السبت، 4 أكتوبر 2025

خرائط في الروح المشتعلة بقلم الكاتب عامر حامد المطيري

 خرائط في الروح المشتعلة

في دمكِ

أرى خرائطَ لممالكٍ غابرة،

تضيءُ كلَّما مرّتْ يدُكِ على صدري

كأنكِ تُعيدين رسمَ سومر

بأصابعٍ من لهب.


أيتها العرافةُ التي تحملُ في عينيها

ألفَ طوفانٍ وألفَ سفينة،

أنا نوحُكِ العالقُ في صحراءٍ من الملح،

أصنعُ من قُبلِكِ ألواحًا

وأنتظرُ مطرًا لا يأتي.


كلما نطقتِ،

ارتجفتْ أعمدةُ بابل،

وانشقّتْ جدرانُ أور،

كأنَّ صوتَكِ لُغةٌ خُطّت قبلَ الخليقة

ثم ضاعتْ في زحام القرون.


أنا قتيلُكِ

ومُبعثي،

كأوزوريس حين تلمُّ إيزيسُ أشلاءَه

ليعودَ جسدًا من ذهبٍ أخضر.


لكنني —

في كلِّ قيامةٍ تمنحها يداكِ —

أبقى غريبًا،

أبحثُ عن أبجديةٍ

لا تُشبهُ الحروب،

ولا تُشبهُ الخرائطَ الممزقة،

بل تنبتُ من فمكِ

كما تنبتُ الكواكبُ من سواد السماء.


عامر حامد المطيري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق