السبت، 1 يناير 2022

أَخِيْرًا/ عبد الحليم الشرعبي/جريدة الوجدان الثقافية


 أَخِيْرًا.. وَانْتَهَىْ عَامٌ شَدِيْـدُ

لِيُقْبِـلَ بَعْــدَهُ عَــاْمٌ جَدِيــدُ
..
فَيَا لَيتَ الذِيْ قَدْ رَاحَ عَنَّــا
يَغُورُ مَعَ الْهُمُومِ وَلَا يَعُـــودُ
..
لَقَدْ ذُقَنَا بِهِ مِنْ كُلِّ هَــــوْلٍ
وَلَانَ لِعُظْمِ قَسْـوَتِهِ الْحَدِيدُ
..
وَعَالَجْنَا صُنُوفًا مِــنْ شَقَاءٍ
وَأَجْهَـدَنَا مِنَ الْبَلْوَىْ وُفُـودُ
..
فَلَا الْحُكَّامُ أَيْقَظَهُمْ ضَمِيـرٌ
وَلَا أَحَدٌ عَلَىْ حُـــرُمٍ يَـذُودُ
..
فَيَــا رَبَّاهُ عَوِّضْنًـــا بِعَــــامٍ
يَكُـونُ بِـهِ لِأُمَّتِنَـا الْخُلُـــودُ
..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..
بقلم/ عبد الحليم الشرعبي.
اليمن - صنعاء.

بالحب/الشاعر حامد الشاعر/جريدة الوجدان الثقافية


 بالحب

تصير الحياة أحلى و أطيب

قصيدة عمودية موزونة على البحر الكامل التام

متفاعلن متفاعلن متفاعلن      متفاعلن متفاعلن متفاعلن

العفو لا يلقاه  من   لا    يذنبُ ــــــــــ و الصفح قلبي يا ترى هل   يطلبُ

أمحو ظلاما لو يرى ما فيك لي ــــــــــ هذي  عيوني نورها بك    معجبُ

و أرى الجمال بسره  متجسدا ــــــــــ بك كل شيء     بالمحبة     يجلبُ

ألقى بترحاب هواك   و طالما ــــــــــ هو بالمحب و ما يُحب       يُرحبُ

يبدو جمالك بدره لي    مشرقا ــــــــــ قلبي يراه و شمسه     لا    تغربُ

أذنبت في دنيا الهوى  لكنني  ــــــــــ بالذنب معترف و     دونك    أتعبُ

،،،،،،،،،،

ذهبا تصير إذا أحبك   أحرفي ــــــــــ في الحب أذهب فيَّ لي هو   مذهبُ

لا أشتهي القُبل الجميلة غيرها ـــــــــ يهواك  قلبي في وصالك     يرغبُ

كالطفل يهوى النهد أن يعطي له ـــــــ حبا و بينهما     حروب     تنشبُ

طال النوى يدمي الجوى منه الهوى ــــ بالسوط من يهوى فرارا يضربُ

أحضانك الخضراء أطلب ما بها ــــــــــ  و معي الربيع إذا أضمك   يلعبُ

،،،،،،،،

لا أضحك الأيام  في    ساعاتها ــــــــــ أبكي و في كل الدقائق     أصلبُ

بالحب تَغلب كل   قلب    نابض ــــــــــ يا أيها الهاوي     به    أو تُغلبُ

و هي الشموع فحين ترقص نارها ـــ تشدو الدموع من المدامع   تسكبُ

قد صار حالي مثلها     حيا بنا  ــــــــــ ر قبل أن ألقى المنون      أُعذّب

من قبل حبك جنة ما قد     دخل ــــــــــ ت فهل من الينبوع بعدك  أشربُ

،،،،،،،،

و أموت حيا لا أحب  الموت ل ــــــــــ كن كل موت في الحياة      يحببُ

و أعيش حبا و الحياة   بفضله ــــــــــ أحلى و أغلى ما يكون    و أطيبُ

بفمي عبير الشعر يبقى   قارئا ــــــــــ كتب الهوى بدمي القصائد   تكتبُ

لا يبعد المحبوب عني إن هوى ــــــــــ بعدا فإن الحب      مني     أقربُ

نطق الهوى قلبي فتعذب   بعده ــــــــــ و الشعر أمتع في هواك  و أعذبُ

،،،،،،،،،،،

دوما يقول الصدق فيَّ   لنفسه ــــــــــ و عليّ إن كذب الهوى لا    يكذبُ

لما أقول الشعر في فرح و في ــــــــــ حزن معي كل الكواكب     أصحبُ

لما أذوق الحب في أمل  و في ــــــــــ  ألم  فمن يده     نجوما     أسلبُ

قلبي المُعنى قد تمنى      قربه ــــــــــ بالشعر عن حبي و قلبي    أعربُ

رأسا على عقب كما هو  ينبغي ــــــــــ فالقلب حين يذوق حبا       يقلبُ

،،،،،،،،،

أشدو مع الدنيا و أرقص عاريا ــــــــــ أنا حينما ما فيك أطلب      أطربُ

منذ الطفولة أسمع الذات  التي ــــــــــ ألمي ترى و الحظ مثلي      تندبُ

الشوق نار أضرمت و بداخلي ــــــــــ شبت و أفرح كلما هي      تغضبُ

لي هذه الحسناء يرقص خصرها ــــــــ و د العروسة بالقصائد     أخطبُ

مني أنا فإليك أمضي     هاربا ــــــــــ بالله قل لي أين منك       المهربُ

،،،،،،،،،

حبي اعتدالا لا انقلاب    يطاله ــــــــــ و القلب يصلح بالهوى  أو يعطبُ

سأعيش حبي بدءه   و المنتهى ــــــــــ والموت كل دقيقة     لا    أرهبُ

الموت أرحم بعده و    العمر يا ــــــــــ من أرتجي قبل الهوى لا  يحسبُ

الحب أحلى خمرة سكر  الهوى ــــــــــ ما كنت أحسب  فيَّ لي هو أنسبُ

كل الشموس أرى القصيدة خلفها ــــــ لما البدور    أمامها         تتأدبُ

،،،،،،،،،

تخْضرّ  في زمني المعاني  كلها ــــــــــ أغدو لشعري منشدا  كم  تخصبُ

حتى يرى فيها الجمال و فيضه ــــــــــ فالشعر نفسي بالجمال      يهذبُ

الحب أعظم ثورة      سأقوم يا ــــــــــ قلبي بها من    قادها     لا يعتبُ

في بحره الطامي المراكب هل ترا ــــــــــ ه يواكب الشعر المقفى الموكبُ

قلبي المُعنى في هواه         كأنه ــــــــــ نجم هوى لما أتاه       الكوكبُ

،،،،،،،،،

هبت رياح الشوق في بحر الهوى ـــ عكس اتجاهي صار يجري المركبُ

نبع المحبة كلما  أنا       أرتوي ــــــــــ منه يسيل    بفيضه    لا ينضبُ

لا ينتهي سأعيش حبي المزدهي ــــــــــ لا أشتهي عام الهوى لو  يجدبُ

شمس المحبة فيَّ يسطع  نورها ــــــــــ بدرا جميل الوجه في اليد  تنجبُ

من أعجب الأشياء حبك     كله ــــــــــ من كافة الأشياء حبك      أغربُ

لو يؤخذ الأشياء يعطي   غيرها ــــــــــ كل الحياة و كل شيء      يوهبُ

،،،،،،،،،

الشاعر حامد الشاعر

تهنئة/نعيمة سارة الياقوت ناجي/جريدة الوجدان الثقافية


 

🌹تهنئة🌹
كل عام وأنتم بخير
🌹🌹🌹🌹وهانحن على مشارف اَخر الدرج نودع زمنا من العمر ...
وليس غريبا فقد أنهينا سنوات من حياتنا...ومازالت النهاية تحيا على جسر العمر...تقطف الأيام بيننا زهورا أحيانا...وتكسر فينا الأغصان بلا مواعيد ولا استئذان....
سنة الحياة...تكوين وولادة ثم رحلة نحو الفناء...
هكذا هي الأعوام...لابد لها من نهاية في أرذلها....لكي تعيد تكوينها ثانية وثالثة إلى مالا ندركه...ذاك هو الغيب الذي لاسلطة لنا فيه ولا عليه...
ولكن لنا أن نتوقف ونتأمل ونتسائل حتى نقوم ما يستوجب التقويم...
ماذا أنجزنا خلال هذا العام؟ وماذا ربحنا وبالمقابل ما حجم الخسائر؟
ماهي الأشياء التي أفرحتنا...وبمن التقينا وماهي أجمل الخطوات إلى بر الأمان والسلام...
بمن جمعتنا الدنيا وهل من أعمال خير... ؟وماذا قدمنا لبعضينا وللوطن وللإنسانية جمعاء؟
ماهي أخطاؤنا؟ وهفواتنا؟
هي أسئلة عدة لابد أن نتوقف عندها لندرك أننا أحياء...وأننا لانعيش عبثا ولا للعبث بالقيم والنعم وبكل ما أوتينا من جمال كوني...
وليسأل كل واحد نفسه ...دون محاسبة أوعقاب...فالإنسان بطبعه خطاء وخير الخطائين التوابون...
أما عنا فنقر ...رغم الفقد والوجع ...والمتاعب...فإنا ربحنا محبتكم...وربحناكم إخوانا وأخوات..أحبتنا في الله....نتعاون...نتبادل الحديث في شؤون الأدب والثقافة ...وشؤون مجتمعاتنا...وقضايانا الهامة وعن مجموع الإرهاصات والمتاعب التي تنهك شعوبنا...دون نسيان الوباء الذي أخذمنا جل تفكيرناودمر معنوياتنا واقتصادنا وأنهك شبابنا بطالةوسوء تدبير...
هي أموركثيرة جعلتنا نعرف كيف نقدر الكاتب والشاعر والفنان الرسام والمسرحي....وكيف لعب الرواد عبر وسائل التواصل دورها المهم في التقريب بين الشعوب ونشر ثقافة السلم والسلام ... والعمل على الرقي بالثقافة والأدب...وتشجيع الإبداع....
كما قدرنا دور الممرض والطبيب.ودور المعلم وكل رجال ونساء التربية...ووقفنا تحية للمرابطين على الحدود...ولرجال السلطة في محنتنا مع الوباء...بل شجعنا كل المبدعين كل حسب هويته وهوايته...
أدركنا أن الأدب والثقافة سبيلان للتعرف على كل أقطارنا بميولاتها الثقافية والإجتماعية والإقتصادية...فرقتنا ألوان الأعلام ولكن التقينا على الوحدة والتضامن والملة واللغة...فلم نفرط في بعضينا رغم المعاناة وما خلفته كورونا على كل المستويات ... ولكن أدركنا أنه بالمحبة والتضامن والتحلي بالمبادئ والقيم المثلى يمكن أن ننتصر على كل ما يحل بنا.... وأن ننبذ العنف والحقد والحروب نحو سلام شامل وعادل ...
كان أروع حب وتضامن ووحدة بين الأدباء والمثقفين الأحرار على طول خط المنتديات والمجلات بمدرائها وأعضائها ومشرفيها ومسؤوليها المبدعين.. الذين يرفعون القبعة للأقلام الراقية الهادفة...وبالتالي نرفع لهم شارة النصر...
كل عام ونحن إخوة بلا حدود نؤسس وطننا العربي الكبير ونحافظ على لبناته وركائزه الضاربة في عمق التاريخ والحضارة🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
نعيمة سارة الياقوت ناجي

تأسرني /محمد علوش - فلسطين/جريدة الوجدان الثقافية


 تأسرني أحياناً بعض الأصوات الهمجية

ومراوغة الليل وقهر الأزمان
لكن أبي
منذ جنوب وصهيل
منذ جنين وخليل
سماني المنذور لتأويل الأرض
وحملني ما أوصاه البحر لصخر الشطآن
إن وجود يديك يحدده الهيصان
ولذا سأزيح الليل عن النجم واعبده
سأزيح الفقراء عن الجوع
وأنشد للفقراء نشيدي الآتي
سأشد لخيل الفرح القادم أشواق البسطاء
وأعمدهم بالحلم وبالماء
واتركهم في فوضى الحيرة
يقتاتون بريق النجم
حيارى
ووحيدين
تحرسهم ناياتي في أوجاع الغربة
يا هذا الوطن العربيّ
بلاد العرب المحتلة
كل التقسيم مساحاتٌ
والعتمة أصغر من قبلة
يا كل بلادي المحتلة بالليبرالية والجنرالات
النهر قريبٌ
والشمس قريبة
والأحجار تردد سراً وعلانيةً
رغم القيد ورغم النار
" بلاد العرب أوطاني "
وشرياني موصولٌ بشرياني .
___________________________________________________
محمد علوش - فلسطين

مسافر في الليل /قصة لــ على حزين /جريدة الوجدان الثقافية


 قصة قصيرة ..

مسافر في الليل " الجزء السابع "
بقلم / على حزين
في الصباح يستيقظ الجميع إلا هو فانه لم ينم أصلاً , فقد ظل طول الليل يفكر فيما حدث له , وفي كل ما يحدث حتى كاد عقله أن يتوقف من كثرة التفكير, ولم يستطع أن يستوعب كل هذا الكم من الاشياء الغريبة التي تحدث حوله , وهو لا يكاد يصدق نفسه ,
يسمع أصوات العصافير والحمام من حوله لكنه لا يرى شيئاً, يتساءل في نفسه
"هل يعقل هذا , أو هل يُصِدق العقل هذا الكلام , هل يعقل أن ينتقل بين غمضة عين وانتباهها إلي الألفية الثالثة, في غمضة عين , وهو لم يزل في القرن الواحد والعشرين مستحيل طبعاً ,
نعم هو قرأ عن هذا في الكتب الصفراء والبيضاء الشيء الكثير بل وشاهد عشرات الأفلام والفيديوهات التي تتحدث عن هذا الأمر وكثيراً من القصص التي عالجت هذه الفكرة في السينما أيضاً , لكن كل هذا كان لا يتعدى كونه خيالاً في خيال برؤوس مؤلفين شطحوا بعيداً بعقولهم وتخيلوا هذا الأمر , وراحوا يحلمون به, وهو واحد منهم , لكن أن يصبح كل ما قرأه في الكتب وما شاهده في الأفلام من خيال إلى حقيقة يعيش فيها هذا شيء محال وفوق الخيال نفسه " ,
يرجعه من تفكيره وشروده صوت هذا الشاب النائم بجواره "يحيي" وقد استيقظ توًا, يخرج من منامته البنفسجية وهو نشيط , ليرتب غرفته الصغيرة , ويعيد كل شيء على ما كان عليه من قبل وذلك بمساعدة الانسان الآلي الذي اشتراه من أول راتب له ليقول له وقد قام من مقامه , ليُجري بعض التمرينات الرياضية التي تعود عليها كل صباح وقد خرج من شرنقة نومه البنفسجية ,
ــ صباحك سعيد صديقي العزيز ,
ــ ...............................
ــ يبدو أنك لم تنم جيداً ليلة أمس ,
ــ ............................
يكتفي بالنظر إليه وهو يهز له رأسه بالإيجاب, يبادره صديقه "يحيي" وهو يقول له بعدما
جلس لجواره بعد فراغه من التدريبات الصباحية , وراح يجري محادثة مع أصدقاه في العمل
ثم يعود لما كان علية من تمارين صباحية :
ــ هيا يا صديقي كن معي , ألا تحب الرياضة , إنها مفيدة جداً للجسم والعقل معاً
ــ ..............
كان يستمع ‘ليه وهو يبحث عن سجائره التي نفذت وفرغت منذ ليلة أمس لعله يجد واحدة يُشعلها وينفخ فيها كل ما بداخله من حنقٍ وغيظٍ , وأشياء أخرى غير مريحة بداخله ..
بحث في جيوبه أكثر من مرة , فلم يجد شيئا , فهداه تفكيره بأن يبحث في حافظة نقوده , فكثيراً ما يضع فيها سيجارة أو سيجارتين وبالفعل وجد ضالته , سيجارة مكسورة ,
ينتهي " يحيي" من تمارين الصباح , يدخل الحمام ليأخذ دش من الماء الفاتر, بينما صديقه يجلس في وجوم وحيطة وحذر متحفزاً لأي شيء خائفاً يترقب ,
تذكر أنه كان قد وضعها في حافظة نقوده حتى يشتري لها دفتر" بفرة ", وقبل أن يمد يده إليها أخرج هويته , بطاقة تحقيق الشخصية, قرأ بياناتها , الاسم , السن, العمل , العنوان , الرقم القومي , وقبل أن يضعها مكانها , صدمت يده ورقة كبيرة بعض الشيء فظن أنها ورقة يقبع بداخلها احدى القصائد التي كان قد كتبها , سرح بعقله بعيداً للحظة وتذكر أنه طبع له خمسة دواوين شعر , وكذلك ستة مجموعات قصصية, ورواية جديدة في عام واحد فقط الفين وواحد وعشرون " 2021 " وكتبه تجوب المعمورة كلها وتتصدر قامة المبيعات في المعارض, وتذكر أيضاً أنه كان في طريقه لاحدي المؤتمرات الأدبية المهمة التي دُعي إليها ووُجِهتْ له دعوة رسمية من وزارة الثقافة, وتذَكر أيضاً أنه كان في القطار قبل أن يجد نفسه في هذا الكابوس وهذه التوهة ,...
خرج من تداعياته سريعاً لينظر في الورقة التي ترقد في حافظة نقوده بجوار بطاقته الشخصية, أخرجها, نظر فيها, يقرأ ما في جوفها, هو يبتسم في نفسه, وهو يتمتم
" إنها روشته طبيب " قرأ اسم الطبيب .. فتذكر .. أنه كان قد قام بالكشف عنده بعدما أصابته نوبة برد شديدة مع نوبة صرع.. فكثيراً ما يأتيه هذا الدور" البرد " وخاصة في الشتاء حتى صار يكره فصل الشتاء ويعده من ألد أعدائه , لكن الشيء الذي أدهشه هو أنه لم يتم العلاج بعد فالتاريخ والارقام التي على " الروشته " يشير بأنه لم يُعد الكشف بعد عند الطبيب , واصل القراءة , تذكر أنواع الدواء الذي كتبه له الطبيب , تذكر , وتذكر,
وتذكر أيضاً كلام الطبيب له وهو يبتسم في وجهه ويهدِّئ من روعه ,
ــ الموضوع بسيط ولا يستدعي كل هذا القلق والتوتر ,
ــ عندي ايه يا دكتور .. صارحني أرجوك
ــ قلت لك الأمر بسيط وهين ..
ــ كيف ..؟!.. ماذا.. ؟!
ــ دور برد يا سيدي , وستأخذ هذا العلاج وتشفى منه إن شاء الله تعالى ..
ــ ربنا يجعلك سبب يا دكتور, ولكن هذا العلاج فيه مهدِّئ للأعصاب , يعني نوع من أنواع الادمان يا دكتور ..
ينظر إليه الطبيب نظرة تعجب وهو يرفع يده وعينه من فوق الورقة " الروشته " ليقول له بنفس ذات الابتسامة التي اتسعت على وجهه حتى بانت أسنانه البيضاء :
ــ مين قال كده , لا يا سيدي , ده بس عشان التوتر الذي لديك والانفعال الذي عندك عشان تهدأ وتنام بالليل , ولا تفكر كثراً , وأشوفك مرة ثانية إن شاء الله بعد أربعة أيام ..!!
يمد يده وهو يشكره, فيضغط الطبيب على الجرس, وهو يمد يده ليودعه, وينصرف ..!
عاد ليجد نفسه في نفس الكابوس المزعج , كوَّر ورقته " الروشته " ثم وضعها مكانها , وجلس ليشعل سيجارته, وراح يسأل نفسه, وهو يحاول أن يخرج من هذا المأزق وذاك الكابوس المزعج وهو يسترسل في تداعياته , وتفكيره ....
" أيكون فعلاً كما قال الطبيب بأن كل هذه أوهام , وبأني متوتر ومضطرب ويلزمني الهدوء والراحة, أيكون فعلاً كل هذا بسبب هذا الدواء الذي كتبه الطبيب لي, جعلني أهذي, وبأن كل هذا أوهام في أوهام برأسي بسبب هذا الدواء اللعين , وأن الأمر لا يتعدى كونه كابوساً في منام وفقط , وكل هذا ما هو إلا مجرد تهيؤات .. "
أعاده إلى نفسه صوت صديقه وهو يسأله .. ماذا كان يصنع آنفاً ..؟!!, ..
فأخبره بأنه يشعل سيجارة ,..
لكنه أعاد سؤاله مرة أخرى وسأله عن الورقة التي كانت في يده , فاقترب منه , همس في أذنه ــ ماذا كنت تقرأ ..؟!.. وما الذي كان في يدك ..؟!,
فهذا الأمر كان غريباً بالنسبة له وألفت انتباهه , فهز رأسه وأجابه دون اكتراث ليجيب فضوله ــ روشته طبيب ليس إلا .. ,
فضحك "يحيي" حتى مال على ظهره وهو يقول له :
ــ أرني ماذا كتب لك ..؟!..
يُمسك الورقة "يحيي" من صديقه القادم من العالم الماضي بعدما كان قد أخرجها له, وراح يقرأ ما فيها في صمت ثم نظر إليه هو يضحك , في تعجب, وقال له:
ــ ما الذي يضحكك أيها الفتى ..؟!.
دفع إليه لورقة وهو يقول له ويواصل ضحكه
ــ هذه أشياء كانت في الماضي وعفى عنها الزمان يا صديقي, نحن في الالفية الثالثة ,ألا تعلم ذلك , كل شيء هنا يعمل بحساب دقيق, وليس هناك احتمال خطأ ولو واحدٍ في المائة
كان يستمع إليه وهو يدفع الورقة في جيبه دون مبالاة لما يقول , وواصل شحذ نفسٍ عميق من سيجارته الأخيرة, ثواني معدودة يحدق فيها بعيداً , وكأنه يفكر في أمر ما ..! ,
ثم التفت إلى صديقه وهو يقول له :
ــ أنا لم أصدق بعد أني في الألفية الثالثة, والأمر لا يتعدى بالنسبة لي كونه كابوساً لعيناً, وسأستيقظ منه حتماً,
ــ لا عليك يا عزيزي, ولكن هيا بنا الأن إلى غرفة الطعام لقد تأخرنا كثيراً والعائلة في انتظارنا ..!,
ــ أنا لست بجائع ,
ــ حسناً لكن لابد من الجلوس مع الأسرة, والعرض على الجهاز ..!
ــ أي جهاز .. ؟!..
ــ لا تخف يا صديقي فإنه جهاز الطعام , ليس جهاز كشف الكذب, ألا تعلمه, أنسيته ..!!
ــ حتى ولو كان, ليس لي رغبة في الأكل الآن
ــ ولكن هذا البروتكول, والنظام عندنا لابد منه, أم تريد مخالفة النظام يا صديقي ..!
قالها له وهو يقترب منه وهو يهمس في أذنه ,
ــ ثم لا تنسى الدفء والترابط الأسري ,
وأمسك بيده وخرج معه إلى غرفة الطعام , ليجد أمه وأخته مريم في انتظارهما ,
وكان في الطريق يحدثه عن أهمية الترابط الأسري الذي أغفلوه في الماضي , وهو لا يسمع إلا أصوات الكواكب والنجوم التي تدور في الفضاء البعيد ,
يدلف يحيي إلى غرفة الطعام ومعه صديقه وهو يقول :
ــ صباح الخير ماما , صباح الخير مريم
ــ صباح السعادة والسرور, حبيبي , كيف حال صديقك البارحة ,
ــ بخير يا أمي والحمد لله رب العالمين
يتناول الجميع طعام وجبة الفطور , وهو ينظر إليهم , وينتظر أن يفرغوا لينصرف كل منهم إلى ما يجب أن يفعله ,..
" يحيى" يأخذ صديقه في رحلة معه إلى مقر عمله حيث مصنع البذات الفضائية , وذلك بعدما يكون قد أعطاه بذة طائرة من بذاته القديمة , وعلمه كيف يستخدمها, ومتى يطير بها ومتى يتوقف ومتى يُهدِّئ من سرعته , فتلك البدلة الطائرة في مستوى جسده , وهو أيضاً على قدر كبير من الذكاء الذي يجعله يتعلم منه بسرعة , فهو مولع بالإلكترونيات منذ الصغر وكان يتمنى ان يكون مخترعاً كبيراً يشار له بالبنان لكن الظروف لم تتهيأ له ولم تساعده الحياة على ذلك ,..
إلا أنه كان يحب القراءة كثيراً بنهم في كل شيء, وخصوصاً في هذا الأمر لدرجة أنه لم يدرس الإلكترونيات ومع ذلك عندما اشترى جهاز الكمبيوتر وكان وقتئذٍ حديث العهد به , استطاع أن يُعلِّم نفسه بنفسه وليس هذا وحسب وإنما أيضاً تعلَّم الصيانة وبرع فيها, وكأنه قد حصل على دورتين " هاردوير , وسوفتوير ", وهو لم يفعل ذلك ...
وراق له الأمر وهو يرتدي تلك البذة الطائرة التي تشبه بذة رواد الفضاء الذين كان يشاهدهم في المحطات الفضائية التابعة لوكالة ناسا الفضائية ,
ضبط "يحيى" كل شيء , السرعة, الوقت , ودرجات الحرارة لتلائم الجو خارج السكن , والمدة المحددة للسرعة ,
وراحا يُحلقان في الفضاء البعيد دون أن يتهيب الوضع وكأنه في عالم خيالي, فقد اكتسب خبرة لا بأس بها من ليلة أمس ومن توجيهات صديقه " يحيى" فضلاً على أنه عنده روح المغامرة والتحدي, والفضول لاستكشاف شيء جديد في للألفية الثالثة حتى ولو كان هذا مجرد كابوس في حلم من وجهة نظره ,
تلمس يده شيئاً ما في بزته الطائرة دون قصد منه فجأة يختل نظام التشغيل فيحدث خللاً ما يعطل الأنظمة يختل توازنه فيسقط فوق المباني المصنوعة من الألياف الكهرومغناطيسية يقترب منه صديقه بسرعة البرق , يمسك بيده حتى لا يصاب بأذى, أو مكروه , وهو يعنفه , وفي نفس الوقت يحاول أن يصلح له النظام حتى لا يصاب بأذى أو سوء , وبعد محاولات دؤوبة منه لم يتمكن من ذلك , ولم يستطع أن يمنع سقوط صديقه, فاضطرا هو وصديقه أن يهبطا هبوطاً اضطرارياً على إحدى السحب الكثيفة التي وجدها أمامه , حتى يفعل شيئاً آخر, فكر فيه حتى يستطيعا أن يخرجا من هذا المأزق الشديد ..... يتابع
***********************
مساء الجمعة 31 / 12 / 2021
على السيد محمد حزين ــ طهطا ــ سوهاج ــ مصر

وعزّ رجوعي/ليلى الرحموني/جريدة الوجدان الثقافية

 


وعزّ رجوعي...

اتيت استعيد روحا
سرقتها مني ذات مساء...
فعدت وقد اهديتك ايضا
ملامحي وكل الأشياء...
وما بقي مني
ونسيت ان تاخذه
في ذاك اللقاء...!
وعز رجوعي وانقلبت عودتي
رحيلا وسفرا دائما في الخلاء ....
وصارت الحروف تلملم ملامحي
وترسمني وجها جديدا
بين وجوه الشعراء....!
ولا عدت ارغب
في العودة منك أبدا
ولا عدت اروم ظلامي
وقد انرت بعيني
دروب الضياء....
وابتسم كلما تذكرت خطوات
قطعتها عكس اقداري
عكس انوار السماء...!
واخجل إذا ما رأيتك يوما
وابحث في جعبتي عن حرف
يوصل عني فرط الحياء ...
فكيف اعتذار أقدام حروفي
وقد رفضت كفوفا ارادت
رفعها على أجنحة الحب
إلى ثريات السماء.....!
*ليلى الرحموني*

أودع سنة ماضية/رضا ناصر حسن /جريدة الوجدان الثقافية


 أودع سنة ماضية

بقلم
رضا ناصر حسن
أودعها وي كل الراح
ماضي راح كله جراح
سنة ودمت منها الراح بالراح
عسى ربي يخلفها بعام كل سماح
أستقبل عامي الجديد
بالبحر الوافر
دع أمرا إذا آلت لمآل
وسع صبرا أن حل المحال
أطلق نفير خزينك للأمور
ما خزنت لها بأيامك الخوال
ولا تجمع أي حال بحال
فما لأحوالها الدنيا زوال
كن جلدا كن جيد
شيمتك الصبر على الأهوال
وأن تكالبت عليك الخفايا
كن بصبرك السر بأيامك الطوال
رضا الحميدي...

كل عام وإنتي بخير/ملك محمود الأصفر/جريدة الوجدان الثقافية


 كل عام وإنتي بخير

................................
ست مفيدة بحبا كتير
وما بقدر إلا قلا
إنا على قلبي بتمون
وجوا بالقلب محلا
ابعتلا عجناح الطير
حروفي تهمس وتقلا
كل عام وإنتي بخير
يا ست الدني كلا
...................
وابعتلا أحلى عطور
مع نسمات البرية
وقصايد بحروف النور
متل الشمس المضوية
وكلفتا حتى النجمات
بهالليلة البهية
توصلا مني الأشواق
من الكسوة لسقيلبية
.................
كل عام وإنتي بخير
وانشاله العمر كلو
بتعيشي العمر بأفراح
ونهديكي الورد وفلو
وأنا وانتي نتلاقى بيوم
ويتلاقى الخل بخلو
ونسهر حتى طلوع الضو
حتى النجمات يفلو
............................................
ملك محمود الأصفر

معايدة /روضة بوسليمي...تونس/جريدة الوجدان الثقافية


 # معايدة ..

همست للأيّام ما شاء لي
لمّا تسامرنا ذات مساء...
وأردفت قائلة للأقدار :
- خذوا من نخيل واحاتي
أشهى عراجيني
خذوا حبّات زياتيني
ووافر محاصيلي
لكم من خير الدّوالي
كلّ الخوابي
لكم سبائك ذهب صاغتها
سيّدات السّنابل في حقولي ...
خذوا ماء العيون
تشّربوا عذب ينابيعي
لكم سلالي المرصّعة
باللّوز ... ،
بالرّمان ... ،
بالتّوت ...،
و بأشهى عناقيدي
ولي عندكم يا طواحين الرّيح
أن تشفقوا على حلمي المدللّ
و لي في ذمّتك يا موج الشّاطئ
أن تضمّ غثاء حنيني....
لكم معايداتي
وأشهى قصائدي
لكم أعذب الأغاني
لكم كل ما يخطر بالبال
ولي عند العصافير موال
وعند الموج أحاديث
وأحلم بالعيد يسكن وريدي
--------روضة بوسليمي...تونس

الجمعة، 31 ديسمبر 2021

يا ربّ يُسراً بعدَ عُسْر بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 ….يا ربّ يُسراً بعدَ عُسْر…..

إرْحَمْ عِبادَكَ…….. ..بُكرَةً وأصيلا
كورونَا عشّشَ في البلادِ.. .طويلا!
لمْ يكْفِ أنّهُ قد أتانَا ……..مُدَجّجاً
حتّى أتى بِعشيرِهِ …………وقَبيلَهْ!
يا ربِّ إرْحَمْ ………فالفؤادُ مُعذّبٌ
والحالُ أغبرُ…….والنّفوسُ عَليلَهْ!
فاليوْمَ تصدُفُ …………للنّهايةِ ثُلَةٌ
فاجعلْ مَعاها لِلعَسيرِ………أُفولا!
وَاجْعَلْ مَعاها لِلكُورونَا …….. نِهايةً
في كلِّ بيْتٍ قد أتَتْهُ ………….قتيلا!
لِيكونَ عامَ السّعدِ …………بعدَ كآبةٍ
فالكُلُّ جاءَكَ تائباً……………. .وذَليلا
يا ربِّ ما لي …………غيْرَ بابِكَ وِجْهَةٌ
فاجْعَلْهُ عاماً ………..يا إلهِي جميلَا!
أدخلْ بِيُمنى عامَنا… ………….وَبِباقةٍ
ِلِلورْدِ مَعْ آيِ الِكِتابِ ……………دَليلا!
لِيكونَ عامَ نُغاثُ فيهِ ……………أربَّنا
تُبنا إليْكَ……………..فَلا تَدَعْهُ ثَقيلا !
عزيزة بشير
Peut être une image de ‎rose et ‎texte qui dit ’‎باقة ورد‎’‎‎