صور في الذاكرة
تمرُّ سلسلةٌ من ذكريات
تلسعُني النَّسماتُ الحارَّةُ
يصرخُ في داخلي ألمٌ عميقٌ
يوقظُ آلامًا لم تمْحُها السِّنينُ
أبتعِدُ
لكنْ منَ الماضي ما من مفرٍّ
أسمعُ في صدري حشرجاتٍ أكتمُها
اُطفئُ أضواءً
تمسي ظلالا
تسرحُ طيّ الاجفان
هناكَ عابرون
يحملونَ البنادقَ
يقطعونَ الجسورَ
تتساقطُ البنادقُ
من هولِ القنابلِ
تتطايرُ الأقدامُ
كطائراتٍ ورقية
تعلو
تسقط متفحِّمةً
هناكَ تكثرُ السّرادقُ
يغلي صوتُ المواجعِ
تطقطقُ الكنادرُ
تشوّشُ على أزيز الرَّصاصِ
وصوت المدافعِ
النِّسوةُ يسرعنَ لالتقاطِ الأرواح
لالتقاطِ القبلات
لاقتناص ضمًة
لالتقاطِ صورة
في الذاكرة
يوشمنها في العقل
أسياخًا من نيران
يخزننها لهيبا في ذاكرةِ القلبِ
الصُّوَرُ امست إرثا من أطباق
تعبقُ برائحةِ الأمواتِ والأحياءِ
الصور ذلك الكنزُ المدفونُ
في الرّوحِ
نستخرجُهُ في ذكرى وعبرة
هنا ترقد بطولةٌ
في نومٍ مؤقّتٍ تستريحُ
هناك
صبيَّةٌ تغوي مقاوِمًا
ترمي منديلًا
يسحبُهُ الواجِبُ
اتجاهُه واحدٌ نحو ذاك الطّريق
يناديه يا بطلُ
لا تؤثرِ الغوايَةَ
على حبِّ الوطن
سامية خليفة/لبنان

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق