إلى الأحرار في قافلة الصّمود،
أكتب إليكم في هذا اليوم بالذّات وأنا فخور ومعتزّ أنّي عشت لأرى وأشهد أناسا مثلكم، قلوبهم مليئة بمعاني العزيمة والثّبات والإيمان بالعدالة والمعاني السّامية للإنسانيّة.
لم تكن رحلتكم إلى غزّة مجرّد قافلة، بل أنتم رمز للإرادة الحرّة الّتي لا تثنيها العراقيل والصّعاب عن بلوغ مقاصدها الرّاقية. أنتم مثال يحتذى به على درب النّضال لتضيئوا الطّريق للإنسانيّة جمعاء كي تتصدّى للوحشيّة والعنصريّة في كل مكان من العالم.
ما أقدمتم عليه، وما بذلتم من أجله من مجهودات جبّارة، وتكبّدتم في سبيله من مخاطر وتضحيات، ليس نصرة لغزّة وحدها أو لفلسطين الحبيبة؛ بل رسالة بالغة إلى كلّ النّاس في العالم بأنّ الحريّة حقّ لكلّ فرد ولكلّ بلد، طالما هي في حدود احترام حريّة الغير. وأنّ الإرادة إذا اجتمعت مع الإيمان لا تقهرها قوّة.
وهي أيضا رسالة إلى المتغطرسين بأنّ حقّ الشّعوب في تقرير مصيرها ليس حكرا عليهم، بل هو حقّ للجميع.
يا أحرار العالم، أنتم صورة وافية وملهمة لكلّ من رسم لنفسه طريقا على درب الحريّة والصّمود نحو النّصر، مهما طال الزّمن واشتدّت الخطوب. فليتعلّم منكم العالم بأسره أنّ التّمسّك بالحقّ هو الطّريق إلى الحريّة، وهو أقوى سلاح في وجه الباطل وأعداء الإنسانيّة.
أشدّ على أياديكم، وأضمّ صوتي إلى أصواتكم لإعلاء كلمة الحق. وثقوا أنّ ما بادرتم به قد أثّر في قلوب النّاس وعقولهم، وأنّ الإنسانيّة ستعرف حقبة جديدة تتغيّر فيها المفاهيم وتتبّدل فيها معاملة الآخر.
لقد صارت قافلتكم عنوانا للتّحدّي والإصرار، وحافزا للأمّة العربيّة خاصّة، وللعالم بأسره عموما، كي تنهض الهمم وتستعيد دورها في نصرة المظلوم والوقوف في وجه الظّلم أينما كان.
حفظكم الله بحفظه، وثبّت أقدامكم، وكتب لتضحياتكم ثمارا طيّبة تعيد الحقوق إلى أصحابها. تأكّدوا أنّ كلّ لحظة صمود هي لبنة في بناء مستقبل مشرق للأمّة العربيّة وللعالم بأسره.
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رشدي الخميري/ جندوبة / تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق