الثلاثاء، 4 يوليو 2023

وكان اللّقاء ــــــــــ رشدي الخميري


 وكان اللّقاء

الحلقة الخامسة تابع: سبب مرض الشّاب.
عرف الشّاب قبل مرضه بهدوئه وأخلاقه الحميدة وسلوكه الاجتماعيّ الرّاقي مع كلّ من يعرفهم ومن لا يعرفهم. وساعده هدوؤه وانضباطه على أن يكون متميّزا في دراسته ممّا جعل الوزارة تخصّه بمنحة جامعيّة للدّراسة خارج حدود الوطن وكان تخصّصه طبّ الأعصاب. في السّنوات الأولى من تواجده بالجامعة، لاحظ الجميع من طلبة وأساتذة جديّة هذا الطّالب وحرصه الشّديد على تحصيل العلم وعزمه على نيل شهادته بكلّ استحقاق فصار محطّ أنظار وتقدير.. هذا ما جعل بعض أساتذته يدعونه لحضور محاضراتهم المختلفة كما يدعونه لحضور زيارتهم للمستشفيات لدراسة "عيّنات" من المرضى فهم رأوا أنّ ذلك سيعمّق فهمه لعدّة مسائل ويعطيه خبرة سيحتاجها بعد التّخرّج. قبل إنهاء دراسته الجامعيّة بسنتين، صدم الشّابّ بمقتل والديه على يدي إرهابيين اجتاحوا بلده فجأة وتربّصوا بالمواطنين على اختلاف مستوياتهم وبالمسؤولين في الدّولة على حدّ السّوى هدفهم من ذلك إرباك البلد والنّاس وليرسوا بدل الطّمأنينة الخوف وبدل الحياة الموت. لم يكن مقتل الوالدين مقصود في حدّ ذاته بل هي عمليّة من بين عدّة عمليّات كانت الغاية منها إرهاب النّاس وزرع الشكّ والرّيبة في عدّة مقوّمات تمثّلوها وعاشوا في ظلّها متحابّين حتّى وإن اختلفوا. هذه الحادثة جعلت الطّفل يضطرب وينتكس واستحالت حياته بعد افتقاده لوالديه بالتّبني إلى جحيم. لم يستطع بعد ذلك الرّجوع لمواصلة دراسته وهنا كان لابدّ من معالجته والاهتمام به في مصحّة. ومن هنا انطلقت حكايته مع الفتاة...
رشدي الخميري/ جندوبة / تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق