دموع السّماء
غيمة في السّماء
من عطفها بكت وسالت
لا الحزن في بكائها ولا الغضب
بل دموع الغيث زلالا مقطّرا
يغسل درن الجفاف
وفوضى الأصوات وكآبة المنظرا
هي السّماء تتأوّه
وتبني على الأقدار ما قدّرا
هذي الشّوارع وتلك السهول
والرُّبى فقدت من قبلُ نضارتها
وجفاف الوادي والمعبرا
فصارت كالسّراج
يجعل دجى الليل يندثر ويُقبرا
تبوس قطراتها خدّ النوافذ
وتجري في المزاريب مجبرا
نفتح أمام عبقها أروقةَ الحبّ
ماضيا وحاضرا
وحنين القلوب رسائلا
تزيّن جوف الفؤاد والمظهرا
والرّبيع يزركش الطبيعة
بعد شتاء روى عطشها الأصفرا
أنشودة الزخّات نُقِشت
على الأرض كأنها حبر ومحبرا
هي الأقدار أيقظت فينا
الإيمان بالحمد والشّكرُ أمطرا
أحيت فينا ما كان مبهما
وما لم ينمو في نفوسنا قد تأخرا
يحادثنا المطر كأنه شاعر
بات ليله يُطيل الهمسات ويقترا
سقتنا السّماء من دموعها
فالماء منها زلالا وغيثا مطهّرا
يُميت القحط والجفاف بهطوله
فيسكنهم المقبرا
والجداول منسابة بخريرها تشكّل
في الحياة السرّ والجهرا
والكائنات تكوّن فيها الرّحمة
خيرَ البيع والمشترى
إذا الظلّ غاب بأفول الشمس
وراء الغمام فهيِّء الموقد والمجمرا
يا فرحتي باليوم جماله تبسّم
والمطر بالأمس قد انهمرا
ونسيم الهواء البارد
دفع حرارة الهوى في الأرواح وانتشرا
بقلمي: دخان لحسن. الجزائر 18.10.2025

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق