الخميس، 1 أغسطس 2024

...... تاهَ الكلامُ في الكلام ...... .يقلم الأديبة ....جميلة بلطي عطوي

 ...... تاهَ الكلامُ في الكلام ...... 


مُذْ باعتِ الأيّامُ

نورَ عينها للظّلامْ

مُذْ سكنَ الحسّون على زيتونتِي

تاهَ الكلامُ في الكلامْ

صِنوان للشّدّ 

أنا والزّمنُ العنيد 

نركبُها الموجة تلْو الموجة 

ونظلّ نخبطُ 

بحثا عن الشّاطئ المغمور 

في ذاكرة البحار

عنِ الشّمس تُجاهد حتْفها 

عند الغروب

تسيلُ دماها على الشّطّين

وأنا أكابرُ 

تنفتح في عينِي الرّؤى

يمتدُّ بحري

تُحلّقُ نوارسي 

كابن بطّوطة 

سفينتي لا تُنزلُ شراعها

ذاكَ المُحلّى بالمُحار

بلون البحرِ والصّفاءُ ربيبه

ذاكَ المُوازي للهديرِ في خاطري

في حنين الزّمن 

يرسُمُ على مَدار الشّوق نوْلَ أمّي

خبزَ أمّي والطّعامْ

ترمِيني فُرْشاته اللّعوب

على قمّة الجبل 

أوْ في الوِهاد

فأرتوي مِنْ نبعها عيْن الكرام

أوْ أقطف نوّار اللّوز أكماما

أنضّدُ سلّتي

أُلبِسُ الزّيتونة ثوبَ طفولتي

أعلّقُ أرجوحتي

أحضُنُني بملء  اللهفة 

والصّدى في ذهني يُردّد 

" وليلٍ كموج البحر أرخى سدوله " 1 

لا ليل هنا أيّها الملكُ الضّليل 2

بلْ هالة النّور الغرير تُصفّق

إشراقة للشّمس 

أذكرها .. تذكرني و" الأفق طلق" 3 

أمنيات الأمس واللّيل البهيّ

لحظات بملء  الدّهشة

" بتنا لها حين نام الدّهر سُرّاقا" 4

في غفلة والحلم يُسعفنا

نصيرُ حُداة الوقت

يَخْشى صوتنا

يُهادنُ سيرنا

يا ليلنا المتوّج  بالسّمر

يا يوْمنا الظّمآن للقطر

هُزّا جذوع النّخل 

ردّدا

في خُلوة العُبّاد أسرار الحياة

أو تراتيل الموت يفتح أفقه 

يُحوّلُنا بُخارا ..أو بَخورا 

يضوع  في تلافيف التكوينْ

يُسقِطُ الصّمت الحزينْ

والْ تبدأ الأسفارُ مِنْ دنيا إلى دنيا 

على نحيب النّاي حينا 

أوْ على هزْج الكمان

فالعِشق للنّور عبادة 

ميلاد الفرح مِنْ رحم السّواد

كالطّيور المهاجرة نعود 

إلى اللّوزة والزّيتونة 

إلى النّوْل عليه نُعلّقُ ألامنا، أحلامنا

ينسجُنا شالَ فرحْ

يا للجِلاد يقهرُ لوْن التّرحْ

يا لَجمالِها تلك القصيدة

و الصّمتُ يحضنُهُ الكلامْ .

تونس.....22 / 4 / 2020

.يقلمي ....جميلة بلطي عطوي


............

1..."وليل كموج البحر أرخى سدوله".... من معلّقة امرئ القيس

2...الملك الضّليل....امرؤ القيس

3 ..".والأفق طلق"...أنّي ذكرتك بالزّهراء ...ابن زيدون

4 ..."بتنا لها حين نام الدّهر سرّاقا" ...انّي ذكرتك بالزّهراء ...ابن زيدون


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق