنت لى طيفا.؟
أنت معى وأنا معك
... أنا معك ولك طريقا.
حلما أم حقيقة
... كونى أنت لى نسيما.
كما أنا لك سيدتى
... طول عمرى وأبدا.
حلمى أيمكن أن يكون
... أصبح لى وبيدى حقا.؟
أنا لك حقيقة وها أنا
... لك ولك أصبحت يدا.
لم يعد فى العمر مكانا
... يحتمل أن يضيع منا.
لا نبغيه يضيع منا
... ونتيه نحن من بعضنا.
....
المكان عندى مكتوب
... لك مكانا بين أضلعى.
تشتهى فيه عطر الورد
... بين رياضى شميه وتعطرى.
كما أنت عطر لى
... أتنفسك خارج من جوانحى.
.......................
اركض خلف عطرك
...كطفل يحبو خلف صدرك.
يغفو ويلهو وينام
...فى رحاب ودقات قلبك.
بين الروح فى نفس
... مكانى أهيم بين صبك.
أنا لك ضياء بعد ظهور
...الشفق وبداية ظهور ليلك
واله أنا فى محراب ليلك
... كما قال فى الخمر ورد خدك.
تبعثينى من جديد
... تجرى فى شريانى والوريد.
خذونى مبعوثا إلى قلبك
... . أكون له عاشقا وحيد.
أكون لك نبضا يدق
... يدق فى قلبك من جديد
أتركى عمرك الذى مضى
... دعينى أكون لك الوتيد.
أصيغ فى قلبك دقات
...عمر يكتب لها عمر مديد.
كونى لى ما بقيت طيفا
.... يحتوينى وعشقا سديد.
كونى لي وردا وعبيرا
... أحتسى منه المزيد والمزيد.
أحمد المتولى مصر.
...

الحقيقة واحدة /توفيق حجلاوي /جريدة الوجدان الثقافية


 ____-الحقيقة واحدة -____

أرواح في احتظار واخرى في عسر ولادة
القلب تتسارع دقاته
و العقل في حسرة على الضياع
و يستبشر الآتي
القطار يمر
الي السرعة القصوى يرنو
رغم الحزن
رغم الحسرة
البهجة تعلو محيانا
بكاء على الرسوم
البياض يغزو
ازهار تذبل واخرى تتحدى الطبيعة
و البعض الآخر متعطش للبزوغ
قطع سكر أعدمت
واخرى متعطشة للسباحة
اوراق تتلاعب بها الرياح
واخرى أوشكت الذبول
الصفرة طاغية
الريش في تناثر
ابواب المحاكم مفتوحة على الدوام
رؤوس معلقة
واخرى مقصولة
المشانق منصوبة
التبرك بالدماء عادة الأولين
والكل يترقب في الساعة صفر
غير عابئين بالرحيل
المصير محتوم
الكل يقترب للنهاية
بالتمني في لحضة البداية
و الغد مجهول
الكل مضلل لنفسه
الحقيقة واحدة
المجهر في سبات
والمفاهيم عديدة
___- بقلمي -- توفيق حجلاوي ___
2022/01/01

سنين مرهقة/عادل خطاب العبيدي /جريدة الوجدان الثقافية


 سنين مرهقة

……………………..
قُدر لنا أن نمضي
مع الايام أغرابا..
نطارد أحلامنا..
ويضيع منا العمر..
ونحن على أهبة السفر..
أسرار الأيام
عظيمة..
تحمل في طياتها
الحلو والمر..
جاءتنا
بثقل قسوتها .
مثخنة ..كرب.. وغم..
فقدنا احبابا..
ما كنا نود وداعهم..
ولكن
شاءت الأقدار نزعهم
وبكل صلافة
تفعل ما تشاء ..
اتوق عناقك ياسنة جديدة..
بكل لهفة..
منذ سنين ولي هذا الامل ..
ليس حبا..
لكن لاعيش بسلام..
واوقع عقدا معك
بغلق الماضي
وطي الهموم..
ونقول وداعا للحزن..
ليبقى بعيدا عنا .
وذاك الامل نجعله
دما يجري
في اوردتنا...
عله ياتي اليوم
السعيد..**
اعلم ان الزمان من شيمه
الطعن..
وهيهات ان يصفو..
فهو الخوان التليد..
لا أئتمن الغدر منه يوما..
فقد سئم الكرام غيه..
بعد عزة ورفاه..
تأسد الجاهل المبتذل..
اصبح العريان حاكما..
فغاب القانون والشرع..
ابكي في محراب الرجاء
طامعا
بعهد جديد يتوشح
لباسا زهريا ..
لباس الاعراس.الإخاء..
السؤدد والوئام...
الامن والامان..
ب✍️ عادل خطاب
العبيدي

إستجداء/عزاوي مصطفى /جريدة الوجدان الثقافية


 ----إستجداء---

ياسَيِّدي يَا مَوْلَايَ قَد تَشَوَّهَ مِيسَمِي
وَمُجَمِّلُ الْأَبْدَانِ هُوَ الْمُعْتَدِي
يَاسَيِّدي فِي الِيَمِّ أَلْقَوْا بَسْمَتِي
أَسَبَحُ غرْقَانًا وَقَدْ شُلَّتْ يَدِي
ياسَيِّدِي أَنْتَ النَّصِيرُ لِمَظْلَمٍ
ولايُرْضيكَ إِنْ بَلَغَ الْمُشَارِفَ مَشْهَدِي
أَنَا الرُّبَّانُ أَعْدَمُوا طَاقَتَي
فَكَيْفَ أَبْلَغُ شْطْآنَ الْأَمَانِ وَأَهْتَدِي
الْحَقُّ أَعْشَقُهُ أَصُونُ كَيانَهُ
وأَلْثَمُ نَقعَ الْبِلَادِ وأَفْتَدي
فِي سِدْرَةِ الْخَيْرِ شَابَتْ مَوَاجِعي
وَفِي النَّبْتِ المُعَطَّرِ قَد تَفَاوحَ مَوَلِدِي
إِذَا رَفْرَفَتْ رَايَاتٌ تَحَرَّكَ خافِقِي
أبَادِلُها أَغْلَى السَّلَامِ وَأقْتَدِي
فِي عُمْقِ الْبِلَادِ يَقْطُنُ مَنبِضِي
وَمِنْ قَلْبِ الْمَوَاطِنِ قَدْ تَتَلْمَذَ معْهَدِي
عزاوي مصطفى

كلمتني /علي يوسف ابو بيجاد /جريدة الوجدان الثقافية

 


كلمتني

....
بقلمي
علي يوسف ابو بيجاد
كلمتني وكلمتها
بعد طول غياب
قابلتها
واخبرتها
بمدي شوقي لها
وبان غيابي
واغترابي
كان لأجلها
وليس لاي
احد غيرها
...
كلمتني والدموع
تنساب من عينها
وكانها شموع
تذيب وتصهر
صاحبتها
قالت لقد
انتهي ما بيني
وبينها
وبانها قد تزوجت
من هو احق بها
وبزواجها
...
واغلقت الباب
في وجهي
وكانها قد
غمرتني في
حمقي وجهلي
بما لا كنت
اعرفه عنها
...
لما لم تنتظرني
لما قتلتني
بزواجها
يا الله
كيف سأحيا
من دونها
من دون حبها
...
كلمتني وكانها
قد انتزعت
الروح مني
والقت بها
ماذا ساقول
لقلبي ان سأل
عنها وعن
اخبارها
اقول خانت
او اقول هانت
او ادعي عدم
معرفتي بها
كلمتني وكلمتها
وياليتها
ما كلمتني
ولا قابلتها
.....
بقلمي
علي يوسف ابو بيجاد

الشاعر التونسي الفذ -طاهر مشي إلى مجاهل الذات في مزيج من الشعر والسرد/محاورة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن /جريدة الوجدان الثقافية



 حين يرتحل بك الشاعر التونسي الفذ -طاهر مشي إلى مجاهل الذات في مزيج من الشعر والسرد..

يا طارق الباب أهل الدار قد رحلوا/ يا مُهْرِق الدمع فالأشواق تبتهل/كلّت سواعدنا من هول محنتنا/والباب موصود بالأصفاد يكتحل/يا خل دربي كفى نوحٌ ولا عتب/إن المآقي لمنها الدمع ينهمل (طاهر مشي)
“النص الإبداعي في تجلياته الخلاقة-لا يتشكّل لديَّ إلاّ بوصفه استجابةً جماليةً بالغة التعقيد لعاملين متداخلين:لحظة الحياة ولحظة الشهادة عليها.ضغط اللحظة الواقعية،كونها الباعث الأول على القول،وضغط اللحظة الشعرية،بما تشتمل عليه من مكوناتٍ ذاتيةٍ وثقافيةٍ وفنية..”( طاهر مشي)
القصيدة المشتهاة هي التي تسكننا ولا تفارقنا مدى الحياة ،في كل مرة نكتبها نقول لا ليست هي ، ونبقى نبحث عنها بين طيات أفكارنا وذاكرتنا حتى ولو عشناها ، القصيدة ” المشتهاة “هي نداء الروح العميقة التي لا تأججه إلا الكتابة ، فهي تمنحنا الحياة للبقاء على ناصية الفرح ، كلما ضاقت بنا سبل الدنيا ، نبحث عنها بين طيات الحروف ، ربما كتبتها .. لكنني أبقى أبحث عنها حتى لا أضيع بوصلة الفرح في حروفي..” ( طاهر مشي)
يصاحب الحرف والقلم-في حله وترحاله، ليكتب للفرح والشجن،يصافح الورق بين بهجة وألم،في رحاب عشقه للأرض والوطن والمرأة والإنسان،بحسن العبارة وينحتها فتستحيل تحفة فنية مدهشة، بالتحرر يحلم،لا يوقفه بطش ولا وهن.تأخذنا عباراته نحو الأعماق، فنلمس الوجع و الأمل وكذا عشق الحياة والمرأة والإنسان،من إحساسه ننهل الحنين و الأشواق..
كلماته في عرض الوجع أطواق،تحملنا نحو اشراقة لا بد لها أن تكتمل-وحتما ستكتمل-
هو الشاعر التونسي الذي ذاع صيته في أرجاء الوطن العربي وخارجه-د-طاهر.مشي يقول في حديث-مقتضب-معي،وأزعم أني-سرقت منه-بضعة كلمات مازال رنينها يداعب شغاف القلب..فالرجل يسكنه الشعر،ويمتلكه-قسر إرادته-القلم-وتحكمه بالتالي إمبراطورية-عمياء-لا ترى النور إلى حين ينبلج صبح القصيدة..*”
بانتمائنا للمكان،بملامسة الحياة،سنجثوا على أثر ابتسامة ركبها المجهول في رحلة تفتيشها عن عنوان اطمئنان،باحتضاننا السماء،و تقبيلنا الأرض،سنواصل نحو ذاك الحلم، بتأبّطنا الحرية بنزفها المتهاطل،و الماسح لكل حزن،لن نبحث عن الصرخة الضائعة في غياهب الظلم،سيقطف وجداننا تربة الرحيل و سيحمل كل المسافات،عندها ستصغر أيها الألم،فما عاد العمر يثمله صهيلك،و ستبقى أيها الوجع تنتحب على أنقاض الأنين،فيعود الياسمين لحقول الوطن و جناحاته محمّلة بالحب والسلام والحنين الوقّاد لكل ماهو جميل في هذا الكون الفسيح..
بحبر الرّوح ودم القصيدة..سنمحو هذا الخراب الذي يسكننا.. “
سألته-سؤال مخاتلا-:”كيف تنظر إلى خريطة الشعر العربي اليوم؟ومَن من الشعراء جذب اهتمامك وشعرت عبر أعماله بنكهة التجديد والأصالة والعمق؟
فأجاب دون تردد:“-خريطة الشعر العربي ما زالت واضحة المعالم على الرغم من محاولة بعض المتشائمين طمسها،فللخارطة رموزها وتضاريسُها الإبداعية،وهناك شعراء رواد شكّلوا قمماً إبداعيَّة لهذه الخارطة لا تطالها رياح التعرية المحملة بغبار العولمة،من أمثال السياب والبياتي والفيتوري والماغوط وصلاح عبد الصبور والجواهري.. وغيرهم.”
ثم أردفت سؤالي بسؤال فأنا-بكل تواضع ودون نرجسية عمياء-لا يعتريني الكلل والممل حين أحاور قامات شاهقة في الشعر بحجم -طاعر مشي:-
كيف يقيّم -طاهر مشي-حركة الشّعر الحديث؟
فقال :”هي حركة،كما التي نعرفها مسطرة في كتب التاريخ الروحاني للإنسانية،تشتمل على الجيد المُغاير،والسيئ الرديء،والزمن سيكونُ حاكماً عادلاً يفرزُ ويفصل،ويحكم بالإستمرار والخلود لكل ما يستحق ذلك،الجميل في الحركة الشعرية الجديدة أنها تنحى منحى تجريبي يُنتج أحياناً ما هو مُدهشْ،وقادر على التواصل مع روح عالم جديد،ومُستمر في تجدّدهُ،والشّعر كذلك.”
وبسؤال مغاير سألته علني أظفر منه بجواب يشفي الغليل..: حين أنادي في هدأة الليل:”أيا شاعرنا القدير- -طاهر مشي “أيكون في النّداء معان قويّة كتلك التي قالها الفلاسفة عن شعر هولدرلين؟!
وكان جوابه هذه المرة مربكا وينم عن دراية عميقة بمفاصل الشعر العربي الحديث،إذ يجيب: لأنني لازلت أجهل- -طاهر مشي–لم يحدثْ أن فعلتها.ولكنني دائماً ما أقرأهُ بوضوحٍ على البياض،ذاهباً به نحوَ اعترافاتٍ أعمق،كي يتسنى لي قراءتهُ بشكلٍ أوضح.حينَ أعرفهُ تماماً،وقتها سوف أفعل،وأخبرك ما إذا كانت معانٍ قويّة كائنة في ندائي عليه،أم لا،دون تشبيهٍ بأيّ آخرْ.”
أذكّرك أيها القارئ الكريم بما يلي : حين أحاور شعراء معروفين على الساحة التونسية والعربية أمثال الشاعر الألمعي -طاهر مشي،أستلّ قلمي من-غمده-أبسمل،ثم أشحذه جيدا،وأخوض بالتالي “معركتي” التي طالما أخرج منها خاسرا..لكن هنالك هزائم هي إنتصارات،كما هنالك أنتصارات أكثر إيلاما من الهزائم،وأعتقد-جازما-أنّ-طاهر مشي-أجبرني على -رفع الراية البيضاء..!
يتشكّل -النص الإبداعي- لديك.انفعال،عزلة،انكسار،أم لحظات صفاء ؟؟
ردا على هذا السؤال يقول -محدثي- -طاهر مشي-:“النصّ يتشكّل من مجموع هذا وذاك،بمعنى أنّ حالة الكتابة تكون تتويجا لإرهاصات تقدّمت عليها بصمتٍ بالغٍ،وترقُّبٍ مصحوبٍ بارتفاع تأمُّليّ.ما يهمُّني هو اللذّة التي تنتجُ عن هذا الكلّ،باتصالي مع عمق ذاتي والبُعد الإنساني اللذين تنصهرُ بهما الأشياء والأسماء والأفعال…الخ. وهذا يعني أنّ-النص الإبداعي في تجلياته الخلاقة-لا يتشكّل لديَّ إلاّ بوصفه استجابةً جماليةً بالغة التعقيد لعاملين متداخلين: لحظة الحياة ولحظة الشهادة عليها.ضغط اللحظة الواقعية،كونها الباعث الأول على القول،وضغط اللحظة الشعرية،بما تشتمل عليه من مكوناتٍ ذاتيةٍ وثقافيةٍ وفنية.
في اللحظة الثانية تتجلّى فاعلية التشكيل السردي-مثلا-حين يتلقّف اللحظة الواقعية،أو لحظة الانفعال بالحياة التي لا تزال مادةً خاماً،ليلقي بها في مصهره الداخليّ،ويعرّضها لانكساراتٍ عديدةٍ،وتحولاتٍ جمّة،حتى يخلصها من شوائب اللحظة ومن تلقائيتها الساذجة،أو غبار اندفاعها الأول المتعجل.ويظل النص الإبداعي:شعر..نثر..قصة..رواية..إلخ في تشكله ملتقى كلّ رفيفٍ روحيّ أو لغـويٍ : اللذةُ وشحنةُ العذاب،الذاتُ والعالم،حركةُ الحياة ونضحُ المخيلة.”
كاد- -طاهر مشي أن ينصرف بعد أن أرهقته-نسبيا-بأسئلتي الملحاحة لولا خجله النبيل ودماثة أخلاقه العالية،إذ استجاب للرد عن سؤال الأخير:-ما هو رأيك بالنقد الآن ،وهل واكب مسيرة الشعر التي نشهد فوراناً لها منذ سنوات قليلة؟*“
فأجاب : "ما يثير الحزن حقا هذا التراجع والنكوص الذي يعرفه النقد الأدبي في جامعاتنا وأوساطنا الأدبية،فالمشهد اليوم يبدو فقيرا لغياب مدارس نقدية عربية حقيقية ،في المقابل يمكننا الاستشهاد بالتجريدية الأوروبية والسريالية والبنيوية والتفكيكية وغير ذلك،أما التراث العربي القديم فإنه مليء بالشواهد التي ما زلنا نستنزف قواعدها ،لقد أصبحت المناهج القديمة مستهلكة تكرر نفسها دون أن نجد نقدا حقيقيا للنصوص الشعرية مما شجع-كما أشرت-على انتشار الرداءة والإسفاف والشعر الهابط ،ومن ثم كان على النقاد (وأنت واحد منهم-قالها بإبتسامة عذبة) أن يقوموا بأدوارهم وأن يصطفوا جنبا إلى جنب مع الأدباء والشعراء لأن الشعوب المغلوبة في وطننا العربي تعول عليهم في قراءة الواقع ونقد مساراته،وهنا يبدو دور الجامعات المتخصصة في دمج الأدب المعاصر بالعمل الأكاديمي وتفعيل دور النوادي الأدبية والمؤسسات الثقافية المعنية لأن التغيير لا يحدث إلا بشكل جماعي..”
قبعتي..أيها الشاعر العظيم..
محمد المحسن

على حافة حلم /حسين العيساوي /جريدة الوجدان الثقافية


 ( على حافة حلم )

يتأبط حزن المرايا

حاملا بين عينيه

قصائد ليله

يمسك بأصابعها المترعة

بعبق المواسم

يشق طريقه منتشيا

كمحارب عاد يحمل

شارات نصره

سارا وسط جموع مكتظة

كل العيون متسمرة

تراقب خطواتهما بصمت

بينما كان صخب الكؤوس

الجامحة ،،،

يرتجف فوق الضوء

وصدى فيروز المحلق

في الأفق

أخرجت على أستحياء

قارورة عطر

من حقيبتها المثقلة

 بالخجل ،،،

بللت قميصه الوردي

بوابل من رذاذها المعتق

تناثر العطر مثل حبات

 المطر ،،،

أستباحه الحياء فأختبأ

خلف ظله

كطير يلوذ من الريح

بينما كان شعرها الرمادي

يتراقص على متنها

كغيمة تنوء بالندى

وفي لحظة عشق مجنونة

رمت بشعرها المشاكس

على ثنايا وجهه

المبتل بلهيب القبل

فتناثر عطرها الباريسي

وداعب أنفاسه بغنج

وجنون ،،،

فأضحى ثملا

مذهولا ،،،

تحاصره فوضى اسئلة 

معلقة ،،

على رفوف الإنتظار

حدق في عينيها

وتوضأ في محرابها

أمسك بيدها الدافئة

ومضيا يجوبان الطرقات

كطفلين صغيرين

يرسمان أمنيات قادمة

ويكتبان بمداد من ضوء

قصيدة منتظرة

على حافة حلم

مغروس ،،،

فوق أصابع الليل

حسين العيساوي

الى اين أنا ذاهب .............!! عبدالحليم الطيطي /جريدة الوجدان الثقافية


 **الى اين أنا ذاهب .............!!

.
..زهرة تذبل نحن نعرف نهايتها ...أتراني وأنا أرقب قوّتي وضعفي ،،واختلاف وجهي وأذكر شبابه القديم ................أتراني لا أعي الى اين أنا ذاهب .............!!
.
.
**هل شعرتَ بارتعاش نفسك وأنت تسمع في الصباح الباكر الآية الكريمة" إنّ الله فالق الحَبِّ والنوى
.
.
**يجب ان نفهم : ماهو الموت : ،،لأنّه حياتنا القادمة ،،،،كما نقرأ دائما عن البلد التي ،،سنسافر اليها ،، لنعرفها
.
.
** مازال الإنسان منذ خُلقَ يرسم للخالق وصفته ومكانه صوراً كثيرة ..ثم ازدحمت الكتب بالأفكار بعد الكفر ،،لأنّك ستظلّ تكتب حتى تصل إلى الحقيقة ،،فتُلقي القلَم !!
،،وكيف يصل الى الحقيقة كافر قد أدار ظهره للحقيقة ،،! ومن جعل اللهَ خلفه ،،كيف يفسّر ما يَرى بعينيه،،
.
.
**....يريحني ...النظر الى السماء ...كمسافر يرقب الطريق ويحلم بالعودة
وهناك ..........أجثو على ركبتيّ.......حيث ينتظر كلّ شيء ....رحمة الله
.
.
.
.
.
.
عبدالحليم الطيطي

ثرثرة/توفيق العرقوبي /جريدة الوجدان الثقافية


 ثرثرة

مكتظ بسنين العمر
وبرسائل كثيرة.....
مكتظ بأكثر من سؤال
وبمواجع فارغة....
أتساقط على احتمالات هاربة
وعلى أصوات تجرني للغياب
أيها الحلم الرضيع
أيتها الملامح المرتسمة في دمي
يا شجر الغربة...... ........
أيتها المرأة البيضاء على صفحة
الذاكرة
كيف أدخن تلك المساءات القديمة
وكيف أعيد للجنون عبثي الطفولي
وكيف أعيد تركيب الوقت؟!.......
وأنا أفكك جميع الأسماء
و كثيرا من الحروف على أبجدية مضطربة
وأعلم للصغار _معنى الألوان _
تكلم،........
فانا أغازل طرف السماء
بعين واحدة
وأضرم النار في غسق الليل
تكلم،......
واشعل شموعك على جحافل القلق
فانا أرسم في زوايا الروح
دفئا قديما
وأجمع من الحطام نفس العيون
كم يشبهني هذا الاختلاف
وكم تتشابه تلك الأصابع
غير أني على عكس الاتجاه
أغير ثوبي الأبيض منذ سنين
وأقرأ فوق التراب هبوب الريح
فلا تبكي كلما صارت رائحة الخبز أكثر عددا
وأكثر فقرا
فانا في قاموس اللغة أكثر غضب
توفيق العرقوبي
تونس

أيّها العام الجديد/ ريما خالد حلواني /جريدة الوجدان الثقافية


 

أيّها العام الجديد
سنة من العمر تمرّ
شربت من كأسها المرّ
في كتابها آلامنا تصفحتْ
بين سطور ها بين الأوجاع تنقّلتْ
على أرصفة أحلامها مشيتْ
وبأبجديّتها من الألف إلى الياء درستْ
حفظت المهمّ من دروسها ومن خبراتها تعلمتْ
ففي قلوب الأحباب سكنتْ
ومن غدر الأصحاب تألّمتْ
وصداقة المخلصين حفظتْ
ومن الماكرين تلوّعتْ
ساكنة وسط الزحامْ
أنظر من وراء ركام الأيّامْ
وترنّحِ الأحلامْ
تهدّم البنيان بثوانْ
ما أصعب غدر الزّمانْ
ما أقسى قساوة القلوبْ
لا دواء فيها يشفي ولا طبيبْ
سوى بعض الحنينْ
إلى ذكريات تُنسينا الأنينْ
فيا أيُّها العامُ الجديدْ
نرنو إليك لتحمل فرحة العيدْ
أيُّها العامُ الجديدْ
بقلمي ريما خالد حلواني