الأربعاء، 3 يوليو 2024

مرثية لنجم..سقط في الأفول بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 مرثية لنجم..سقط في الأفول


"العبرات كبیرة وحارة تنحدر على خدودنا النحاسیة..العبرات كبیرة وحارة تنحدر إلى قلوبنا".(ناظم حكمت)


أيّها الموت:

كيف تسلّقت أيّها الموت فوضانا

      وألهبت بالنزف ثنايا المدى

وكيف فتحت في كل نبضة من خطانا

شهقة الأمس

                             واختلاج الحنايا..

ثمّ تسللت ملتحف الصّمت

          مثل حفاة الضمير

لتترك الجدول يبكي

والينابيع،مجهشات الزوايا..؟!

      غسان

لِمَ أسلمتني للدروب العتيقة

للعشب

 ينتشي من شهقة العابرين..

لٍمَ أورثتني غيمة

                     تغرق البحر

وأسكنتني موجة تذهل الأرض

ثم رحلت؟

فكيف ألملم شتيت المرايا..

             ألملم جرحك فيَّ

وكيف أرمّم سقف الغياب

       وقد غصّ بالغائبين؟

فهات يديك أعني

     لأعتق أصداف حزني

وهات يديك إلىَّ،أغثني

لأنأى بدمي عن مهاوي الردى

فليس من أحد ههنا،إبني

كي يراني..في سديم الصّمت

                      أقطف الغيم

وأزرع الوَجدَ

           في رؤوس المنايا..

  غسان

إبني وكبدي:

ها أنا الآن وحدي

أضيء الثرى

         بين جرح وجرح

وأسأل الرّيح وهي تكفكف أحزانها:

ما الذي ظلّ لي !؟

غير كتاب-رثيت- فيه موتايا

وآخر..

سأعصر فيه خصر السحابة كي تبوح:

                   كم خيبة لي في سماها

كم رعشة

           أجّجتها غيمة في ضلوعي

وألهبت فيَّ 

جمر العشايا

وكم مرّة ألبستني المواجع جرحها

وطرّزت دمعي 

                     وشاحا للقادمين؟

                                         *   *  *

إبني

ها أنا الآن وحيد

          أستدرج الوحي للرّوح

وأسير على حلكة الدّرب فجرا

         كأنّ العواصف تلاحقني

كأنّ الرّحيل جزائي

كأنّ الرحيل-تعويذة-أمّي لروحي

كأنّي طريد

  ههنا إبني،ألتحف الصّمت

أقدّس سرّ هذا الزّمان

         أتصفّح دفتر عمري

وأفتح ذراعيَّ للمتعبين

كأنّي تعبت قليلا

كأنّ عطرك قد تلاشى

كأنّي هرمت

ترى،هل أقول لقلبي:

               كفَّ عن الحلم والنبض

ترى:هل يستجيب؟

    أم أنّ الرهان الذي قد خسرت

سيظلّ يلاحقني في الدروب

كي أظلّ في كل درب شريد..!   


  أيا إبني:

كم قطّرتك الثنايا..

                    لأشرب ضوءك

قم من سباتك

             وجُرَّ الفيافي لنبعي

لينتعش الظامئون بمائي

                  أنا ما ذبلت

ها أنا واقف في انحنائي

كأن تراني

          شامخا بالحنين

غير أنّي تأهّبت في الحزن

حتّى تهدّل منّي الشذا

وأسرجت دموعي

             بواحات وجدك

حتّى تراءى لي وجهك كطيف في حلمي

فكم ليلة سأظلّ أحلم..

                      كي لا يهرب الحلم منّي

وكم-يلزمني-من الدّمع كي أرى الجرح

أجمل

كي أراني..

                                     * * *

كي أرى وجهك-ولو مرّة-

      في تضاعيف الهدى

                            يفاجئني

                             ويغيب؟


محمد المحسن



"زمن الحَرْف" بقلم الكاتب رؤوف بن سالمة

 "زمن الحَرْف"

رؤوف بن سالمة/الحمامات


قد تتعسّر الكلمات

وهي تنبعث تمتمات

ليهتزّ أديم الورقة 

حين البدايات..

ويغرق القلم

في أتون الدّواة 

مثّاقلا ، يصارع

جمّا من الخيارات 

حين تقفز هنا 

وحتى هناك

هلمّ المفردات ..


ألامس في شرودي

زمن الإكراهات

وعتوّ الكلمات

وصخب التساؤلات

ويدرك قلمي الحائر

أن نحت صخر المفردات

هو دوما عصيّ

وزمنه أعتى اللّحظات

فكثيرا ما أرغب 

في حرْفٍ كثيفٍ

في أبسط الجزئيات ..


حين يهمس الحرف 

في أذني المتسكعة

فتلك أسعد اللحظات..

وأنا أحلّق منتشيا

مع صور ومشاهد 

ومخترقا حجبا

لأسمع كلّ الوشوشات

وأحضر صلاة القصيد

دون أيّ مغالاة

وتنساب روحها

بأجمل الإيقاعات ..


رؤوف بن سالمة/الحمامات




شواطئ العطش للأديب الصادق شرف أبو وجدان

شواطئ العطش


في كل قطرٍ عربيّ غزة في مَحرقهْ

فغزة القطاع منْ خارجها تحرقها المرتزقَهْ

وغزّة الأقطار من داخِلها تغوصُ فيها المطرقهْ

يُساقُ منها العربيّ الحرّ صوبَ المشنقهْ

***

لا ذنبَ للمحروقِ للمشنوقِ إلاّ أنّه منْ غزّهْ !

من أمّة بأصلها وفصلها مُعتزّهْ !

والخارقون الشانقونَ أُحرجُوا بما لها من عزّهْ

يبغونها كبرْكةٍ آسنةٍ .. لا موجةً مهتزّهْ

يبغونها لا تعشقُ الحريةَ التي لو عَشِقتْها أمّتي تصيرُ مستفزّهْ

يبغونها أن لا تقول : (لا) حتّى تظلّ دائما شعوبُها مبتزّهْ !

خيراتُها مبتزَّهْ !

أدمغة العلوم عنْ أجسادها مُجتزّهْ !

يستخرجون بيضها من بطنها ويذبحونَ بعدها الإوزّهْ

يبغونها محبوسةً في قشرةٍ تحيطُ قلب اللوزَهْ

***

يا لوزةً لكسرِها وأكلِها يستعملونَ المطرقَهْ

إن اعجزتْ داخلها .. داخلُها يجيءُ بالمرتزَقهْ !

إن أعجزتْ مُرتزِقا .. يقوى عليها بالدُّمى المُبيْدَقهْ !

يلتحِمانِ ضدّها مثلَ التحامِ معدَنٍ مذوّبْ صلبَ الشقوقِ الضّيّقهْ

ولا مجالَ لانطفاءِ المحرقهْ ..

إلاّ إذا انتصرتَ يا صندوقنا على الكراسي ـ المشنقهْ

الصادق شرف أبو وجدان 


الثلاثاء، 2 يوليو 2024

حفل تكريم الفنان التشكيلي المحترف الشاعر سامي الساحلي والأديب الإعلامي مراد البجاوي وبعض المتميزين في الباكالوريا يوم الأحد 30 جوان 2024 بحضور ومشاركة الأديبتين الشاعرتين حسيبة صنديد وأحلام بن حورية وفرقة موسيقية من الناشئة..

 حفل تكريم الفنان التشكيلي المحترف الشاعر سامي الساحلي والأديب الإعلامي مراد البجاوي وبعض المتميزين في الباكالوريا يوم الأحد 30 جوان 2024 بحضور ومشاركة الأديبتين الشاعرتين حسيبة صنديد وأحلام بن حورية وفرقة موسيقية من الناشئة..

تنظيم جمعية نساء بلادي قصر هلال برئاسة الأستاذة لمياء جعيدان بمقهى لبتيس لمطة ولاية المنستير


الدفعة الأولى من ألبوم الصور 

متابعة وتوثيق الفوتوغرافي فاروق بن حورية مراسل الوجدان الثقافية ومجلة حورية الأدب

















الاثنين، 1 يوليو 2024

عذرا ختيارة -- بقلم د. حسام محمد خليل

 عذرا ختيارة 

--------------

بقلم د.  حسام محمد خليل 

لوحة فارغه

تعلو جوانبها لو ن البياض

ريشة ....

تخط بلا ألوان

بلا فنان....

وتعمق بنقطة الارتكاز

تجد ديوان شعر بلا حروف...

وإمضاء لشاعر قد مات...

 ومدينة على ساحل 

بين اليم والرمال...

جيل يبني قصورا

ويلهو فإذ تمعنت ...

تجد خرافات من وصف 

ليس لها قرار ..

لوحة بيضاء ...

كل نقشها وهم

وهم وضياع...

تمعن بجانب العلوي للوحة دد

سحابة زرقاء  نقشها... 

طير بلا أجنحة ولا حياة 

   وحقيقة لون بؤرة العين 

تعكس لون الزراق ...

فما زالت اللوحة لا 

تحمل نقشا ولا شعرا

ولا آتى شاعر ولا فنان...

 فكفي هرمة ينهش 

جسدها من  مات ضميره

بين أنياب الكلاب..



الأحد، 30 يونيو 2024

شهرانِ مرَّا بقلم الشاعر محمود بشير

 بعد مرور شهرين على رحيلها 

يوم 2024/4/27 ، تظل رفيقة

 الدرب "نجية درويش"حاضرة 

في الرّوحِ والوجدان.


شهرانِ مرَّا


شهرانِ مرَّا ما غفَتْ أجفانُ 

            كلاّ وقد عصَفَتْ بِيَ الأحزانُ


مُذْ فارقَتْنِي والدُّمُوعُ جداوِلٌ

          تجرِي وشلاَّلُ الجَوَىٰ طوفانُ


نفْسِي تَئِنُّ وأسْتَذِلُّ لخالِقِي

             فهو المَلاذُ فإن ذَلَلْتُ أُعانُ


 أرثِي "نَجِيَّةَ"والفراقُ يُذِيقُنِي 

       مُرَّ العذابِ وفي العذابِ هَوانُ


يا ويْحَ قلبِي قد حُرِمْتُ دواءَهَا

            كانتْ طبِيبِي إنْ رمانِي زمانُ


قدْ هدَّنِي الإِعْياءُ بِتُّ مُعَلَّلاً

               مَنْ ذَا يُطَبِّبُ مَنْ بهِ أدْرانُ


ذَهبَتْ وصِرْتُ مُتَوَّهاً من بَعْدِهَا 

         إن رُمْتُ فِعْلاً عَضَّنِي النِسْيانُ


ربّاهُ خَفِّفْ كُرْبَتِي وبَلِيَّتِي

            فأنَا الغريقُ الغارِقُ الغَرقانُ

     

أرنُو إليكَ لِكَيْ تُيَسِّرَ عُسْرَهَا

          فالْطُفْ بها فيكَ المَلاذُ أمانُ


محمود بشير

2024/6/28



الخميس، 27 يونيو 2024

السعادة بقلم الأديبة زهراء كشان

 السعادة هي حالة من الانسجام الداخلي تناغم بين الإنسان و روحه  تتجاوز الفرحة التلقائية البسيطة و الرضا المؤقت إلى تحقيق الذات وجمال الروح في مسار صحيح  نحو الفضيلة والحكمة. السعادة تتجلى في توافق الانسان مع نفسه و مع الكون وفق المبادئ و القيم حين يكون قادرا على أن يستثمر اللحظة التي يعيشها في متعة و بهجة و يتذوق الجمال في كل ما يحيط به٠

     زهراء كشان



زَمَانٌ ظَلُومٌ .. بقلم الشاعرة رفا الأشعل

 زَمَانٌ  ظَلُومٌ ..


زمانٌ ظلومٌ يسوقُ البَلايَا

وبُركانُ قَهرٍ يذيبُ الحَنَايَا


لعَمركَ إنّ الحياةَ رَمَتْني 

بسَهْمٍ إذا صابَ يصْمي الرّمَايَا


سللتُ سيوفي وأعددتُ جَيْشًا 

بهِ أشعلُ الحربَ ضدّ الرّزايَا


أرى اليَوْمَ قَوْمِي يعيشونَ ذُلّا

وقلبي يتوهُ .. يطيرُ شظايَا


وثرتُ على هجماتِ زَمَاني

رَمَيْتُ وما صابَ سهمي سوايَا


أرى القولَ والحكْمَ حقّ القويّ

فأينَ منَ العربِ عدلُ القَضَايَا


يكيدُ الأعادي بأرض بلادي 

وظلمُ الرّعاةِ  أذى  للرّعايَا


أيا قوم  إنّا  قفونَا  سرابًا

على الدّربِ تهنَا أضَعْنَا المزايَا


حروبٌ توالت ..ودهرٌ تجنّى

كثيرُ المآسي ..قليلُ العطايا


وباسم الهدى قد سلكنَا دروبًا

عليها تصبّ السّهام المنايَا


وما كان أيّ ضلالٍ سيودي 

إلى كلّ هذا الأسى والضّحايَا


وكمْ قَدْ تغرُّ مظاهرُ نسكٍ

ووعدٌ بيومٍ جميلُ الهدايَا


بلى فالخلاص بما في القلوب

ولا شيء يعدلُ حسن النّوايَا


نفوسٌ بما قدّمتْ سوف تجزى

سنسقى بما قَدْ سقينا البرايَا


أيا من تسيء لغيركَ .. تنسى 

بأنّ الحياة كمثْلِ المرايَا 


نفوسُ الكرام سمتْ للمَعالي

وتهوى نفوسٌ دروبَ الدّنَايا


كأنّ بُلوغَ المعالي يقولُ 

أرومُ من المرءِ طيبُ السّجايا


وكم قد لجأتُ لسحر بيانٍ

لأنسى أسى جلبتهُ الرّزايا


تحلّقُ روحي بأفقِ المعالي 

ركبتُ حروفي إليه مَطَايَا


ولمّا مَلَكْتُ عِنَانَ القَوَافي

نَظَمْتُ الدّراري عقودًا سَنَايَا


رفا الأشعل 

تونس  (24/06/2024)

              على المتقارب


الأربعاء، 26 يونيو 2024

هطول غَـصَّـنَهُ حرف الغزل. بقلم/د.إكــرام عمــارة.

 هطول غَـصَّـنَهُ حرف الغزل.

                  """""""""""""""""""""""""""""""""""

من وشائج لهفتي ووتين يقيني أسبح حد الغوص لاأبالي هدرة الموج؛ فأنا يافاتنتي في العشق دفتر وللمحاق جرف يفتقر إلى الضوء، ونفرة فرس يميزه صوتٌ للصوتِ

فيكِ يكون البحثُ مُضنياً؛ شاسعات للنظرات يفرقدهن الشغف ويزلزل بالهن الترقب ثقةً تسبقُ الأملَ؛ بأن الليلة عزف على أوتار الشجن بلحن ترنمه قطرات المطر تدغدغ المتلألئ من عيون الحسناوات فيكِ أيتها المرسوم بحدود هويتها وتُرجمان كينونتها بالأثمد الحاني خارطة أمنيتي

أُلبس الصِفةَ مزيداً من الصِفَةِ وأبسط رداء قلبي لك طواعية؛ فأنا الزاهد فيما دونكِ ،أُجيد القنصَ لاأبالي بالأنواط والرُتب؛ أمتلك من البيان نواصيه ،أصول وأجول بين الخبري والإنشائي ، لي دلال على الفعل ومكرمة بأشباه الجُمل؛ أمتطي صهوة الكَلِمِ؛ يخشاني من لايخشى الظُلَمِ.

يامَنْ أخشى أن يُؤرق آخره أوله؛ يُوسِّدُ السُهد مَغبة تفكره

إليَّ بسِفرٍ من النور أرنمه أو آي من الحكمة أرتله

شطحاتي تعيد للقلب دقاته؛ على النبض سائر الأرجاء تنتفض؛ لاأقول لكِ معللتي  الصَبُّ تفضحه عيونه

لكن كوني على ثقة أنَّ الطيران ليس فقط للطير، وأن الهذيان ليس فقط للمحموم، وأنَّ الصمتَ يقيناً هو جوهرُ الكَلِمِ؛ تُحدقُ بنا الطُيوف في غير سأم أو ضجر، تعيد المارق في غير نزق وتُعير الحاضر خُلع من الربيع الحادي

يستجمع فيه القلب ماتستدفؤ به المشاعر وتهدأ معها غمغمة التجوال وزمن البرد؛ لايزمجر وصالها ريح تاهت مآويها أو يعكر صفو ودادها كدر يغشاه فتور.

هطول غَصَّنَهُ حرفُ الغزل بولوج يُسَفِّده شَفقٌ حائر ؛يُزَنِّره مِئْزَارُ الشَغفِ، وعرابيد الشوق تنخر عظام اللهفة

بنافذة حُبلى بتواقيت للانتظار خَارتْ قُواها أَبَتْ الاستسلام؛ يستأسد شذا إصرارها بأريج كل الزهور

غادتي ياشاجيةَ المموسق من تجليات ألحاني المُثْمَلة بأنفاس الأغاريد للموشحة القاطنة أوداج وجداني

إليكِ تفانيد حِلِّي وتِرْحَالي وقصيد أشعاري بليلة بكى فيها القمر سيقت كقربان ونوارس بالأفق تترصد المشهد.

   

 بقلم/إكــرام عمــارة.




سفر النغم بقلمي د رنيم رجب

 (بقلمي د رنيم رجب)  


سفر النغم 

   

القرب أجمل من غياب قاهر 

من صدفة سكنت جفون محابري


...   .... ..... ... .... ... 

من بهجة تغزو السطور قضية 

فتطوعت تلك الغمامة ساهري 


...... ... ... ..... .... ..... 

آوي إلى كهف الرزينة مغرما 

لكنها انصدمت ببوح دفاتري 


........   .... ....  .........  

صيفا يهب عباب فجر تبلدي 

كيما يزيد تصنعي في حاضري 


....    ......  .....   ....... 

ولئن رصفت الشعر في أبياته

هيهات أدنو من عيون الساهر


 .... ...    .... ...... ...  


الدرب من تعبي يسابق محزنا 

وغدى ألاحقه بهمس حائر

      .....  .... ..... 


ألقاك يانجما تألق في غدي 

ماكان لو نلت الغرام بزائر 

...  ... .... ... ... .... .....

السيكولوجيـــة الشــــعرية بين الحداثة والمعاصرة . بقلم : د . فالح الكيــــــــلاني .

السيكولوجيـــة الشــــعرية  بين الحداثة والمعاصرة


.

بقلم :  د .  فالح الكيــــــــلاني

.


           الشعر العربي كان ولا يزال يعد الفن الاول للغة العربية في مجتمع الامة العر بية ككل .


فالانسان العربي الاول جبل على قول الشعر او سماعه او الاهتمام به فهو يمثل أكثر الفنون القولية تاثيرا في او لدى الانسان العربي و التاريخ الأدبي اذا ما قارناه بالنثر او بالخطابة وكدليل على أهمية الشعر عند العرب . قيل ( الشعر ديوان العرب ) وهو كذلك حقا نتيجة لتعايش الانسان العربي و ما أبدعه الشاعر العربي من شعر تمثلت به كل معطيات الحياة اليومية لديهم منذ عصر الجاهلية الاولى ، فهو حافظ لتاريخ العرب وأيامها وعلومها المختلفة ،يمكننا ان نعتبره مصدرا مهما بل المصدر الاول والرئيس الذي يمكن الاعتماد عليه في التعرُّف على أحوال العرب وبيئاتهم وثقافتهم وتاريخهم مع طبيعته بالاحتفاظ بالرؤية الفنية اذ يتميز الشعر العربي عبر كل عصوره المتلاحقة بعلاقة الإبداع الشعري بالنغم الموسيقى من خلال الإيقاع الشعري والذي يمثله الوزن والقافية .


       قصيدة الشعر العربية تتكون من ابيات,و كل بيت منها يتألف من مقطعين الأول ويسمى الصدر، والثاني يسمى العجز، ثم سمي الشعر بمجموعه او كليته ( الشعر العمودي) الذي هو الأساس المعتمد للتفريق بين الشعر والنثر اذ يخضع هذا الشعر في كتابته لضوابط معينة . و كان الشاعر العربي يحضى بها بعفوية وتندرج في سياق الاذن الموسيقية المألوفة لدى الشعراء او بحركات متناغمة ماخوذة من واقعهم المعاش كسير الابل في الصحراء او حركة الراكب فوق بعيره او من خلال صوت هجير الرمال في الصحراء وقد بحث فيها العالم الكبير الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري – وهو علم من اعلام اللغة و الادب – في العصر العباسي واوجد لها موازين او ضوابط كقواعد اساسية في قول الشعر ونظمه واطلق عليها ( بحور الشعر ) او (علم العروض) .


      ويعرف علم العروض بأنه علم معرفة أوزان الشعر العربي أو هو علم أوزان الشعر الموافق للشعر العربي وبما انه موافق لهذه الحالة ولقرب الشعر من النفوس ومحبتها له فقد قام بعض علماء اللغة والادب بنظم اساسيات علومهم المختلفة المستجدة او المستحدثة او التي يراد الاحتفاظ بها لنفاستها في قوالب شعرية على شكل قصائد طويلة مستقلة بكل موضوع .


      وقد اتخذ هؤلاء العلماء عمود الشعر اساسا في تنظيم قواعدهم وما ارادوا ايصاله الى القارئ العربي او السامع العربي وتقريبه اليهم بافضل واحب واسهل طريقة قريبة ومحببة الى نفوسهم و شائعة عندهم الا وهي الشعر   كألفية بن مالك   في قواعد اللغة العربية مثلا او بعض القواعد والعلوم او غيرها وذلك لما ألفته الأذن العربية و استساغة النفس للنظم وسهولة حفظها وقرب استيعابها بهذه الطريقة. و الإيقاع المنتظم ، مما يجعل تلك المنظومات أسهل للحفظ والاسترجاع في الذاكرة.


       وقد خرجت هذه المنظومات من حالة وجدانية الشعر إلى حالة النظم وذلك لانها بصراحة افتقدت اهميتها كشعر او فاعليتها الجمالية فاخرجتها من دائرة الشعر الذي اهم ما يميزه العاطفة الانسانية الكامنة في الشعرية والتواصل المشدود الى النفس الانسانية وخلجاتها واتحادها بروحية الشاعر وما اوحاه اليها من عواطف نفسية قد اعتملت في نفسيته فاستودعها قصيدته او شعره فياتي الشعر كنبضات قلب متدفق حيوية ويعبر عما في نفس الشاعر او ما يسمى بالشعر الوجداني . ولهذا فقد تميز الشعر عبر أدواته ا لمختلفة التي لم يكن هذا العمود او المنظومة إلا مظهراً من مظاهر الشكل الفني غير الجوهرية ، قد فقدت روح الشعر ومثال ذلك المعلقات السبع او العشر وهي افضل قصائد الشعر الجاهلي وسميت بالعلقات بسبب تعليقها في داخل الكعبة   بيت الله الحرام   وهو افضل مكان عند العرب لجيادتها وسمو سبكها وبلاغتها وقوتها الشعرية والتعبيرية وقربها من القلب والنفس وما يعتمل فيهما من نزعات وقيل انها كتبت بماء الذهب لنفاستها الفنية وقد نظمت بأوزان الشعر العربي دون أن يعتريها أي فقدان لروح الشعر او جمالياته الإبداعية و بأبعاده الفنية والعاطفية او النفسية و تعد أشهر ما كتبه العرب في الشعر من حيث السبك واللغة ، وقيل أيضا إن هذه المعلقات اشبه بالعقود النفيسة التي تكاد ان تعلق الأذهان وتدخل القلوب والافئدة وتسير غائرة في اعماق النفس لتروّيها ولا تزال حتى الان تشد القارئ العربي اليها شدا وثيقا في تاثيرها الشديد في القارئ العربي عند قراءته لها او مراجعتها  وما اجمل ماقاله امرؤ القيس في معلقته وهو يتغزل بحبيبته قديما  وكانه قاله الساعة لها :

 

أفاطِـمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّـلِ

                                      وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي


أغَـرَّكِ مِنِّـي أنَّ حُبَّـكِ قَاتِلِـي

                                           وأنَّـكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَـلِ


وإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَـةٌ

                                              فَسُلِّـي ثِيَـابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُـلِ


وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي

                                           بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّـلِ


         وقد لا اخرج عن الموضوع ان قلت إن مفهوم الشعر عند أرسطو الشاعر اليوناني القديم ينحصر في المحاكاة، والشعر الحق عند ه يتجلى في المأساة ويتمثل في الملحمة والملهاة فهو يقرر بحزم أن الأعاريض الشعرية لا تعتبر الحقيقة المميزة للشاعر بخلاف الشعر العربي الذي تمثله ازدواجية العروض والجمالية . فالمحاكاة لا الوزن هي التي تفرق بين الشعر والنثر عند ارسطو اذ يثبت جوهرية المحاكاة الافلاطونية ومعاناتها بدرجات متفاوتة تبعا لدراسته الكثير من الاعمال الفنية واشكالياتها المختلفة فكل أنواع الشعر التي درسها إضافة إلى الموسيقى مثل الرقص والفنون التشكيلية وأشكال المحاكاة. فالمحاكاة عند ارسطو بعيدة عن الحقيقة بدرجة متساوية بحيث يجمل بنا ان نقول بأن المواقف والأفعال والشخصيات والإنفعالات النفسية ينبغي أن تكون متشابهة ومتوازية ومنسجمة مع الحياة وليست مثل صورة تصويرية او فوتوغرافية منها – فمهمة الشاعر في هذا المجال هدفه ألا يحاكي احداثاً تاريخية معينة أو شخصيات بنفسها بل عليه محاكاة ذات الحياة في عالميتها الشاملة وسموها المتعالي من حيث الشكل والجوهر.


      لذا فالشعر وجد باعتباره محاكاة للإنطباعات الذهنية ومن ثم يتبين انه ليس نســــخا ً مبــــاشراً للحيــــاة. وإنما هو تمثيلٌ لها ينبع منها ويصب فيها . ويتبين بأن الشاعر الفذ يحاكي الأشياء كما هي، أو كما كانت أو كما ينبغي أن تكون اي على حالتها او وجوديتها في الطبيعة وربما – كما اعتقد الناس – بأنها كانت كذلك، أي أن هذا الشاعر الذي ربما كان متهما بالبعد عن الحقيقة المعروفة عند الناس، يمكن أن يدافع عن موقفه بأن يعرض الأشياء الحاضرة والماضية وبمثالية أو بما يعتقده الناس فيها.

لاحظ قولي في قصيدتي  عيد النصر   :


الحريّة  حمــــراء   بنا   شمخت

                                      فخر الرجال  وللا غا د  في  وجر


حمراء - سوداء  للاعداء - ناشرة

                                        هول الحتوف وهم الخوف والذعر


الليل ملتهب والشمس في حجب

                                   والحقد محتظر والظلــــــم في سفر


مزقت جفن الردى بالهول تشدخه

                                    شـــــدخ الزلازل للاعلام والحجر


والشر  تجتثه  ان   مد  مخلبه

                                نحو الضياء ونور الحق في سدر


فاضرب  فديت  عدوا  لاحياة لهم

                             واطوي ظلام الليالي السود في سقر


في صاعد من دخان الحرب تحبسه

                              سحبا من الغيم قد اشفت على المطر


         والشعر قد يكون كانما  سماوياً وهذا لا يعني أنه يجب أن يكون كذلك او انها لازمة ضرورية له ومن هنا يتضح لنا ان مزامير نبي الله داود عليه السلام هي إغانٍ قد نظمت في أوزان معينة الا انها ليست شعرا حيث ان الوزن وحده لا يقيم شعراً بمفرده اذ يفتقد الايقاع او النغمة الموسيقية والعاطفة .لذا يتوجب الحصول على الإبداع الحيوي الذي يمثل الخاصية المميزة للشاعر وتقاس امكاناته الشعرية بقدرها او بقدر ما يأتيه منها فهو يبدع أشياء جديدة معتمداً على فطنته الذاتية او فطرته وما عاناه او يعانيه خلال  ساعة النظم او الكتابة او يتفكر فيه .


        فالشعر معرفة انسانية تحمل معطيات الرؤية و الاحساس النابع من القلب وهذا الاحساس المعني هو المصدر الوحيد لمعرفة الاشياء في هذا العالم الذاتي, أي ان الشعر الذي ينبثق من الروح اللاعقلية و  اللاتصورية مضاد لكل تفسير منطقي .اي ان ما عناه الشاعر ربما يبقى مبهما عند الاخرين وبما يحقق المقولة المعروفة ( المعنى في قلب الشاعر) ومن هنا يتضح ان الشعر في الاتجاه الرمزي ربما يكون تعبيراً عن العلاقات التي تخلفها اللغة لو تركت لذاتها بين الحد العيني والتجرد المادي والمثالي وبين المجالات المختلفة للحواس. او بمعنى اخر أن الشعر هو الإيحاء لصور مثالية قد تتصاعد إلى الإعلى محلقة باجنحة شعرية منبثقة من روحية الشاعر وعاطفته المنبعثة من اعماقه وممتزجة بخوالجه المتدفقة منها و المشحونة بها والتي يخترعها في شعره والتي قد تتبخر في بعض الاحيان فينكص الشاعر عن قوله في تلك اللحظة او الفترة الزمنية ( فترة الالهام ) او نقول أن الشعر هو الخلق الجميل الوقع ، و يقصد فيه التبصر والسمو و التأمل في تجربة ذاتية لنقل الصورة الجميلة المعبرة عما يجيش في نزعات الشاعر وممتزجة بأقوى عناصر الجمال الشعري والشعوري الذي يتمثل في الموسيقى الكلامية المنبعثة من امكانية الشاعر في الايتاء بها او تقائها من خلال تمازج او تزاوج الحروف اللغوية مع بعضها بحيث تعطي نمطا او نسقا موسيقيا معينا ونغما رائعا تبعا لأمكانية الشاعر ومقدرته على الخلق والابداع وامكاناته في سبر اغواراللغة لأنها طريق السمو بالروح نحو مسارات عالية ذات نغمات تبثق من نفسية هذا الشاعر وعواطفه وامكانيته التعبيرية والتي هي السبيل للإيحاء وللتعبير عما يعجز التعبير عنه الاخرون .


       من هذا نفهم ان الشاعر يتميز بخاصية فنية ابداعية فطرية في اغلب الاحيان ربما تُشحذ بالاكتساب والتعامل مع النصوص والمطالعة او بالمران ويتحقق من ذلك انه – أي الشاعر – يمثل قمة الاحساس النفسي في ذاته بحيث تنثال شاعريته في اغلب الاحيان انثيالا فلا يتأتى ما ترد عليه لغيره من الذين يبقون ناكصين مهطعين مقنعي رؤوسهم ازاء ذلك بينما ينظر أصحاب الشعر الخالص او الشعراء الفحول ويسلمون الى أن جوهر الشعر هو حقيقة مستترة عميقة وايحائية لا سبيل إلى التعبير عنها بمدلول الكلمات بل بعناصر الشعر الخالصة، وهذه العناصر الخالصة غير مقصورة على جرس الكلمات وجماليتها ورنين قافيتها وتاثيرتها  وايقاع التعبير السامي وموسيقى الوزن وتغماتها – فهذه كلها قد لا تصل إلى المنطقة العميقة التي يتحدر منها الإلهام – بل تتعداها الى ارهاصات التفكير الاسنى وارتعاش القلب الوالع ونوازع النفس الشاعرة وانتشاء الروح المتلقية بما يحقق الامل المرجو منها . 


     بدأت بوادر النهضة الفنية في الشعر العربي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، حيث بدات  كشذرات خافتة لدى بعض الشعراء او ضئيلة الشأن وكأنها أصوات هامشية كما عند الشاعر ناصيف اليازجي وولده ابراهيم اليازجي وغيرهما ثم أخذ عودها يقوى ويشتد على ايد ي الشاعر محمود سامي البارودي وغيره من شعراء ذلك الزمن فجاءت مندفعة بجد نحو الرقي والاكتمال حتى اذا اكتملت خلال القرن العشرين فاضحت متبلورة في اتجاهات شعرية مختلفة في نهضة ادبية شعرية قد حددت مذاهب الشعر العربي الحديث و تفوقاته ورصدت اتجاهاته .

– راجع كتابي  شعراء النهضة العربية ) –  المجلد الثامن من موسوعتي (موسوعة شعراء العربية -


        مستفيدة من التراث العالمي وخاصة الفكر الاوربي آخذةً منه ما يوائم القيم والتقاليد العربية الأصيلة سائرة في سمتها الاصيل نحو الافضل ودائرة في محورها وبالوقت نفسه رافضة مفهوم القصيدة الشعرية كعملية تأليف أو تنظيم كنظم القواعد او نظريات علمية بل فتحت آفاقاً شعرية جديدة غير مسبوقة في تاريخ الشعر العربي مثل الشعر الحر    شعر التفعيلة   الذي رسم الشعر وفق اوزان معينة هي نصف بحور اوزان عمود الشعر ومنه  يقول الشاعر  بدر شاكرالسياب في قصيدته غريب على الخليج    :   


أتعلمين ..


أي حزن ٍ يبعث المطر..


 وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع .. 


طفلا بات يهذي قبل أن ينام 


بأن أمه التي أفاق منذ عام ٌ 


فلم يجدها ثم حين لج في السؤال .. 


له بعد غد ٍ تعود لابد أن تعود فتستفيق 


     ثم ولدت قصيدة النثر او ما يسمى بالسطر الشعري بالشعر الحديث او المعاصر والتي أثبتت في نهايات القرن العشرين وبدايات هذا القرن حضورا متميزا في الساحة الشعرية العربية على الرغم من شدة المعارضة  – من اصحاب عمود الشعر او الشعر التقليدي ( التقييدي ) ا و الذين شكّلوا دافعاً قويّاً لاستهداف التغيير والحط من قيمته ومكانته – غير عابهين بهم او غير مستمعين  – للتطور الزمني الرافض لهذه الحالة والسائر في مسيرة متقدمة نحو المستقبل بنزعاته وارهاصاته وفيه تقول الشاعرة المغربية فاطمة المنصوري  في قصيدتها (آهات قمر ):


 على جناح الطير  الشادي


 سافرت ....


الى الورد الجوري


 وكتائب البوح تنادي


من اعماق النيلوفر


خرجت حكاية


ترويها الحواري


 على  نغمات اليمام


وجرس الحمام


رعد في قلوب الجبناء


يغتال العنجهية


 على نغمات الاوتار


وحفيف الاشجار


        فالشعر الحديث صمد أمام تيارات الرفض هذه وبدأت هذه المعارضة الرافضة تضعف رويداً رويداً أمام رغبة الأغلبية في حتمية التغيير والتحديث وذلك لان الشعر عالمٌ يختلف كليا عن عالمنا المرئي فهو عالم ملئ بالسحر والجمال والطقوس والرمزية ( المعاصرة ) في بعض الاحيان بعيداً ومتجرداً تماماً من المادة 


. راجع كتابي –   الموجز في الشعر العربي   الجزء الرابع  

الرمزية في الشعر المعاصر صفحة\632 وما بعدها 


     اما الشعر الجيد فهو الكنز الثمين والوجه الحقيقي للواقع الإنساني ولطالما حلم الإنسان به منذ أقدم العصور بأ ن يكون شاعرا او يولد شاعرا . لذا استطيع ان اقول ان الشعر حالة روحية او نفسية تكتنفها العاطفة الحقة و تتأ رجح بين التأمل والالهام والحدس فالانسان الحديث ربما كانت له حالة مركبة من المشاعر الرومانسية والألم الواقعي والرموز السيريالية والقلق الوجودي فهو غير الانسان العربي القديم الذي كان هائما في الصحراء ينشد الكلآ والماء ويتغنى بما يجيش في نفسه من مشاعر واحا سيس في حدود امكانيته وظروف طبيعته فالإنسان العربي الحديث ربما تعتريه حالة او مجموعة حالات متناقضة بما تمليه عليه نفسيته والواقع المعاش في الوقت الحاضر وتناقضات المجتمع الانساني المختلفة المحيطة به .


       والشاعر الحقيقي هو هذا الذي يرخي عنان قصائده فتخرج عفوية حصيلة ثقافة انسانية عالية  ومشاعر مركبة ومعبرة عن طموحات نفسية الشاعر ومدى تأثيرها في الاخرين و ابداعات خلابة وطموحة . فالقصيدة الحالية تمثل كائنا حيا او هي أشبه بالكائن الحي حيث يمثل شكل القصيدة او بنيتها جسده . ومضمونها روحيته فهي تمثل الصدى الذي تنبلج منه اسرار روح الشاعر واراؤه ممتزجة بعواطفه واحاسيه .ومن المفيد ان ابين ان الشاعر الحديث المطبوع شاعر تتمثل فيه غزارة الثقافة في امتدادات عميقة وكأنه وارث الحضارات كلها ومطلع على ثقافات الامم المختلفة . 


         لذا اصبح متمكنا من استخدام مفردات اللغة لتصوير افكاره وارائه وعواطفه وخلجات نفسه دون تاثير من خارج او امر من احد و يرتكز على فلسفة عميقة غنية تحصنه عن القول الضحل الفاني او الركيك الى القول العميق والرصين فهو اذن يمثل فيضا هادرا وتلقائيا للمشاعر النفسية القويَّةِ المنبثقة من اعماقه يَأْخذُ بها مِنْ العاطفة المتأملة المتجددة المنطلقة نحو الافضل متألقة متناغمة تنشد الحياة والانتشاء فيها والحب للانسان المثالي ونحو الافضل في توليده للافكار والابداعات الشعرية الجميلة ومحـــاولة خلـــقها مـــن جــديد واختم بحثي  بقصيدة الشاعرة الفلسطينية المعاصرة    ا يمان مصاروة   وهي تغني لمدينتها المقدسة القدس قصيدتها (  تنهيدة  عشق   :


على أعتابِ حزنكِ قد مَضَينا

فُرادىً في المنافي نُستباحُ


أيا فجرَ الأماني  في  عيوني

أيا وجعاً يُناجيهِ الصباحُ


تَسيلُ  دماؤُنا  حِيناً  فتَروي

على أعتابِها جُرحاً يُباحُ


ألا يا قدسُ يَبكي الشعرُ مِنّي

دماً يُشفَى إذا حُمِلَ السلاحُ

.لاحظ كتابي  الشعر العربي  بين الحداثة والمعاصرة 

.

اميــــر  البيـــــــــــــا ن  العربي

فالح نصيف الكيــــــــــــــلاني

العراق - ديالى - بلــــــد روز

.

علَی شطِّ بحرِ الأسَى بقلم الشاعرة سعیدة باش طبجي☆تونس

 《علَی شطِّ بحرِ الأسَى》


تَرِفُّ القصائدُ في خَِافقي 

مِثْلَ أرجُوحَةٍ بالکَرَی ناعِسَةْ


كَنَجْمٍ ..تَسَلَّلُ أطرَافُهُ

لِتَنَامَ عَلَى أذْرُعِي اليَابِسَةْ


كَنَغْمةِ نَايٍ تُناغِي حَنينِي

وَ وَجْدِي...بِنُوتَتِها الهَامِسَةْ


كَنِسْمَاتِ فَجْرٍ تَفُوحُ و تَسْرِي

برَمْشِي...وعَیْنِي لهَا حَارِسَةْ


ولَكِنَّها تَسْتَبيحُ عَذابِي

وتَهْرَبُ مِنْ صُحبَتِي العَابِسَةْ


فهَذِي القصائدُ تَوْقٌ وشَوْقٌ

لِأُهْزُوجَةٍ مِنْ هَوًی...دَارِسَةْ


وطَیْفٌ..وحُلْمٌ..وبَوْحٌ.. ونَوْحٌ ..

وفَرْحٌ..وتَرْحٌ...رُٶًی یاٸِسَةْ


تَهِلُّ عَليَّ...تُهِیجُ حَنِینِي

وَتَحمِلُها مَوْجَةٌ فَارِسَةْ


تَحُطُّ عَلَى كَتِفي وذِرَاعِي

وَتَغمُرُني صَبْوَةً بائسَةْ


وَتَنْدَاحُ مَكْسُورَةً في الْتِيَاعٍ

ورَغْوتُها  للمَدَی طامِسَةْ


وأبقَى أنَا في صَقيعِ ضَياعي

عَلَى شَطِّ بَحرِ الأسَى جَالِسَةْ ☆


 《سعیدة باش طبجي☆تونس》

الثلاثاء، 25 يونيو 2024

بين أحضان الإله بقلم الشاعر رشيد بن حميدة-تونس

 بين أحضان الإله 

*********************

أكاد ألمحني

بين ثنايا الغيم

أدهس كثيرا من الأشواك

في دروبي.. 


وأمضي

لا أبالي بالمواء والنّباح

ولا الجراح

والنّدوب..


أكاد ألمحني

في ضياء الأفق

أمسك بتلابيب الحظّ

وأحضن الفجر السّعيد

إثر غيابه

والشّحوب..


أكاد ألمحني

خاشعا بين أحضان الإله 

يجبر بخاطري

يؤمّن روعاتي

ويمسح عن جفوني

أثر الأرق

والشّجون...

*********************

رشيد بن حميدة-تونس 

في25-6-2024




حين تقول غزة..كلمتها الجاسرة بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حين تقول غزة..كلمتها الجاسرة


-علمني وطني أنّ حروف التاريخ مزوّرة.. حين تكون بدون دماء.. "(مظفر النواب)


-

-إن الجرح الفلسطيني ما فتئ يتعمّق،وغزة  بالنيابة عنا جميعا،يخوض أبطالها معركة الصمود والبقاء،تحت زخات الرصاص ووسط حصار الدبابات والصواريخ،يحدوهم أمل وضّاء في تحقيق النّصر المبين..( الكاتب )


.. لأنّ إسرائيل متذرعة-بالسماء فقد احتلّت الأرض..ولأنّ حاخاماتها المهوسون يرفعون شعارات قتل العرب والإستيطان عملا-بأحكام الرب-حسب ز عمهم الذي اختار هؤلاء اليهود تنفيذا لمشيئته..! ولأنّنا كما قال المستوطنون النازيون الجدد نستحق القتل..وكما قال -كبيرهم الحاخام يوسف عوفاديا-أنّنا من جنس أقل،ففتوى قتلنا مشروعة من وجهة نظر دينهم،وتدنيس المقدسات الإسلامية،واستخدام آليات القتل والتدمير وإبادة الفلسطينيين ومحاولة الإستيلاء على الحرم القدسي بإعتباره وفي نظرهم-جبل الهيكل-أمر لا يستحق الإستنكار.. !

ومادام ذلك كذلك فلا حرج أن تقفز إسرائيل على قرارات الشرعية الدولية وتنتهك كل القوانين والإتفاقيات والتشريعات التي تكفل إحترام الفرد وتعزّز إنسانيته،وتذهب إلى أبشع مدى وتتجاسر على هتك المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس وتخترق السيادة الفلسطينية على المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف..وتصعّد من عمليات القتل والترويع وهدم وإحراق المباني والممتلكات الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة والقدس..

إنّ الجرح الفلسطيني ما فتئ يتعمّق،وغزة بالنيابة عنا جميعا،يخوض أبطالها معركة الصمود والبقاء،تحت زخات الرصاص ووسط حصار الدبابات والصواريخ،يحدوهم أمل وضّاء في تحقيق النّصر المبين..

وفي عالم فقدنا الثقة في نزاهته وفي ظل التواطؤات العالمية في مختلف أشكالها المخزية، يزداد الصلف الإسرائيلي وتوغل حكومة"آكلة الموتى"بتل أبيب في القتل والترهيب،ويغدو تبعا لذلك"السلام المنشود"زبدا وطواحين ريح..

فالعقلية التلمودية-كما أسلفنا-لا تعترف بقرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (181) القاضي بتقسيم فلسطين التاريخية بين اليهود والعرب الفلسطينيين بنسبة 50 في المائة !! ولا تكترث بقرار عودة اللاجئين ولا بموضوع وقف النشاط الإستيطاني..

وهذا يعني في مجمله أنّ-تحقيق السلام المزعوم-أمر يكاد أن يكون مستحيلا مع"شريك إسرائيلي"لا يلتزم بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومبدأ الأرض مقابل السلام..

وإذن؟

بات لزاما إذا-على دعاة السلام-من الفلسطينيين و العرب على حد سواء أن يعوا بأنّ-الدعوة-للتفاوض المزعوم وتكريس قضية التطبيع بمختلف الأشكال المريبة،قد برهنت الأحداث الدامية في فلسطين على السقوط الفاضح لها وعرّت طريقها المسدود وكشفت زيفها وخداعها من أوسلو إلى شرم الشيخ،وما الصمود الباهر -لأبناء غزة-في حرب الإبادة التي يشنها الإحتلال الغاشم على-القطاع-ومتساكينيه،إلا دليل قاطع على إفلاس المفاوضات العربية-الإسرائيلية،وعلى هشاشة التطبيع مع كيان غريب يستمدّ قوّته من ضعفنا ومن دماء الأبرياء..

ولذا فقد قالت-غزة-كلمتها الجاسرة،وانتصرت لقضيتها العادلة ورفعت-اللاءات-التي تخترق سجوف الصمت العربي وكذا الصلف الإسرائيلي وبرهنت للعالم أنّ فلسطين جرح غائر في الوجدان العربي لا تبريه المفاوضات العبثية وأنّ "الحكمة" التي طالبت أمريكا-الجانبين-أن يتسما بها استحالت جنونا،بما يؤكّد أنّ هذه الأمة الغائرة جذورها في التاريخ لن ترض بأي حلول أو اتفاقات تقفز على دماء الشهداء وعلى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني،وما على العالم إلا أن يعي أنّه من المستحيل التفريط في-تلك الدّماء الزكية-مهما سعى الآخرون وهم في طريقهم المسدود إلى تحويلها إلى حبر زائف تكتب به بيانات التنديد أو الإتفاقات المشبوهة..


 

محمد المحسن




لا شيء في نشوة الشوق..يثبت أنّي أحبّك..غير الكتابة.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 لا شيء في نشوة الشوق..يثبت أنّي أحبّك..غير الكتابة..


الإهداء:إلى تلك التي مازالت تتجوّل في خراب يسكنني..ووحدها تراه..


-أعدّي لِيَ الأرضَ كي أستريحَ..فإني أحُّبّك حتى التَعَبْ (محمود درويش)


..في الأفق البعيد..

                يلوح ضوء باهر

يسربله السّحر

               ذاك الأفق البهيّ

متشحا بباقات من الحسن

هوذا الحسن..

يتوهّج في سحر عينيك

وإنّي لأقرأ هذا المدى العندميّ

                    على شفتيك..

***

يا إمرأة

إنّ فيك لسحر السّماء

          وجوع الحياة

وكون من التيه

       والبوح والموج

والرغبات..

ياسيدة اليمّ

امنحي كلامي لغات السّفن

   امنحي قلبي لغة سافرة..

***

يا سيدة اللّون

أنيري ضوء الكون المعتّم في أجوائي

                 علّني أفتح بؤبؤ الرّيح

وأستوطن الذاكرة

***

يا سيدة البحر

“أسندت روحي على وهج العشق فيك”

أستنجد الوجد..

أحتسي لغة الكوثر في كأس الهديل..

خذيني بقربك..“كي أقرأ روح العواصف”

حين يعانق النورس زرقة اليمّ

          ويسرج القلب أفلاكه..

للرحيل..

***

يا سيدة البحار..

على جدائلك بروق البحر والملح..

             وفي سماوات عينيك

ذاك الفضاء البدائيّ

  أراه متشحا بالغيم

والصّمت

والنّور

والنّار..

وأنا..

أغذّ الخطى بين جرح

وجرح

   وأقتفي أثرا للمرايا

لكنّ الدرب إليكِ..

غدا دروبا لا تؤدي إليكِ..

كنت أرى وجهكِ..

         في المنام

أراه على صفحات البحار..

         وكنت أقول: غـدا..

أقول غدا ربّما قد أراها..

         إن قدّر اللّه حسن النوايا..

لكنّ السنين تعدو

                والأمنيات تمضي

وكل الرغبات تنأى..

             والقوافل أسقطتتني

في منعطف للثنايا..

***

يا سيدة الكون واللّون

            ها أنذا على مرمى..

نبضتين من القلب..

         أتصفّح دفتر عمري..

أكفكف غيمي

        أسرج وجدي..

 إلى جهة في المحال..

وأسري إليك..

لكأنّي في غمرات البنفسج..

أولد الآن..

ولا شيء في نشوة الشوق ..

يثبت أنّي أحبّك..

   غير الكتابة..

ذبل الزّهر ولم يجيء الربيع..

رحل طائر البرق..

       ولم ينهمر الغيم..

مثلما وعدتني الرؤى..

   كما وعدتني رؤايَ

ترى..؟

هل أظلّ أحبّك إلى آخر العمر..؟

وهل..؟

وتظلّ في تضاعيف الرّوح

              محرقة للسؤال..


محمد المحسن


*ازدحمت أسماء النساء في ذاكرة خرّبتها الأزمنة المفروشة بالرحيل..ولذا،أهدي هذه الكلمات المتخمة بالمواجع إلى واحدة فقط ظلت تسكنني عنوة في زمن الجدب..وظللت أهفو إلى عطرها كطير غريب حطّ على غير سربه.



أمسية أدبية فكرية بالمقهى الثقافي البوزار باب بلد قليبية الأحد 23 جوان 2024 للاحتفاء بالمجموعة القصصية (محرقة السوس.. أغاني الحياة2) لمؤلفها الأستاذ عبد القادر بن عثمان

 أمسية أدبية فكرية بالمقهى الثقافي البوزار باب بلد قليبية  الأحد 23 جوان 2024 للاحتفاء بالمجموعة القصصية (محرقة السوس..  أغاني الحياة2) لمؤلفها الأستاذ عبد القادر بن عثمان 

قدمها للحضور الأستاذ الباحث قيس المرابط.


متابعة وتوثيق فوتوغرافي الأستاد فاروق بن حورية مراسل الوجدان الثقافية ومجلة حورية الأدب








نظّمت مساء أمس السّبت 22 جوان 2024 المكتبة العموميّة بحمّام الأغزاز لقاء أدبيّا للإحتفاء بالإصدار الجديد "كيف تتأسّس المدن؟ في تأسيس مدينة حمّام الأغزاز" للأستاذ مزار بن حسن.

  نظّمت مساء أمس السّبت 22 جوان 2024 المكتبة العموميّة بحمّام الأغزاز لقاء أدبيّا للإحتفاء بالإصدار الجديد "كيف تتأسّس المدن؟ في تأسيس مدينة حمّام الأغزاز" للأستاذ مزار بن حسن.

 قدّم الكتاب للحضور الأستاذ محمّد بن امحمّد بن حسين في قراءة ماتعة شدّت الجمهور الحاضر من أدباء وشعراء ورجال تعليم ومثقّفينن، فكانت أمسية رائعة على كلّ المستويات.

تصوير وتوثيق مراسل مؤسّسة الوجدان الثّقافيّة ومجلّة حوريّة الأدب الاستاذ فاروق بن حوريّة










مهرجان الساف بالهوارية أيام 23/22/21 جوان 2024 في دورته الخامسة والخمسين

 مهرجان الساف بالهوارية أيام 23/22/21 جوان 2024

في دورته الخامسة والخمسين 

تدشين وزيارة المعرض التشكيلي والفوتوغرافي التونسي الجزائري بنادي البيازرة 

متابعة لمسابقة بيازرة حمام الأغزاز وقليبية بالساف والصقر

رغم الرياح فقد تمت المسابقة في جو بهيج وحضور جماهيري محترم. 


تصوير وتوثيق الفوتوغرافي الأستاد فاروق بن حورية مراسل الوجدان الثقافية ومجلة حورية الأدب